السومرية نيوز – محليات

في مثل هذا اليوم وقبل 21 عاماً، يستذكر العراقيون مشاهد دخول القوات الأميركية إلى قلب العاصمة بغداد في التاسع من أبريل/نيسان 2003 بعد نحو 3 أسابيع من القصف "العنيف" والمعارك غير المتكافئة، لتبدأ دوامة من الفوضى والنهب والدمار. أجاز الكونغرس الأميركي عام 2002، استخدام القوة العسكرية ضد العراق، وادّعت أميركا أن بغداد تمتلك أسلحة دمار شامل، تهدد السلام العالمي، وفي مارس/آذار 2003 شنت الولايات المتحدة حربا على العراق، وقصفت الطائرات والسفن الحربية الأميركية بغداد بالقنابل والصواريخ، وخلفت الموت والهلاك والدمار لسكان المدينة ومعالمها.



*كيف سقط نظام صدام حسين بالعراق؟
انتهت المهلة الأميركية المطالبة برحيل صدام حسين في 20 مارس 2003، لكن الهدوء كان لا يزال يخيّم على بغداد.

وعلى بعد عشرة آلاف كليومتر في البيت الأبيض، أعلن جورج بوش انطلاق العملية ضد صدام حسين، وانهال وابل من الصواريخ العابرة على أحد أحياء العاصمة العراقية.

عند الساعة 5:35 فجراً، بدأت الحرب وأطلق عليها الأميركيون اسم "عملية حرية العراق".

نشر نحو 150 ألف جندي أميركي و40 ألف جندي بريطاني في العراق للشروع بعملية عسكرية أطلقت العديد من التظاهرات المنددة في العديد من العواصم العربية والعالمية. ثلاثة أسابيع كانت كافية من أجل حسم مصير النظام والسيطرة على بغداد في التاسع من أبريل. وتم تبرير الحرب الوقائية بوجود أسلحة دمار شامل نووية وكيميائية على الأراضي العراقية، لكن في النهاية، لم يتم العثور على هذه الأسلحة.

وفي 9 أبريل/نيسان، دخل الأميركيون بغداد، وأسقطوا تمثال الرئيس العراقي حينها صدام حسين، الأمر الذي رمز إلى سقوط العاصمة العراقية بغداد والنظام الحاكم. وقد شاركت في الغزو بريطانيا وأستراليا وبولندا، ودعمتها إسبانيا وإيطاليا وعدد من دول أوروبا الشرقية.

ولا يزال كثيرون يتذكرون صور سقوط تمثال صدام حسين وسط ساحة الفردوس التي دخلتها القوات الامريكية عام 2003 لتبدأ بذلك حقبة جديدة من تاريخ العراق.  
عاش العراق في حقبة نظام صدام حسين حياة عنوانها الحروب وعسكرة المجتمع والعوز والحصار والهجرة، وسط خوف كبير من بطش السلطة، كما تسببت الحروب في إنهاك العراق بشريا وماديا، لكن التغيير الذي حصل بعد عام 2003 لم يجلب للعراقيين ما كانوا يحلمون به، بل جلب الموت والدمار أيضاً، لتكون المرحلة ما بعد نظام صدام حسين، مشابهة لما قبل 2003، لكن بشكل جديد تمثل بـ "الفساد".

وتحت حكم صدام رئيسا منذ 1979، خاض العراق 3 حروب، أولها حرب الثمان سنوات مع جارته إيران، وثانيها بعد غزو الكويت، لتفرض الولايات المتحدة وحلفاؤها حرباً على العراق تمثلت بتوجيه ضربات جوية للعراق، وحصاراً دولياً استمر 13 عاماً.

أما الحرب الثالثة، فهي حرب عام 2003 التي شنتها الولايات المتحدة بحجة "امتلاك العراق لأسلحة الدمار الشامل"، بدأت في مارس/ آذار، واستمرت ستة أسابيع، لتنتهي بدخول الدبابات الأمريكية إلى قلب بغداد.

وعانت مدن العراق خلال الغزو من ضرر كبير أصاب البنى التحتية والاقتصاد، فضلا عن عمليات النهب والسرقة التي حصلت بسبب انعدام الأمن، علاوة على ما نشر حول سماح القوات الأمريكية بسرقة الوزارات والمنشآت الحكومية وعدم منع سرقة وتخريب الممتلكات وخاصة المتحف العراقي التاريخي الذي نهبت مقتنياته الشاهدة على حضارة العراق التي تعود الى ما قبل التاريخ.

ورغم عبور العراق تلك السنوات الطويلة، إلا أنه ما زال يعيش في دوامة العنف والدمار والقتل اليومي، وكان سقوط صدام حسين ضمن خطة موضوعة لتغيير خريطة الشرق الأوسط السياسية، والتي استكملت لاحقا بما يعرف بأحداث الربيع العربي التي أدت الى سقوط العديد من الزعماء العرب الذين استمروا في حكم شعوبهم عشرات السنين.

ولم يكد العراقيون يتنفسون الصعداء بعد انتهاء الحصار الذي أثقل كاهلهم وتسبب بهجرة مئات الآلاف الى دول الجوار ودول غربية طلبا لحياة أفضل، حتى بدأت أعمال القتل الطائفي والعنف الممنهج تبرز على الساحة، وتحكم على العراقيين بالقتل.

ووصلت أعمال العنف الطائفي داخل العراق أوجها في عامي 2006 و2007 قبل أن تنحسر في عام 2009، إلا أن اندلاع الأزمة في سوريا المجاورة وتحول التظاهرات في بعض المدن السورية الى عنف طائفي كان له أثر كبير على عودة شبح الطائفية الى أرض الرافدين.

ورغم اختلاف المسميات في هذه مناسبة 9 نيسان، حيث سمّاها البعض بيوم "سقوط بغداد" أو "احتلال العراق"، فيما سماه آخرون بـ "يوم التحرير"، يبقى يوم التاسع من نيسان عام 2003 عالقاً في أذهان العراقيين بل المنطقة العربية أجمع.

وفي عام 2011، انسحبت القوات الأميركية من العراق، ولم تتمكن من العثور على أسلحة الدمار الشامل، ولكنها خلفت وراءها ركاما من الأوضاع الاجتماعية والسياسية والاقتصادية والأمنية المتردية.

وتتزامن ذكرى سقوط صدام حسين مع ذكرى إعدامه للسيد محمد باقر الصدر وشقيقه آمنة الصدر "بنت الهدى" في التاسع من أبريل عام 1980، بتهمة معارضة حزب البعث الحاكم آنذاك.  
والصدر هو المرجعُ الديني السيد محمد باقر بن حيدر بن اسماعيل الصدر، وُلِدَ في مدينة الكاظمية المقدسة العام 1935 من أسرة آل الصدر العربية العلمية الدينية العريقة. هو عم زعيم التيار الصدري السيد مقتدى الصدر، ووالد جعفر الصدر.

ويمثل السيد الشهيد محمد باقر الصدر، مرحلة مهمة وشاهداً واضحاً على مسيرة تاريخية للعراق شهدت فتراتها تبدلات وتغيرات كبيرة وواسعة وخطيرة.

*رئيس الجمهورية يعزّي بذكرى استشهاد السيد محمد باقر الصدر
قدم رئيس الجمهورية عبد اللطيف جمال رشيد، اليوم الثلاثاء، التعازي في ذكرى استشهاد السيد الشهيد محمد باقر الصدر.

وقال رئيس الجمهورية في تغريدة له، "في الذكرى السنوية لاستشهاد سماحة السيد الشهيد محمد باقر الصدر وسقوط النظام الدكتاتوري، نستعيد التضحيات الجسام التي قدمها الشهيد الصدر في مقارعة نظام مستبد جثم على صدور العراقيين لعقود، قدّم خلالها العراقيون من مختلف الطوائف شتى التضحيات للخلاص منه".

وأضاف: "بهذه المناسبة لا بد من التأكيد على ضرورة توحيد الصف الوطني بين الجميع، قوى سياسية وفعاليات اجتماعية من أجل حماية المكتسبات المتحققة والانحياز إلى المصلحة الوطنية العليا لجميع العراقيين، والحؤول دون تكرار مآسي الماضي". 

المصدر: السومرية العراقية

كلمات دلالية: صدام حسین التاسع من عام 2003

إقرأ أيضاً:

الماء مقابل التجارة والنفط.. العراق يفاوض في العطش وتركيا تصمت بحسابات السدود والنفوذ

31 يوليو، 2025

بغداد/المسلة: طرحت الحكومة العراقية عرضاً اقتصادياً مغرياً على أنقرة، أملاً في أن تتحوّل مياه دجلة والفرات من قضية أمنية شائكة إلى صفقة تعاون مربحة، بعدما بلغت الأزمة المائية ذروتها في الجنوب والوسط، وتراجعت الإطلاقات التركية إلى أقل من النصف عن الحاجة الفعلية.

وأفصحت لجنة الزراعة والمياه البرلمانية عن تقديم تسهيلات تجارية، تشمل رفع واردات الغاز والكهرباء من تركيا وتوسيع الاستثمارات المشتركة، في مقابل زيادة إطلاق المياه.

وأثار الصمت التركي موجة من القلق في بغداد، حيث تواصل الحكومة جهودها الدبلوماسية من دون أن تجد استجابة واضحة، بينما تشير الوقائع إلى أن مياه الأنهر قد تحولت إلى ورقة ضغط في يد أنقرة، التي تحتفظ بـ136 نقطة عسكرية داخل الأراضي العراقية، وفق تصريحات النائب فالح الخزعلي.

وتفاقمت المخاوف من أن يؤدي تراجع الإطلاقات إلى انهيار محطات الإسالة، خصوصاً في العاصمة بغداد، في وقت تؤكد فيه وزارة الموارد المائية أن ما يصل من نهر دجلة لا يكفي لتلبية أدنى احتياجات الشرب والزراعة، وقد تراجع إلى ما دون 300 متر مكعب في الثانية، مقابل حاجة تفوق 800 متر مكعب.

واستعرض السوداني جهوداً لحلحلة الأزمة، معلناً موافقة أنقرة ودمشق على زيادات متفرقة في الإطلاقات، لكن المتخصصين وصفوها بـ”المؤقتة وغير الكافية”، محذرين من أن الأمر لم يعد تقنياً أو بيئياً فقط، بل أصبح تهديداً مباشراً للسلم المجتمعي.

وأشارت تقارير أممية إلى أن العراق مهدد بأن يصبح “دولة بلا أنهار” خلال عقود قليلة إذا استمرت السياسات الإقليمية على هذا النحو، بينما تحذر منظمات بيئية من أن الهجرة المناخية ستضرب مناطق الأهوار والبصرة والناصرية مع تسارع الجفاف.

واسترجع مراقبون ما أعلنته الحكومة التركية في 2021 عند افتتاح سد “إليسو”، حيث أُعلن بوضوح أن “الأمن المائي لتركيا فوق كل اعتبار”، في دلالة على أن أنقرة باتت تعتبر المياه مورداً سيادياً، لا يلتزم بمبادئ القانون الدولي للأنهار العابرة للحدود.

وأطلق ناشطون عراقيون وسم #الماء\_حق\_وليس\_هبة، متهمين تركيا بـ”احتجاز الأنهار”، بينما طالب آخرون بأن يربط العراق ملف المياه بجميع الاتفاقات الاقتصادية والأمنية، حتى لا تُفرغ السيادة من مضمونها تحت ضغط العطش.

 

 

المسلة – متابعة – وكالات

النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.

About Post Author Admin

See author's posts

مقالات مشابهة

  • النجم العراقي أيمن حسين يعود إلى بلاده من بوابة الكرمة (شاهد)
  • عودة أيمن حسين إلى الدوري العراقي
  • محامي أمريكي يكشف ما قاله له صدام حسين ويتحدث عن ظروف المحاكمة
  • حفتر يزور تشاد.. وأجندة مهمة ضمن المحادثات
  • ما مصير الأزمة بين بغداد والكويت بعد تدخل رئيس القضاء العراقي؟
  • الماء مقابل التجارة والنفط.. العراق يفاوض في العطش وتركيا تصمت بحسابات السدود والنفوذ
  • نائب:تركيا تخنق العراق مائياً وحكومة السوداني”تتوسل”!
  • العبادي:الانتخابات المقبلة لن تكن نزيهة
  • أمانة العاصمة: حملة بغداد أجمل شملت 54 شارعاً في مدينة الصدر
  • تنفس السُمّ في صمت.. بغداد في قبضة الكبريت