الثورة نت:
2025-06-02@04:18:32 GMT

الدراما اليمنية وغياب الأولويات

تاريخ النشر: 7th, April 2024 GMT

 

 

كما أي موسم زراعي لخضرة أو فاكهة هو موسم رمضان بالنسبة للدراما اليمنية، وكيمنيين لا نجد طوال العام أي عمل درامي، إلى أن يأتي رمضان حاملًا في جعبته عددًا من المسلسلات ذي المواضيع المستهلكة يتم إعادة عرضها بعد رمضان إلى أن يأتي رمضان في العام التالي.
بدأت الدراما اليمنية في تطور فني لا بأس به لما كانت عليه من قبل، لكن بالنسبة للمواضيع والأفكار التي تتناولها نلاحظ غياب للأولويات التي من الواجب تسليط دائرة الضوء عليها، ومن المؤلم جدًا أن يُترك الأمر بهذا الشكل إلى أن تتطرق له ذات يوم جهات خارجية.


في كل عام منذ حوالي أربعة أعوام أتفاءل خيرًا بأنه ربما هذا العام سيكون مختلفا بمواضيعه وأفكاره التي لا تحتاج البحث عنها في الأساس، فمنذ تسع سنوات صنعت الدراما الحقيقية (الحرب) آلاف المآسي والقصص الإنسانية التي لو تم تناولها بطرق مبسطة لدخلت اليمن مجال المنافسة الفنية من أوسع أبوابها.
تناولت المواضيع الدرامية خلال الأعوام السابقة مواضيع عدة كان من بينها موضوع العصابات واختطاف الأطفال كما في مسلسل (تكتيك)، لكن مثل هذه الأمور في أرض الواقع قليلة، كما أنها صوّرت حياة اليمنيين بنوع من الرفاهية من خلال عرض الفلل والشقق الفخمة التي يسكنها المؤدون للأدوار، ولا غريب إن شعر المواطن اليمني العادي أن هذا ليس واقعه ولا يمثله، فحياة العصابات والتجارة الممنوعة لا يمثل إلا نسبة بسيطة لا تكاد تصل إلى مسمى ظاهرة في مجتمعنا.
أما مسلسل (باقة ورد) فقد أفرط في عرض القدرات الاستخبارية في طريقة لا تخلو من التقليد لمسلسل الشبكة العنكبوتية أو مسلسلات مشابهة وبعيدًا كل البعد عن الواقع اليمني ومشاكله وحياة المجتمع البسيطة والخالية من كل هذه التعقيدات.
تناولت أيضا بعض الأعمال العادات والتقاليد في بعض المناسبات الدينية وأظهرت جمال وفن العمارة اليمنية ولا يختلف اثنان على الإبداع في التصوير في مسلسل (أبواب صنعاء) (والقريب بعيد)، لكن المواضيع التي تطرقت لها ليست بالأهمية تلك، وبالرغم من أنها عالجت ظواهر وركزت على أهمية هويتنا اليمنية، إلا أنها لم تصل إلى ما يحتاجه في هذا الوقت لن أقول المواطن اليمني فقط وإنما من في الخارج أيضا.
لا يستطيع أحد أن يعرف أو يشعر بحجم المأساة والمعاناة التي ذاقها اليمنيون خلال تسعة أعوام من الحصار والعدوان إن لم نجسد ذلك في أعمال درامية؛ وذلك لأنها الأقرب لقلوب الناس، في زمن تكاد تنتهي لغة الصحافة الورقية وينتهي المستمعون للراديو إلا من قلة يستمعون للبرامج المسابقاتية طمعًا في نيل الجوائز، ومع ذلك نرى غيابًا لهذه المواضيع بشكل مؤلم.
آلاف القصص جسدها أصحابها واقعًا وألمًا ومعاناةً على أرض الوطن (شهداء وجرحى وأسرى ونازحون وأيتام) لأطفال ونساء ولشباب في عمر الزهور تبدلت حياتهم وانقلبت في غضون أشهر ليعرجوا إلى طرقاتٍ لم تكن يومًا مكتوبةً في برامج أهدافهم، لكن الدراما اليمنية لم تستطع أن تجسدها إلا بمقتطفات لا تكاد تُذكر.
بطولات كذلك جسدها اليمنيون ومعجزات قد لا يستوعبها أو يصدقها من لم يعشها أو يرَهَا متجسدةً أمامه في مسلسل درامي يحكي تفاصيلها، رأينا أكثر من يتناول هذه المواضيع هي الصحف والبرامج الإذاعية والتلفزيونية التي تخلو في كثير من الأحيان من الإثارة والتشويق، ولا يهتم بها إلا فئة قليلة من الناس، ولِحَدِّ الآن لم نجد إلا تمثيلية إذاعية واحدة هي (جحيم مأرب في ظل الاحتلال) تُعرض هذا العام من إنتاج إذاعة سام، تحكي قصة أحد المُختَطَفين المُحَرَّرين من سجون مأرب وتفاصيل ما يحدث في غياهب سجون المرتزقة، وكما قلنا سابقًا رغم وجود مئات القصص من هذا النوع فقط –قصص المختطفين– إلَّا أن أحدًا لم يكتب سيناريو عنها ليتم عرضها دراميًّا في التلفاز.
لن أُعرّج في مقالي عن أدوار الممثلين المتكلفة وأداء نفس الأدوار، وبعض الملاحظات في الآونة الأخيرة التي تُظهِرُ تصرفات دخيلة على مجتمعنا في مسلسلات من قنوات محسوبة على اليمنيين، وهذا النقد السلبي المتكرر من المتابعين العاديين قبل النُّقَاد، لكن ما يؤلمُ من وجهة نظري حقًا هو عدم توثيق مئات المآسي يصل عمرها الآن لِتِسْعَةِ أعوام.
يعرف الجميع أن عدد كُتَّاب السناريو في اليمن قلة، ولكن لا يعني ذلك أنه ليس هنالك أقلام جديدة تحتاج لفرص فقط، وكما في مسلسل العاقبة يستطيع البعض أن يكتب القصة، ويكتب السيناريو شخص آخر قد يكون المخرج أو أحد القادرين على كتابة السيناريو، أو ربما التفاتة بسيطة من وزارة الثقافة أو حتى من أي مؤسسة إنتاجية لكُتَّاب الروايات والقصص في عمل دورة تدريبية لهؤلاء في كتابة السيناريو تظهر بعدها نتائج وأعمال لم يكن أحد ليتوقعها.

المصدر: الثورة نت

إقرأ أيضاً:

تكريم أبطال «لام شمسية» في حفل توزيع جوائز الإنتاج الدرامي لحقوق الإنسان

رصدت عدسة صدي البلد صورا أثناء تكريم أبطال لام شمسية في حفل توزيع جوائز الإنتاج الدرامي لحقوق الإنسان المعني بالإعلاء من قيم ومباديء حقوق الإنسان الذي أقيم مساء أمس في أحدي فنادق القاهرة.

حرص على الحضور  كل من النجوم الفنانة يسرا اللوزي، مريم نعوم، يارا جبران، أسيل عمران، علي البيلي، ياسمينا العبد، و غيرهم كثير من النجوم. 

مسلسل لام شمسية:
  جاء في حيثيات اختيار تكريمه من  لجنة التحكيم لمسلسل " لام شمسية " الآتي:


اختارت اللجنة المسلسل لمعالجته الفنية البارعة لقضية شائكة وخطيرة ومسكوت عنها، ولفت الأنظار ليس فقط إلى عناصر أساسية في حماية حقوق الطفل، والدفاع عنه، ولكن أيضا إلى ضرورة المواجهة والعلاج، بدلا من الهروب والتجاهل، وذلك في عمل متكامل في عناصره الفنية والتقنية، سيؤرخ به في مجال الدراما التليفزيونية المصرية والعربية.


 قيمة هذا المسلسل أولا في تماسك بنائه،  وكتابة شخصياته، فلا معنى لمناقشة قضية خطيرة بطريقة درامية هزيلة أو ضعيفة، لأن ذلك يسيء إلى القضية  كما يسيء إلى الفن.
 

ورغم أن التحرش بالأطفال وتد البناء كله، ولكن المسلسل يتناول ما هو أهم وأشمل وأخطر : إنه أيضا  عن لعبة النعامة التي أدمنّاها، عن انتهاك الجسد والروح، عن "استباحة المساحة" الخاصة كفرد، حتى لو كان الضحية طفلا غير قادر عن الإفصاح، عن تكاتف الشجعان والنبلاء لتحقيق العدالة، وإثبات الحق، فلا يكفي أن تكون مظلوما، وصاحب حق، الأهم أن تعرف كيف تحصل عليه  وأن يكون هناك من يساعدك حتى النهاية في الحصول عليه .


الحكاية في جوهرها كذلك عن العائلة، فمن التفكك يلتئم  الشمل، ومن الهتك والسرّ يشرق النور، ومن أب وأم ومعهما أم بديلة عظيمة تدار المعركة، عائلة المتحرش بدورها تدفع ثمنا غاليا، ولكنها تتطهر منه.


لا بديل عن العائلة، المدرسة لها دور، ولكنها ليست بديلا أبدا، هذا عمل عن العائلة باعتبارها الحصن والسند، وكلها أفكار تتجاوز حكاية التحرش. إننا ببساطة، وفي قراءة أعمق للمسلسل، أمام استرداد عائلتين لحياتهما وكرامتهما من أيدي مجرم ماكر كالشيطان.


  بناء السيناريو كله قائم على الفضح والمواجهة في كل الاتجاهات، أي عكس مفهوم " اللام الشمسية" غير المنطوقة التي يهاجمها المسلسل،  وإدانة المتهم في نهاية المسلسل، اختيار فني جيد، وفي مكانه، لأنه مكافأة الرحلة الشاقة،  ولأنه تأكيد على أن إثبات التحرّش ممكن، بشرط عدم الخوف، والمثابرة، وتضافر الجميع.
  حقق هذا المسلسل القوي والمؤثر ما لن تحققه عشرات البرامج والحملات، فكيف تأخرت الدراما عن طرح كل هذا  الجدل والسؤال والنقاش عن الأمور الطبية والقانونية والاجتماعية التي أثارها هؤلاء الفنانون الشجعان .


  نعتقد حقا أن " لام شمسية" يمكن أن يكون نموذجا في تقديم أعمال درامية،  تعالج القضايا الإجتماعية المصرية بوعي ودون خوف. وبطريقة ذكية ومشوقة، ومن خلال مواهب مميزة في جميع فروع إنتاج المسلسل التليفزيوني، وبماينافس ويؤثر ، بعيدا عن المباشرة، وفي فترات مشاهدة عالية، أو على مدار شهور السنة.
"  لام شمسية" حكاية من زمننا عبّرت عمن لم يستطيعوا البوح والكلام، وأثبت المسلسل من جديد أن الدراما التي تستقي قصصها من الحياة، تؤثر بدورها في الواقع، وتدفع للتغيير ، واكتشاف مواطن الخلل والنقص، وتجعلنا أكثر شجاعة ووعيا ودفاعا عن قيم الإنسان العظمى: الحق والخير والجمال.

انطلاق ذلك من دور المجلس فى نشر ثقافة حقوق الإنسان، ولما تتمتع به الدراما التليفزيونية من تأثير ودور هام فى تشكيل الوعى بما يؤثر على هذه الثقافة سلباً أو إيجاباً.

وتقوم قيادات المجلس القومي لحقوق الإنسان وأعضاء اللجنة الثقافية بتكريم الأعمال الفائزة في حضور نخبة من الفنانين، والشخصيات العامة، وكبار الصحفيين والكتاب، وممثلي المجتمع الحقوقي والمدني.

وقد خضعت الأعمال الدرامية التي عرضت خلال شهر رمضان الكريم للتقييم من جانب لجنة ضمت عددا من كبار النقاد تحت إشراف لجنة الحقوق الثقافية، ووقع الاختيار  علي 5 أعمال لتكريمها في هذه الاحتفالية التي انطلقت في تقليد سنوي قبل 14عاما. وقد ضمت اللجنة هذا العام الناقد الفنى الكبير طارق الشناوى (رئيس اللجنة) وعضوية كلاً من الأب بطرس دانيال والأساتذة النقاد سيد محمود، ومحمود عبدالشكور وهالة البدري.

وقد تابعت اللجنة أربعين عملًا دراميًا عُرضت خلال شهر رمضان، حيث تم تصنيفها وفق معايير تدريجية دقيقة وصولًا إلى الإعلان عن أفضل الأعمال التي تميزت بتناول قضايا إنسانية واجتماعية بعمق ووعي ومسؤولية.

وصرح عزت إبراهيم أمين اللجنة الثقافية أن هذا الحدث يأتي في إطار جهود المجلس لتعزيز دور الفنون، وخاصة الدراما، في نشر ثقافة حقوق الإنسان وترسيخ قيمها في المجتمع المصري، وإظهار دعم أكبر للأعمال التي تدعم نشر هذه الثقافة، خاصة الدراما التلڤزيونية التي تحظي بمشاهدات عالية لعقود طويلة في مصر.

كما يشهد تكريم إسم فؤاد المهندس أحد رموز الفن المصري، تقديراً لإسهاماته الفنية المتميزة. كما سيتم تكريم الفنان القدير محمد صبحي، الذي أثرى الساحة الفنية بأعماله الهادفة التي تناولت قضايا اجتماعية وإنسانية مهمة.

يُذكر أن المجلس القومي لحقوق الإنسان هو مؤسسة وطنية مستقلة تأسست عام 2003، تهدف إلى تعزيز وتنمية وحماية حقوق الإنسان والحريات العامة، وترسيخ قيمها ونشر الوعي بها، والإسهام في ضمان ممارستها. يقوم المجلس بإصدار تقارير سنوية عن أوضاع حقوق الإنسان في مصر، ويعمل على تقديم المقترحات والتوصيات للجهات المختصة في كل ما من شأنه حماية حقوق الإنسان ودعمها وتطويرها.

طباعة شارك اخبار الفن نجوم الفن مسلسل لأم الشمسية

مقالات مشابهة

  • تنقيب عن الآثار خلسة وغياب إشراف.. جولة وزير الثقافة بالأقصر تكشف المستور.. صور
  • بوتين: تحسين مستوى معيشة المواطنين وتعزيز القيم الأسرية من الأولويات الوطنية في روسيا
  • تكريم أبطال مسلسل ظلم المصطبة في توزيع جوائز الإنتاج الدرامي لحقوق الإنسان
  • تكريم أبطال «لام شمسية» في حفل توزيع جوائز الإنتاج الدرامي لحقوق الإنسان
  • ناصر القصبي يطرق أبواب الدراما بـ”فبراير الأسود”
  • تكريم أبطال مسلسل قلبي ومفتاحه في توزيع جوائز الإنتاج الدرامى لحقوق الإنسان
  • الشعب يريد حياة كريمة.. ثورة نساء تتصاعد في ‫عدن وتنديد بالأداء الحكومي وغياب الخدمات
  • تكريم مسلسل أولاد الشمس في توزيع جوائز الإنتاج الدرامى لحقوق الإنسان
  • بدء إرسال رسائل SMS للمتقدمين بمشروع “سكن لكل المصريين 5” لإعلامهم بنتائج ترتيب الأولويات
  • ذوو الإعاقة في المهرجانات .. بين محاولات الدمج وغياب التهيئة