سرقة ذهب الولايات المتحدة .. هل هي كذبة؟
تاريخ النشر: 1st, April 2024 GMT
مهما كان الهدف من التقليد الذي يعرف بـ"كذبة أبريل"، فقد ينقلب حتى وإن كان الغرض منه المزاح والإضحاك، ويكون ضارا معنويا أو ماديا، وهذا حال جميع أنواع الكذب، إذا كان للكذب أنواع.
إقرأ المزيدالرواية الأكثر شيوعا لأصل "كذبة أبريل" التي تستغل لأغراض لا حصر لها بما في ذلك تصفية الحسابات والتعبير عن موقف خاص، وأحيانا لترويج بعض المنتجات وما إلى ذلك، تقول إنه جاء من فرنسا، حين تم في عام 1564 تغيير التقويم اليولياني واستبداله بالتقويم الغريغوري الذي تبدأ السنة فيه اعتبارا من 1 يناير، في حين أن التقويم السابق الذي كان ساريا يبدأ العام بـ 1 أبريل.
البعض لم يرق له هذا التغيير، وأراد التعبير عن موقفه بأسلوب ساخر للإضحاك، فقام بإرسال هدايا طريفة وزار معارفه او دعاهم للاحتفال بالعام الجديد تحديدا في 1 أبريل. كذبة أبريل عمليا بدأت بالاحتفال بقدوم عام جديد بتقويم قديم!
تنوعت أكاذيب أبريل عبر الزمن، وبعضها لفت الأنظار بغرابته وانتشر في وسائل الإعلام وبقي عصيا على النسيان، كما هي العادة في مثل هذه الأمور. من أمثلة ذلك ما يلي:
موت ُمنجم وهو على قيد الحياة:
في أحد الأيام قرر كاتب ساخر بريطاني يدعى جوناثان سويفت أن يرد الصاع صاعين لمنجم مشهور اسمه جون بارتريدج كان يبع تقويمات للحظ بتوقيعات خاطئة للناس.
سنحت الفرصة للكاتب الساخر حين تنبأ هذا المنجم في تقويمه لعام 1708 بأن لندن ستصاب بمرض الحمى أوائل أبريل، فقام سويفت بنشر تقويم مضاد باسم مستعار، توقع فيه أن يموت المنجم بارتريدج في الساعة 11 مساء يوم 20 مارس وذلك بسبب "حمى مستعرة في المدينة".
انتشر هذا التوقع مثل الهشيم في النار، وغلى بارتريدج من الغضب ونشر تكذيبا للتقويم الذي اختلقه سويفت، ووصف مؤلفه بأنه محتال.
ليلة 29 مارس، نشر الكاتب الساخر مرثية تحت نفس الاسم المستعار، معلنا أن "صانع الأحذية وراصد النجوم والدجال" مات. وعلى فراش الموت اعترف المنجم بأنه كان محتالا.
زاد انتشار نبأ وفاة المنجم بارتريدج، وحين خرج في نزهة على الأقدام في 1 ابريل، لحق به حشد من الناس الذين تفاجأوا بـ"عودته إلى الحياة"!
استشاط المنجم غيظا من جديد ونشر على الفور كتيبا أكد فيه أنه لا يزال على قيد الحياة، فيما بقي سويفت يؤكد للناس أن المنجم قد مات، وأن المنشور مزيف!
هذه الانتقام المحبوك بطريقة جيدة، نجح في تشويه سمعة المنجم بصورة لا رجعة عنها، وبنهاية المطاف توقف عن نشر توقعاته الباطلة.
رجل يحشر جسمه داخل قارورة صغيرة وبها يغني:
صحف لندنية نشرت في يناير عام 1749 إعلانا ذكرت فيه أن رجلا سيتسرب من عنق زجاجة نبيذ ويدخل بجسمه بعد أن يضغطه داخلها، وبعد ذلك سيعلو صوته وهو يغني من هناك!
الإعلان أفاد بأنه الرجل في فترة مكوثه داخل الزجاجة يمكن لأي شخص أن يلتقط الزجاجة والتأكد من حجمها ووجود الرجل داخلها بأم عينيه، كما وعد أن هذا العرض المثير سيشمل حيلا أخرى بما في ذلك التواصل مع الموتى.
يقال إن هذا الإعلان جاء في أعقاب رهان بين دوق بورتلاند وإيرل تشيسترفيلد. الدوق راهن على قدرته على الإعلان عن شيء غريب ومستحيل تماما في المسرح، وأنه سيكون هناك ما يكفي من الحمقى في لندن لملء المكان ومشاهدة العرض. في مساء العرض امتلأت صالة المسرح واكتظت بالمتفرجين، فيما بقيت الستارة مسدلة على الركن ولم يظهر أحد. الجمهور غادر المكان غاضبا بعد أن أدرك أنه تعرض لعملية خداع!
سرقة كل ذهب وفضة الولايات المتحدة:
صحيفة ألمانية تدعى برلينر تاجبلات أعلنت في 1 أبريل 1905 أن لصوصا حفروا نفقا تحت الخزانة الفيدرالية الأمريكية في العاصمة واشنطن، وسرقوا كل الفضة والذهب. كان هذا الأمر قبل أن تبني الولايات المتحدة منشأة تخزين لاحتياطياتها من الذهب في فورت نوكس.
الصحيفة ذكرت أن السرقة نفذتها المافيا الأمريكية، وأن حفر النفق استغرق أكثر من 3 سنوات، وأن الجناة تمكنوا في النهاية من سرقة ما يزيد عن 268 مليون دولار، مشيرة إلى أن السلطات الأمريكية حاولت من دون جدوى تعقب المجرمين، وأنها تخفي الأمر عن المواطنين الأمريكيين. تناقلت وسائل الإعلام الأوروبية الخبر، وبالنهاية انكشف للجميع أن ما تردد لا يعدو عن كونه "كذبة أبريل".
وحيد القرن يحرز فوزا ساحقا في الانتخابات
نظم الطلاب في مدينة ساو باولو البرازيلية أواخر خمسينيات القرن الماضي، حملة لانتخاب وحيد القرن لمجلس المدينة المحلي. كان وحيد القرن المعني قد أحضر حين كان في الرابعة من عمره من مدينة ريو دي جانيرو، وكان يتمتع بشعبية واسعة بين الأهالي، وكان الطلاب ساخطين من تعسف سلطات المدينة وانتشار الفوضى في أرجائها وتضخم الأسعار.
حملة الطلاب الانتخابية حققت نجاحا منقطع النظير، وفاز في تصويت احتجاجي مرشحهم وحيد القرن واسمه " كاكاريكو"، وصوت لصالحه 100000 شخص، وهو أعلى بعشر مرات من أقرب منافسيه!
وحيد القرن بطبيعة الحال لم يستلم مهام منصبه، وتم استبعاده لاحقا، في حين بقي هذا التصويت في الأذهان باعتباره أشهر احتجاج منظم ضد السلطات في تاريخ البرازيل.
حصاد وفير من "السباغيتي":
في 1 أبريل عام 1957، أبلغ مقدم بريطاني على شاشة قناة تلفزيون "بي بي سي" مشاهديه، أن تيسينو، وهي منطقة سويسرية بالقرب من الحدود مع إيطاليا، سجلت رقما قياسيا غير مسبوق في حصاد السباغيتي، وجرى عرض لقطات لأشخاص وهم يجمعون "السباغيتي" من الأشجار، ثم جلسوا على طاولة وبدأوا في تتناولها.
السباغيتي لم يكن طبقا مفضلا للبريطانيين، وأدرك الكثيرون على الفور أن ما قيل مجرد دعابة لا طعم لها، إلا أن آخرين تساءلوا واستفسروا عن الطريقة التي تمكنهم من زراعة "السباغيتي" في بساتينهم وحدائق منازلهم!
المصدر: RT
المصدر: RT Arabic
كلمات دلالية: أرشيف کذبة أبریل وحید القرن
إقرأ أيضاً:
بناء السفن.. جبهة جديدة للتنافس بين الولايات المتحدة والصين
نشر موقع "أوراسيا ريفيو" تقريرا تناول فيه توسع التنافس بين الولايات المتحدة مع الصين ليشمل قطاع بناء السفن؛ فقد أصدرت إدارة ترامب في نيسان/ أبريل 2025 قرارًا تنفيذيًا لإحياء صناعة بناء السفن الأمريكية وتعزيز التفوق البحري في مواجهة التقدم الصيني السريع.
وقال الموقع، في تقريره الذي ترجمه "عربي 21"، إن إدارة ترامب، رغم تركيزها الظاهري على التجارة وتعظيم المكاسب الاقتصادية، تُظهر تحركاتها الأخيرة أن التنافس البحري مع الصين بات جزءًا أساسيًا من أولوياتها.
وفي 9 نيسان/ أبريل 2025، أصدرت إدارة ترامب أمرًا تنفيذيًا يهدف إلى إحياء صناعة بناء السفن في الولايات المتحدة واستعادة التفوق البحري، في ظل التقدّم المتسارع الذي تحققه الصين في هذا المجال، وهو ما يعكس شعورًا متزايدًا بالقلق داخل الإدارة الأمريكية بشأن تراجع قدراتها البحرية مقارنةً بمنافسها الصيني.
وأشار الموقع إلى أن قدامى المحاربين العسكريين قدموا مشروع قانون "أنقذوا أحواض السفن"، في آذار/ مارس 2025، بهدف تجديد صناعة بناء السفن الأمريكية وتلبية احتياجات الجيش، حيث إن هذه الخطوة، إلى جانب القرارات السابقة، تعكس إدراكًا متزايدًا لدى الولايات المتحدة بضرورة تعزيز تفوقها البحري، خصوصًا في ظل استحواذ الصين على نحو 53 بالمائة من صناعة السفن العالمية خلال العقدين الماضيين.
تفوق الصين في بناء السفن البحرية
وأفاد الموقع أن سوق بناء السفن شهد تغيرًا كبيرًا خلال العقدين الماضيين؛ حيث ارتفعت حصة الصين من 5 بالمائة في سنة 2000 إلى 53 بالمائة في سنة 2024، في حين انخفضت الحصة المشتركة لكوريا الجنوبية واليابان من 74 بالمائة إلى 42 بالمائة. وتحتل الولايات المتحدة أقل من 1 بالمائة من السوق العالمي حاليًا.
وذكر الموقع أن تقدم الصين في بناء السفن التجارية والبحرية جاء بفضل التصنيع المحلي وتكاليف العمالة المنخفضة والدعم الحكومي، مع اعتماد سياسة الدمج العسكري المدني التي تجمع بين القطاعين التجاري والدفاعي، ما يمنحها مزايا إستراتيجية واقتصادية واضحة مقارنة بدول أخرى.
وأضاف الموقع أن الصين تمكنت من الاستفادة من قاعدتها لبناء السفن لأغراض مزدوجة، مما عزز قدراتها البحرية بسرعة. وتمتلك الصين أكبر قوة بحرية في العالم؛ حيث تشغل 234 سفينة حربية مقابل 219 للبحرية الأمريكية، ويبلغ إجمالي قوتها القتالية أكثر من 370 سفينة وغواصة، منها أكثر من 140 سفينة سطحية رئيسية.
ومن المتوقع أن يصل عدد سفن البحرية الصينية إلى 395 بحلول 2025، و435 بحلول 2030. ففي سنة 2005، كان لدى البحرية الأمريكية حوالي 300 سفينة، بينما كان لدى الصين 200. وعلى الرغم من حجم الأسطول الأمريكي سيظل ثابتًا حتى 2030، ستصل البحرية الصينية إلى 450 سفينة، أما في مجال بناء السفن التجارية، فقد شهدت الصين نموًا كبيرًا، مما منحها تفوقًا واضحًا على منافسيها، بما في ذلك الولايات المتحدة.
ومع ذلك، قد تتعثر صناعة بناء السفن الأمريكية بسبب نقص الاستثمار والسياسات الحمائية التي أدت إلى تخلفها عن المعايير العالمية. وتواجه البحرية الأمريكية مشاكل كبيرة مثل تجاوز التكاليف وعيوب التصميم وتأخر التسليمات.
ويعتمد القطاع الخاص بشكل كبير على تلبية عدد السفن المطلوبة، لكنه يواجه صعوبات في الالتزام بالميزانية والجداول الزمنية، مما يعيق تحقيق هدف زيادة حجم الأسطول.
وذكر الموقع أن التحديات التي تواجه صناعة بناء السفن الأمريكية تمثل عائقًا كبيرًا أمام تطوير البنية التحتية البحرية، مما يثير مخاوف واشنطن من قدرتها على حماية ممرات الاتصال البحري والسيطرة على نقاط الاختناق، وهو أمر حيوي للتحكم في التجارة الدولية أثناء الأزمات وحماية التجارة العالمية، وهو الدور الأساسي للبحرية الأمريكية.
تعزيز الوجود في منطقة المحيطين الهندي والهادئ
قال الموقع إن صعود الصين كقوة بحرية وتعزيزها العسكري في المحيطين الهندي والهادئ يثير قلقًا لدى دول مثل الفلبين وكوريا الجنوبية واليابان. وأكد تقرير أمريكي حديث على تصاعد عدوانية الصين وضرورة استعادة الولايات المتحدة لردعها في المنطقة للحفاظ على توازن القوى ودعم حلفائها.
جبهة القطب الشمالي
وأوضح الموقع أن الممرات البحرية في القطب الشمالي أصبحت جبهة حاسمة في المنافسة البحرية بين أمريكا والصين؛ حيث تستفيد الصين، بالتعاون مع روسيا، من تغير المناخ لتسهيل الملاحة وتطوير طريق البحر الشمالي الممتد 3500 ميل، بهدف استغلال الفرص الاقتصادية المحتملة في المنطقة.
وتابع الموقع أن كاسحات الجليد تلعب دورًا أساسيًا في ضمان الوصول المستمر إلى القطب الشمالي على مدار السنة. وقد نشرت الصين ثلاث كاسحات جليد مؤخرًا، بينما تواجه الولايات المتحدة ضعفًا في أسطولها. وتعاونت أمريكا مع كندا وفنلندا لتعزيز القدرات القطبية، وأعلن ترامب في 2025 عن خطة لشراء 40 كاسح جليد كبير، مما يعكس تصاعد المنافسة في المنطقة وسعي أمريكا للحفاظ على مكانتها في المنطقة.
الطريق نحو المستقبل
ولفت الموقع إلى أن الولايات المتحدة تواجه تحديات كبيرة في إعادة تنشيط صناعة بناء السفن، تشمل تأمين تمويل مستمر وتعزيز تنافسية السفن الأمريكية عالميًا وإعادة بناء القدرات الصناعية البحرية، وتطوير القوى العاملة. كما تحتاج إلى تعاون بين الوكالات وتقييم واقعي لقدراتها مقارنة بالصين، ووضع خطة مستقبلية واضحة لمتابعة التقدم.
واختتم الموقع بأن أمر ترامب التنفيذي يؤكد الحاجة الملحة لتعزيز القدرات البحرية الأمريكية لحماية المصالح طويلة الأمد، مع التركيز على المحيطين الهندي والهادئ وأمريكا اللاتينية والقارة القطبية الشمالية، وأن إعادة بناء صناعة بناء السفن المتدهورة تمثل خطوة أساسية لبداية جديدة لواشنطن في حماية مصالحها التجارية والاستراتيجية.