يسيطر عليها «الدعم السريع» انتهاكات وأوضاع إنسانية كارثية تعيشها «أم روابة» غربي السودان
تاريخ النشر: 2nd, April 2024 GMT
تسيطر قوات الدعم السريع على مدينة أم روابة بولاية شمال كردفان غربي السودان منذ سبعة أشهر في ظل أوضاع إنسانية سيئة للغاية تشهدها المدينة إلى جانب سوء الأوضاع المعيشية لسكانها.
الأبيض _ التغيير
و قال مصدر من داخل المدينة ل «التغيير» إن جميع المرافق الصحية الحكومية باتت شبه متوقفة عن العمل و لا تقدم أي خدمات بالمدينة حاليا سوى المرافق التابعة للقطاع الخاص، ونوه إلى أن معظم سكان المدينة ليس لديهم القدرة المادية للتعامل مع القطاع الخاص نتيجة لغلاء أسعاره.
و أكد المصدر أن قوات الدعم السريع أصبحت تفرض قيود على حركة التجارة داخل الأسواق عبر قواتها المنتشرة بالداخل الأمر الذي أثر على الوضع الاقتصادي ما أدى إلى تعطل حركة التجارة في المدينة بحسب تأكيدات مواطنين أيضاً .
وعلى الرغم من انعدام المساعدات الإنسانية إلا أن هنالك مبادرات شبابية نشطت داخل المدينة وتعمل بدعم شعبي في إطار تقديم المساعدات كمحاولة للتقليل من العبء الإنساني الذي يواجه المدنيين هناك .
وبحسب حديث مصادر أخرى أشارت إلى أن المبادرات الإنسانية تعمل منذ فترة على تقديم والوجبات لا سيما الرمضانية لعدد من مراكز الإيواء بجانب مواصلتها في تغطيتها للخدمات المتعلقة باحتياجات عمليات الولادة بالنسبة للنساء الحوامل.
وأوضحت مصادر «التغيير» أن عدد دور الإيواء داخل مدينة أم روابة بلغت 30 مركزا تضم ما يقارب ثلاثة آلاف نازح معظمهم يعيشون أوضاعا إنسانية كارثية بعد أن اتخذوا من مدارس المدينة مساكن بديلة لهم ولأسرهم منذ شهور ماضية.
وكان قد تحولت معظم المدارس الحكومية إلى مراكز إيواء للنازحين فيما يعيش أخريين منهم في منازل المواطنين الذين كانوا قد غادروها عقب دخول قوات الدعم السريع للمدينة.
وقال شهود عيان ل «التغيير» من المدينة إن الدعم السريع ظل يواصل في ممارسة انتهاكته الجسيمة بحق المدنيين إلى جانب ارتكابها العديد من الجرائم من بينها القتل، و الاغتصاب ونهب المرافق الحكومية ومنازل المواطنين.
و أكدت المصادر أن هنالك مجموعة من حالات الاغتصابات ارتكبتها قوات الدعم السريع بحق النساء والفتيات منذ سيطرتها وكان قد سجلت منها آخر حالتين اغتصاب قبل أيام قليلة فيما و معظم الحالات الأخرى تم التستر عليها.
وقال مواطنون بأم روابة إن مدينتهم أصبحت محتلة ومستباحة من قبل قوات الدعم السريع مع غياب أي مظهر من مظاهر الدولة على حد تعبيرهم.
وبعد ما يقارب عام من الحرب المستمرة قال مواطنين بالمدينة إن الأمل الوحيد لسكانها هو وقف الحرب الحالية بعد أن ساءت أوضاعهم الإنسانية التي ظلوا يعانون منها منذ اندلاعها.
وتبلغ مساحة مدينة أم روابة حوالي «24610» كيلوات متر مربع تحدها من الجنوب مدينتا رشاد والدلنج ومن الشمال الغربي مدينتي الأبيض وبارا ومن الغرب مدينة الرهد.
وبعد شهور من القتال الدائر في البلاد كانت قد شهدته المدينة وما حولها معارك طاحنة دارت بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع التي فرضت سيطرتها عليها مؤخرا.
ومنذ أغسطس من العام الماضي ظلت قوات الدعم السريع تفرض السيطرة الكاملة على المدينة وما حولها من قرى ومناطق أخرى .
الوسومإيقاف الحرب اغتصاب الدعم السريع الرهد انتهاكاتالمصدر: صحيفة التغيير السودانية
كلمات دلالية: إيقاف الحرب اغتصاب الدعم السريع انتهاكات
إقرأ أيضاً:
أطباء السودان: وثقنا اغتصاب الدعم السريع لـ19 امرأة من الفاشر
قالت شبكة أطباء السودان إن فرقها في مخيم العَـفّاض شرقي مدينة الدَبّة شمالي السودان وثقت 19 حالة اغتصاب تعرضت لها نازحات من الفاشر إلى مدينة الدبة على يد أفراد ينتمون لقوات الدعم السريع.
وأضافت في بيان اليوم الأحد أن "اثنتين من المتضررات في حالة حمل وتتلقيان حاليا رعاية صحية خاصة تحت إشراف فرق طبية محلية".
وأعربت الشبكة عن إدانتها الشديدة لـ"عملية الاغتصاب الجماعي التي مارسها أفراد من الدعم السريع على النساء الفارات من جحيم الفاشر"، واعتبرت أنها "استهداف مباشر للنساء وتعد واضح على كل القوانين الدولية التي تجرم استخدام أجساد النساء كسلاح لقهرهن".
وقالت الشبكة إن "استمرار مثل هذه الجرائم يعكس تطورا خطيرا في التعدي على الفئات الأكثر ضعفا"، وحذرت من أن "صمت المجتمع الدولي على هذه الممارسات البشعة يشجع على تكرارها".
وطالبت المجتمع الدولي والأمم المتحدة والآليات الحقوقية المختصة بتوفير حماية فاعلة للنساء والأطفال في مسارات النزوح والعبور، وإرسال فرق تحقيق مستقلة لتقصي الحقائق، وضمان وصول آمن للمساعدات الإنسانية والطواقم الطبية.
كما دعت الشبكة الطبية إلى ممارسة ضغوط جادة على قادة "الدعم السريع" لوقف هذه الاعتداءات فورا، واحترام القانون الدولي الإنساني.
ولم يصدر عن "قوات الدعم السريع" تعليق فوري على ما أوردته الشبكة الطبية المستقلة، لكن قائد "قوات الدعم السريع" محمد حمدان دقلو (حميدتي) أقر في 29 أكتوبر/تشرين الأول الماضي بحدوث ما سماه مجرد "تجاوزات" من قواته في الفاشر، مدعيا تشكيل لجان تحقيق.
وكانت شبكة أطباء السودان قالت في 16 نوفمبر/تشرين الثاني إنها وثقت 32 حالة اغتصاب لفتيات بمدينة الفاشر نزحن لمخيم طويلة للنازحين بشمال دارفور، منذ اجتياح "قوات الدعم السريع" للمنطقة في 26 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي.
إعلانوقد أفادت منظمات محلية ودولية أن قوات الدعم السريع ارتكبت مجازر في حق مدنيين عند اجتياحها للمنطقة وسط تحذيرات من تكريس تقسيم جغرافي للسودان.
وحسب وكالة الأناضول، تحتل هذه القوات كل مراكز ولايات دارفور الخمس غربا من أصل 18 ولاية بعموم البلاد، بينما يسيطر الجيش على أغلب مناطق الولايات الـ13 المتبقية بالجنوب والشمال والشرق والوسط، وبينها العاصمة الخرطوم.
ويشكل إقليم دارفور نحو خُمس مساحة السودان البالغة أكثر من مليون و800 ألف كيلو متر مربع، غير أن غالبية السودانيين البالغ عددهم 50 مليونا يسكنون في مناطق سيطرة الجيش.