الشرذمة الشرقية والوحدة الغربية.. هكذا يرانا الغرب!
تاريخ النشر: 13th, April 2024 GMT
منذ انتهاء الحرب العالمية الثانية؛ يعيش العالم فلسفة المقارنة بين الشرق والغرب، ممّا لا شك فيه أنَّ المنتصر الأساسي في الحرب العالمية الثانية على المستوى الاستراتيجي هو الأمريكي الذي وضع منذ تلك المرحلة مخطّط الشرذمة بهدف السيطرة على كلّ شيء.
يعمل الغرب على توحيد صفوفه، بشكل دائم، على مستوى القرارات الاستراتيجية، ويمكننا إنصاف هذه التجربة بالرغم من عدم الموافقة على أخلاقيات الدول الغربية في الوصول إلى أهدافها.
لقد نجحت أوروبا تدريجيًا في الوصول إلى اتحاد أوروبي جامع ومتكامل ومتماسك، فكانت تجربة اليونان المالية خير دليل على أهمية وحدة الاتحاد الأوروبي، في المقابل كذلك كان خروج بريطانيا منه عبارة عن تجربة إيجابية للاتحاد الذي بقي متماسكًا بعد خروجها.
الوحدة الغربية كذلك ظهرت في الحروب التي خاضتها الولايات المتحدة الأمريكية والدول الحليفة لها في الغرب بهدف السيطرة على ثروات الشعوب، فكان تثبيت الدولار عملةً مشتركة للتبادلات المالية والنفطية معيارًا للوحدة الغربية بهدف التحكّم بأسعار النفط.
في المقابل؛ سكتت الولايات المتحدة الأمريكية على الدور الأوروبي في التحكّم بدول إفريقيا لسنوات، بالإضافة إلى تقاسم التلاعب في منطقة غرب آسيا بهدف الحفاظ على المصالح الاستراتيجية الغربية.
انطلاقًا من الحقبة عينها التي تحدثنا عنها- أي نهاية الحرب العالمية الثانية- كانت خريطة غرب آسيا هدف الغرب للشرذمة وكذلك شرق آسيا، فكانت حرب فيتنام ومحاولات إفشال صعود الصين، أحد عناوين الشرذمة في شرق آسيا.
أما في منطقتنا؛ فكان مشروع وجود الكيان الصهيوني بين مجموعة دول قُسمت بحسب اتفاقية سايكس –بيكو، بداية الشرذمة في غرب آسيا، وقد تكون أخطر عناصر الشرذمة تلك التي حصلت بين الدول العربية عبر عدة حروب وفتن مثل: الفتنة السنية – الشيعية، الحرب على سوريا، الحرب في ليبيا، تقسيم السودان، بالإضافة إلى ما سُمّي حينها بالربيع العربي.
لم تُخفِ الولايات المتحدة الأمريكية مشاريع الفتنة والتقسيم؛ فكانت مشاريع كونداليزا رايس في الشرق الأوسط، وأمثلة غيرها كتلك التي نشرها الجنرال المتقاعد في الجيش الأمريكي رالف بيترز عنوانًا للشرذمة على أسس دينية.
بين وحدة الغرب والشرذمة الشرقية؛ صعدت دول وواجهت مشاريع الغرب عبر توحيد الجهود الاستراتيجية في الشرق المتشرذم.
هذه المواجهة أسهمت في عدم نجاح مشاريع عديدة؛ مثل إسقاط سوريا، أو إسقاط القضية الفلسطينية؛ حيث نشهد اليوم وحدة الساحات في مساندة غزّة، بالإضافة إلى عدم إسقاط اليمن.
مشروع مواجهة الشرذمة في الشرق تخوضه اليوم دول المواجهة للمشروع الغربي مثل إيران وروسيا والصين وحلفاء لها في العالم عبر منظمة شنغهاي ومجموعة دول البريكس وغيرها.
كاتب وباحث لبناني
المصدر: الثورة نت
إقرأ أيضاً:
نظام جديد لبطولة غرب آسيا تحت 23 سنة
أرسل اتحاد غرب آسيا لكرة القدم تعميما للاتحاد العماني لكرة القدم لإبداء الرأي أو تقديم مقترحات حول مقترح النظام الجديد لبطولة تحت 23 عامًا، المنتظر تنفيذه ابتداءً من النسخة السابعة المقبلة. ويأتي تغيير نظام بطولة تحت 23 عامًا بعد تعديل الاتحاد الآسيوي لنظامه المتمثل بإلغاء تنظيم نهائيات كأس آسيا غير المؤهلة إلى الألعاب الأولمبية. وبحسب قرار الاتحاد الآسيوي ستكون بطولة كأس آسيا المقبلة في السعودية الأخيرة بالنظام القديم، على أن تكون جميع البطولات مؤهلة للألعاب الأولمبية، ليتيح هذا التعديل لاتحاد غرب آسيا تنظيم بطولته لمنتخبات تحت 23 عامًا على فترات زمنية أطول.
وتتلخص فكرة النظام الجديد بتنظيم بطولة تحت 23 عامًا على ثلاث مراحل بمشاركة 12 منتخبًا يتم توزيعها على ثلاث مجموعات، بحيث تستضيف ثلاثة اتحادات خلال أيام الفيفا المرحلة الأولى التي سيتم اعتبارها مرحلة الذهاب، ثم تجري المرحلة الثانية بنظام الإياب (سبتمبر- أكتوبر 2026)، بضيافة ثلاثة اتحادات أيضًا. وبالمقابل، تخصص المرحلة الثالثة التي تلعب نوفمبر 2026 للدورين قبل النهائي والنهائي بمشاركة أبطال المجموعات الثلاث وأفضل منتخب يحتل المركز الثاني، بضيافة اتحاد واحد.
إلى ذلك، تشمل أجندة العام الحالي لاتحاد غرب آسيا تنظيم البطولة الرابعة للشباب في موعد مقترح خلال أيام الفيفا بالفترة من ١٠ إلى ١٨ نوفمبر ٢٠٢٥، على أن يتم تحديد المستضيف بشكل رسمي لاحقا. إلى جانب ذلك، تشهد الأجندة البطولة الثانية عشرة للناشئين، واقتراح إقامتها من ٢١ إلى ٣٠ سبتمبر ٢٠٢٥ بحيث تسبق التصفيات الآسيوية لهذه الفئة والمقررة من ٢٢ إلى ٣٠ نوفمبر ٢٠٢٥.
كما يعتزم اتحاد غرب آسيا تنظيم بطولة كرة القدم الإلكترونية للرجال والنساء خلال شهر أكتوبر ٢٠٢٥ بضيافة مدينة العقبة بالأردن، إضافة إلى بطولة كرة الصالات للرجال خلال شهر أغسطس ٢٠٢٥، وبطولة الكرة الشاطئية للرجال خلال الربع الأخير من العام أو الربع الأول من عام ٢٠٢٦، وستتم تسمية الاتحادين المستضيفين للبطولتين لاحقا.
وفيما يتعلق بأجندة ٢٠٢٦، فقد تم الاطلاع على مستجدات بطولة الرجال العاشرة التي حالت الالتزامات القارية والدولية دون إقامتها بعد النسخة الأخيرة التي جرت في العراق عام ٢٠١٩.
ولا تزال المباحثات قائمة مع الاتحاد الكويتي لكرة القدم لاستضافتها في موعد مقترح خلال أيام الفيفا بالفترة من ٢٣ إلى ٣١ مارس ٢٠٢٦ وهو الموعد الذي يشكّل مرحلة مناسبة لمنتخبات الإقليم وخصوصا التي ستتمكن من التأهل إلى بطولة كأس العالم ٢٠٢٦.