توقعت الولايات المتحدة الأميركية قيام إيران بتوجيه ضربة صاروخية وشيكة على إسرائيل، في حين أعلنت شركة لوفتهانزا الألمانية أنها علّقت رحلاتها من طهران وإليها، بسبب حالة التأهب تحسبا لانتقام إيراني محتمل على خلفية غارة جوية يشتبه أنها إسرائيلية على قنصليتها في سوريا.

وقالت وكالة بلومبيرغ عن مصادر مطلعة إن الولايات المتحدة وحلفاءها يعتقدون أن الهجوم الكبير لإيران ووكلائها باستخدام الصواريخ والمسيّرات ضد أهداف عسكرية وحكومية إسرائيلية بات وشيكا وقد يحدث في الأيام المقبلة.

وأضافت بلوميبرغ أنه تم إبلاغ حلفاء إسرائيل الغربيين أنه من غير المتوقع أن يتم استهداف منشآت مدنية، وأن الهجوم قد لا يأتي بالضرورة من شمال إسرائيل.

كما نقلت بلومبيرغ عن المصادر نفسها أن الولايات المتحدة تساعد إسرائيل في التخطيط وتبادل التقييمات الاستخباراتية، وأن إسرائيل أبلغت حلفاءها بأنها تنتظر هذا الهجوم قبل شن هجوم بري آخر محتمل على رفح.

وأضافت المصادر أن البعثات الدبلوماسية الأجنبية في إسرائيل تستعد بالفعل للهجوم الإيراني المحتمل وتضع خطط طوارئ للإخلاء.

استعدادات وطلبات إسرائيلية

في هذه الأثناء، قال مسؤول بوزارة الدفاع الأميركية للجزيرة إن قائد القيادة الوسطى الجنرال إريك كوريلا، سيزور المنطقة لبحث تهديدات إيران في حال شملت زيارته إسرائيل.

ونقل موقع أكسيوس عن مسؤولَيْن إسرائيليَين قولهما إنه يُتوقع أن يلتقي الجنرال كوريلا وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت.

وكشف المسؤولان لأكسيوس أن إسرائيل تستعد لهجوم مباشر محتمل وغير مسبوق من الأراضي الإيرانية باستخدام الصواريخ بعيدة المدى والمسيّرات وصواريخ كروز ضد أهداف إسرائيلية.

وقال المسؤولان إنه في مثل هذا السيناريو، فإن إسرائيل سترد بهجوم مباشر على إيران.

كما نقل موقع أكسيوس عن مسؤولين إسرائيليين وأميركيين قولهم إن واشنطن وتل أبيب بحثتا أخيرا التحضير للرد الإيراني، وإن إسرائيل تواصلت مع الولايات المتحدة فيما إذا كان بإمكانها الحد من الرد الإيراني من خلال رسائل تحذير خاصة وعامة واستعراض قوتها في المنطقة.

لوفتهانزا تعلق رحلاتها

ويوم أمس قالت شركة لوفتهانزا الألمانية إنها علقت رحلاتها من وإلى طهران في الفترة منذ 6 أبريل/نيسان وربما يستمر ذلك حتى 11 أبريل/نيسان، بسبب الوضع الحالي في الشرق الأوسط.

وقال متحدث باسم الشركة لرويترز "نراقب الوضع في الشرق الأوسط باستمرار وعلى اتصال وثيق مع السلطات، وسلامة الركاب وأفراد الطاقم هي الأولوية القصوى للوفتهانزا".

لوفتهانزا والخطوط الجوية النمساوية التابعة لها هما الشركتان الغربيتان الوحيدتان اللتان تسيّران رحلات دولية إلى طهران.

ولا يزال من المقرر أن تُسيّر الخطوط الجوية النمساوية، التي تدير خدمة مباشرة بين فيينا وطهران 6 مرات في الأسبوع، رحلة إلى طهران يوم الخميس، في حين لم تصدر بعد تصريحات من شركات الطيران الدولية الأخرى التي تُسيّر رحلات إلى طهران.

لوفتهانزا الألمانية علّقت رحلاتها مؤقتا من طهران وإليها (رويترز)

وأثارت وكالة أنباء إيرانية المزيد من التوتر لفترة وجيزة عندما نشرت تقريرا باللغة العربية على منصة التواصل الاجتماعي "إكس" يفيد بإغلاق المجال الجوي فوق طهران بالكامل لإجراء تدريبات عسكرية، ولكن الوكالة حذفت التقرير بعد ذلك ونفت أن تكون قد نشرت شيئا من هذا القبيل.

واشنطن تطلب وساطة

وفي السياق ذاته، قال مصدر مطلع لوكالة رويترز إن المبعوث الأميركي للشرق الأوسط بريت ماكغورك اتصل بوزراء خارجية السعودية وقطر والإمارات والعراق ليطلب منهم إيصال رسالة إلى إيران تحثها على خفض التوتر مع إسرائيل في أعقاب غارة جوية يشتبه أنها إسرائيلية على قنصلية إيرانية بسوريا.

وقال المصدر، الذي تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته، إن ماكغورك طلب من المسؤولين التواصل مع وزير الخارجية الإيراني لنقل رسالة مفادها أنه يجب على إيران التهدئة مع إسرائيل، وإنهم فعلوا ذلك.

وقالت وزارة الخارجية الإيرانية يوم الأربعاء إن وزراء خارجية السعودية وقطر والإمارات والعراق تحدثوا هاتفيا مع وزير الخارجية الإيراني وناقشوا التوتر في المنطقة.

وكان المرشد الإيراني علي خامنئي قال إن إسرائيل "يجب أن تعاقَب وستعاقَب" على خلفية غارة في دمشق أسفرت عن مقتل 7 من أعضاء الحرس الثوري الإيراني، بينهم محمد رضا زاهدي القيادي الكبير في فيلق القدس.

وفي حين لم تؤكد إسرائيل مسؤوليتها عن الهجوم على دمشق، أكدت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) أنها (تل أبيب) المسؤولة فعلا عن ذلك.

وتستعد دول في المنطقة والولايات المتحدة لهجوم محتمل من جانب إيران ردا على ما يُعتقد أنه قصف إسرائيلي بالطائرات الحربية للقنصلية الإيرانية في سوريا في الأول من أبريل/نيسان الجاري.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: ترجمات حريات الولایات المتحدة إلى طهران

إقرأ أيضاً:

واشنطن تستهلك ربع مخزون “ثاد” في حرب “إسرائيل” وإيران

الجديد برس| كشفت شبكة “سي أن أن” الأميركية أنّ الولايات المتحدة استخدمت نحو ربع مخزونها من صواريخ “ثاد” الاعتراضية المتطورة خلال الحرب التي استمرت 12 يوماً بين “إسرائيل” وإيران في حزيران/يونيو الماضي، وهو ما كشف عن فجوة كبيرة في الإمدادات، وأثار قلقاً بشأن قدرة واشنطن على تعويض النقص سريعاً. وأفادت الشبكة، نقلاً عن مصدرين مطّلعين، بأن القوات الأميركية أطلقت أكثر من 100 صاروخ “ثاد”، وربما وصل العدد إلى 150، خلال محاولة التصدي لوابل الصواريخ البالستية الإيرانية، مشيرةً إلى أنّ هذه الكمية تمثّل جزءاً كبيراً من المخزون الأميركي، وأنّ الولايات المتحدة تمتلك 7 أنظمة من هذا النوع، شارك اثنان منها في الدفاع عن “إسرائيل”. وبحسب مسؤولين دفاعيين سابقين، فإنّ هذا الاستهلاك الكبير كشف ثغرة في شبكة الدفاع الصاروخي الأميركي، “في وقتٍ وصل فيه الدعم الشعبي الأميركي للدفاع عن إسرائيل إلى أدنى مستوياته التاريخية”. كما أبدى خبراء ومحلّلون مخاوف بشأن وضع الأمن العالمي للولايات المتحدة وقدرتها على إعادة بناء المخزونات بالسرعة المطلوبة. وأوضحت الشبكة أنّ الإنتاج الأميركي لا يواكب حجم الاستهلاك، إذ لم تنتج واشنطن العام الماضي سوى 11 صاروخاً اعتراضياً جديداً من طراز “ثاد”، ومن المتوقع أن يبلغ الإنتاج في السنة المالية الحالية 12 صاروخاً فقط، وفق تقديرات ميزانية وزارة الدفاع لعام 2026. المتحدث باسم “البنتاغون”، كينغسلي ويلسون، رفض التعليق حول حجم المخزون لـ “أسباب أمنية”، لكنه أكد أنّ الجيش الأميركي “في أقوى حالاته على الإطلاق” وجاهز لأي مهمة، بحسب قوله، مستشهداً بعملية استهداف 3 مواقع نووية إيرانية خلال الحرب. غير أنّ شبكة “سي أن أن” أشارت إلى أنّ تقييماً استخبارياً مبكراً خلص إلى أنّ الضربات الأميركية لم تدمر المكونات الأساسية للبرنامج النووي الإيراني، بل أوقفت تقدّمه لفترة محدودة فقط، وهو ما رفضت الإدارة الأميركية الاعتراف به. وذكرت الشبكة أنّه على الرغم من نشر أنظمة “ثاد” خلال الحرب، نجحت إيران في اختراق الدفاعات، وأصابت عشرات الصواريخ الإيرانية مدناً إسرائيلية كبرى مثل “تل أبيب”، حيث دُمّرت مبانٍ سكنية بأكملها، واستُهدفت مواقع عسكرية حساسة، وتضررت أجزاء من شبكة الكهرباء، وسط تقديرات بخسائر اقتصادية تفوق 1.8 مليار دولار. وأسفرت الهجمات عن مقتل 29 إسرائيلياً. وفي هذا الصدد، أظهر تحليل صادر عن المعهد اليهودي للأمن القومي الأميركي (JINSA) أنّ أنظمة “ثاد” الأميركية، إلى جانب صواريخ “آرو-2″ و”آرو-3” الإسرائيلية، أسقطت 201 صاروخ من أصل 574 أطلقتها إيران، فيما قدّر التقرير أنّ نظام “ثاد” الأميركي مثّل ما يقرب من نصف عمليات الاعتراض، ما يشير إلى أنّ مخزونات “إسرائيل” من صواريخ “آرو” الاعتراضية لم تكن كافية، لافتاً إلى أنّ نظام القبة الحديدية الإسرائيلي صُمّم لصد الصواريخ الأقصر مدى من تلك التي أطلقتها إيران. وذكر مؤلف التقرير آري سيكوريل قائلاً: “بعد استنفاد جزء كبير من الصواريخ الاعتراضية المتاحة لديهما، تواجه كلّ من الولايات المتحدة وإسرائيل حاجة ملحّة لتجديد مخزوناتهما وزيادة معدلات الإنتاج بشكلٍ حاد”، مقدّراً أن الأمر سيستغرق من 3 إلى 8 سنوات لتجديد المخزون بمعدلات الإنتاج الحالية. وفي هذا السياق، قالت الشبكة إنّ هذا الأمر يثير مخاوف بشأن الردع الأميركي، خصوصاً في مواجهة الصين في المحيطين الهندي والهادئ. ونقلت الشبكة عن مسؤولين أنّ القلق من نقص المخزونات سبق حرب الـ12 يوماً، إذ اعتبر الخبراء أنّ النقص في الصواريخ الاعتراضية المتطورة يضعف قدرة الردع الأميركي ضد الصين. وذكّر مسؤولون بأنّ استنزاف القدرات الدفاعية ضد اليمنيين أسهم في تفاقم هذه الأزمة. وقالت جينيفر كافانا، مديرة التحليل العسكري في مؤسسة “أولويات الدفاع”، إنّ الولايات المتحدة باتت مضطرة لاتخاذ “خيارات صعبة”، مضيفةً: “في مرحلة مبكرة كان يمكن تجاهل هذه التحديات بسبب عمق المخزونات، لكننا الآن أمام واقع لا يمكن إنكاره”.

مقالات مشابهة

  • الوكالة الدولية للطاقة الذرية تعود إلى إيران للمرة الأولى منذ حرب الأيام الـ12
  • استهدفت أسطول شمخاني.. عقوبات أميركية على إيران هي الأوسع منذ عام 2018
  • 31 شخصية إسرائيلية بارزة تطالب المجتمع الدولي بفرض عقوبات على إسرائيل احتجاجًا على تجويع غزة
  • ترامب يُمهل بوتين 12 يومًا لإنهاء الحرب .. فهل ترد روسيا العظمى بقصف واشنطن؟ مدفيديف: لسنا (إسرائيل أو إيران)
  • سي إن إن: الولايات المتحدة خسرت ربع صواريخها في الحرب مع إيران
  • الحرس الثوري الإيراني: إسرائيل انهارت خلال الحرب الأخيرة وتصريحات كاتس «استعراض نفسي»
  • إسرائيل تستنزف احتياطي الولايات المتحدة من صواريخ ثاد
  • واشنطن تستهلك ربع مخزون “ثاد” في حرب “إسرائيل” وإيران
  • طهران تعتقل يهوديين أمريكيين من أصول إيرانية بتهمة التجسس لصالح إسرائيل
  • سي إن إن:الولايات المتحدة استنفدت نحو ربع مخزونها من صواريخ ثاد خلال حرب إسرائيل مع إيران