هو بشر بن الحارث بن عبدالرحمن بن عطاء المروزي ثم البغدادي، المشهور: بالحافي، الإمام، العالم، المحدث، الزاهد، الرباني، القدوة، شيخ الإسلام، ويصدق عليه قول النبي ﷺ: «ازهد في الدنيا يحبك الله، وازهد فيما في أيدي الناس يحبك الناس»، (سنن ابن ماجه، 4102)
ولد سنة اثنتين وخمسين ومئة، وارتحل في طلب العلم، فأخذ عن: مالك بن أنس، وشريك، وحماد بن زيد، والفضيل بن عياض، وإبراهيم بن سعد وأبي الأحوص وخالد بن عبد الله الطحان والمعافى بن عمران، وغيرهم.

وتتلمذ عليه وروى عنه خلق كثير، منهم: السري السقطي، وعمر بن موسى الجلاء، وإبراهيم بن هانئ النيسابوري.
كان رأساً في الورع والإخلاص، وضرب أروع الأمثلة في محاسبة النفس، وعلاج أمراضها، وكان رحمه الله قدوة في الجمع بين العلم والعمل. قال بشر بن الحارث: لا أعلم أفضل من طلب الحديث لمن اتقى الله، وحسنت نيته فيه، وقال إبراهيم الحربي: ما أخرجت بغداد أتم عقلاً من بشر، ولا أحفظ للسانه، كان في كل شعرة منه عقل، ما عرف له غيبة لمسلم، ما رأيت أفضل منه.
ومن أجود ما قاله، رحمه الله: إذا أعجبك الكلام، فاصمت، وإذا أعجبك الصمت، فتكلّم. قصد بذلك، رحمه الله، أن يخالف الإنسان هواه، وأن لا يتبع شهوته، وكان شديد المحاسبة لنفسه، وكانت توجيهاته ونصائحه دواء للقلوب، وقال، رحمه الله: لا تجد حلاوة العبادة حتى تجعل بينك وبين الشهوات سداً.
وقال الدارقطني عنه «زاهد، جبل، ثقة، ليس يروي إلا حديثاً صحيحاً»، وكان يحسن الظن بالناس، ويتهم نفسه بالقصور، جاء رجل إليه فقبله، وجعل يقول: يا سيدي أبا نصر، فلما ذهب، قال بشر لأصحابه: رجل أحب رجلاً على خير توهمه، لعلّ المحب قد نجا، والمحبوب لا يدري ما حاله.  قالوا:« وكان سبب تركه النعل أنه جاء مرة إلى حذّاء فطلب منه شراكا لنعله فقال: ما أكثر كلفتكم يا فقراء على الناس”
 من أقواله: ليس أحد يحب الدنيا إلا لم يحب الموت، ومن زهد فيها أحب لقاء مولاه، وقال: ما اتقى الله من أحب الشهرة، وقال: لا تعمل لتذكر، اكتم الحسنة كما تكتم السيئة، وقال: بحسبك أن أقواماً موتى تحيا القلوب بذكرهم، وأن أقواماً أحياء تعمى الأبصار بالنظر إليهم، فرحم الله بشراً ورضي عنه. 
وقال أبو بكر المروزي سمعت بشراً يقول الجوع يصفي الفؤاد ويميت الهوى ويورث العلم الدقيق وقال أبو بكر بن عثمان سمعت بشر بن الحارث يقول إني لأشتهي شواء منذ أربعين سنة ما صفا لي درهم، وعن حمزة بن دهقان قال قلت لبشر بن الحارث أحب أن أخلو معك قال إذا شئت فيكون يوماً فرأيته قد دخل قبة فصلى فيها أربع ركعات لا أحسن أصلي مثلها فسمعته يقول في سجوده اللهم إنك تعلم فوق عرشك أن الذل أحب إليّ من الشرف اللهم إنك تعلم فوق عرشك أن الفقر أحب إليّ من الغنى اللهم إنك تعلم فوق عرشك أني لا أوثر على حبك شيئاً فلما سمعته أخذني الشهيق والبكاء فقال اللهم أنت تعلم أني لو أعلم أن هذا هاهنا لم أتكلم. 
وأتى بشر الحافي باب المُعافى بن عمران، فدَقَّ الحافي عليه الباب، فقيل: من؟ فقال: بشر الحافي، فقالت له بُنَيْةٌ من داخل الدار: لو اشتريت لك نعلاً بِدَانِقَيْنِ (أي: سدسا درهم) لذهب عنك اسم الحافي.
 وكان لبشر الحافي ثلاث أخوات «مضغة، ومخة، زبدة» بنات الحارث، وأكبرهن مضغة. قال السلمي أخوات بشر مخة وربذة ومضغة.

أخبار ذات صلة فتوى: هل قطرة العين تُفسد الصومَ؟ رمضان شهر التوبة واغتنام الأوقات للأعمال الصالحات

المصدر: صحيفة الاتحاد

كلمات دلالية: رمضان رحمه الله

إقرأ أيضاً:

تعلن محكمة بني الحارث عن البيع بالمزاد العلني

تعلن محكمة بني الحارث عن البيع بالمزاد العلني

مقالات مشابهة

  • لقطات نادرة من زيارة الملك سعود إلى قطر.. فيديو
  • عزاء الراحل محمد عواد بمسجد الحامدية الشاذلية.. الاثنين المقبل
  • شخصيات اجتماعية:يمن الولاء سيظل قلعة الشموخ والتحدي والانتصار
  • مكنتش قادر أتنفس وكان عندى جلطات .. أدم الشرقاوي يكشف سبب غيابه عن الساحة الفنية
  • ما المقصود بـمكر الله في القرآن؟.. دار الإفتاء تجيب
  • السديس: غسل الكعبة المشرفة سنة نبوية ومناسبة إسلامية بريادة سعودية
  • تعلن محكمة بني الحارث عن البيع بالمزاد العلني
  • «إسلامية دبي» و«المعرفة» تبحثان تعزيز المبادرات التربوية
  • «إسلامية دبي» تكرم حمد لوتاه
  • رحيل الشيخ عبود أبو بكر باعشن.. رمز المحاسبين القانونيين والمستشارين