"كنت أتابع عن كثب أهوال الحرب التي شنها الاحتلال على غزة منذ الـ7 من أكتوبر/ تشرين الأول، حين وقعت عيني على أغنية (ترويدة الشمال)، أنصت لها، فأجد كلماتها أقرب لأحجية تستعصي على الفهم والتفكيك، أفتش عن المعنى فأعبر جسرا نحو ماضٍ سحيق من الفلكلور الفلسطيني يحمل وجها آخر".

و"هناك، اجترحت النساء إبان الانتداب البريطاني لفلسطين مساحة لوصال أحبائهم الذين عزلهم المحتل وألقى بهم في غياهب الأسر؛ رحن يتغنين برسائل حب مشفرة مرت كلماتها بين العابرين حتى ترددت أصداؤها صوب الشمال".

هكذا استهل المخرج المصري عادل رضوان الذي أبدع مؤخرا أغنية "أصحاب الأرض"، حديثه مع الجزيرة نت حول افتتانه بالترويدة وإفصاحه عن ذلك لصديقه المنتج السوري أنس نصري، متمعنا فيما يمكن أن ينتج عنها.

كان الأخير منكبا على مشروع إعادة إحياء التراث الفلسطيني، وأغنية "ريت المركب" فقررا المزج بين الأغنيتين ثم تصوير فيديو عنها من غناء أصالة نصري وتلحين الموسيقار الفلسطيني حسين نازك، وهو ما أفضى إلى عمل فني شرع الباب على مصراعيه بين كارثة إنسانية أليمة تطبق على قطاع غزة ولوحات من التراث العالمي.

يصور رضوان بداية على حد قوله أرض الزيتون التي استحالت إلى رماد، بينما رابط أصحابها متشبثين بآيات من القرآن الكريم لاهجين بالدعاء، قبيل الارتداد إلى أصول المرتزقة الذين وفدوا في زمن منقض بثياب رثة ومتهلهلة وخطى هزيلة على مراكب متصدعة.

يقيم رضوان فاصلا بصريا بينهم وبين الفلسطينيين، صابغا على المحتل ألوانا معتمة شاحبة تنبئ بالهلاك، متعمدا تجسيد زرقة البحر وما كانت تغص به أرض فلسطين من حياة إلى حين استقرار تلك القوارب على شطآنها ليحل الخراب أينما حلوا دون أن تتوغل تلك الدرجات القاتمة على الفلسطينيين أو على ملابسهم التي بقيت مثل دواخلهم زاهية.

يحصر رضوان حضور المحتل في هيئة شبحية تنزع عنهم كل انتماء حاولوا نسب أنفسهم به للمكان، لتبدو خطواتهم المختالة على قدر من الهشاشة قياسا بخطى طفلة فلسطينية بدت أقدامها راسخة بعمق بالأرض التي تقف عليها.

يغزل رضوان هنا حاضر فلسطين وماضيها ومستقبلها بخيوط لا تنفصم، مُسلما الفن التشكيلي بعض زمام الخط الزمني لتوصيف مشاعر كاسحة أرّقته، مستعينا بمؤرخ لضمان الدقة التاريخية، محولا كل لوحة في كادر الأغنية إلى ثقوب تنفذ لمشهد آنيّ في حرب تدخل شهرها السابع.

عن الطمأنينة النافذة من قلوب الأمهات

هكذا يتداعى كل واقع مألوف ويتبدل إلى آخر شرس في الحرب فتضم أُمٌّ طفلها محاولة النجاة به، في تجسيد لـ"العذراء وعيسى". يحكي رضوان خلطه بين العملين في ذلك المشهد، سالبا شكلا من العمل المنحوت وتصميم المرسوم، لما فيهما من رمزية مساع السيدة مريم للهروب بعيسى -عليه السلام- وهو في المهد من المذابح التي كان يقيمها الرومان على الأطفال، إذ يؤمن رضوان بمصير الأطفال الفلسطينيين والرومانيين المتشابك بالرغم من تعاقب الأزمنة، ولا سيما أن اليهود هم من سلموا المسيح للرومان الذين صلبوه.

لوحة "تقديم المسيح في الهيكل" للفنان ويليام دي بورتر (مواقع التواصل الاجتماعي)

وُجدت اللوحة المنحوتة في سراديب الموتى في روما التي لجأ إليها المسيحيون الأوائل وقتما اضطهدوا لدفن موتاهم والصلاة على قبورهم، تشبه اللوحة عملا آخر هو "تقديم المسيح في الهيكل" للفنان ويليام دي بورتر، أطلت فيه العذراء محتضنة المسيح بعد نحو 40 يوما من ولادته باد عليها الخشوع والوجل، ولإضفاء الرهبة على المشهد سكب بورتر الضوء عليهما لإحاطتهما بهالة مقدسة.

الصلاة الأخيرة للمسيحيين

يتماس المشهد التالي مع لوحة الصلاة الأخيرة للشهداء المسيحيين للفنان الفرنسي جان ليون جيروم، التي كلفه رجل الأعمال وليام والترز برسمها فلبث عليها 20 عاما أعاد العمل عليها خلال تلك المدة 3 مرات. يبدو فيها الأسد متقدما في التكوين مستحوذا على مركزية العمل للدلالة على هيمنته فيما يتجلى على مسافة منه رجال محاصرون في مضمار روما القديم يتضرعون في ابتهال وثبات قبيل لحظات من استشهادهم المحتوم.

يُقحمنا المخرج عامدا، على حد تعبيره، في حقبة عانى المسيحيون فيها من القمع، فدفع بهم الرومان نحو حلبة وأطلقوا عليهم أسدا لالتهامهم على مرأى ومسمع الجماهير، في إسقاط مباشر عما يقاسيه الفلسطينيون على يد الاحتلال، وإيمانهم الذي لا يتزعزع بالرغم من تربص الموت بهم وترقبهم للقصف بين فينة وأخرى.

وقصد بذلك استبدال عنصر نسائي بالعنصر الرجالي في العمل الأصلي بقوله: "حُفرت في ذاكرتي عبارة تفوهت بها فتاة فلسطينية في فيلم وثائقي عام 2002، في مخيم جنين في عرض حديثها عن دور المرأة في الثبات والمقاومة: طالما هنالك نسوة، سيظل بمقدورنا أن نأتي برجال أشجع ممن رحلوا".

ويضيف "فكرت كيف ينقلب الإنجاب باتفاق جمعي إلى فعل مقاومة يحول دون فنائهم، فعادة ما تمتنع النساء خلال الأزمات عن الحمل لا سيما في الوقت الراهن مع بزوغ الجماعات اللاإنجابية، لكني لا أجد مثيلا للمرأة الفلسطينية التي تنجب وقت السلم والحرب لتخبر العالم أننا سنظل هنا".

يمسي الإنجاب ركنا من عقيدة، تضرب بجذور أصحاب الأرض وتمكنهم، تماما كرقصة صاحب الأرض المستمدة من مقطع لشاب فلسطيني قام بتأديتها وسط الانتفاضة قبل بضعة أعوام ودمج رضوان كما صرح بينها وبين الدبكة الفلسطينية ليرقصها كل من حنظلة والطفلة في الأغنية، وتستحيل وسيلة للتعبير عن الارتباط بالأرض وثورة صاحبها ضد الاستبداد.

رأى رضوان مصر طرفا في مواجهة هذا الاضطهاد مجسدة في امرأة عند معبد سقارة كإسقاط لها في تضامنها مع القضية الفلسطينية حد خوضها حروبا من أجلها، باسطا جزءا آخر من رؤيته عبر شخصية أخرى هي حنظلة الطفل الذي ابتكره رسام الكاركاتير الفلسطيني ناجي العلي الرافض لأن يكبر حتى تتحرر فلسطين.

وهو ما يشرحه رضوان بأن هذا الجيل من الصغار والشباب الذين خرجوا من تحت الأنقاض وكانوا شهودا على مقتل ذويهم والذين باغتوا الموت لن يغفروا ولن يتجاوزوا ولن يستطيع الاحتلال قتل مليونين أو مسح ما رأوه من ذاكرتهم، متكهنا بابتلاع الأرض لمن أضرموا النيران فيها عاجلا أم آجلا.

على طريق من زجاج

يؤدي جحيم الواقع كما يتجلى في أحد المشاهد في الأغنية إلى النزوح كما في لوحة "الحج إلى نافورة سان إيسيدرو" لأحد أهم الفنانين الإسبانيين فرانسيسكو غويا. رسم الأخير العمل ضمن سلسلة لوحاته السوداء عندما اختلى بنفسه في منزل منعزل أصيب فيه بالصمم، وملأ جدرانه بالشياطين وشخوص مثيرة للهلع.

يتقدم الرهبان في قافلة الحج عند غويا، وتسير النساء متشحات بالسواد، بنظرات هائمة، ليتناقض نصفي اللوحة حيث يغلب الطابع التشاؤمي في مسيرة الحجاج بضربات الفرشاة السريعة التي يبدو وكأنها تهدأ شيئا فشيئا كلما ابتعدت نحو السماء والشمس الساطعة في استسلام ربما لحلم العودة.

الحج إلى نافورة سان إيسيدرو

تلك الأشعة التي تلتقي فيها مسحة من سينوغرافيا المكان كالإضاءة والديكور الطبيعية والصحراوية مع فيلم "كثيب" (Dune) المستوحى من رواية فرانك هربرت للمخرج الكندي دينيس فيلنوف، كما أشار رضوان في ختام الأغنية.

الأغنية التي تعرضت لتعتيم مقصود منذ اللحظة الأولى، بالرغم من تحايل صانعيها على الخوارزميات بتجنب ذكر كلمات كفلسطين وإسرائيل ليخبرنا رضوان أنها حتى اللحظة قد لا تظهر لبلاد أو أعمار بعينها، ليحذفها "تيك توك" وتضيق "ميتا" الخناق عليها، ويحجب يوتيوب عدد مشاهداتها الحقيقية.

يكرر رضوان أنهم لا يعبؤون بالربح بقدر اكتراثهم بأن تنتشر، ربما نحن أمام عمل التمس صانعوه إبقاء الضوء متقدا على أصحاب الأرض، هؤلاء الذين بقيت قلوبهم أكاليل وأعشاشا للورد والصقور الحرة الأبية الجارحة.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: رمضان 1445 هـ ترجمات حريات أصحاب الأرض

إقرأ أيضاً:

أشهر لوحات "القُبلة" في تاريخ الفن.. الجانب المظلم وراء الرومانسية

أشهر لوحات "القُبلة" في تاريخ الفن.. الجانب المظلم وراء الرومانسية

1. إمرأة من ذهباعلان

هي اللوحة الأكثر شهرة منذ القرن العشرين، والأكثر تسليعاً كذلك، أعيد نسخها على جميع الوسائط من أكواب القهوة إلى وسائد الماوس ومن المظلات إلى ممسحات الأحذية وحتى الواقيات الذكرية.. لكن هل كان كليمت معنياً حقاً بتمجيد الرومانسية والزواج في فيينا بداية القرن العشرين، حيث يسود "الأبوكاليبس المبهج" كما كتب هيرمان بروش للإشارة إلى الشعور بالكارثة الوشيكة والانهيار المقبل للإمبراطورية النمساوية المجرية؟

لنقترب أكثر كي نرى ما خلف هذه اللحظة شديدة الحسية.. الرجل يفرض نفسه في حين لا يكاد يتجاوز المرأة التي يعانقها طولاً والتي تجثو على ركبتيها وتلتفت نحونا كي نتعرف إلى ملامحها، وهي مصممة الأزياء ومحبوبة الدوائر البوهيمية وفناني "حركة الانفصال" إميلي فلوغ، شريكة كليمت وملهمته. ترقّط الزخارف والورود جسدها ويُلبِسها الضوء جلداً ذهبياً دافئاً.

قبلة كليمتسعد حاجو

يلتقي الاثنان في ما يشبه الطيران البطيء على مرج طري، لكن قدمي إميلي تلامسان حافة الهاوية، فتتأرجح الصورة بين الأمان والقلق كتأكيد على الواقع المتذبذب. وسيحرص كليمت على تغليف الشخصيات في أوراق الذهب، وكأنه يحاول استبقاء هذه النعمة ويبحث عن الخلود في عالم محكوم عليه بالتلاشي والسقوط في رعب الحرب العالمية الأولى. خلف هذه الأيقونة المقدسة للحب والجمال تختفي أيضاً شهية كليمت الجنسية التي وصفها مقرّبوه بأنها "غير بشرية"، حيث نقرأ في سيرته الذاتية: "من الجلي أن الطبيعة لم تكن متحمسة لجعله معبوداً للنساء، لكن ذلك لم يمنعه من أن يصبح أباً لأكثر من أربعة عشر طفلاً اعترف بأبوتهم جميعاً" وكان يحب أن يحيط نفسه بالمومسات اللواتي يتجولن عاريات في الأستوديو طوال اليوم، ويلاحقهن بثوبه الأزرق الواسع وشعره الأشعث تحت نظرات إميلي المتفحصة، التي كانت بدورها تميل للنساء.

2. قـبلـة "me too"كاريكاتير قبلة سعد حاجو/ يورونيوز

في نيويورك ظهيرة يوم الثلاثاء 14 آب 1945، بث راديو طوكيو بياناً للإمبراطور، الذي علينا أن نفتح ويكيبيديا كي نتهجى اسمه: هيروهيتو نعم.. وهو يعلن استسلامه لقوات الحلفاء وانتهاء الحرب العالمية الثانية بعد أربع سنوات من دخول الولايات المتحدة الحرب. تايمز سكوير تغص بالمحتفلين بما يسمى "يوم النصر على اليابان". ووسط الحشد يسير الفوتوغرافي ألفريد إيزنشتاد حاملاً كاميرا لايكا صغيرة (كانت دائماً سبباً في عدم أخذه على محمل الجد). كلفته مجلة life بجلب "صورة مثالية" من الحفل، وهو ما عثر عليه في الساعة 5:51 مساءً حين رأى جندياً من البحرية يركض على طول الشارع ويُمسك بخيال أبيض.. تبين فيما بعد أنه يونيفورم الممرضة غريتا فريدمان.  

ولأن الصورة تحجب الوجهين، قام ثلاثة علماء فيزياء فلكية بفحص العلاقة بين غروب الشمس في مانهاتن وموقع الساعة وهم يستقبلون شهادات المئات الذين زعموا أنهم أبطال الصورة. وتقول فريدمان: "لست متأكدة بشأن القبلة، لم يكن حدثاً رومانسياً، كان مجرد شخص يحتفل، أمسك بي بقوة وقبلني، لم يكن خياري".. بعد هذه الشهادة المترددة اعتبر الكثيرون أن الصورة ليست سوى توثيق لأشهر اعتداء جنسي في التاريخ، وحين صنع جون سيوارد جونسون منها تمثالاً عرضه في عدة مدن في الولايات المتحدة، ثم تخريبه في كل مرة بوسم #metoo

3. " العمى"كاريكاتير رونيه ماغريتسعد حاجو

يسأل الشاعر مارك ستراند: "لِمَ نبدو إلى الآن منتظرين شيئاً سيكون ظهورُهُ اختفاءَهُ؟" ولعلّ هذا ينطبق على الحب بشكل خاص وعلى هذه القبلة المختومة خلف الأقمشة البيضاء التي تُفرّق أكثر مما تجمع. وعلى الرغم من تحفظات رونيه ماغريت الهائلة فيما يتعلق بالتحليل النفسي، إلا أنه من الصعب عدم العودة إلى الحادث المروع الذي تعرّض له في مراهقته، إثر انتحار والدته ريجينا بيرتينشامب التي رمت نفسها في نهر سامبر. وحين اُنتشلت جثتها من المياه، كان طرف ثوب نومها المبلل يلتفّ حول وجهها كما يلتف حول العاشقَين في اللوحة. ولأن الشفقة هي في الأغلب إضافة الإهانة إلى الأذى، من الأفضل أن نصدّق ماغريت حين يقول إنه غير معنيّ بالتعبير الذاتي ويعزل نفسه تماماً عن مواضيعه.. فليس على العمل الفني أن ينطبق على حياة الفنان انطباق القناع الحي على الوجه.

4  "لماذا لا تصدقيني"؟قبلة رودانسعد حاجو

النحت، ولا سيما البدائي منه، يبالغ في حجم الرأس والأطراف والأعضاء التناسلية. فالمنحوتات الإفريقية مثلاً، برؤوسها الضخمة وعيونها الواسعة تُمثّل الأرواح، والإعجاب بها كأشكال جامدة ليس بكاف. وهذا أيضاً ينطبق على منحوتات رودان الذي كان ينزع إلى المبالغة في أعضاء الجسم المعبّرة، لكنه كان شديد التردد، وعندما أعجب تلاميذه بقدمي أحد تماثيله، حطم القدمين، فصاح أحدهم: "ولكنها أجمل ما فيه!"، وأجاب رودان "بالضبط ".

لكننا أمام تمثال "القبلة" الشهير الذي يجسد كائنين قُدّا من قطعة واحدة من الرخام، نلاحظ تغيراً طفيفاً في الأسلوب وميلاً نحو الرقة حتى يكاد الهواء يرتعش ويرنّ حول العاشقين باولو وفرانشيسكا؛ وهما من شخصيات الكوميديا الإلهية لدانتي، الذين قتلهما الزوج المخدوع وحكم عليهما بالتيه في جهنم.. السجال هنا ليس على القيمة الفنية للمنحوتة، بل على نسبتها لكامي كلوديل تلميذة وعشيقة رودان التي وعدها بزواجٍ ظل مُعلقاً كي ينتهي بها المطاف في مصحة للأمراض العقلية ثلاثين عاماً.

كانت معزولة عن العالم، قذرة ومهملة تعيش وسط جيش من القطط والمنحوتات المحطمة، حين جرّها الممرضون إلى ليل الحجز الطويل، الذي لم تغادره سوى إلى مقبرة جماعية. هي التي عانت من رُهاب الاضطهاد، ليس فقط لأنها شاركت رودان في إنجاز الكثير من الأعمال التي قُدمت على أنها من تصميم "المعلم" ولكن لأنها صدّقت أنه سيترك زوجته (وعشيقاته الأخريات) من أجلها، فقد كان يجزع حين لا يجدها حيث تركها، ويكتب لها: "لماذا لم تنتظريني في الورشة، إلى أين أنت ذاهبة؟ إلى أي ألم أنا منذور؟ هناك أوقات أفقد فيها الذاكرة فيكون ألمي أقل ولكن اليوم، ظل الألم القاسي كامناً. كامي يا حبيبتي رغم كل شيء، رغم الجنون الذي أشعر أنه يقترب مني، والذي سيكون بسببك، إن تواصل هجرك لي. لماذا لا تصدقيني؟"

5. من سيربح النصف مليون؟قبلة بانكسي سعد حاجو

لاهياً بتحييرنا وإرباكنا ترك فنان الغرافيتي الشهير بانكسي مخالبه في برايتون بإنجلترا عام 2005 حين رسم على جانب أحد المباني ضابطَي شرطة هائمين في قبلة وهما باللباس الرسمي وكل العدة القمعية من مسدسات وأصفاد. هذه الغمزة الساخرة من السلطة أصبحت عامل جذب سياحي حقيقي في المدينة. لكن كي نكون واقعيين، يعرف بانكسي جيداً أن أعماله ستُنقل من موقعها الأصلي ويختطفها أولئك المجهولون الذين يرفعون سماعة الهاتف في اللحظة الحاسمة ليفوزا بالمزادات العلنية، وقد عُرضت هذه القطعة في مزاد ميامي وبيعت مقابل 575 ألف دولار.. الفنان المتخفي الذي بدأ بالستريت آرت وساهم في تقبل هذا الفن الذي كان يُعتبر سرياً وفوضوياً، تحوّل سريعاً إلى "البزنس آرت" وصارت أعماله تُباع بمبالغ مدوخة.

6. " لن تُصبحا واحداً مهما أوغَلَ بينكما العناق"

قبلة برانكوزيسعد حاجو

"لا شيء ينمو تحت الأشجار الكبيرة".. هذا ما قاله برانكوزي بعد شهر قضاه في ورشة النحات الأشهر أوغست رودان التي كان قد دُعي إليها، معلناً انشقاقه ورغبته في أن يسلك طريقه وحيداً.. ابن الفلاح الفقير القادم من إحدى قرى رومانيا إلى باريس خطا بالفن التقليدي خطوة كبيرة في اتجاه التجريد، مُبسّطاً الخطوط أكثر فأكثر، متخلصاً من كل ما لا ضرورة له للوصول إلى "الشكل الأنقى". لا يأخذ تعامل برانكوزي مع مفهوم الاختزال بعداً كلاسيكياً عرفناه في النحت التقليدي، لأنه هنا لا يطال فقط ما هو زائد عن الكتلة بل الكتلة نفسها. هي مرحلة متقدمة وقاسية لإقصاء الشكل وتقديم اقتراح بصري تندمج فيه طبيعة الخامة والمفهوم الإنشائي في اللغة الهندسية. بالرخام أو البرونز، يصبح الطائر خطاً ذهبياً رشيقاً، والقُبلة مُكعباً حجرياً مشروخاً تحزمه الأذرع.. ولا تعليق على هذه المنحوتة البليغة سوى الأبلغ الذي قاله أنسي الحاج: لن تُصبحا واحداً مهما أوغَلَ بينكما العناق/ فشلُ الاتحاد مُؤكَّد.

ــــــــــ

الرسومات الرفقة خاصة بالمقال للرسام السوري سعد حاجو .

شارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية رؤية الكوابيس المتكررة.. هل هي تحذير من الإصابة بمرض خطير؟ كيف نهزم إدمان وسائل التواصل الاجتماعي ونتوقف عن مقارنة حياتنا بالآخرين؟ "نكبتنا بالألوان والبث المباشر".. شهادات كُتاب ومثقفين عرب ليورونيوز عن حرب غزة لوحات الفن السريالي فنانون اعلاناخترنا لك يعرض الآن Next مباشر. حرب غزة في يومها الـ238| قصف متواصل على القطاع والجيش الإسرائيلي ينسحب من جباليا يعرض الآن Next عاجل. فرنسا تحبط مخططا لمهاجمة مباراة خلال أولمبياد باريس يعرض الآن Next بعد أسابيع من الحصار.. الجيش الإسرائيلي يعلن انسحابه من مخيم جباليا حيث اختفت معالم الحياة يعرض الآن Next بايدن يسمح لأوكرانيا بضرب أهداف داخل روسيا بأسلحة أمريكية.. ما خلفية وتداعيات هذا القرار؟ يعرض الآن Next ألمانيا: إصابة عدة أشخاص في هجوم بالسكين في مدينة مانهايم جنوب غرب البلاد اعلانالاكثر قراءة "وباء خفي" يفتك بالإسرائيليين الذين تم إجلاؤهم من بلدات الشمال ونسبة الوفيات في ارتفاع على خط النار مع إسرائيل.. بلدة عيتا الشعب جنوبي لبنان تخلو من السكان وتتحول لتلال من الركام إليك التسهيلات التي ستقدمها ألمانيا إلى العمال الأجانب للعمل على أراضيها هذا الصيف في حادث مروع... مقتل شخص بعد أن شفطه محرك طائرة في مطار أمستردام "اقضوا عليهم".. ضجة تثيرها نيكي هيلي برسالة كتبتها على قذائف مدفعية لقصف غزة

LoaderSearchابحث مفاتيح اليوم الانتخابات الأوروبية 2024 غزة حركة حماس فلسطين إسرائيل الصراع الإسرائيلي الفلسطيني احتجاجات مخيم جباليا ألمانيا بنيامين نتنياهو الحرب في أوكرانيا هجوم Themes My Europeالعالمأعمالالسياسة الأوروبيةGreenNextالصحةسفرثقافةفيديوبرامج Services مباشرنشرة الأخبارالطقسجدول زمنيتابعوناAppsMessaging appsWidgets & ServicesAfricanews Job offers from Amply عرض المزيد About EuronewsCommercial Servicesتقارير أوروبيةTerms and ConditionsCookie Policyتعديل خيارات ملفات الارتباطسياسة الخصوصيةContactPress OfficeWork at Euronewsتابعوناالنشرة الإخباريةCopyright © euronews 2024 - العربية EnglishFrançaisDeutschItalianoEspañolPortuguêsРусскийTürkçeΕλληνικάMagyarفارسیالعربيةShqipRomânăქართულიбългарскиSrpski

مقالات مشابهة

  • إستغلال الموظفين
  • قصتي مع الدَّين
  • حماية لأرزاقنا.. نقابة استقدام العاملات تنفذ وقفة احتجاجية أمام وزارة العمل
  • الجوازات تنهي إجراءات الخدمات والمستندات الشرطية للمرضى وكبار السن
  • مروة عيسى “مصدر السعادة”
  • انتو نبض هيدا النجاح.. إليسا توجه رسالة للجمهور
  • أنظمة العمل المرنة.. ما لها وما عليها
  • حظر أغنية احتفال منتخب النمسا بأهدافه في يورو 2024
  • دنيا بطمة تطلق أغنية من داخل السجن
  • أشهر لوحات "القُبلة" في تاريخ الفن.. الجانب المظلم وراء الرومانسية