السودان.. عشرات القتلى في هجوم للدعم السريع على قرى بشمال دارفور
تاريخ النشر: 13th, April 2024 GMT
دارت اشتباكات عنيفة، اليوم السبت، بين قوات الدعم السريع والقوة المشتركة للحركات المسلحة، المساندة للجيش في إقليم دارفور، غرب مدينة الفاشر، فيما تحدثت وسائل إعلام محلية عن مقتل أكثر من 40 شخصا وإصابة المئات في هجوم للدعم السريع.
وأبلغ سكان في مدينة الفاشر وكالة أنباء العالم العربي بأن مسلحين تابعين للدعم السريع شنوا هجمات على قرى وأحياء غرب الفاشر الليلة الماضية وصباح اليوم.
وكانت صحيفة (السوداني) قالت في وقت سابق اليوم إنّ 41 شخصا قتلوا وأصيب مئات آخرون في هجوم شنته قوات الدعم السريع على ثماني قرى غرب الفاشر بشمال دارفور، مشيرة إلى أن هذه حصيلة أوليّة للضحايا.
وأشارت الصحيفة إلى أن قوات الدعم السريع "قامت بأعمال سلب ونهب لممتلكات المواطنين وحرق مئات المنازل" مما دفع الآلاف من مواطنى هذه القرى للنزوح، بحسب وصفها.
وذكر السكان أن القوّة المشتركة للحركات المسلّحة تحركت اليوم لصد هجوم الدعم السريع على القرى، مما أدى إلى وقوع اشتباكات بين الطرفين.
الاشتباكات مستمرة
وكانت القوة المشتركة في إقليم دارفور، وهي قوة تكونت من الحركات المسلحة في دارفور عقب اندلاع الصراع بين الجيش وقوات الدعم السريع منتصف أبريل/نيسان لحماية المدنيين، أعلنت يوم الخميس الماضي خروجها عن الحياد والقتال إلى جانب الجيش ضد قوات الدعم السريع "أينما وجدت".
وقال أحد سكان غرب الفاشر "الميليشيات (في إشارة إلى قوات الدعم السريع) حرقوا أكثر من ست قرى، بدءا من سرفاية وحلة خميس وأم عشوش وركينية وجخي وأم هجاليج"، مشيرا إلى أنّ مئات المواطنين العُزل تركوا كل شيء ونزحوا إلى قرية شقرة بالفاشر.
وذكر أن الاشتباكات لا تزال مستمرة منذ ساعات الصباح الأولى وحتى الآن في أحياء وقرى غرب مدينة الفاشر.
حسم التمرد والقضاء عليه"
وكان رئيس مجلس السيادة السوداني، عبد الفتاح البرهان، قد أكد أمس مجددا التزامه "بمنبر جدة"، لكنّه دعا الدعم السريع إلى تنفيذ التزاماته بهذا الشأن، مشددا على أنّ الجيش قادر على "حسم التمرد والقضاء عليه".
وأضاف البرهان، في كلمة ألقاها بمنطقة أم درمان العسكرية، أن على الدعم السريع إخراج قواته من المدن أولا إذا كان يرغب في التفاوض، مشددا على أنّ القوّات المسلّحة ليست لها مشكلة مع التفاوض، ولكن السؤال هو كيف تتم هذه العملية وبأي صورة.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: السودان عشرات القتلى هجوم للدعم السريع قرى بشمال دارفور شمال دارفور قوات الدعم السريع قوات الدعم السریع
إقرأ أيضاً:
نداء إنساني: الفاشر تحت رحمة الجوع وطوق الحصار
متابعات- تاق برس- أعلن مجلس تنسيق غرفة طوارئ شمال دارفور، أن مستويات انعدام الأمن الغذائي داخل مدينة الفاشر وصلت إلى “حد غير مسبوق”.
وأشار المجلس في بيان له، إلى أن التقديرات الميدانية تشير إلى انعدام شبه كامل للمواد الغذائية الأساسية بنسبة تصل إلى 88% وبذلك تجاوزت الأزمة مرحلة التحذير إلى مرحلة المأساة الإنسانية الحقيقية.
وأضاف البيان أن الأطفال والنساء، وهم الأكثر ضعفاً، يعانون من الجوع بشكل مروع، ومشاهد الهزال وسوء التغذية الحاد أصبحت مألوفة في المخيمات والمجتمعات المضيفة، مع ظهور حالات وفاة بسبب الجوع وسوء التغذية.
ولفت البيان إلى أن قوات الدعم السريع تفرض حصارًا على المدينة منذ نحو عامين، وترفض تنفيذ قرار مجلس الأمن الدولي بفك الحصار عن الفاشر.
وتُحيط بمدينة الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور غربي السودان، شبكة من 6 طرق رئيسية تربطها بالمناطق المحيطة، غير أن 5 منها أُغلقت بفعل الحصار الذي تفرضه قوات الدعم السريع، مما جعل “طريق الفاشر- طويلة” المنفذ البري الوحيد المتاح، وسط تحديات أمنية تعرقل حركة المرور عليه.
ويُعد الطريق القاري الواصل بين الخرطوم والفاشر من أهم الشرايين الحيوية للإقليم، حيث يسهم في نقل البضائع وتأمين الإمدادات الأساسية للمدينة. كما يمثّل طريق نيالا مسارا مركزيا يربط الفاشر بجنوب دارفور، إلى جانب طرق أخرى مثل مليط وكتم وكبكابية وطويلة ودار السلام، التي تُشكّل بدورها ممرات حيوية لسكان المنطقة.
وفي أبريل الماضي، أحكمت قوات الدعم السريع سيطرتها على جميع الطرق المؤدية إلى الفاشر باستثناء طريق طويلة، الذي يخضع لسيطرة مشتركة بين قوات الدعم السريع وحركة جيش تحرير السودان بقيادة الهادي إدريس، ما يجعل التنقل عبره محفوفا بالمخاطر، خصوصا للمدنيين الحاملين لأي بضائع تجارية.
وتسبب الحصار في أزمة إنسانية واقتصادية خانقة، انعكست على القدرة على الوصول للخدمات الطبية، وارتفاع الأسعار، وفقدان الكثير من الأسر مصادر رزقها.
كما أن الحصار أجهض معظم محاولات إيصال المساعدات الإنسانية إلى المدينة، سواء من قِبل منظمات الإغاثة الدولية أو عبر المبادرات المحلية، وسبق أن احرقت قوات الدعم السريع قافلة أممية كانت في طريقها إلى الفاشر عند منطقة الكومة، على بعد 80 كيلومترا شرق المدينة.
وفي 27 يونيو الماضي، دعا الأمين العام للأمم المتحدة إلى هدنة إنسانية في مدينة الفاشر لمدة أسبوع، بهدف إيصال المساعدات الإنسانية للنازحين في المدينة والمناطق المحيطة بها. وقد وافق رئيس مجلس السيادة الانتقالي في السودان، عبد الفتاح البرهان، على هذه الدعوة.
إلا أن تفاؤل سكان مدينة الفاشر لم يدم طويلًا، بعد أن رفضت قوات الدعم السريع الهدنة التي دعت إليها الأمم المتحدة لإيصال المساعدات الإنسانية.
ولم تكتفِ قوات الدعم السريع برفض الهدنة، بل شنّت هجومًا على المدينة من المحور الجنوبي صباح يوم 30 يونيو 2025، بعد أقل من 72 ساعة من إعلان الهدنة الإنسانية في مدينة الفاشر.
ويواصل المدنيون في الفاشر كفاحهم اليومي للبقاء على قيد الحياة رغم هذه الظروف المأساوية، ويعيشون في حالة طوارئ إنسانية سيئة، مما يتطلب تدخلًا عاجلًا لإنقاذهم من خطر الموت المتزايد بسبب نقص الغذاء والمياه والخدمات الطبية.
الدعم السريعحصار الفاشرمدينة الفاشر