تجىء أغانى العيد حاملة البهجة والفرحة بعد أداء شعائر العبادة محملة كذلك بالطاقة الإيجابية وسرعة الإيقاع الزمنى لهذه الأغنيات لتعبر عن الانطلاق الذى هو سبب السعادة، تجىء أول ما تجىء أغنية «يا ليلة العيد» لأم كلثوم التى كانت ذاهبة لتسجيل أغنية بالإذاعة عام 1937 فسمعت بائعا جائلاً ينادى على بضاعته ويقول «يا ليلة العيد أنستينا» فقابلت الشاعر بيرم التونسى الذى شعر بالتعب فلم يكد يكلمها حتى جاء الشاعر أحمد رامى وأكملها ولحنها الموسيقار رياض السنباطى بعد أن كان الشيخ زكريا أحمد قد ابتدأها، لتكتمل مع الثنائى رامى والسنباطى وتذاع ليلة العيد، وصارت هذه الأغنية أيقونة أغانى العيد وعلامة أيضا على أن الرؤيا قد ظهرت وأن الغد هو العيد.
أغنية «الليلة دى عيد» لياسمين الخيام وكلمات عبدالوهاب محمد وألحان إبراهيم رأفت الذى كان يعتز بها بسبب نجاحها فى وقت كان من العسير نجاح أغنية مناسبة فيه بعد سلطة نجاح أغانى سابقة منها.. يا ليلة العيد لأم كلثوم.
وأيضا أغنية «هل هلال العيد» غناء المطربة نور الهدى وألحان الموسيقار فريد الأطرش الذى غناها أيضا بنفسه ومن الأغانى الحديثة نسبياً أغنية «أهلا بالعيد» التى غنتها «صفاء أبوالسعود» كلمات الشاعر عبدالوهاب محمد وألحان جمال سلامة، وغنتها 1983.
المصدر: بوابة الوفد
إقرأ أيضاً:
د. عبدالله الغذامي يكتب: ماذا لو كنت مخطئاً
منظومة الأخطاء البشرية هي الطريق المفتوح للاكتشاف لدرجة أن العلاج لا يأتي إلا لوجود خلل في الجسم، وقد علم ذوو العقول الكبيرة أن أي تعرفٍ على أي خطأ ذهني هو الطريق إلى المعرفة والابتكار، ولذا قال الغزالي إن ميزة العقل هي في قدرته على كشف عجزه، وكانت هذه ميزة سقراط الذي فتح تاريخ الفلسفة بالأسئلة، وقال إنه ليس بحكيمٍ ولا عالمٍ ولكنه يطرح الأسئلة للبحث عن الحكمة لدى البشر، بينما الحكمة الكلية تخص الله وحده.
وتوالت النظرة الثاقبة مع عصور العقول الكبرى، فكانط يقول إن العقل عاجزٌ عن تصور ماهية الحقائق الكبرى مثل وجود الخالق وحرية الإرادة، وتبعه آينشتاين بالقول إن عقولنا الصغيرة لا تستطيع أن تدرك الخالق العظيم، وفي نهاية الطريق وقبل وفاته تساءل دانييل دينيت (ماذا لو كنت مخطئاً) بوصف ذلك سؤالاً توجهه الذات العاقلة لنفسها لكي تحاول امتحان أفكارها، وهذا على نقيض الشاعر الذي يمثله قول البحتري (وما عليّ إذا لم تفهم البقرُ)، وهذا ترفٌ ثقافي لا يملكه إلا الشعراء بينما يتواضع الحكماء لأنهم يدركون نقصهم وغالباً يعترفون به، على أن أعلى درجات الوعي هي أن تكتشف خطأك، واكتشاف الطريق الخطأ يساعد على تصحيح الطريق. لكن الشعر هو نوعٌ من اللاوعي ولذا يجرؤ الشعراء على التظاهر بأنهم مجانين، وجنون الشاعر هو حصانته، ولذا فالشعراء يقولون ما لا يفعلون ويهيمون في كل وادٍ مما يجعل أتباعهم غاوين، كما هو معنى الآية الكريمة.
كاتب ومفكر سعودي
أستاذ النقد والنظرية/ جامعة الملك سعود - الرياض