السفير مصطفي الشربيني يؤكد أهمية تفعيل قرارات نيروبي بشأن البيئة والتنمية المستدامة
تاريخ النشر: 12th, April 2024 GMT
أكد السفير مصطفي الشربيني الخبير الدولي في الاستدامة وتقييم مخاطر المناخ والمراقب بإتفاقية باريس للتغير المناخي بالامم المتحدة، أهمية تفعيل القرارات التى أسفرت عنها الدورة السادسة لجمعية الأمم المتحدة للبيئة التى عقدت مؤخرا بنيروبي بكينيا خاصة فيما يتعلق بمبادئ إعلان ريو بشأن البيئة والتنمية، وكذلك خطة التنمية المستدامة لعام 2030 وأهداف التنمية المستدامة.
وقال الشربيني ، في تصريحات لوكالة أنباء الشرق الاوسط اليوم ، إنه يجب الاشارة إلى التهديدات التي تواجهها التنمية المستدامة بسبب التحديات والأزمات البيئية العالمية بما في ذلك تغير المناخ، وفقدان التنوع البيولوجي، والتلوث، فضلا عن التصحر وتدهور الأراضي والتربة والجفاف وإزالة الغابات، وما يترتب على ذلك من آثار ، والآثار المترتبة على صحة الإنسان والبيئة، والتي تتفاقم أكثر بسبب استمرار مستويات الفقر وعدم المساواة وانعدام الأمن الغذائي .
وأضاف الشربينى أن وجود جميع الاتفاقات البيئية المتعددة الأطراف في مكان واحد للحوار تحت خيمة جمعية البيئة المتحدة قد أتاح فرصة نادرة لإجراء مناقشات غنية وتحديد القضايا الشاملة .
وأكد الشربينى على أهمية النتائج التي توصل إليها تقرير التقييم السادس للهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ، وكذلك نتائج تقرير التقييم المواضيعي بشأن الأنواع الغريبة الغازية ومراقبتها للمنبر الحكومي الدولي للعلوم والسياسات في مجال التنوع البيولوجي وخدمات النظم الإيكولوجية ، مع الاعتراف بأن أكثر من 3500 من بين 37000 نوع غريب أدخلها النشاط البشري إلى المناطق والمناطق الأحيائية حول العالم، أصبحت غازية وتشكل تهديدات عالمية كبرى للطبيعة والاقتصاد والأمن الغذائي وصحة الإنسان الامر الذى يستلزم معه التزامهم بالتصدي العاجل للتحديات التي نواجهها من خلال إجراءات فعالة ومشتركة في القطاع وشاملة ومستدامة، مع ضمان أن تكون هذه الإجراءات قائمة على العلم والمعرفة، ومراعاة المعرفة التقليدية، و الفوارق بين الجنسين، بمشاركة الجميع الجهات الفاعلة والشركاء المعنيون، بما في ذلك المجتمع المدني والأوساط الأكاديمية والشعوب الأصلية والمجتمعات المحلية والقطاعين الخاص والعام، وكذلك النساء والفتيات والأطفال والشباب وكبار السن والأشخاص ذوي الإعاقة وغيرهم من السكان المتأثرين بشكل غير متناسب بالعوامل البيئية العالمية ، التحديات والأزمات، وعدم ترك أحد خلف الركب .
تعزيز أنماط الحياة المستدامة
وأوضح الشربينى أن هذا القرار يشجع الدول الأعضاء بجمعية الأمم المتحدة للبيئة على تمكين المواطنين من اتخاذ خيارات مستنيرة بشأن أنماط الحياة المستدامة من خلال تعزيز التعاون بين القطاعين العام والخاص وإطلاق مبادرات التعليم والتوعية.
الإدارة السليمة للمواد الكيميائية والنفايات
وأشار الشربينى الى ان هذا القرار يتضمن دعم برنامج الأمم المتحدة للبيئة للإطار العالمي بشأن المواد الكيميائية ويشجع جميع أصحاب المصلحة على توفير المزيد من الموارد لصندوق الإطار العالمي للمواد الكيميائية، ويدعو الجمعية العامة للأمم المتحدة إلى الاعتراف بالأهداف الاستراتيجية للإطار العالمي في دورتها التاسعة والسبعين.
تعزيز التعاون الإقليمي بشأن تلوث الهواء
ويشجع هذا القرار الدول الأعضاء على تسريع الجهود الرامية إلى تحسين جودة الهواء على مستوى العالم عن طريق وضع معايير وطنية لجودة الهواء المحيط، ويطلب من برنامج الأمم المتحدة للبيئة تشكيل وتسهيل شبكة لجودة الهواء وتوفير منصة عالمية محدثة على الإنترنت لتبادل المعلومات وخاصة في البلدان النامية.
المبيدات الحشرية شديدة الخطورة
ولفت الشربيني إلى أن هذا القرار يشجع على اتخاذ تدابير للتخلص التدريجي من مبيدات الآفات شديدة الخطورة في الزراعة وتشجيع التحول إلى البدائل بالاضافة الى الانضمام إلى التحالف العالمي بشأن مبيدات الآفات شديدة الخطورة ضمن الإطار العالمي للمواد الكيميائية.
المساعدة البيئية في المناطق المتأثرة بالنزاعات المسلحة
وأوضح الشربينى أن هذا القرار يطلب من برنامج الأمم المتحدة للبيئة، تحت إشراف لجنة الممثلين الدائمين، تقديم تقرير إلى جمعية الأمم المتحدة للبيئة بشأن توفير برنامج الأمم المتحدة للبيئة للمساعدة البيئية والإنعاش في المناطق المتأثرة بالنزاعات المسلحة، وتحديد وتطوير الإرشادات التقنية - بما في ذلك الممارسات الجديدة والناشئة بشأن البيئة وجمع البيانات عن الأضرار البيئية المرتبطة بالنزاعات المسلحة.
حلول فعالة وشاملة لتعزيز سياسات المياه
ونوه الشربينى بان هذا القرار يدعو الدول الأعضاء وأعضاء الوكالات المتخصصة إلى تنفيذ الإدارة المتكاملة للموارد المائية على جميع المستويات ، مع مراعاة الروابط المتبادلة بين المياه والنظم الإيكولوجية والطاقة والأمن الغذائي والتغذية؛ تعميم حماية النظم الإيكولوجية المائية وحفظها واستعادتها وإدارتها المستدامة في السياسات؛ تعزيز جمع البيانات المتعلقة بنوعية وكمية المياه ورصدها من أجل اتخاذ القرارات القائمة على الأدلة وتنفيذ إدارة موارد المياه المستنيرة بمخاطر الكوارث؛ وتعزيز الإدارة المتكاملة للموارد المائية في مجالات الزراعة والصناعات الكبيرة المستهلكة للمياه وتشجيع الاستثمار لمعالجة أزمة المياه.
تعزيز إدارة المحيطات والبحار
يحث هذا القرار الدول الأعضاء على اعتماد اتفاقيات وبروتوكولات وخطط عمل البحار الإقليمية ذات الصلة والتصديق عليها وتنفيذها، والعمل بشكل حاسم لتحسين صحة المحيطات وإنتاجيتها وقدرتها على الصمود، فضلاً عن إجراء إصلاحات قانونية لمعالجة جرائم التلوث البحري والنفايات البحرية الناجمة عن السفن تشريعات التخلص، وإنهاء الصيد غير القانوني وغير المبلغ عنه وغير المنظم.
وكانت الدورة السادسة لجمعية الأمم المتحدة للبيئة التى عقدت مؤخرا فى نيروبى ، شارك بها عدد قياسي بلغ 7000 مندوب من 182 دولة عضو في الأمم المتحدة والمجتمع المدني والشعوب الأصلية والمنظمات الدولية والعلماء والقطاع الخاص وشهدت اعتماد ١٥ قرارا واعلانا وزاريا.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: برنامج الأمم المتحدة للبیئة الدول الأعضاء هذا القرار
إقرأ أيضاً:
الأمم المتحدة تتبنى قرارًا لوقف إطلاق النار في غزة.. حماس ترحب
اعتمدت الجمعية العامة للأمم المتحدة، مساء الخميس، قرارًا بأغلبية ساحقة يدعو إلى وقف فوري ودائم وغير مشروط لإطلاق النار، وفتح الممرات الإنسانية، ورفض استخدام التجويع كسلاح حرب، رغم اعتراض الولايات المتحدة وحليفتها إسرائيل وعدد محدود من الدول.
وجاء القرار الذي تبنته الجمعية العامة المكونة من 193 دولة، بعد أيام من استخدام واشنطن حق النقض (الفيتو) في مجلس الأمن لإفشال مشروع مماثل، ما أثار موجة انتقادات دولية واتهامات لها بالانحياز المطلق للاحتلال، والتغطية على جرائمه المتواصلة في القطاع المحاصر.
149 دولة صوتت لصالح القرار، في مقابل رفض 11 دولة فقط، بينما امتنعت 19 دولة عن التصويت، ما يعكس عزلة سياسية واضحة للموقف الأمريكي والإسرائيلي. وينص القرار أيضًا على الإفراج عن الرهائن المحتجزين لدى حماس، وإعادة المعتقلين الفلسطينيين من السجون الإسرائيلية، وانسحاب جيش الاحتلال من قطاع غزة بشكل كامل.
من جانبها، اعتبرت حركة "حماس" القرار بمثابة انتصار سياسي وأخلاقي لشعب غزة ومقاومته، ودليلًا على فشل الرواية الإسرائيلية والدعم الأمريكي في كسب الشرعية الدولية، مؤكدة أن الإرادة الحرة للدول والشعوب تزداد وضوحًا يومًا بعد يوم في رفضها للإبادة الجماعية والحصار.
وفي بيان صحفي صدر عن الحركة، ورصدته "عربي21"، رحّبت "حماس" بأغلبية الأصوات الساحقة التي صوتت لصالح القرار الأممي، معتبرة ذلك دليلاً على عزلة الاحتلال وتهاوي روايته الدعائية، وعلى سقوط مزاعم "الدفاع عن النفس" التي تروّج لها إسرائيل وتتبناها الولايات المتحدة لتبرير حرب الإبادة في غزة.
وبحسب البيان، فإن القرار الذي أدان استخدام التجويع كسلاح حرب، وأكد على ضرورة فتح الممرات الإنسانية وضمان تدفق المساعدات، يعكس الإرادة الحرة للمجتمع الدولي، ويؤكد أن "الحق الفلسطيني لا يزال حاضرًا في وجدان العالم، رغم محاولات تشويهه وتغييبه".
ورأت "حماس" أن التصويت الكاسح في الجمعية العامة، والذي جاء بعد أيام فقط من استخدام واشنطن حق النقض (الفيتو) ضد مشروع قرار مشابه في مجلس الأمن، يمثل ردًا حاسمًا على الانحياز الأمريكي الفج، ويكشف فشل الولايات المتحدة في "فرض إرادتها أو عزل المقاومة الفلسطينية".
وأكدت الحركة أن محاولة واشنطن تمرير إدانة لحركة حماس داخل الجمعية العامة خلال المداولات لم تلقَ تجاوبًا من الدول الأعضاء، مما يشير إلى أن العالم بات أكثر وعيًا بـ"الواقع الاستعماري والإجرامي" للاحتلال الإسرائيلي، وأقل قابلية للابتزاز السياسي والإعلامي.
دعوة لتحويل القرار إلى خطوات عملية
ودعت "حماس" في ختام بيانها الأمم المتحدة إلى عدم الاكتفاء بالقرار، بل العمل على تحويله إلى إجراءات عملية مُلزمة، من شأنها وقف العدوان على غزة، ورفع الحصار المتواصل منذ 17 عامًا، ومحاسبة قادة الاحتلال على الجرائم الموصوفة بأنها إبادة جماعية وجرائم ضد الإنسانية.
كما شددت الحركة على أن المدنيين في قطاع غزة، وخاصة الأطفال والنساء، يواجهون شبح المجاعة والموت الجماعي، وأن التحرك الدولي الآن بات واجبًا أخلاقيًا قبل أن يكون مسؤولية سياسية أو قانونية.
في المقابل، هاجم مندوب الاحتلال، داني دانون، القرار، ووصفه بأنه "مهزلة" و"فرية دم"، معتبرًا أنه يُضعف جهود تحرير الرهائن، ويفتح المجال أمام "شرعنة الإرهاب"، على حد قوله، وهو موقف أثار ردود فعل غاضبة من عدة وفود دبلوماسية، خاصة من دول الجنوب العالمي.
ليبيا، وعلى لسان مندوبها طاهر السني، أكدت أن "وصمة عار ستلاحق من يصوتون ضد القرار"، في حين أشار مراقبون إلى أن تصاعد التحركات الدولية في الجمعية العامة يعكس فقدان الثقة بالقدرة الأمريكية على فرض تسوية عادلة، في ظل استمرار الحرب ومأساة المدنيين في غزة.
ومنذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، تشن إسرائيل حرب إبادة جماعية بغزة، تشمل القتل والتجويع والتدمير والتهجير القسري، متجاهلة النداءات الدولية كافة وأوامر لمحكمة العدل الدولية بوقفها.
وخلفت الإبادة، بدعم أمريكي، أكثر من 183 ألف فلسطيني بين شهيد وجريح، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، إضافة إلى مئات آلاف النازحين ومجاعة أزهقت أرواح كثيرين بينهم أطفال.