الثورة نت:
2025-07-30@16:20:06 GMT

الدراما اليمنية وغياب الأولويات

تاريخ النشر: 7th, April 2024 GMT

 

 

كما أي موسم زراعي لخضرة أو فاكهة هو موسم رمضان بالنسبة للدراما اليمنية، وكيمنيين لا نجد طوال العام أي عمل درامي، إلى أن يأتي رمضان حاملًا في جعبته عددًا من المسلسلات ذي المواضيع المستهلكة يتم إعادة عرضها بعد رمضان إلى أن يأتي رمضان في العام التالي.
بدأت الدراما اليمنية في تطور فني لا بأس به لما كانت عليه من قبل، لكن بالنسبة للمواضيع والأفكار التي تتناولها نلاحظ غياب للأولويات التي من الواجب تسليط دائرة الضوء عليها، ومن المؤلم جدًا أن يُترك الأمر بهذا الشكل إلى أن تتطرق له ذات يوم جهات خارجية.


في كل عام منذ حوالي أربعة أعوام أتفاءل خيرًا بأنه ربما هذا العام سيكون مختلفا بمواضيعه وأفكاره التي لا تحتاج البحث عنها في الأساس، فمنذ تسع سنوات صنعت الدراما الحقيقية (الحرب) آلاف المآسي والقصص الإنسانية التي لو تم تناولها بطرق مبسطة لدخلت اليمن مجال المنافسة الفنية من أوسع أبوابها.
تناولت المواضيع الدرامية خلال الأعوام السابقة مواضيع عدة كان من بينها موضوع العصابات واختطاف الأطفال كما في مسلسل (تكتيك)، لكن مثل هذه الأمور في أرض الواقع قليلة، كما أنها صوّرت حياة اليمنيين بنوع من الرفاهية من خلال عرض الفلل والشقق الفخمة التي يسكنها المؤدون للأدوار، ولا غريب إن شعر المواطن اليمني العادي أن هذا ليس واقعه ولا يمثله، فحياة العصابات والتجارة الممنوعة لا يمثل إلا نسبة بسيطة لا تكاد تصل إلى مسمى ظاهرة في مجتمعنا.
أما مسلسل (باقة ورد) فقد أفرط في عرض القدرات الاستخبارية في طريقة لا تخلو من التقليد لمسلسل الشبكة العنكبوتية أو مسلسلات مشابهة وبعيدًا كل البعد عن الواقع اليمني ومشاكله وحياة المجتمع البسيطة والخالية من كل هذه التعقيدات.
تناولت أيضا بعض الأعمال العادات والتقاليد في بعض المناسبات الدينية وأظهرت جمال وفن العمارة اليمنية ولا يختلف اثنان على الإبداع في التصوير في مسلسل (أبواب صنعاء) (والقريب بعيد)، لكن المواضيع التي تطرقت لها ليست بالأهمية تلك، وبالرغم من أنها عالجت ظواهر وركزت على أهمية هويتنا اليمنية، إلا أنها لم تصل إلى ما يحتاجه في هذا الوقت لن أقول المواطن اليمني فقط وإنما من في الخارج أيضا.
لا يستطيع أحد أن يعرف أو يشعر بحجم المأساة والمعاناة التي ذاقها اليمنيون خلال تسعة أعوام من الحصار والعدوان إن لم نجسد ذلك في أعمال درامية؛ وذلك لأنها الأقرب لقلوب الناس، في زمن تكاد تنتهي لغة الصحافة الورقية وينتهي المستمعون للراديو إلا من قلة يستمعون للبرامج المسابقاتية طمعًا في نيل الجوائز، ومع ذلك نرى غيابًا لهذه المواضيع بشكل مؤلم.
آلاف القصص جسدها أصحابها واقعًا وألمًا ومعاناةً على أرض الوطن (شهداء وجرحى وأسرى ونازحون وأيتام) لأطفال ونساء ولشباب في عمر الزهور تبدلت حياتهم وانقلبت في غضون أشهر ليعرجوا إلى طرقاتٍ لم تكن يومًا مكتوبةً في برامج أهدافهم، لكن الدراما اليمنية لم تستطع أن تجسدها إلا بمقتطفات لا تكاد تُذكر.
بطولات كذلك جسدها اليمنيون ومعجزات قد لا يستوعبها أو يصدقها من لم يعشها أو يرَهَا متجسدةً أمامه في مسلسل درامي يحكي تفاصيلها، رأينا أكثر من يتناول هذه المواضيع هي الصحف والبرامج الإذاعية والتلفزيونية التي تخلو في كثير من الأحيان من الإثارة والتشويق، ولا يهتم بها إلا فئة قليلة من الناس، ولِحَدِّ الآن لم نجد إلا تمثيلية إذاعية واحدة هي (جحيم مأرب في ظل الاحتلال) تُعرض هذا العام من إنتاج إذاعة سام، تحكي قصة أحد المُختَطَفين المُحَرَّرين من سجون مأرب وتفاصيل ما يحدث في غياهب سجون المرتزقة، وكما قلنا سابقًا رغم وجود مئات القصص من هذا النوع فقط –قصص المختطفين– إلَّا أن أحدًا لم يكتب سيناريو عنها ليتم عرضها دراميًّا في التلفاز.
لن أُعرّج في مقالي عن أدوار الممثلين المتكلفة وأداء نفس الأدوار، وبعض الملاحظات في الآونة الأخيرة التي تُظهِرُ تصرفات دخيلة على مجتمعنا في مسلسلات من قنوات محسوبة على اليمنيين، وهذا النقد السلبي المتكرر من المتابعين العاديين قبل النُّقَاد، لكن ما يؤلمُ من وجهة نظري حقًا هو عدم توثيق مئات المآسي يصل عمرها الآن لِتِسْعَةِ أعوام.
يعرف الجميع أن عدد كُتَّاب السناريو في اليمن قلة، ولكن لا يعني ذلك أنه ليس هنالك أقلام جديدة تحتاج لفرص فقط، وكما في مسلسل العاقبة يستطيع البعض أن يكتب القصة، ويكتب السيناريو شخص آخر قد يكون المخرج أو أحد القادرين على كتابة السيناريو، أو ربما التفاتة بسيطة من وزارة الثقافة أو حتى من أي مؤسسة إنتاجية لكُتَّاب الروايات والقصص في عمل دورة تدريبية لهؤلاء في كتابة السيناريو تظهر بعدها نتائج وأعمال لم يكن أحد ليتوقعها.

المصدر: الثورة نت

إقرأ أيضاً:

يوسف معاطي يعلن عودته إلى الدراما والسينما

حل الكاتب والسيناريست الكبير يوسف معاطي، ضيفا على الإعلامي عمرو الليثي في برنامج "واحد من الناس" المذاع على قناة "الحياة".

يوسف معاطي: أكتر حاجة كانت بضايقني إنه يتقال إني أغلى كاتب في مصريوسف معاطي: شخصية رمضان مبروك أبو العلمين لو عملها أي ممثل غير هنيدي مش هتنجحبروفة الترابيزة مهمة.. يوسف معاطي: ممكن أدخل في أداء الممثليوسف معاطي: محمد هنيدي كوميديان خطير.. ولازم يدخل مرحلة جديدة

وقال يوسف معاطي: "الفنان الراحل سمير غانم فنان عظيم وكوميديان لن يتكرر، وكان حافظًا جيدًا بدوره للسيناريوهات، ويضيف لها، وهو كوميديان مالوش مثيل، وكان أكثر كوميديان بيضحَّك عادل إمام هو سمير غانم".

وأضاف: أعتقد أن الفنان مش سياسي، ولكنه عبارة عن حالة من المشاعر.

ولفت إلى أننا في هذه المرحلة وفي تلك الظروف نحتاج إلى الصبر، فلا يعقل أن لا يكون هناك عمل درامي يتحدث عن الصبر وقيمته وأهميته.

وأشار إلى أن بلدنا في ظل تلك الظروف تحتاج إلى دراما تقدم قيمًا للناس، وأفكارا نبيلة، كما نحتاج إلى الاهتمام والتأكيد على تلك الرسائل من خلال الدراما.

وأكد يوسف معاطي أنه سيعود مرة أخرى إلى الدراما والسينما.

طباعة شارك يوسف معاطي معاطي الفن الدراما اخبار التوك شو

مقالات مشابهة

  • حمود وأبوه.. الدراما السعودية تعود بنكهة شبابية
  • السامعي يناقش مع الرهوي المواضيع المتصلة بالأداء الحكومي
  • المرسوم القنبلة وفقه الأولويات عند القيادة الفلسطينية
  • يوسف معاطي يعلن عودته إلى الدراما والسينما
  • بين حرية جورج وغياب زياد
  • ناقشا المواضيع ذات الاهتمام المشترك.. أمير منطقة حائل يستقبل السفير المالطي لدى المملكة
  • أهم الأدوات التي استخدمها مسلسل مستر روبوت في الاختراقات
  • بمشاركة واسعة وغياب أمريكي.. انطلاق المؤتمر الدولي لتسوية القضية الفلسطينية في نيويورك
  • تدخل رئاسي لإنتشال شركة الخطوط الجوية اليمنية يفضي للكشف عن الجهة التي تسببت في تدهورها الكبير
  • الرئاسي يبحث التحديات التي تواجه شركة الخطوط الجوية اليمنية