تشبيه ترمب نفسه بـمانديلا العصر الحديث يضعه في مرمى الانتقاد
تاريخ النشر: 7th, April 2024 GMT
انتقد حزب الرئيس الأمريكي الديمقراطي جو بايدن، تشبيه الرئيس السابق دونالد ترمب نفسه مجددا بـ"مانديلا العصر الحديث".
وجاء ذلك في سياق توجيه ترمب هجومه على القاضي خوان ميرشان المكلف ترؤس محاكمة تتعلق باتهامات في أربع دعاوى جنائية تصل العقوبة في كل منها إلى السجن.
وقال ترمب "إذا كان يريد أن يزج بي في السجن لقولي الحقيقة الواضحة والجليّة، فسأصبح بكل سرور نيلسون مانديلا العصر الحديث - سيكون ذلك شرفاً عظيماً"، بحسب تعبيره.
في خطوة ليست الأولى، وفي عام 2023 قارن ترمب نفسة بالرئيس الجنوب أفريقي الذي أمضى 27 عاماً في السجن.
المصدر: رؤيا الأخباري
كلمات دلالية: دونالد ترمب واشنطن امريكا الرئيس الأمريكي دونالد ترمب
إقرأ أيضاً:
هروب..
تتحقق المقاربة هنا في مسألة الهروب من الواقع من خلال إما الهروب من مشكلة آنية لا يريد الفرد أن يزج نفسه فيها، خاصة إن قيَّم الأمر على أنه «حشرية» زائدة «لا ناقة له فيها ولا جمل»، وإما من خلال ما سوف تجر عليه المشكلة من الكثير من المتاعب هو في غنى عنها. وهذه من المواقف التي يشاد فيها بمثل هؤلاء الأشخاص؛ ذلك أن واقع الناس لا يحتمل الكثير من الاحتقان، بقدر ما يستدعي الكثير من الهدوء، والاطمئنان، أو من خلال إشراك الآخرين في المشكلات الخاصة، وهي أخطرها من مفهوم الهروب.
ولذلك؛ عندما نستحضر المثل القائل: «الهروب نصف المرجلة» نتدارك الكثير من التداعيات التي قد تحدث، والتي قد لا تكون حاضرة في نفس اللحظة، أو التي لم تستدعها الذاكرة بعد في زحمة الحدث، وهي المخزنة من التجارب السابقة لذات الأحداث الناتجة غالبا من اختلاف وجهات النظر بين الأفراد، وتصادماتهم، وتقاطع مصالحهم، وآرائهم. ويأتي تعبير: «نصف المرجلة»؛ لتدارك الكثير من التداعيات التي للإنسان غنى عنها في ظل الكثير من المهام والمسؤوليات الملقاة على عاتقه.
تذهب المناقشة هنا أكثر ليس حول القضايا العمومية التي يعيشها الناس ويتعايشون معها، وإنما تختزل المشهد العام في القضايا الخاصة، والخاصة جدا، وذلك عندما يُصَدِّر الفرد مشكلاته إلى خارج حدوده، فهو بذلك يطلع الآخرين عليها من ناحية، ويعكس للآخرين عدم قدرته على مواجهته لها من ناحية ثانية، وكأنه لا يستنجد فقط بالآخرين من حوله ليعينوه على تجاوز المحنة، وإنما يضعهم في خضمها كنوع من التبرير أو الهروب عن واقعه، معرضا بذلك نفسه وعائلته لإزاحة الستار عن خصوصياته، ومتيحا الفرصة لمن يريد أن يتخذ ذلك متكأ للي الذراع في ظرف أو موقف ما.
وهنا المسألة تختلف اختلافا جذريا عن مفهوم الاستشارة التي يسعى الفرد من خلالها لأن يستشير ممن يثق بهم من حوله؛ لمساعدته على تجاوز ما حل به من معضلات -ربما لا تسعفه تجربة الحياة المتحصلة عنده-، والتفكير في حلول سريعة لها. فالاستشارة لا تقتضي أن يفتح الفرد ملفاته صغيرها وكبيرها أمام الآخر على اتساع الأفق، بقدر ما يلمح إلى الشيء اليسير مما هو واقع فيه، وفي دائرة ضيقة جدا.
الآخرون -مهما قربت المسافة بين الفرد وبينهم- لن يكونوا أكثر أمانا من أمانة الفرد لنفسه، ولن يكونوا أكثر حرصا من حرص الفرد على نفسه «إذا ضاق صدر المرء من سر نفسه؛ فصدر الذي يستودع السر أشرف» والشرف هنا وضع نفسه في المستوى الآمن من اختراق الآخرين لدائرته الخاصة. ولذلك فهناك كثيرون دفعوا أثمانا باهظة؛ لأنهم فقط وثقوا في آخرين «جهلا» بحقيقتهم.
ولذلك فالذي يفصح عن كثير من خصوصياته، ويرى الآخر أكثر أمانا لأسراره، أو ملجأ له في ذات الأمر، ومن لم يستطع حماية ممتلكاتك المادية والمعنوية على حد سواء؛ فهو في كل هذه الأحوال هارب من واقعه. ولذلك يأتي تقييم الذين هم وفق هذه الشاكلة على أنهم من ذوي الشخصيات المهزوزة والضعيفة، وقد لا يثق الآخرون فيهم؛ خوفا أن يصبح ما يفصحون به لهم على ألسنة الناس في اليوم التالي، مع تأكيد أن من يهرب عن واقعه ليس شرطا أن تحكم مسألته على مستوى العمر، أو تجربة الحياة، أو المستوى المعرفي الذي وصل إليه إطلاقا؛ فهناك من يتحقق عندهم كل ذلك، ومع ذلك يظلون كتابا مفتوحا يقلب صفحاته القريب والبعيد، العدو والصديق، ومثل هؤلاء يصعب علاجهم.