أبو عاصي: بعض المفسرين قالوا المرأة غير عاقلة
تاريخ النشر: 6th, April 2024 GMT
قال الدكتور محمد سالم أبوعاصي، أستاذ التفسير، عميد كلية الدراسات العليا السابق بجامعة الأزهر، إن المفكر الأديب أمين الخولي، له كتاب اسمه "التجديد في الإسلام" تحدث عن تجديد النحو وتجديد البلاغة، وقال "لا تجديد إلا بقتل فهم القديم".
وأضاف "أبوعاصي"، خلال حديثه لبرنامج "أبواب القرآن"، تقديم الإعلامي الدكتور محمد الباز، على قناتي "الحياة" و"إكسترا نيوز": " لازم تفهم القديم وتنقده فتجدد، لكن ين المتخصصين وبين المجتمع يوجد عنف ودعوة في إغلاق التجديد، وإذا فكر أحد في التجديد قالوا شوف القرطبي قال إيه شوف الألوسي قال ايه، لو قلت رأي جديد هيهاجموك ويقول لك من من المفسرين قاله؟ وهل علمك كعلم هؤلاء ؟.
وأشار إلى أنه في تفسير استخدام كلمة "ما" في الآية "فانكحوا ما طاب لكم من النساء"، المفسرين قالوا ما لغير العاقل وبالتالي المرأة غير عاقلة، مردفا: "طب أتجوز واحدة غير عاقلة ليه؟ إذا سلبت عقلها سلبت إنسانيتها، وهو قول غير معتبر لكن موجود وممكن يقرأه شباب وأعداء ومتربصين ويقولك موجود في الكتب".
وأوضح أن بعض الناس خرجت في الإعلام في السنوات الأخيرة تقول نقد في الإسلام ويقع على هذه الأشياء وهو ليس لديه المنهجية ولا القواعد ولا العمق الفكري، وإنما ينقل ما هو منقود، عندما ينقد البخاري ينقل ما قاله العلماء القدامى والمستشرقين، وهو ليس مفكر ولا مبدع.
وأردف: "عاوزين ننقد ونبني وليس تفكيك فقط، أمين الخولي، في العصر الحالي أبو المجددين، قال لا تجديد إلا بقتل فهم القديم، اي افهم الأسس العلمية وعلى أساسها هتجدد وهتنقد، ولهذا أنادي بإدخال الفكر النقدي كمقرر في الجامعات، لازم الطالب يتعلم الفكر النقدي، وكيف يعمل الباحث أو الطالب ملكة ومنهجية النقد في الأقوال، إنما ممكن تجد عند بعض المحدثين على استحياء عنده نقد الأحاديث".
المصدر: صدى البلد
إقرأ أيضاً:
سوريا.. ما قاله مفتي لبنان أمام أحمد الشرع وسبب تقليده وساما يشعل تفاعلا
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)—أثار منح الرئيس السوري المؤقت، أحمد الشرع، وسام "دار الفتوى المذهَّب" من مفتي لبنان، عبداللطيف دريان، وما قاله الأخير في مدحه خلال زيارته العاصمة السورية، دمشق، تفاعلا واسعا بين نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي.
وقال مفتي لبنان في مراسم تقليد الوسام للشرع، وفقا لما نقلته وكالة الأنباء اللبنانية: "يقول المولى عز وجل في كتابه العزيز: ﴿إنما المؤمنون إخوة﴾.. أتينا إلى زيارتكم اليوم يا سيادة الرئيس للتهنئة، بعد طول غياب وغربة، لقد غيبونا كما غيبوا وغربوا عشرة ملايين من الشعب السوري، وعندما نأتي إليكم اليوم، لكي نتشارك في إصلاح الحاضر، وصنع المستقبل الزاهر.. سوريا العربية الشقيقة الحبيبة، مقبلة على انتخابات حرة بقيادتكم، افتقدتها لأكثر من ستين عاما. فأمل الحاضر استعادة معنى الدولة وممارساتها. أما أمل المستقبل القريب، فأن تعود سوريا القوية قبلة للعرب، وركنا في النهضة الجديدة، التي تبزغ أنوارها متغلبة على كل العوائق والعقبات. أرادوا بالمذابح والتهجير كسر إرادة الشعب السوري، فصمدتم، وقاومتم، وانتصرتم بالشجاعة والمسؤولية، وها أنتم تنصرفون لصنع الجديد والمتقدم لدمشق وللشام وللعرب إن شاء الله".
وتابع دريان: "نحن نقدر بإقدامكم على إزالة المشكلات التي تفككونها بالصبر والحكمة، ونحن نعلم أن الطريق شاق وعسير، لكثرة ما زرعوا فيه من ألغام، وما اصطنعوا من سجون قاتمة، وأنتجوا من مخدرات ومقابر جماعية. ثم إن هذا التآمر لم يتوقف بسقوطهم، وأكبر دليل على ذلك، تفجير الكنيسة بدمشق.. السوري لن يغلبه التطرف، ولن يفت من عضده الإرهاب. كنا في لبنان ونحن مبتلون بالطائفية والعصبيات نضرب المثل بتماسك الشعب السوري، وأجواء الشام الرحبة، وها أنتم تستعيدون هذا الميراث العريق للمدنية العربية، والحضارة الإسلامية، لتعود سوريا مثلا وقدوة، وحاضنة وحامية لمعاني النبل والمروءة، والوطنية والخير العام.. رغم كوارث التهجير، فإن السوريين الذين انتشروا في جهات الأرض، صنعوا إضافات في كل البلدان التي حلوا فيها، شواهد على الألفة والإبداع، وصنع البناء الحضري والحضاري، وما دام الاستقرار قد توافر لهم في عهدكم، فنحن واثقون أنهم سيتمكنون في فترة قصيرة، إن شاء الله، من إعادة إعمار بلادهم وإعزازها".
وأضاف: "أتينا إليكم كما يأتي الشقيق إلى شقيقه، فالدم لا يصير ماء على طول المدة، وقد جاء في الأثر: (زر غبا تزدد حبا). لن نغيب بعد الآن مهما كانت الصعوبات، وسنقصدكم في كل ملمة بل وفرحة، شأن الشقيق مع شقيقه.. في بلدنا لبنان اليوم عهد جديد، وحكومة واعدة، آمال اللبنانيين معلقة على ما احتواه البيان الوزاري، والقسم الرئاسي، اللذان هما بداية الطريق لإعادة بناء الدولة القوية والعادلة، الساعية لخدمة اللبنانيين جميعا، ونهوض لبنان لا يقوم إلا بجهود خيرة أبنائه المخلصين بجناحيه المقيم والمغترب، ووقوف أشقائه العرب وأصدقائه إلى جانبه، ولا خلاص له إلا بالتعاون الصادق والبناء مع عمقه العربي، الذي هو الضمانة لأمن لبنان واستقراره وسيادته، ووحدته الوطنية، وعروبته الحضارية، المؤمنة التزاما بوثيقة اتفاق الطائف، الذي رعته المملكة العربية السعودية، وما زالت تواكب لبنان وشعبه ومؤسساته بعناية مخلصة، انطلاقا من حرصها على كل القضايا العربية والإسلامية العادلة".
وأضاف: "لقد عانينا كما عانيتم، وبخاصة في بيروت وشمالي لبنان، فالأمل فيكم، وأنتم معروفون بالحكمة والصبر والحزم، لما فيه مصلحة سوريا وكل القضايا العربية والإسلامية، والتفهم أن تستجد علاقات بين البلدين الشقيقين من نوع جديد، يقوم على الشراكة والتكامل، وعلى مواجهة الأعباء، وصنع الصداقات معا، وتوطيد العلاقات الأخوية.. في هذه الشهور القليلة، استطعتم أن تضعوا سوريا في مواقع من العرب والدوليين، ما عرفتها أبدا في ظل النظام السابق. والشعبان في سوريا ولبنان مبدعان ومسالمان، والأمل أن نستقر معا، وأن نبني معا، وأن ننسى معا آلام الماضي الحافل بالاستيلاء والفزع والتوجس".
واستطرد: "لنا لبنانيين وعربا آخرين آمال كبار بالشام. آمال الاستقرار والتنمية، والإعمار والعمران، والإسهام في مستقبل العرب. وآمال الحكم العادل والرحب، وآمال العلاقة الأخوية مع لبنان، بدون حساسيات ولا مشكلات تصنعها في الغالب الأطراف التي لا تريد الخير للبلدين.. الشام مليئة بالرموز التي لا تنسى. استعدنا دمشق التي تربى فيها كبارنا، ويتوق إلى نفحاتها شبابنا. الزمان يتغير، لكن النفوس لا تتغير. لقد ضيعوا علينا الكثير من وهج الشام وعزها.. بقيادتكم الشرعية، لن نسمح بأي فوات في الحاضر والمستقبل، نحن نتحدث معكم بالقلب والعقل. دمتم على هذه السيرة والمسيرة. وأنا وزملائي العلماء، نسأل الله سبحانه لسوريا ولكم الأمن والأمان، والتوفيق لأداء الأمانة التي يقتضيها ديننا، وتقتضيها عروبتنا لبلداننا وأمتنا، إنه سميع مجيب".
وأشارت وكالة الأنباء اللبنانية إلى أن منح الوسام للرئيس السوري المؤقت جاء "لمواقفه الإسلامية والعربية ولجهوده وعطاءاته وتضحياته في خدمة سوريا"، مشيرة إلى أن "زيارة المفتي دريان الى دمشق هي الأولى منذ توليه سدة الإفتاء منذ العام 2014، ومنح وسام دار الفتوى المذهب الأول كان لرئيس الجمهورية العماد جوزاف عون في رمضان، واليوم الوسام الثاني لرئيس الجمهورية العربية السورية احمد الشرع".