قال مسؤول أممي إن الآلاف من الأبرياء قد يلقون حتفهم قريباً جداً إذا لم تتوفر إمكانية الوصول الإنساني والتمويل اللازم للاستجابة للكارثة في السودان.

التغيير: وكالات

شدّد نائب منسقة الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في السودان طوبي هارورد، من دارفور، على الحاجة الملحة لضمان الوصول الإنساني بدون عوائق وزيادة التمويل للاستجابة الإنسانية المنقذة للحياة.

وقال هارورد في فيديو سجله باللغة العربية ونشره على حسابه على موقع X، إنه يحتفل بعيد الفطر في الفاشر، شمال دارفور منضماً “إلى الأصدقاء الذين يتضرعون الى الله طالبين إنهاء النزاع”.

وصرح بأنه عقد خلال الأيام الماضية، اجتماعات إيجابية مع السلطات والأطراف العسكرية في مليط والفاشر بشأن ضرورتين ملحتين، أولهما هي الحاجة إلى وصول المساعدات الإنسانية بدون عوائق إلى السكان في جميع الولايات المتضررة من النزاع، بغض النظر عمن يسيطر على المنطقة.

الضرورة الثانية هي الحاجة إلى زيادة التمويل الإنساني بشكل كبير لتمكين الاستجابة بالحجم والنطاق المطلوبين. وقال إن العديد من الآلاف من الأبرياء قد يلقون حتفهم قريباً جدا إذا لم تحصل الأمم المتحدة وشركاؤها على إمكانية الوصول الإنساني والتمويل اللازم للاستجابة لهذه الكارثة الإنسانية.

يسعدني أن أحتفل بعيد الفطر في الفاشر، شمال #دارفور، وأن أنضم إلى الأصدقاء الذين يتضرعون الى الله طالبين إنهاء النزاع.

خلال الأيام الماضية، عقدت اجتماعات إيجابية مع السلطات والأطراف العسكرية في مليط والفاشر، بشأن ضرورتين ملحتين:

• الحاجة إلى وصول المساعدات الإنسانية بشكل كامل… pic.twitter.com/oaIRg7CMMt

— Toby Harward | طوبي هارورد ???????? (@tobyharward) April 10, 2024

ويمر يوم الاثنين عام على اندلاع الحرب في السودان بين القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع في الخامس عشر من أبريل 2023م.

وبسبب الحرب يشهد السودان والدول المجاورة له واحدة من أضخم الأزمات الإنسانية وأزمات النزوح وأكثرها تعقيدا على مستوى العالم، وفق مفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين، إذ بلغ عدد الذين أجبروا على الفرار من منازلهم أكثر من 8.5 ملايين شخص، من بينهم 1.8 مليون عبروا الحدود الوطنية إلى دول منها مصر وجنوب السودان وتشاد.

الوسومالأمم المتحدة الدعم السريع السودان الفاشر القوات المسلحة حرب 15 ابريل شمال دارفور طوبي هارورد نائب منسقة الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية

المصدر: صحيفة التغيير السودانية

كلمات دلالية: الأمم المتحدة الدعم السريع السودان الفاشر القوات المسلحة حرب 15 ابريل شمال دارفور الأمم المتحدة

إقرأ أيضاً:

غزة ذروة المأساة والمساعدات تتحول إلى فخ للقتل الجماعي أو طريق للتهجير

 

الأسرة / تقارير

المشهد هذه المرة هو الأصعب، حتى أن جميع التقارير الصحفية التي تحاول نقل الكارثة المتفاقمة في غزة تعجز بشكل واضح عن نقل الجزء الأكبر من المأساة، ورغم أن كثيراً من حوادث المجازر والإبادة تجري أمام البث المباشر وتنقلها عدسات الوكالات وكاميرات القنوات وهواتف الأهالي، إلا أنه ومع الوقت واشتداد الإجرام الصهيوني بوتيرة غير مسبوقة تتخفى معظم الفظائع تحت أنقاض الخراب الذي يغطي معظم أراض قطاع غزة، أو خلف أكوام السحب والغبار الذي تُحدثه القنابل الأمريكية على مدار الساعة. ولعل الجزء اليومي الثابت في بيان مكتب الإعلام الحكومي في غزة بقوله: «ولايزال معظم الضحايا تحت الأنقاض، تعجز طواقم الإسعاف والدفاع المدني من الوصول إليهم» يُعبر بشكل لا لبس فيه عن هذه الحالة المقصودة، ولكم أن تتخيلوا أن هذه الديباجة الإنسانية استمرت منذ أكثر من ستة عشر شهراً، وهي في الواقع تُخفي الجانب الأكبر من فظائع المجازر، وقد أشارت الأمم المتحدة في عدة بيانات إلى أن الأرقام الرسمية التي تعلنها حكومة غزة أقل بكثير من التقديرات التي تجريها أجهزة المنظمة ومكاتبها وفروعها الميدانية، وهذه واحدة من الحوادث القليلة أو ربما النادرة في تاريخ الحروب والمجازر.

في الجولة الجديدة من التصعيد الدموي دخل الإجرام الصهيوني بحق الغزيين مساراً أكثر دموية وجرأة، مع ظهور نوايا واضحة لإكمال مشهد الجريمة وتتويجه بالتهجير، عبر تدمير القطاع وتحويله إلى بيئة غير قابلة للحياة، وتحت عجلة المجازر التي تسحق يومياُ وعلى مدار الساعة العشرات، وعبر هندسة الجوع الذي يفاقم معاناة السكان في ظل استهداف متعمد لمواقع توزيع المساعدات، وتحويلها إلى «مصائد للقتل الجماعي» على يد العدو الإسرائيلي بمختلف الأسلحة. وهذا الأسبوع سجلت أكثر من حادثة استهداف لمراكز المساعدات.

تحول المساعدات إلى فخ مميت:

في الأيام الأخيرة، تصاعدت وتيرة المجازر التي يرتكبها العدو الإسرائيلي في مواقع توزيع المساعدات، ما أدى إلى ارتفاع كبير في أعداد الشهداء والمصابين. وفي حادثة مروعة، استشهد 30 فلسطينياً على الأقل وأصيب 120 آخرون في إطلاق نار على شبان قرب موقع مساعدات أميركية غرب رفح جنوبي القطاع، وقد أكد المكتب الإعلامي الحكومي في غزة أن عدد الشهداء في هذه المواقع ارتفع إلى 39 شهيداً وأكثر من 220 مصاباً خلال أقل من أسبوع، محمّلاً العدو الإسرائيلي والولايات المتحدة المسؤولية الكاملة عن هذه المجازر المستمرة.

واعتبرت منظمة «أطباء بلا حدود» أن العدو الإسرائيلي يستخدم المساعدات أداة لتهجير السكان قسراً. وفي السياق ذاته، كانت الأمم المتحدة قد حذّرت من أن العدو الإسرائيلي دفع 2.4 مليون فلسطيني في غزة إلى المجاعة بتجويع متعمد يمهد لتهجير قسري، وذلك بإغلاقه المعابر لمدة 90 يوماً بوجه المساعدات الإنسانية، خاصة الغذاء. قبلها كانت وزارة الصحة في غزة قد أفادت أن المستشفيات استقبلت 21 شهيداً و5 حالات موت سريري و30 حالة خطيرة في مجزرة العدو الإسرائيلي بمنطقة المساعدات في رفح، وذكرت الوزارة أن الإصابات بأقسام العمليات والعناية المركزة والطوارئ بحاجة عاجلة لوحدات الدم في ظل نقص شديد في التبرع، لافتة إلى وجود نقص حاد في مستهلكات الجراحة والعمليات والعناية المركزة التي وصلت إلى أسوأ حالاتها.

وقد أكد مدير المستشفيات الميدانية بوزارة الصحة في غزة أن مراكز توزيع المساعدات أصبحت فخاً لقتل سكان القطاع، مشيراً إلى وجود 40 حالة خطيرة نتيجة استهداف نقطة مساعدات.

كل المساعدات توصل إلى التهجير:

بعيداً عن إشراف الأمم المتحدة والمنظمات الإغاثية الدولية، بدأ كيان العدو الإسرائيلي منذ 27 مايو الماضي تنفيذ خطة توزيع مساعدات إنسانية عبر ما تُعرف بـ»مؤسسة غزة للإغاثة الإنسانية»، وهي جهة مدعومة إسرائيلياً وأمريكياً، لكنها مرفوضة من قبل الأمم المتحدة. ويجري توزيع المساعدات في ما تُسمى المناطق العازلة جنوبي غزة، وسط مؤشرات متزايدة على فشل هذا المخطط، حيث توقفت عمليات التوزيع بشكل متكرر بسبب تدفق أعداد كبيرة من الجياع، وقيام قوات العدو الإسرائيلية بإطلاق النار، مخلفاً قتلى وجرحى في صفوف المدنيين الجياع، كما أن الكميات الموزعة توصف بأنها شحيحة، ولا تفي بمتطلبات مئات الآلاف من الجياع في القطاع.

ورفضت الأمم المتحدة ومنظمات الإغاثة الدولية العمل مع «مؤسسة غزة الإنسانية»، مؤكدين أنها غير محايدة، وأن آلية توزيعها للمساعدات تجبر الفلسطينيين على النزوح. وسبق أن قال المتحدث باسم الأمم المتحدة «ستيفان دوجاريك» للصحفيين في نيويورك إن الوضع الكارثي في غزة هو الأسوأ منذ بدء الحرب، وأن عمليات تسليم المساعدات «ليس لها تأثير يذكر» حتى الآن بوجه عام.

في الوقت ذاته جدد برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة تأكيده على أن الوضع الإنساني في غزة خرج عن السيطرة، مشدداً على أن إغلاق المعابر والجوع واليأس أمور جعلت إيصال المساعدات لغزة غير مستقر، وأن وقف إطلاق النار هو السبيل الوحيد لإيصال المساعدات بأمان إلى القطاع المحاصر. من جهتها، قالت وزارة الصحة في غزة إن العدو الإسرائيلي دمر عدداً كبيراً من المولدات الكهربائية، وكان آخر ذلك قصف وحرق 3 مولدات بقدرات عالية، مضيفة أن ما تبقى من مولدات يصعب صيانتها لعدم توفر قطع الغيار، وعدد منها مهدد بالخروج عن الخدمة، وأكدت الوزارة أن أقسام العمليات والعناية المركزة والطوارئ وحضانات الأطفال لا يمكن لها أن تستمر من دون كهرباء.

ودعا المكتب الإعلامي الحكومي في غزة إلى تشكيل لجنة تحقيق دولية مستقلة لتوثيق هذه المجازر، بما فيها جرائم القتل في مواقع توزيع المساعدات، ومحاسبة المسؤولين أمام المحاكم الدولية. كما رفض البيان كل أشكال المناطق العازلة، أو الممرات «الإنسانية» بإشراف العدو الإسرائيلي، أو بتمويل أميركي، بكونها فخاً للمدنيين الجوعى لا وسيلة للنجاة.

ويشهد شمال غزّة خصوصا مستوياتٍ أشدّ من الجوع وسط فوضى في نقاط توزيع المساعدات تعكس اليأس المتزايد بين السكان. وأفادت الهيئة الأممية بأن استمرار الحصار الإسرائيلي سيؤدي على الأرجح إلى موجات تهجير جماعية داخلية وخارجية، مع نضوب الموارد الأساسية اللازمة للبقاء على قيد الحياة.

مقالات مشابهة

  • بن جفير يطالب نتنياهو بمناقشة عاجلة بشأن المساعدات الإنسانية لغزة
  • قتلى وجرحى بين فلسطينيين حاولوا الحصول على مساعدات بغزة
  • التزام أممي بتقديم الدعم الفني للجنتي المجلس الرئاسي الليبي
  • منظمات أممية: غزة جحيم حقيقي والجوع يهدد حياة 71 ألف طفل
  • ترحيب أممي بتشكيل لجنتين لمعالجة التوترات الأمنية وحقوق الإنسان في ليبيا
  • الأمم المتحدة: عمليات القتل بمراكز مساعدات غزة ليست عرضاً
  • غزة ذروة المأساة والمساعدات تتحول إلى فخ للقتل الجماعي أو طريق للتهجير
  • برنامج أممي: الحوثي يشترط قدوم المساعدات الإنسانية لليمن "حصرا" عبر مسقط
  • العون الإنساني تبحث مع منظمة الغذاء العالمي ملابسات اعتداء المليشيا المتمردة على القافلة الإنسانية في مدينة الكومة
  • مؤسسة غزة الإنسانية تعلن فتح مركزين لتوزيع المساعدات الخميس