تطورات حرب الإبادة على شعب فلسطين أخذت بالإجابة عن بعض الأسئلة المؤرقة التي يسألها معظم الناس الطبيعيين منذ بداية هذا العدوان، ولعلّ أحد أهم هذه الأسئلة هو: كيف يمكن للعالم الذي يطلق على نفسه صفة «متحضر» و«ديمقراطي» و«راعي حقوق الإنسان» أن يصمت عن كل جرائم الإبادة الشنيعة التي يرتكبها كيان الأبارتيد الصهيوني بحق النساء والأطفال والأطباء والمرضى والإعلاميين والمنقذين والذين وهبوا أنفسهم لخدمة الإنسانية ورفضوا النجاة بأنفسهم فقط؟ الجواب عن هذا السؤال غدا واضحاً من خلال ردود الفعل الغربية على قتل إسرائيل سبعة من عمال «المطبخ المركزي العالمي» الذي هو فعل مشين ومدان بكل تأكيد وهو جريمة يجب أن تُحاسَب قيادات “إسرائيل” العسكرية والمدنية عليها، وكما قال مؤسس المطبخ جوزي أندري: إن المحاسبة يجب أن تبدأ من المسؤولين في كيان الوحشية العنصرية “إسرائيل”، لكن المفارقة الحقيقية التي أهدف إلى تسليط الضوء عليها هنا والتوقف عندها هي اختلاف ردود الأفعال الغربية المتباينة حسب لون البشرة والدين والعرق على هذا الحدث عن كل ما سبقه من جرائم قتل وإبادة للمدنيين العزّل في غزة وعلى مدى ستة أشهر ونيف.

لقد قتل المجرمون الصهاينة مئة وأربعين صحفياً ونيّفاً في غزة، من ضمن 33 ألف مدني أكثر من 72 بالمئة منهم أطفال ورضع وأمهات، كلهم يرتدون السترة التي يُكتب عليها «إعلام» بحروف كبيرة وواضحة لا يمكن تجاهلها إلا بفعل متعمّد، كما أن الجريمة الشنيعة التي ارتكبتها قوات الصهاينة في مجمّع الشفاء الطبي بحقّ عمال وأطباء ومنقذين إنسانيين الذين عبروا عن أقصى درجة من النبل الإنساني، الذي يفتقده حكام الغرب المتصهين، بالوقوف مع مرضاهم وعدم مغادرتهم مشافيهم في غزة إلى أن قتلتهم إسرائيل جميعاً عمداً وإجراماً وحرقت أجسادهم الطاهرة.

وهذا هو المشفى رقم 32 الذي تدمره “إسرائيل” بالكامل أمام أعين الغرب الصامت الداعم لجرائم الإبادة المروعة التي يرتكبها نظام «الديمقراطية الوحيدة في الشرق الأوسط» كما يحلو لهم أن يردّدوا، وهذه الجرائم تقف شاهداً تاريخياً على همجية هذا الكيان وعنصريته، إلا أنّ كلّ هذا لم يستدع إدانة واحدة من الدول الغربية التي تدّعي «الحضارة» ولم يدفع “إسرائيل” حتى إلى الاعتذار عمّا قامت به و«الوعد» أنه لن يحدث مرة أخرى.

والسؤال هو: لماذا؟ والجواب واضح لأن حياة الفلسطيني والعربي والمسلم مستباحة لدى كل هذا الغرب المتوحش، والمسؤول عن إبادة سكان أميركا وكندا وأستراليا الأصليين، حيث تقبع في أعماق ذاته عنصرية متجذرة ضد العرب والمسلمين كافة حتى الموالين للغرب، وهم بالتأكيد يعتبرون أن الكيان الصهيوني يقوم بالمهمة التي يرغبون في أعماقهم أن يقوموا بها أنفسهم ولذلك فهم يمدّونه ومنذ اليوم الأول بالدعم السياسي والمعنوي وبفائض من المال والسلاح ليستمرّ في حرب الإبادة هذه بالنيابة عنهم كلهم جميعاً ونتذكر تصريحات الساسة الغربيين بأنهم هم والمجرمون الصهاينة يشتركون «بالقيم» نفسها، والتي تبين أنها قيم الإبادة الوحشية للمدنيين العزل، وإلا لماذا استغرق الرئيس الأميركي جو بايدن حتى الثالث من نيسان، مع أن حرب الإبادة على الفلسطينيين بدأت في تشرين الأول، كي يقول لرئيس حكومة كيان العدو بنيامين نتنياهو: «إن الهجوم على العاملين في المجال الإنساني في غزة والوضع الإنساني بشكل عام غير مقبول»! وكأن قصف الصهاينة للمنازل الآمنة وإبادة المدنيين مقبولة لديه، وهو الذي اعترف بأنه صهيوني عريق، أوَلم يكن كل العاملين في الإنقاذ في المشافي في غزة عمالاً وأطباء في المجال الإنساني؟ أم إن إنسانية العربي منقوصة بالنسبة لكم ولذلك فأنتم لا تحركون ساكناً لمقتل عشرات الآلاف من النساء والأطفال والمدنيين العزّل والإعلاميين والأطباء وعمال الإغاثة العرب وتتحركون فقط إذا قُتل أحد من أبناء جلدتكم؟ مع أننا ندين قتل أي عامل في المجال الإنساني وفي أي مكان ولكننا نجد أن لا أحد يأبه لقتلنا والفتك بأهلنا ومدنيينا طالما أنهم عرب على أرض عربية ويطمحون أن يعيشوا بكرامة وطنية كاملة ومن دون إملاء أو استعباد من أحد.

هل يُعقل أن ينتظر رئيس الولايات المتحدة وبقية حكام أوروبا وكندا وأستراليا سبعة أشهر ليشهد العالم أبشع المجازر التي ترتكب في العصر الحديث لكي يطالب بوقف نار فوري الذي لم يأبه به حكام كيان الإبادة الصهاينة، وفقط لأنه شهد قتل عمال غربيين ليسوا عرباً وهؤلاء فقط محرّم قتلهم؟ بل إن النائب في الكونغرس الأميركي تيم والبيرغ قد صرّح أنه بدلاً من تقديم المساعدات إلى غزة «يجب أن يكون مصيرها مثل هيروشيما وناغازاكي» أي أنه يدعو إلى قصف غزة بقنبلة نووية، وما يسري على غزة في عقول وقلوب هؤلاء القتلة يسري على الغرب جميعاً، كما أن الولايات المتحدة التي استخدمت منذ أسابيع الفيتو في مجلس الأمن لمنع صدور قرار بإرغام إسرائيل على وقف العدوان قد أكملت موقفها بإرسال كميات هائلة من القنابل والذخائر الحديثة كي يستخدمها الكيان الصهيوني الغاصب لقتل المزيد والمزيد من المدنيين الفلسطينيين العزّل وتدمير منازلهم ومدارسهم وجامعاتهم ومشافيهم ومنشآتهم الزراعية والصناعية الحديثة ومحوها تماماً عن الخريطة، وكأننا وفي هذه الوقفة مع الأحداث الأخيرة ووقعها على مواقف هذه الدول المشبعة بالقيم الاستعمارية الغربية وصمتها عن إدانة العدوان على الفلسطينيين نتذكر قول الشاعر العربي:

قتل امرئ في غابة جريمة لا تغتفر

وقتل شعب كامل مسألة فيها نظر

ولكن الجزء الآخر المفقود من المعادلة أيضاً هو إدراك ووعي العرب كلهم جميعاً لقيمتهم الحقيقية وتصنيفهم لدى هذه البلدان الغربية المعادية لكل ما هو عربي ومسلم والتي تتودّد نفاقاً إليهم فقط لنهب ثرواتهم أو لاستخدامهم في تنفيذ خططها الخبيثة ضد أشقائهم التي وإن بدت محابية للبعض ضد البعض الآخر في اللحظة الراهنة فإنها في النتيجة تستهدفهم جميعاً ولكن على مراحل ومع اختيار التوقيت والظروف المناسبة للاستهداف، وما الأصدقاء والحلفاء والمصطلحات التي يستخدمها الغربيون لإيهام بعض العرب أنهم أصدقاء وحلفاء إلا كلمات جوفاء منافقة لا مرتسم لها على أرض الواقع ولا يمكن أن تصمد أمام أول مفترق يُنبئ باختلاف في المصالح والأهداف.

فقد كانت التجارة البينية بين الدول العربية في عام 2010 لا تزيد على 3 بالمئة على حين تجارة بعض الدول العربية مع الدول الغربية تفوق 50 بالمئة من تجارتها رغم القرب الجغرافي للدول العربية والجدوى الاقتصادية الأكيدة للتعاون مع الدول العربية في المجالات الاقتصادية، وحتى في المجال الثقافي أو التعليمي والمهني فالعربي المؤهل من أفضل الجامعات الغربية لا تتمّ معاملته في بلدان عربية كثيرة مثل الأوروبي والأميركي الذي تخرّج من الجامعة نفسها ويحمل الشهادة ذاتها، فقد روى لنا زميل تخرج معنا في أوائل الثمانينيات أنه ذهب وزميله البريطاني للتقدم بطلب للتدريس في إحدى الدول العربية فحصل زميله على الفيزا مباشرة وعلى ضعف راتبه، ولم يستطع البريطاني أن يصدّق ذلك لأنه توقع على الأقل أن يكون العربي مكرّماً في بلد عربي وهنا أيضاً نتذكر قول الشاعر العربي:

من يهن يسهل الهوان عليه ما لجرحٍ بميّت إيلام

إن جوهر المعادلة هو أن العرب جميعاً في أعين الغرب سَواء؛ فهم من يهدف إلى إبادتهم جميعاً واستيطان أرضهم ونهب ثرواتهم واستعبادهم الغني منهم والفقير، والقادم من المشرق أو من المغرب، والذي يعمل أو لا يعمل على استرضائهم، لكن العرب بعين أنفسهم ليسوا سَواء «تحسبهم جميعاً وقلوبهم شتّى» ويظنون أن المجاملات والإطراءات التي يسمعونها من «أصدقائهم» و«زملائهم» الغربيين، الطامعين فقط بثرواتهم وبموقعهم الجغرافي أو بتثقيف بلدانهم لمصلحة الكيان الصهيوني، صادقة وهي في الحقيقة نفاق لا قيمة لها ولا مرتسم لها على أرض الواقع ولا يمكن أن يترجمها هؤلاء إلى أي فعل حقيقي في حال استدعت ظروف «الشريك العربي» أي مدد أو إسناد.

وما قام به الغرب من تفتيت للعراق وليبيا والسودان وحرب على سورية واليمن وإبادة في فلسطين أكثر من برهان على حقيقة مواقفهم وتوجهاتهم، أفلا تعقلون؟

جريدة الوطن السورية

أ. د. بثينة شعبان 2024-04-08Zeinaسابق توزيع 170 وجبة إفطار يومياً في الدرخبية بريف دمشقالتالي استشهاد فلسطينية برصاص الاحتلال شرق طوباس انظر ايضاً الهدف الإستراتيجي بقلم: أ. د. بثينة شعبان

أصبح من الواضح للجميع اليوم بعد ستة أشهر من حرب إبادة وحشية في فلسطين يرتكبها …

آخر الأخبار 2024-04-10هطولات مطرية في معظم المناطق أعلاها 58 مم في عين العرب بريف حلب 2024-04-10الخارجية الروسية: سنقدم لمحكمة العدل الدولية أدلة على ارتكاب قوات كييف فظائع في دونباس 2024-04-10الجيش الروسي يدمّر أحدث منظومات الدفاع الجوي لنظام كييف 2024-04-10طقس اليوم: الحرارة أدنى من معدلاتها وهطولات مطرية متوقعة فوق مناطق متفرقة 2024-04-10إجلاء آلاف الأشخاص جراء الفيضانات في مدينة أورينبورغ الروسية 2024-04-10الرئيس الأسد ورئيس الوزراء العراقي يتبادلان التهنئة بحلول عيد الفطر 2024-04-10الخامنئي: الكيان الصهيوني سيعاقب على جرائمه 2024-04-10يوم جديد من عملية طوفان الأقصى.. أبرز التطورات 2024-04-10الرئيس الأسد يؤدي صلاة عيد الفطر السعيد في رحاب جامع التقوى بدمشق 2024-04-10الرئيس الأسد يهنئ القوات المسلحة بمناسبة عيد الفطر السعيد فيكم الخير

مراسيم وقوانين الرئيس الأسد يصدر مرسوماً بإحداث جائزة تقديرية تسمى “جائزة الدولة التقديرية للشجاعة والعطاء” 2024-04-09 الرئيس الأسد يصدر قانوناً بإعفاء المتأخرين عن سداد اشتراكاتهم لـ “التأمينات الاجتماعية” من الفوائد والغرامات 2024-04-02 الرئيس الأسد يصدر مرسومين بتنفيذ عقوبة العزل بحق قاضيين اثنين 2024-03-28الأحداث على حقيقتها وحدات من قواتنا المسلحة تستهدف تجمعات الإرهابيين في أرياف دير الزور و تدمر وإدلب 2024-04-07 استشهاد 7 أطفال وإصابة شخصين بجروح بانفجار عبوة ناسفة زرعها إرهابيون في ريف درعا 2024-04-06صور من سورية منوعات الإثنين المقبل.. أول كسوف شمسي كلي في أمريكا وكندا والمكسيك 2024-04-04 الصين تطلق قمراً صناعياً جديداً للاستشعار عن بعد 2024-04-03فرص عمل السورية للاتصالات تعلن عن مسابقة لشغل عدد من الوظائف بفرعها بدمشق 2024-03-12 السورية للبريد تعلن حاجتها لتعيين 235 عاملاً من الفئات الثالثة والرابعة والخامسة 2024-03-04الصحافة «وقتلُ شعب كامل مسألة فيها نظر».. بقلم: أ. د. بثينة شعبان 2024-04-08 الدورتان الصينيتان توفران فرصاً جديدة لتنمية العلاقات الصينية السورية بقلم سفير جمهورية الصين الشعبية بدمشق: شي هونغوي 2024-04-03حدث في مثل هذا اليوم 2024-04-1010 نيسان 1946- إجراء أول انتخابات في اليابان بعد الحرب العالمية الثانية 2024-04-099 نيسان 1953- إنشاء اتحاد البريد العربي 2024-04-088 نيسان 1970- قوات الاحتلال الإسرائيلي تقصف مدرسة بحر البقر بمحافظة الشرقية في مصر ما أدى لمقتل 30 طفلاً 2024-04-077 نيسان 1947- تأسيس حزب البعث العربي الاشتراكي 2024-04-066 نيسان 1909 – المكتشف الأمريكي روبرت بيري يصل إلى القطب المتجمد الشمالي 2024-04-055 نيسان يوم الطفل الفلسطيني
مواقع صديقة أسعار العملات رسائل سانا هيئة التحرير اتصل بنا للإعلان على موقعنا
Powered by sana | Designed by team to develop the softwarethemetf © Copyright 2024, All Rights Reserved

المصدر: الوكالة العربية السورية للأنباء

كلمات دلالية: الکیان الصهیونی الدول العربیة الرئیس الأسد فی المجال فی غزة

إقرأ أيضاً:

ما الذي يحرك الطلب على المشاريع العقارية التي تحمل توقيع المشاهير؟

عبدالله بن لاحج، رئيس مجلس إدارة “آمال”: رسّخت دبي مكانتها كوجهة رئيسية للمشاريع العقارية الراقية، مدعومةً بشراكاتها البارزة مع المشاهير والعلامات التجارية الفاخرة، وهو توجه استراتيجي يُعيد صياغة توقعات المشترين العالميين. من أساطير الموضة إلى رموز الرياضة العالمية، تُعزز هذه الشراكات جاذبية دبي العقارية، وتُحوّل العقارات الفاخرة إلى استثمارات تلبّي وتعزز نمط الحياة والرفاهية الشاملة. في مشهد العقارات الفاخرة، أصبحت مشاركة الشخصيات المرموقة عالمياً عاملاً محورياً لتسريع الطلب وتعزيز القيمة على المدى الطويل. في عام 2023، أعرب 59% من أصحاب الثروات العالية حول العالم الذين شملهم الاستبيان عن اهتمام خاص بامتلاك مسكن يحمل علامة تجارية في دبي، وارتفع هذا العدد إلى 69% في عام 2024. يأتي تصنيف الإمارات العربية المتحدة الآن كثالث أكبر سوق للعقارات ذات العلامات التجارية ليؤكد أن السوق جاهز للتوسع المستمر، مدفوعاً إلى حد كبير بقوة دعم المشاهير.

قوة دعم المشاهير

تُعدّ مشاركة المشاهير في مشهد التطوير العقاري استراتيجيةً فعّالة للتميز في سوقٍ فاخرٍ مُشبع بالعقارات المتميزة. بدءً من بنتهاوس نيمار جونيور الذي تبلغ قيمته 54 مليون دولار أمريكي في بوغاتي ريزيدنسز، وفيلا ديفيد وفيكتوريا بيكهام الفخمة في جزيرة النخلة، وصولاً إلى شاروخان وارتباط اسمه بنخبة من المشاريع البارزة في دبي، تُولّد هذه الشراكات تغطيةً إعلاميةً لا مثيل لها، وترتقي بصورة المشاريع، وتُثير ضجةً فورية. إلى جانب شهرة الأسماء، تُضفي هذه الشراكات شعوراً بالأصالة والهيبة، مما يُعزز الرابط العاطفي بين المشروع والمشترين المُحتملين. وبالنسبة للمطورين، تساهم هذه الشراكات بتسريع المبيعات وترسيخ مكانة العلامة التجارية لدى جمهورٍ حصري ينجذب للمشاريع المميزة.

نمط الحياة يُصبح رمزاً للمكانة

يعود الطلب على المشاريع التي تحمل توقيع المشاهير إلى ما تقدّمه من وعدٍ بحياةٍ متميزة ومُلهمة. عند شراء منزل، يتطلع المشتري إلى ما هو أكثر من المسكن فقط، فهو يقبل على احتضان نمط حياةٍ يعكس بريق نجومه المُفضّلين ونجاحهم ورقيّهم، وهو ما يُصبح رمزاً للمكانة، وموضوعاً للنقاش، بل حتى عملةً اجتماعيةً رائجةً بين النخبة العالمية. غالباً ما تعكس المساكن جماليات المشاهير وعلامتهم التجارية، وتتميز بتصاميمها المتقنة والمواد عالية الجودة ووسائل الراحة المصممة خصيصاً، والتي تُحدث نقلة نوعية في الحياة اليومية. يكتسب عنصر الجذب العاطفي والرمزي هذا قوةً خاصة لدى المشترين الدوليين الباحثين عن نمط الحياة الراقي الذي تُجسّده دبي.

الثقة والمصداقية والجاذبية العالمية

تُضفي شراكات المشاهير طبقةً من الثقة والمصداقية لا يُمكن للتسويق التقليدي مضاهاتها، حيث تمّثل هذه الشراكات شارة لضمان الجودة للعديد من المستثمرين الدوليين بغض النظر عن معرفتهم بمهارات وسجل المطورين المحليين. من عناوين الصحف إلى منشورات التواصل الاجتماعي واسعة الانتشار، يُمكّن تأثير “التسويق المجاني” المشاريع من اكتساب شهرة في وقت مبكر والحفاظ على أهميتها على المدى الطويل. يتوالى التأثير الذي تُولّده هذه الشراكات ويمتد إلى ما هو أبعد من دبي، حيث يعزز الظهور العالمي ويجذب المشترين والمستثمرين من أوروبا وآسيا والأمريكيتين. ومع توقع نمو عدد أصحاب الثروات الكبيرة في الإمارات العربية المتحدة بأكثر من 30% بحلول عام 2028، فإن هذه الجاذبية العالمية في سوق يُعدّ الاستثمار الدولي فيه محرّكاً رئيسياً للنمو والمرونة أمرٌ بالغ الأهمية.

اقتصاديات الشغف

لا تزال الحصرية محركاً رئيسياً لقيمة العقارات الفاخرة. وتتمتع العقارات التي تحمل توقيع المشاهير بقيمة إعادة بيع أعلى بفضل ما يرتبط بها من قصص ووقعها العاطفي، وتُعتبر على نطاق واسع أصولاً منخفضة المخاطر بعائد مرتفع. في استبيان أجرته شركة نايت فرانك، حدد 59% من المشاركين “العائد المرتفع أو إمكانات الاستثمار” كسبب رئيسي لشراء مسكن يحمل علامة تجارية في دبي. وفقاً للاستبيان ذاته، أعرب أكثر من نصف المستثمرين المحتملين أن اهتمامهم ينبع في المقام الأول من مكاسب رأس المال، بينما يتوقع 36% ارتفاعاً في الأسعار بنسبة 5-10% خلال السنة الأولى من التملك، لا سيما بين أولئك الذين تتراوح ثرواتهم الصافية بين 10 و 15 مليون دولار أمريكي.

ميزة دبي

لطالما احتضنت مدن مثل ميامي ولندن ونيويورك المشاريع العقارية التي تحمل علامات تجارية، كما توفر دبي بيئة ديناميكية فريدة للتطورات القادمة في قطاع العقارات الفاخرة التي تحمل توقيع المشاهير. تجذب البنية التحتية عالمية المستوى في دبي، والبيئة الضريبية المواتية، ونمط الحياة العالمي، الشخصيات البارزة والمشترين العالميين على حد سواء. يسخر المطورون العقاريون هذا كله من خلال إنشاء مشاريع مميزة مثل العلامة التجارية والشخصيات المرتبطة بها. من الأمثلة الناجحة على ذلك دخول شركة “منصوري” العالمية إلى مجال العقارات، بالتعاون مع شركة “آمال”، لتطوير عقار يمزج بين تصميم السيارات الفاخرة والمعيشة المصممة حسب الطلب، مما يضع معياراً جديداً للمساكن ذات العلامات التجارية في دبي.

سيواصل المطورون الذين يتبنون الأصالة، ويبرمون شراكات هادفة، ويركزون على تقديم قيمة حقيقية من خلال التصميم والتجربة، رسم ملامح المرحلة القادمة من الحياة الفاخرة في دبي. وستظل أكثر المشاريع نجاحاً هي تلك التي تجمع بين الجاذبية والجوهر والابتكار والالتزام الصادق بالجودة. بالنسبة للسكان والمستثمرين على حد سواء، تُعدّ هذه المشاريع رمزاً للطموح والمكانة الراسخة والابتكار.

 


مقالات مشابهة

  • محادثات الهدنة في غزة متعثرة عند مسألة انسحاب إسرائيل من القطاع 
  • المرور يوضح غرامة القيادة على أكتاف الطريق والمسارات التي تُمنع القيادة فيها
  • السعودية.. فيديو الأمير الوليد بن طلال يزور الفيلا التي ولد فيها يثير تفاعلا
  • المرأة التي زلزلت إسرائيل وأميركا
  • الرئيس اللبناني: مسألة التطبيع مع إسرائيل غير واردة.. سوريا تنفي نية التصعيد!
  • 30 عاما على المجزرة.. ما الذي يربط سربرنيتسا بغزة؟
  • الرئيس اللبناني: مسألة التطبيع مع إسرائيل غير واردة
  • ما الذي يحرك الطلب على المشاريع العقارية التي تحمل توقيع المشاهير؟
  • الحالات التي يباح فيها للمصلي قطع الصلاة .. الإفتاء توضح
  • عاجل تحديث في "منصة قبول" يتيح للطلاب الإطلاع على الرغبات التي لم يحققوا فيها شروط الأهلية الخاصة بالجامعات والتخصصات