المفكر الأمريكي نعوم تشومسكي فيلسوفا سياسيا حرا.. قراءة في كتاب
تاريخ النشر: 13th, April 2024 GMT
الكتاب: العقل ضد السلطة: رهان باسكال
الكاتبان: نعوم تشومسكي وجون بيركمون، ترجمة عبد الرحيم حزل
الناشر: دار الأمان ط 1 الرباط ـ دار التنوير، لبنان 2014
عدد الصفحات: 167 صفحة
1 ـ يشرح الفيلسوف جون بيركمون عنوان الكتاب [العقل ضد السلطة: رهان باسكال]الذي مثل محاورة له مع نعوم تشوميشكي عالم اللسانيات التوليدية والفيلسوف والسياسي الأمريكي ذي الأصول اليهودية.
وممّا يتردّد باستمرار في مختلف كتاباته أنّ العقل هو كل ما نملك في معركة الشعوب لتحقيق النّصر والتقدّم في فرض الحريات الفردية والدينية وفي تحرير المستعمرات وحماية البيئة وضمان حقوق الأقليات والنساء والمحافظة على حق الأجيال المقبلة في حياة سليمة ومقدار من الثروات التي بين أيدينا.
وفي العنوان الفرعي [رهان باسكال] تذكير بمقاربة الفيلسوف والفيزيائي والرياضي بليز باسكال (1623 ـ 1662) البراغماتية لمسألة الاعتقاد في الله وإن على نحو ساخر مفارق. فالإنسان عند الفيلسوف الفرنسي يجد نفسه بين موقفين متباينين كلّما تعلّق الأمر بتحديد موقفه من الذات الإلهية. فله أن ينكر وجودها. وعندها يمكن للحقيقة أن تكون بخلاف اعتقاده. فتحصل له بذلك الخسارة العظمى. وله أن يقرّ بهذا الوجود. ولن يكلفه حينها الإيمان بها شيئا إن كانت الحقيقة بخلاف اعتقاده. وعليه، فمن الأجدى، أن نراهن على العقل، فنختار الموقف الذي لا يكلّفنا الخسارة ويترك باب لنا تحصيل المغانم مفتوحا.
2 ـ يتطابق هذا مع رهان أبي العلاء المعري (973- 1057) في إحدى لزومياته قبله. فلمّا اشتدت حيرته بشأن الإيمان في ديوانه ذاك. ووجد أحيانا في هذه المعادلة الرياضية مخرجا ملائما فقال:
قالَ المُنَجِّمُ وَالطَبيبُ كِلاهُما *** لا تُحشَرُ الأَجسادُ قُلتُ إِلَيكُما
إِن صَحَّ قَولُكُما فَلَستُ بِخاسِرٍ *** أَو صَحَّ قَولي فَالخُسارُ عَلَيكُما
وليس يخفى على المرء ما في الرّهانين من تقدير يائس لأبي العلاء ولباسكال. فكلاهما يستند في المسألة العقدية إلى العقل البارد بدل أن يصدر على القلب والروح. وكلاهما يعالج المسألة من منطق الربح والخسارة بدل أن يدعو إلى خوض التجربة الروحانية العميقة كذلك النور الذي قذفه الله في قلب الغزالي ففاض فيه حتى غمره.
لهذا كلّه يعمل تشومسكي على تغيير الرهان باسكال وعلى تصحيح الموقف. فيضل مراهنا على العقل في إنقاذ البشرية من الخسارة العظمى. ولكنه يسعى إلى تغليب الأمل على اليأس والرّوح الإيجابية على السلبية. ويجعل رهان على "العقل ضدّ السلطة".فيقول"فإذا تخلينا عن الأمل، واستسلمنا إلى السلبية، كنا نساعد على حدوث الأسوإ. وأما إذا حافظنا على الأمل وعملنا بجد واجتهاد للدفع بوعوده إلى التحقق، فإن من شأن ذلك أن يدفع بالأوضاع نحو الأفضل".
مما تزعمه بعض اتجاهات الفلسفة السياسية أنّ العولمة تتيح للنظام أن يتجاوز هناته من تلقاء نفسه. وعلى النقيض من ذلك يجد تشومسكي في هذا التصوّر كثيرا من المغالطات. فالعولمة تفتقد للتلقائية حتى نتحدّث عن إصلاح ذاتي.يمثّل نقد السياسة الأمريكية والتقدم والثورات والفوضى والسوق ودور المثقفين وحرية التعبير مجال هذا الرهان لا الدّين. فتستعيد هذه المحاورة بين الفيلسوفين على نحو ما المواقف التقليدية التي تميّز تشومسكي وتمنحه هويته الفكرية الخاصّة.
3 ـ ولا بدّ لمن يعرف الفيلسوفين أن يتساءل عن الرّابط بين فكر هما وخلفية باسكال الدينية وعن مبرر ظهور حجة الفيلسوف الفرنسي البراغماتية في الإيمان على عنوان حوارهما. فكل من نعوم تشومسكي وجون بيركمون لا ديني. بمعنى أنهما لا يباليان بالأديان ويعتقدان أنها منجز بشري بغض النظر عن وجود إله خالق للكون من عدمه. وعليه فلا بدّ للإنسان أن يضطلع بمسؤوليته في تحديد مصيره بنفسه وضبط قيمه بعيدا عن وصايتها. وكل منهما يساري فوضوي يرفض المنظومة الرأسمالية الاستبدادية القائمة وما تكرّسه من انحرافات اقتصادية تكدّس الثروة بين أيدي قلة مالكة لوسائل الإنتاج وتمس بجوهر المبادئ الديمقراطية.. ويدعو إلى بناء مجتمع إنساني متكافل.
يشرح لنا جون بيركمون هذه الصلة بنفسه. فـ "تشومسكي يعود كثيراً إلى ما يعتبره تغييراً لرهان باسكال؛ يروم به الإجابة عن السؤال: ما الداعي إلى الفعل السياسي أو الاجتماعي؟ وهل في الإمكان أن نستيقن من جدواه؟.. وقد لا يكون في مكننا أن نأتي بجواب أكثر من هذا إقناعاً عن السؤال المطروح فكل التزام، كيفما كان نوعه إلا يقوم على ما يشبه الرهان»، لكنه رهان ينبغي أن ينبني على إعمال الفكر، وإلا قادنا إلى الحركية غير المتعقلة، وربما تؤدي بنا إلى العنف"ز
4 ـ تحاول هذه المحاورة التعمّق في فكر تشومسكي منطلقة من موقفه من الأزمة الرهن العقاري التي أربكت المؤسسات الرأسمالية في الولايات المتحدة الأمريكية ثم أثرت في عامة الاقتصاد العالمي خلال سنتي 2007 ـ 2008. فقد توزّعت المواقف منها بين اتجاه يعتقد أنها مؤقتة، يمكن للرأسمالية أن تتعافى منها سريعا فتستعيد عافيتها وآخر يرى أن الأزمة هيكلية وأنّ السيطرة عليها لفترة لا تعني أنها لن تعاود الظهور من جديد.
أمّا تشومسكي فيجعل الأزمة فرصة ليشرح تصوّره للنظام الرأسمالي ويستشرف عبره مستقبل السياسة الدولية. فيأخذ عن غرامشي قوله بضرورة الجمع بين تشاؤم المثقف وتفاؤل أصحاب الإرادة. فعبر تشاؤم المثقف، يقدّر أن الأزمة ستعبر بشكل ما، دون المساس بالنظام العالمي القائم. فالمساهمات المقدرة بمليارات الدولارات من المساهمين التي حصلت عليها بورصة وول ستريت سنتيح لها تجاوز تعثّرها لتعود سريعا إلى الحالة التي كانت عليها قبل انهيار الأسواق. ويدعّم موقفه بعديد الأدلة. منها قول سيمون جونسون الاقتصادي والرئيس السابق لصندوق النقد الدولي أنّ الحكومة الأمريكية حرصت طوال فترة الأزمة على عدم مناوأة مصالح المؤسسات المالية، وألا تعيد النظر في الخطوط الكبرى للمنظومة الاقتصادية التي أفضت إلى الوضعية الراهنة. ومنها أن إدارة أوباما الممسكة بالحكم أضحت رهينة لوول ستريت، بعد أن لعب مالها الدور الأكبر في فوزه الانتخابي على منافسه الجمهوري. وليس الأثرياء والأقوياء من السّذّج حتى يضعوا ثقتهم في رأسمالية السوق الحرة دون ضمانات. ولذلك نراهم، فضلا عن استعمالهم لمختلف الحيل والخدع التي تكفل لهم الحماية من مثل هذه الأزمات، يعوّلون كثيراً على مساعدة الدولة ويدركون أنّ الماليات العمومية ستهب لنجدتهم مجبرة.
وأما تفاؤل أصحاب الإرادة فيعود إلى يقينه بأن تغيراً أساسياً وممكناً في المؤسسات التخريبية التي تهمين على النظامين الاقتصادي والسياسي. ولعلّه سيمثّل السبيل الممهدة لاقتصاد مستدام، تواكبه عولمة تخدم عموم الناس، ولا تكون مسخرة لخدمة المستثمرين وملاّك وسائل الإنتاج فحسب.
5 ـ مما تزعمه بعض اتجاهات الفلسفة السياسية أنّ العولمة تتيح للنظام أن يتجاوز هناته من تلقاء نفسه. وعلى النقيض من ذلك يجد تشومسكي في هذا التصوّر كثيرا من المغالطات. فالعولمة تفتقد للتلقائية حتى نتحدّث عن إصلاح ذاتي. فالأثرياء يتدخّلون في مجريات الأمور ويوجّهونها لصالحهم في كلّ مرّة. فيحلّون لأنفسهم عكس ما يملونها على الفقراء. ففي الولايات المتحدة ابتهجت المقاولات ذات العلاقات العمومية بفوز أوباما، واعتبرت وصوله إلى سدّة الحكم انتصارا كبيرا في مجال التسويق لمرشحهم للرئاسة.
بعد عمل دول جنوب القارة الأمريكية على التحرّر من الهيمنة الأمريكية وبعد تخلّص البرازيل من الرئيس اليميني الشعوبي المتطرف جايير بولسونارو وعودتها إلى اليساري لولا دا سيلفا ها أنّ دولا عديدة جنوب الصحراء الإفريقية تعمل على التحرّر من الهيمنة الفرنسية عبر انقلابات أطاحت بالرؤساء المتحالفين معها شأن مالي وبوركينا فاسو والغابون أو من خلال عقد دول أخرى لشراكات اقتصادية، صناعية وفلاحية مع دول مثل الصين وروسيا وتركيا.وفي الآن نفسه تقريبا انخرطت الغالبية من الأهالي في بوليفيا في المجال السياسي بعد سنين عديدة من النضالات الشجاعة وانتخبت من صفوفها خوان إيفو مورالس أيما ليكون أول رئيس في تاريخ أمريكا اللاتينية من الأمريكيين الأصليين ومن عائلة من المزارعين البسطاء، بناء على برنامج يقوم على مراقبة الموارد واحترام الحقوق الثقافية والعدالة. ولكن النخب التقليدية ومعظمها من البيض، عارضت ذلك الانتصار الذي تحقق للديمقراطية. ووجدت المساندة من الحكومة الأمريكية في جهودها الرامية إلى الارتداد إلى النظام القديم. وبديهي أن ينحاز الإعلام الغربي إلى معسكرهم.
وفي الآن نفسه يجد تشومسكي في هذا النظام كثيرا من الزيف والانحراف. فقد نتجت عن معضلة الرّهن العقاري أزمة مالية لا شكّ أنها حادة قاصمة. ولكن وقعها في الجنوب كان أشد وطأة، فقد تحولت إلى أزمة بطون خاوية لا إلى تراجع في الأرباح. ولكن ففي الوقت الذي صُرفت فيه ملايين المليارات للمؤسسات المالية الممسكة بالاقتصاد العالمي لم يصرف غير مليار واحد من 12.3 موعودة لغذاء الفقراء. وهو مبلغ ضئيل مقارنة باحتياجاتهم. وفضلا عن ذلك فقد أعلن برنامج الغذاء العالمي التابع للأمم المتحدة خفض مساعداته بين الخُمس والرُّبع بسبب خفض الدول المانحة لمساعداتها. وطبيعي أيضا أن يتجاهل الإعلام الغربي ذلك. فلا أحد يكترث بمصير الفقراء.
6 ـ مقابل كل هذه الانحرافات انخفضت وتيرة الاحتجاج على ما تعيشه الشعوب من الحيف. فهل استسلمت للرأسمالية الجشعة؟ يتساءل جون بيركمون. فيردّ تشومسكي ما يصفه بيركمون بالاستسلام وعدم ارتقاء الاحتجاج إلى الزخم الذي وقع إثر الانهيار الاقتصادي لسنوات الثلاثينيات إلى استخلاص الرأسمالية للدروس والعبر. فقد اتّخذ الحكّام تدابير وإجراءات للتخفيف من وطأة الأزمة الراهنة.
ومع ذلك يظل اللساني والفيلسوف الأمريكي ملتزما بالروح الإيجابية التي جعلته يرفض رهان باسكال. ومن هذا المنطلق يعلن تعاطفه مع تجربة اليسار في أمريكا اللاتينية. فأشكال التقدم التي تحققت في الشطر الجنوبي من العالم الجديد كانت عظيمة الأثر. وفي ردود الأفعال التي قوبلت بها جهود النخب التقليدية لعرقلة التهديد الديمقراطي في بوليفيا دليل على ذلك. فمصرع عدد كبير من الفلاحين مناصرين حكومة موراليس إثر الهجمات التي دبّرتها النّخب التقليدية البوليفية مثّلت باعثاً لإنشاء تجمع اتحاد أمم أمريكا الجنوبية الذي يضم بلدان أمريكا اللاتينية قاطبة. ولأول مرة منذ الغزو الأوروبي تقوم أمريكا الجنوبية بتولي أمورها وتقرير مصيرها بنفسها، من غير تدخل لأي قوة أجنبية.
ويعود الفضل إلى الدور الهام الذي اضطلع به تشافيز في إدماج أمريكا الجنوبية في عملية إعادة توزيع للثروات، بما يخدم المعوزين من السكان في فنزويلا. وينتهي إلى أنّ انتصارات اليسار قد أحدثت رجة في نفوس النخب الأمريكية، وهزت حكومتهم، التي باتت فاقدة للوسائل التقليدية اللتين كانت تضمن لها الهيمنة على أمريكا الجنوبية. ولأن الإعلام الأمريكي ليس حرّا ولا مستقلاّ، على خلاف ما يُعلن، أُوكلت له مهمة إظهار تشافيز في صورة شيطانية.
7 ـ لقد أثبتت الخمس عشرة سنة التي عقبت ظوهر الكتاب وجاهة فكر تشومسكي السياسي. فبعد عمل دول جنوب القارة الأمريكية على التحرّر من الهيمنة الأمريكية وبعد تخلّص البرازيل من الرئيس اليميني الشعوبي المتطرف جايير بولسونارو وعودتها إلى اليساري لولا دا سيلفا ها أنّ دولا عديدة جنوب الصحراء الإفريقية تعمل على التحرّر من الهيمنة الفرنسية عبر انقلابات أطاحت بالرؤساء المتحالفين معها شأن مالي وبوركينا فاسو والغابون أو من خلال عقد دول أخرى لشراكات اقتصادية، صناعية وفلاحية مع دول مثل الصين وروسيا وتركيا. فكان نموذجا للمفكر الحرّ الذي يجعل من العقل يواجه انحرافات السياسة الغربية كما واجه انحرافات السياسة الإسرائيلية في أثره "غزة في أزمة تأملات في الحرب الإسرائيلية على الفلسطينيين" الذي حرّره رفقة المؤرخ الإسرائيلي إيلان بابه. وفضح وحشية حربها على غزة في أواخر العام 2008. وكان من "المثقفين الغربيين" الذين، أظهروا موقفا واضحا من حربها على القطاع هذه الأيام.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي أفكار كتب تقارير كتب الكتاب امريكا كتاب عرض مفكر كتب كتب كتب كتب كتب كتب أفكار أفكار أفكار سياسة سياسة أفكار أفكار أفكار أفكار أفكار أفكار أفكار أفكار سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة أمریکا الجنوبیة ضد السلطة
إقرأ أيضاً:
شيخ العقل: الحصار على السويداء غير مقبول
اعلن شيخ العقل لطائفة الموحدين الدروز الشيخ الدكتور سامي ابي المنى "الرفض المطلق لحصار محافظة السويداء منذ بدء الاحداث الدموية الأليمة التي حصلت"، مقدراً الجهود المبذولة في هذا المجال ومعتبرا "ان الدولة السورية تتحمل مسؤولية تغلغل التطرّف تحت عباءة الأمن العام، وان الصراع اليوم هو بين التطرف والاعتدال وليس بين السنة والدروز، الذين تمكنوا معا وبتضافر الجهود من وأد الفتنة"، مشددا على "وحدة الموقف الداخلي في السويداء، وعلى التعاون من اجل فك الحصار وعودة المختطفين وهذا هو الاهم".
كلام شيخ العقل جاء في خلال مقابلة خاصة مع "تلفزيون لبنان"، وردا على سؤال حول من يتحمل مسؤولية الدم الذي أهرق في السويداء، قال:"المشهد مؤلم وقلما حصل مثله في تاريخنا، بالشكل الذي حصل، وهو يعيد خلط الأوراق، ويطرح السؤال الكبير: لماذا لم يتم التوصل الى اتفاق بين الدولة ومكونات الشعب السوري؟! ولماذا لم تستطع الدولة احتضان شعبها؟ هذا ما أكدنا عليه دائماً بانها مسؤولية الدولة بالدرجة الأولى بان يطمئن الناس في كنفها الى مصيرهم، هذا واجبها، وكان الأجدر بالدول الراعية للثورة ان ترعى بناء الدولة وصياغة عقد اجتماعي بين مكوناتها".
اضاف: "المنطق اليوم غير منطق الأمس بالنسبة الى السلاح، أولم يكن الأجدر العمل على السعي لاتفاق قبل اراقة الدماء؟ لا يجوز ان يكون الشعب في حالة عداء مع الدولة والعكس صحيح، وقد تبيّن الاحتضان العربي لها، لقد كان هناك مؤتمر استثماري قبل اكثر من يومين، وكانت المملكة العربية السعودية حاضرة بقوة".
وحول سؤال عن نصرة الدروز الاسرائيليين لأخوانهم في سوريا وبالتالي تخوين الدروز كطائفة لها تاريخها الوطني والعربي الناصع، قال الشيخ ابي المنى: "السويداء اصواتها وطنية واصوات عروبة وإسلام، وليست اصوات خيانه، فلم نسمع أصواتا تنادي بالانفصال عن سوريا، باستثناء بعض اصوات الانفعال والتحدي، وكانت مرفوضة لدى المسؤولين والكبار. هناك لعبة أمم واضحة، وربما نصل الى وقت ترضى فيه الاطراف بالأمر الواقع المرتبط بالدولة، ولكن نحن لسنا دولة مستقلة، كي نرتبط باي مشروع مع دولة اخرى. لذا، فلتعط الدولة المجال والفرصة ولتثبت قدرتها، واذا كان هناك من اتفاق سلام فالأمر يتعلق بالدول ونحن بالنتيجة نخضع للقرارات الدولية، اما ان نسعى نحن الى اتفاقات وتطبيع فهذا الامر مرفوض، وان كنا نتطلع لكي يحل السلام المنشود، فهذا يحتاج الى حوار وتفاهم. ونكرر ما قلناه سابقا نحن لسنا ضد السلام في المنطقة، لكننا ضد الذل والخنوع".
ورداً على سؤال يتعلق بالذين هاجموا السويداء، هل هم تحت غطاء الدولة، وهل انتم نادمون على زيارة الشرع؟ قال: "لتدرس هذه الظاهرة، وكان هناك خلط كبير بين ما هم من عناصر الدولة ومن هم متطرفون وعشائر، ولكن المسؤولية تقع في النهاية على الدولة. وبالنسبة للزيارة فاننا لسنا نادمين على زيارة الشرع، لقد فرحنا بانتصار الانتفاضة في السويداء وفي كل سوريا، وعبرنا عن ذلك بزيارة دمشق لنفتح صفحة جديدة مع عهد جديد، وكنا نرغب نجاح الدولة في احتضان ابنائها. ما حصل مؤخرا كنا ننبّه اليه مع وليد بك، وقد اشار الى ذلك في مقابلته على العربية وقدم كتابا عما حصل في دمشق سنة 1860. اظن انهم فهموا الرسالة، وبأن عليهم ان يحاسبوا من ارتكب المجازر والبشاعات بحق السويداء والأبرياء".
اضاف: "ان الصراع اليوم هو بين سوريا الاسلام المعتدل وبين سوريا التطرف، فماذا يختار الرئيس الشرع؟ وماذا يختار الشعب السوري؟ سوريا الاعتدال والحداثة ام سوريا التطرف والارهاب والمجازر والقتل على الهوية؟! عندما نختار سوريا التطرف فكأننا نعطي لاسرائيل جواز سفر للتدخل، وهذا خطأ يجب ان يصحح. من هنا نقول، فلنعط فرصة للدولة لتثبت نفسها، ولتزيل هذا التناقض بين المشهد الراقي باطلاق الهوية البصرية وبين مشهد الدم في السويداء، وهي تحتاج أيضا إلى اعادة النظر بمفهوم وعقيدة الدولة وبعناصرها الامنية، لا سيما الأمن الداخلي والامن العام ".
تابع: "انا لم اقطع التواصل مع شيوخ العقل في سوريا، ولن نصمت على هذا الحصار المفروض على السويداء، ونأمل ان يبدأ بالانفراج رويداً رويدا. ونسعى مع المنظمات الدولية والمحلية للمساعدة، وقريباً ستزورنا منسقة الأمم المتحدة في لبنان بهذا الاطار. المطلوب اليوم الوحدة الداخلية في السويداء، والبطولة والشجاعة التي اعتدنا عليها من اهلنا في جبل العرب، تكون اليوم في جمع الشمل وفي وحدة الصف والموقف".
وعن اسلامية الموحدين الدروز، قال: "المسلمون الموحدون الدروز هم اصحاب مسلك توحيدي عرفاني، دخلوا في عمق حقيقة الاسلام ويسعون في مسلكهم التعبدّي الى تحقيق الغاية من فرائضه الملزمة، وذلك هو الاحسان الذي قال عنه الرسول الأكرم بعد القول عن الاسلام والايمان، بانه عبادة الله كما تراه، اي العيش مع الله بصدق، الموحدون في قلب الاسلام، وان تميزوا بجهادهم الايماني، فالعقل خلق ليجتهد، دون خروج عن الاصول وعن وحدة الجماعة، التي يجب ان تكون فوق كل اعتبار".
وختم شيخ العقل: "لقد تمكنا مع وليد "بك" ومع سماحة مفتي الجمهورية والمفتين وفخامة الرئيس ودولة الرئيس والشخصيات السنية من ان نمنع تسلل الفتنة الى لبنان ولن نسمح لها، ولدينا في لبنان طاولة حوار ومحبة ورحمة منعقدة باستمرار". مواضيع ذات صلة شيخ العقل: لن نسمح بالفتنة وندعو لفك الحصار عن السويداء Lebanon 24 شيخ العقل: لن نسمح بالفتنة وندعو لفك الحصار عن السويداء 30/07/2025 17:26:49 30/07/2025 17:26:49 Lebanon 24 Lebanon 24 شيخ العقل بحث مع قائد الجيش أحداث السويداء Lebanon 24 شيخ العقل بحث مع قائد الجيش أحداث السويداء 30/07/2025 17:26:49 30/07/2025 17:26:49 Lebanon 24 Lebanon 24 شيخ العقل لرؤساء الدول الراعية لوضع سوريا: نناشدكم التدخل لإيقاف مجازر السويداء Lebanon 24 شيخ العقل لرؤساء الدول الراعية لوضع سوريا: نناشدكم التدخل لإيقاف مجازر السويداء 30/07/2025 17:26:49 30/07/2025 17:26:49 Lebanon 24 Lebanon 24 اجتماع درزي استنكاراً لأحداث السويداء بحضور شيخ العقل ومشايخ ونواب من الطائفة Lebanon 24 اجتماع درزي استنكاراً لأحداث السويداء بحضور شيخ العقل ومشايخ ونواب من الطائفة 30/07/2025 17:26:49 30/07/2025 17:26:49 Lebanon 24 Lebanon 24 قد يعجبك أيضاً بيان عن رابطة العمل الاجتماعي.. إليكم تفاصيله Lebanon 24 بيان عن رابطة العمل الاجتماعي.. إليكم تفاصيله 17:08 | 2025-07-30 30/07/2025 05:08:35 Lebanon 24 Lebanon 24 الرهبانية الانطونية إحتفلت بيوبيلها ال325 Lebanon 24 الرهبانية الانطونية إحتفلت بيوبيلها ال325 17:04 | 2025-07-30 30/07/2025 05:04:42 Lebanon 24 Lebanon 24 جابر التقى منسى.. وعرض للوضع العام Lebanon 24 جابر التقى منسى.. وعرض للوضع العام 17:01 | 2025-07-30 30/07/2025 05:01:21 Lebanon 24 Lebanon 24 المدير العام لوزارة العدل استقبل وفدا من فوج حرس بيروت Lebanon 24 المدير العام لوزارة العدل استقبل وفدا من فوج حرس بيروت 16:57 | 2025-07-30 30/07/2025 04:57:31 Lebanon 24 Lebanon 24 التشكيلات القضائية الجديدة في لبنان أقرت... وهذا ما قاله وزير العدل Lebanon 24 التشكيلات القضائية الجديدة في لبنان أقرت... وهذا ما قاله وزير العدل 16:50 | 2025-07-30 30/07/2025 04:50:26 Lebanon 24 Lebanon 24 الأكثر قراءة سحب أوراق نقدية من السوق.. هذا ما يقوم به مصرف لبنان Lebanon 24 سحب أوراق نقدية من السوق.. هذا ما يقوم به مصرف لبنان 09:45 | 2025-07-30 30/07/2025 09:45:00 Lebanon 24 Lebanon 24 لهذا السبب ارتفعت فاتورة الكهرباء Lebanon 24 لهذا السبب ارتفعت فاتورة الكهرباء 14:40 | 2025-07-30 30/07/2025 02:40:22 Lebanon 24 Lebanon 24 بعد ماجدة الرومي.. فنانة لبنانية شهيرة تجثو على ركبتيها أمام السيدة فيروز شاهدوا ردة فعلها (فيديو) Lebanon 24 بعد ماجدة الرومي.. فنانة لبنانية شهيرة تجثو على ركبتيها أمام السيدة فيروز شاهدوا ردة فعلها (فيديو) 06:00 | 2025-07-30 30/07/2025 06:00:00 Lebanon 24 Lebanon 24 لم يكن يرد على الهاتف.. غسان الرحباني يكشف الوضع النفسي للراحل زياد الرحباني في أيامه الأخيرة (فيديو) Lebanon 24 لم يكن يرد على الهاتف.. غسان الرحباني يكشف الوضع النفسي للراحل زياد الرحباني في أيامه الأخيرة (فيديو) 07:03 | 2025-07-30 30/07/2025 07:03:58 Lebanon 24 Lebanon 24 الأقوى منذ عام 1952.. زلزال بقوة 8.8 درجات يضرب روسيا ودول تحذر من موجات تسونامي Lebanon 24 الأقوى منذ عام 1952.. زلزال بقوة 8.8 درجات يضرب روسيا ودول تحذر من موجات تسونامي 06:02 | 2025-07-30 30/07/2025 06:02:21 Lebanon 24 Lebanon 24 أخبارنا عبر بريدك الالكتروني بريد إلكتروني غير صالح إشترك أيضاً في لبنان 17:08 | 2025-07-30 بيان عن رابطة العمل الاجتماعي.. إليكم تفاصيله 17:04 | 2025-07-30 الرهبانية الانطونية إحتفلت بيوبيلها ال325 17:01 | 2025-07-30 جابر التقى منسى.. وعرض للوضع العام 16:57 | 2025-07-30 المدير العام لوزارة العدل استقبل وفدا من فوج حرس بيروت 16:50 | 2025-07-30 التشكيلات القضائية الجديدة في لبنان أقرت... وهذا ما قاله وزير العدل 16:48 | 2025-07-30 الرئيس سليمان: صديقك من صدقك لا من صدّقك فيديو انحنى ليواسيها.. هذا ما قالته السيدة فيروز للسفير المصري (فيديو) Lebanon 24 انحنى ليواسيها.. هذا ما قالته السيدة فيروز للسفير المصري (فيديو) 09:31 | 2025-07-30 30/07/2025 17:26:49 Lebanon 24 Lebanon 24 ستنافس سامسونغ وآبل.. هذه مواصفات ساعة غوغل المنتظرة (فيديو) Lebanon 24 ستنافس سامسونغ وآبل.. هذه مواصفات ساعة غوغل المنتظرة (فيديو) 08:32 | 2025-07-30 30/07/2025 17:26:49 Lebanon 24 Lebanon 24 لبنانيون يشربون البلاستيك.. هذا ما تحتويه مياهنا! Lebanon 24 لبنانيون يشربون البلاستيك.. هذا ما تحتويه مياهنا! 19:35 | 2025-07-29 30/07/2025 17:26:49 Lebanon 24 Lebanon 24 Download our application مباشر الأبرز لبنان فيديو خاص إقتصاد عربي-دولي متفرقات أخبار عاجلة Download our application Follow Us Download our application بريد إلكتروني غير صالح Softimpact Privacy policy من نحن لإعلاناتكم للاتصال بالموقع Privacy policy جميع الحقوق محفوظة © Lebanon24