خذلان وقمع.. قلق بعد تولي السعودية رئاسة لجنة المرأة بالأمم المتحدة
تاريخ النشر: 2nd, April 2024 GMT
انتخبت السعودية بالإجماع لرئاسة لجنة وضع المرأة بالأمم المتحدة، وهي الهيئة المسؤولة عن تعزيز المساواة بين الجنسين وتمكين المرأة في جميع أنحاء العالم.
أثار انتخاب السعودية بالإجماع لرئاسة الدورة الـ 69 في عام 2025، ردود فعل متباينة، حيث رحبت به بعض الدول بينما انتقدته أخرى بشدة.
وحسب قرار اللجنة التابعة للأمم المتحدة سيشغل السفير السعودي عبد العزيز الواصل، مندوب المملكة الدائم لدى الأمم المتحدة في نيويورك، منصب رئيس الدورة 69 للجنة وضع المرأة خلال عام 2025.
وتعهد مندوب السعودية الدائم لدى الأمم المتحدة في خطابه، قبوله بالتعاون مع جميع أعضاء اللجنة لتعزيز المساواة بين الجنسين، مؤكدا التزام المملكة بتمكين المرأة.
وكان من المتوقع أن تفوز السعودية برئاسة لجنة وضع المرأة، التي أنشئت عام 1946، كهيئة عالمية لصنع السياسات التي تعنى بالنهوض بالمرأة. كونها المرشحة الوحيدة لشغل المنصب، ولم تحظ بأي معارضة من الدول الأعضاء الأخرى.
وكالة الأنباء السعودية الرسمية (واس) أكدت أن رئاسة اللجنة من قبل المملكة تأكيد على اهتمامها بالتعاون في إطار المجتمع الدولي في كل ما من شأنه تعزيز حقوق المرأة وتمكينها، كما يتماشى مع الإنجازات النوعية التي حققتها المملكة في هذا المجال، مضيفة أن المرأة السعودية حظيت باهتمام ورعاية القيادة ومنحتها سبل التمكين.
التصريحات الرسمية لم تخف تحذيرات النشطاء والمنظمات الحقوقية من تولى السعودية لرئاسة اللجنة لما وصفوه أنه قرار مخالف للواقع الذي تعيشه المملكة في الداخل من قمع النساء وحرية الرأي، والخارج من تغاضيها عن دعم المرأة خاصة الفلسطينية في ظل حرب تشنها دولة الاحتلال على غزة راح ضحيتها آلاف الشهداء من النساء والأطفال دون تعليق من المملكة بحسب مراقبين.
معهد العلاقات الخارجية الأمريكي:
أعربت جماعات حقوق الإنسان عن غضبها بسبب صعود #السعودية لرئاسة لجنة الأمم المتحدة المعنية بوضع المرأة، نظرا لسجلها السيئ في مجال حقوق الإنسان، حيث تم انتخاب المملكة، في محاولة دون معارضة، بعد الضغط على الفلبين للتنحي. pic.twitter.com/xOj6uwpf5C — مفتاح (@keymiftah79) March 30, 2024
د. عبدالله العودة في تعليق لموقع الحرة الأمريكي على قرار انتخاب السعودية لرئاسة لجنة المرأة:
إن هذه الخطوة تدل على نفوذ المال على حساب القيم والحقوق في العالم.https://t.co/2HPXi6RTJo — الإصلاحيون السعوديون (@SaudiReformers) April 2, 2024
أثار قرار انتخاب السعودية لرئاسة لجنة المرأة في الأمم المتحدة انتقادات لاذعة، سواء من قبل ناشطين سعوديين،أو من قبل منظمات حقوقية دولية تراقب ملف حقوق الإنسان في البلد الخليجي الغني بالنفط.هذا الخبر المفبرك على الحرة المأجورة والمسيسة والتي يديرها عملاء عرب والمدفوع الثمن من قطر — the Saudi tornado الاعصار السعودي (@SaudiTornado_) March 30, 2024
منظمة "هيومن رايتس ووتش" الحقوقية حذرت من قرار الأمم المتحدة مؤكدة أن "المملكة العربية السعودية تميز بشكل منهجي ضد المرأة وتضطهد الناشطات في مجال حقوق المرأة".
انتخاب #السعودية لرئاسة "لجنة وضع المرأة" الأممية سيشكّل ضربة لحقوق المرأة نظرا لسجل المملكة في هذا المجال
على الدول الأعضاء في الأمم المتحدة التصدي لهذا الترشح في انتخابات اللجنة في 22 مارس/آذار
المزيد: https://t.co/SzPk5RsN4I pic.twitter.com/xyyC5AmBRy — هيومن رايتس ووتش (@hrw_ar) March 20, 2024
"المنظمة الأوروبية السعودية لحقوق الإنسان، نشرت في منشور لها عبر منصة أكس، قائلا" تمكين قمع المرأة "من منجزات عهد الملك سلمان وابنه، اعتقلت السعودية ١٢٢ امرأة على الأقل منذ ٢٠١٥، وحكمت على عدد منهن بالسجن لعقود لتهم لها علاقة بحرية الرأي.
"تمكين قمع المرأة" من منجزات عهد الملك سلمان وابنه مبس، اعتقلت #السعودية ١٢٢ امرأة على الأقل منذ ٢٠١٥، وحكمت على عددٍ منهن بالسجن لعقود لتهمٍ لها علاقة بحرية الرأي.
يخلق السلوك الحكومي بيئة عدائية في وجه الناشطات، تتجلى عبر وسائل التواصل حيث يتعرّضن لعنفٍ رقمي يشنه ذباب إلكتروني… pic.twitter.com/EocPvGsQjP — المنظمة الأوروبية السعودية لحقوق الإنسان ESOHR (@ESOHumanRights) February 27, 2024
وأضافت، السلوك الحكومي يخلق بيئة عدائية في وجه الناشطات، تتجلى عبر وسائل التواصل حيث يتعرضن لعنف رقمي يشنه" ذباب إلكتروني "رسمي مهمته مراقبة وتهديد النساء ومنعهن من التعبير عن آرائهن، حسب المنظمة.
فيما نشرت منظمة العفو الدولية تغريدة عبر منصة أكس قالت فيها" تعين السعودية كرئيسة لمنتدى الأمم المتحدة لحقوق المرأة يسلط الضوء على "الفجوة الشاسعة بين الواقع المعيش للنساء والفتيات في السعودية وتطلعات الهيئة".
#SaudiArabia's expected appointment as chair of the UN forum on women's rights sheds light on "the vast gulf between the lived reality for women and girls in Saudi Arabia, and the aspirations of the Commission." https://t.co/YocynAoGFi — Amnesty MENA (@AmnestyMENA) March 22, 2024
فك القيود عن المرأة بالمملكة لا يعكس الواقع
وأكدت الباحثة في المنظمة الأوروبية السعودية لحقوق الإنسان، دعاء دهيني، في تصريحات خاصة لـ "عربي21"، أنه من الممكن أن تكون التغيرات التي شهدتها السعودية بشأن فك بعض القيود عن المرأة داخل المملكة، ساهمت في الترويج إلى تحسن في وضع حقوق المرأة، ولكن هذه التغيرات وفك بعض القيود مثل رفع الحظر عن القيادة، لا يعكس حقيقة وواقع حقوق النساء اللواتي تعرضن خلال السنوات الأخيرة بشكل غير مسبوق للتعذيب والاعتقال التعسفي وغيرها من الانتهاكات.
وأضافت دهيني، أن من أهم أدوار لجنة وضع المرأة العمل على تعزيز حقوق المرأة في المجالات السياسية والاقتصادية والمدنية والاجتماعية، وترأس السعودية لهذه اللجنة بينما ينعدم فيها أي نشاط سياسي وأي حيز مدني لكلا الجنسين، هو تناقض بين ما يجب أن تمثله اللجنة وما سوف تكون.
وأشارت الباحثة في المنظمة الأوروبية السعودية لحقوق الإنسان، إلى أن انتخاب السعودية هو تجاهل لانتهاكاتها الجسمية لحقوق المرأة وأبرزها اعتقال الأكاديميات والناشطات والأحكام المطولة بحقهن وتعذيبهن.
وقالت، إن "ما يثير قلقنا كمتابعين لسلوك السعودية هو أن يساهم ترأسها لهذه اللجنة في حملات الغسيل التي تقودها الحكومة، والتي برزت في تعيين نساء في مراكز دبلوماسية وسياسية وحقوقية. حملات الغسيل التي تهدف لخلق صورة غير واقعية عن وضع النساء في البلاد وتحويل الأنظار عن الحقيقة".
مناصب مشتراة بالأموال
ومن ناحية أخرى أكدت رئيس جمعية المرأة الفلسطينية بالسويد نهله الحسن، في تصريحات خاصة لـ "عربي21"، أن هذا القرار بانتخاب السعودية رئيس للجنة وضع المرأة في الأمم المتحدة يفتقد للمصداقية حيث إن المرأة السعودية أكثر عرضة للانتهاكات، والقمع والاعتقال، من ناحية ومن ناحية أخرى المملكة ليس لديها خبرات في التعامل مع ملفات المرأة في ظل سنوات من التهميش المجتمعي للمرأة السعودية.
وأضافت الحسن، أن القرار شكل لها صدمة مضحكة، خاصة أن السعودية ودول الخليج المالكة للنفط تصل إلى تلك المناصب بالأموال حتى تبيض وجهها، أمام المجتمع الدولي، دون وجود بصمة حقيقة في تلك المجالات وعلى رأسها مجال حقوق المرأة سواء على المستوى المحلي داخل المملكة أو المستوى العربي والدولي.
ومن ناحية أخرى قالت الحسن، إنه على الجانب الدولي والعربي "لم تر المرأة الفلسطينية من المملكة السعودية إلا الخذلان والخزي على مدار أكثر من ستة أشهر من الحرب على قطاع غزة يواصل فيها الاحتلال قتل وتشريد الأمهات والنساء الفلسطينيات، دون أي موقف يحسب للمملكة العربية السعودية".
مؤكدة أن تلك المناصب المشتراة بالأموال "على حد وصفها" لم تصلح من الأمر شيئا، وسيظل وضع المرأة السعودية والعربية معقدا في داخل وخارج المملكة.
وطالبت الحسن، بضرورة تقديم الجهات المسئولة لمذكرة احتجاج على قرار رئاسة السعودية لجنة المرأة بالأمم المتحدة، لأن ذلك القرار وضع الشخص غير المناسب في مكان غير مناسب.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية السعودية الأمم المتحدة غزة الأمم المتحدة السعودية غزة لجنة المراة المزيد في سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة انتخاب السعودیة السعودیة لرئاسة لجنة وضع المرأة الأمم المتحدة حقوق الإنسان حقوق المرأة لجنة المرأة لرئاسة لجنة المرأة فی من ناحیة
إقرأ أيضاً:
بقيادة المملكة.. بيان عربي إسلامي: دور الأونروا غير قابل للاستبدال وإضعافها سيؤدي لتداعيات خطيرة
أكد وزراء خارجية كل من المملكة العربية السعودية، وجمهورية مصر العربية، والمملكة الأردنية الهاشمية، والإمارات العربية المتحدة، وجمهورية إندونيسيا، وجمهورية باكستان الإسلامية، وجمهورية تركيا، ودولة قطر على الدور الذي لا غنى عنه لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأدنى (الأونروا) في حماية حقوق اللاجئين الفلسطينيين ورعاية شؤونهم, فعلى مدار عقود، قامت الأونروا بتنفيذ ولاية فريدة من نوعها أوكلها لها المجتمع الدولي، تُعنى بحماية اللاجئين وتقديم خدمات التعليم والصحة والخدمات الاجتماعية والمساعدة الطارئة لملايين اللاجئين الفلسطينيين في مناطق عملياتها، وفقًا لقرار الجمعية العامة للأمم المتحدة رقم 302 لعام 1949، ويعكس اعتماد الجمعية العامة للأمم المتحدة لقرار تجديد ولاية الأونروا لمدة ثلاث سنوات إضافية، الثقة الدولية في الدور الحيوي الذي تؤديه الوكالة واستمرارية عملياتها.
ودان الوزراء اقتحام القوات الإسرائيلية لمقر وكالة الأونروا في حي الشيخ جراح بالقدس الشرقية، لما يمثله هذا الاعتداء من انتهاك صارخ للقانون الدولي وحرمة مقار الأمم المتحدة، وهو ما يعد تصعيدًا غير مقبول، ويخالف الرأي الاستشاري الصادر عن محكمة العدل الدولية في 22 أكتوبر 2025، الذي ينص بوضوح على التزام إسرائيل كقوة احتلال بعدم عرقلة عمليات الأونروا، بل على العكس من ذلك تسهيلها.
وعلى ضوء الأزمة الإنسانية غير المسبوقة في قطاع غزة، أكد الوزراء على الدور الأساسي الذي تضطلع به الوكالة في توزيع المساعدات الإنسانية عبر شبكة مراكز التوزيع التابعة لها، بما يضمن وصول الغذاء والمواد الإغاثية والمستلزمات الأساسية إلى مستحقيها بعدالة وكفاءة، وبما يتسق مع قرار مجلس الأمن رقم 2803, كما تُعد مدارس الأونروا ومرافقها الصحية شريان حياة لمجتمع اللاجئين في غزة، حيث تواصل دعم التعليم وتوفير خدمات الرعاية الصحية الأساسية رغم الظروف شديدة الصعوبة، وهو ما يدعم تنفيذ خطة الرئيس "ترمب" على الأرض وتمكين الفلسطينيين من البقاء على أرضهم وبناء وطنهم.
كما أكد الوزراء على أن دور الأونروا غير قابل للاستبدال، إذ لا توجد أي جهة أخرى تمتلك البنية التحتية والخبرة والانتشار الميداني اللازم لتلبية احتياجات اللاجئين الفلسطينيين أو لضمان استمرارية تقديم الخدمات على النطاق المطلوب، وأي إضعاف لقدرة الوكالة سيترتب عليه تداعيات إنسانية واجتماعية وسياسية خطيرة على مستوى المنطقة بأسرها، وعليه، يدعو الوزراء المجتمع الدولي إلى ضمان توفير التمويل الكافي والمستدام لها، ومنحها المساحة السياسية والعملياتية اللازمة لمواصلة عملها الحيوي في كافة مناطق عملياتها الخمسة، إن دعم الأونروا يمثل ركيزة أساسية للحفاظ على الاستقرار وصون الكرامة الإنسانية وضمان حقوق اللاجئين الفلسطينيين، إلى أن يتم التوصل إلى حل عادل ودائم لقضيتهم وفقًا للقانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة، بما في ذلك قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة رقم 194.
#بيان | يؤكد وزراء خارجية كل من المملكة العربية السعودية، وجمهورية مصر العربية، والمملكة الأردنية الهاشمية، والإمارات العربية المتحدة، وجمهورية إندونيسيا، وجمهورية باكستان الإسلامية، وجمهورية تركيا، ودولة قطر على الدور الذي لا غنى عنه لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين… pic.twitter.com/rjwRfwvpLo
— وزارة الخارجية ???????? (@KSAMOFA) December 12, 2025 المملكةالأونرواغزةالقدس الشرقيةأهم الآخبارقد يعجبك أيضاًNo stories found.