حدث تاريخي أم هجوم محدود؟.. الرد الإيراني في ميزان الخبراء الأميركيين
تاريخ النشر: 15th, April 2024 GMT
واشنطن- انقسم الخبراء الأميركيون حول الهجمات الجوية التي شنتها إيران ضد إسرائيل فجر أمس الأحد، واعتبر بعض المحللين أن الهجوم كان متواضعا سواء في قوته أو تأثيراته، وأنه غير ناجح في نهاية المطاف. وعلى النقيض، وصف آخرون الهجمات بأنها حدث تاريخي شديد الأهمية من حيث جلب حرب الظل الإيرانية الإسرائيلية الطويلة والممتدة منذ عقود إلى العلن.
ومثلت الضربة الإيرانية أول هجوم مباشر لإيران على إسرائيل منذ تأسيس الجمهورية الإسلامية الإيرانية قبل أكثر من 4 عقود، وعكست الهجمات نطاقا عملياتيا كبيرا وتعقيدات ضخمة.
فقد تم إطلاق عدد كبير من الطائرات المسيّرة وصواريخ كروز وصواريخ باليستية من داخل إيران، ومن قبل مليشيات حزب الله في لبنان وجماعة الحوثيين في اليمن، ردا على القصف الإسرائيلي للقنصلية الإسرائيلية في دمشق، الذي قتل فيه عدد من كبار القادة العسكريين الإيرانيين في سوريا قبل أسبوعين. إلا أن هذه الهجمات لم تتسبب إلا في أضرار مادية بسيطة، في حين لم يسفر عنها وقوع ضحايا إسرائيليين.
هجوم رمزي لكنه تاريخي
يمثل هجوم إيران غير المسبوق على إسرائيل لحظة مهمة في التاريخ، حتى لو كان المقصود من الهجوم أن يكون رمزيا إلى حد كبير، وفقا لمحلل في شركة استشارات المخاطر الجيوسياسية "أوراسيا غروب".
وقال غريغوري برو، محلل الشؤون الإيرانية بالشركة، للجزيرة نت "لا تخطئوا: حتى لو كانت إيران تنوي أن يكون هذا عرضا رمزيا للقوة لاستعادة الردع، فقد هاجمت إسرائيل بالصواريخ والطائرات دون طيار لأول مرة"، وأضاف أنه شخصيا "لم يتوقع أن تستخدم إيران صواريخها الخاصة، من داخل أراضيها، في ضرب إسرائيل بصورة مباشرة".
وفي حديث للجزيرة نت، اعتبر خبير الشؤون الإيرانية جودت بهجت، المحاضر بمركز الشرق الأدنى وجنوب آسيا بجامعة الدفاع الوطني التابعة للبنتاغون، أنه خلال الأيام القليلة الماضية، اتخذت حرب الظل المستمرة منذ أعوام بين إسرائيل وإيران منعطفا جديدا وخطيرا. "فمن خلال مهاجمة القنصلية الإيرانية في دمشق، تجاوزت إسرائيل خطا أحمر مهما. وردا على ذلك، من خلال مهاجمة إسرائيل مباشرة، وليس عبر وكلاء، تجاوزت إيران أيضا خطا أحمر كبيرا".
وأشار بهجت إلى أن "الهجوم الإسرائيلي الأخير على القنصلية الإيرانية والانتقام الإيراني يفتح الباب أمام الحسابات الخاطئة. سيستغرق الأمر بعض الوقت حتى يتوصل الجانبان إلى اتفاق بشأن ما هو مقبول وما هو غير مقبول. وإلى أن يتوصلا إلى مثل هذا الاتفاق، فإن أحدهما أو كليهما قد يخطئان في الحسابات، وهذا يمكن أن يزيد من زعزعة استقرار الشرق الأوسط بأكمله".
واقع جديد.. هل يقبله الجميع؟
وفي تغريدة على موقع إكس، يقول آرون ديفيد ميلر، وهو زميل بارز في مؤسسة كارنيغي للسلام الدولي وخبير في العلاقات بين الولايات المتحدة وإسرائيل، إن "إسرائيل حققت نجاحا أمنيا تكتيكيا كبيرا في دفاعها ضد الصواريخ الإيرانية، ونجحت شراكتها مع الولايات المتحدة والدول العربية السنية. والسؤال الآن هو كيف يمكن تحويل ذلك إلى فرصة إستراتيجية دون الاقتراب من خطر نشوب حرب إقليمية. لا يمكن لأي حكومة إسرائيلية أن تقبل ضربة إيران كواقع جديد دون دفع الثمن".
من ناحيته، يقول ديفيد دي روش، أستاذ الدراسات الأمنية بجامعة الدفاع الوطني التابعة للبنتاغون، والمسؤول السابق بحلف شمال الأطلسي (الناتو) ووزارة الدفاع، إن "إيران تريد أن تثبت أن لديها قدرات ضخمة عسكرية، وبالتالي يجب أن تكون جزءا مهما من أي نقاش حول أمن المنطقة، وهم يريدون أن يتم الاعتراف بهم كلاعب رئيسي في شؤون المنطقة".
وفي حديث للجزيرة نت، عبّر دي روش عن اعتقاده أن "إدارة بايدن يمكنها التأثير على شكل الرد الإسرائيلي على إيران. ومع ذلك، فإن ثمن ذلك هو أن الولايات المتحدة ستخسر أي نفوذ لديها على إسرائيل بشأن إدارة الحرب في غزة".
وأضاف "أعتقد أن الإيرانيين ارتكبوا خطأ إستراتيجيا بالسماح لإسرائيل بالخروج من المعضلة التي كانوا فيها والمتمثلة في إلحاق خسائر ضخمة في صفوف المدنيين في غزة، وتحويل الرواية إلى كفاح إسرائيل من أجل البقاء ضد قوة إقليمية لا ترحم. وكالعادة، ضحى الإيرانيون بالمصالح الفلسطينية من أجل مصالحهم الخاصة".
وأعتبر دي روش أن الهجوم على إسرائيل لم يُحسن سمعة إيران. لقد استخدموا أفضل ما لديهم وهزموا. لقد تحول ميزان القوى في المنطقة قليلا لصالح إسرائيل بعد هذه الهجمات، خاصة فيما يتعلق بإمكانية مواجهتها لهجوم غير مسبوق من حيث التنوع والشدة".
قواعد اللعبة لم تتغير
ومن جانبه، يقول تشارلز دان، المسؤول السابق بالبيت الأبيض ووزارة الخارجية، والخبير حاليا بالمعهد العربي بواشنطن، والمحاضر بجامعة جورج واشنطن، للجزيرة نت، إنه "إذا كانت هناك رسالة إلى واشنطن، فهي أن إيران قادرة على التصعيد إلى مستوى آخر، بعد أن هاجمت الأراضي الإسرائيلية مباشرة لأول مرة، لكنها ليست مضطرة لذلك إذا قيدت إدارة بايدن إسرائيل".
واعتبر تشارلز أن "تحذير إيران إسرائيل من الرد على الهجوم، يوضح أن هذا لم يكن بداية هجوم أوسع نطاقا، بل هو هجوم انتقامي لتدمير إسرائيل لقنصليتها في دمشق وقتل كبار أفراد الحرس الثوري الإيراني".
من ناحية أخرى، يرى تشارلز أنه "من المؤكد أن إدارة بايدن تضغط على إسرائيل لعدم التصعيد، فهي تتمتع بالنفوذ الذي تحتاجه فيما يتعلق بإمكانية فرض شروط على المساعدات العسكرية، ولكن اللجوء لذلك من عدمه، فهذه مسألة أخرى. وقد أعلنت إدارة بايدن، كالعادة، أن التزامها تجاه إسرائيل صارم".
ولا يعتقد تشارلز أن "هذا الهجوم يغير بشكل أساسي عنصر الردع أو التوازن الإستراتيجي بين الدولتين، ويبدو أن الهجوم الإيراني هو أكثر من محاولة لإعادة تأسيس الردع، وتذكير إسرائيل بأنه قد يكون هناك ما هو أسوأ بكثير إذا اختارت إسرائيل التصعيد".
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: ترجمات حريات على إسرائیل إدارة بایدن للجزیرة نت
إقرأ أيضاً:
ميدفيديف يتوعد بهذا الرد بعد الهجوم الأوكراني على مطارات روسيا العسكرية
صورة تعبيرية (مواقع)
في أول تعليق رسمي روسي على الهجوم الأوكراني الجريء الذي استهدف مطارات ومنشآت عسكرية حساسة داخل العمق الروسي، أطلق نائب رئيس مجلس الأمن الروسي دميتري ميدفيديف تصريحات نارية تعهّد فيها بالرد القاسي، مؤكدًا أن "الانتقام أمر لا مفر منه".
وكتب ميدفيديف عبر قناته على تلغرام: "إلى كل من يشعر بالقلق وينتظر العقاب... القلق طبيعي، لكن الرد قادم لا محالة. الانتقام حتمي، وكل ما كُتب له أن يُدمَّر سيُدمَّر حتماً."
اقرأ أيضاً تحذير طبي صادم: "مشروب صحي" يتناوله الجميع قد يدمر الكبد ويرفع خطر السكري 3 يونيو، 2025 الريال اليمني يترنح مجددًا.. قفزة جديدة في أسعار الدولار تُشعل الأسواق بمناطق الحكومة 3 يونيو، 2025وأضاف ميدفيديف أن القوات الروسية تواصل التقدم بثبات، مشيرًا إلى أن من حُكم عليهم بالقصف "سوف يندثرون".
هجوم غير مسبوق:
جاءت هذه التصريحات بعد تنفيذ أوكرانيا هجومًا واسعًا باستخدام طائرات مسيّرة، اخترقت العمق الروسي انطلاقًا من داخل الأراضي الروسية نفسها، لتتفادى الدفاعات الجوية المنتشرة على الحدود.
ووفقًا لتقارير، فإن الهجوم طال مطارات عسكرية ومنشآت يُعتقد ارتباطها بالثالوث النووي الروسي، وامتد على مسافة تزيد عن 4 آلاف كيلومتر داخل سيبيريا، مستهدفًا أكثر من 40 طائرة عسكرية، في واحدة من أكثر العمليات جرأة واتساعًا منذ بدء الحرب.
وحول المفاوضات المحتملة، شدد ميدفيديف على أن محادثات إسطنبول ليست لأجل سلام وسط، بل وسيلة لتحقيق "نصر روسي سريع"، مشيرًا إلى أن الشروط التي تطرحها كييف "غير واقعية"، واصفًا الحكومة الأوكرانية بـ"النازية الجديدة" التي يجب تدميرها بالكامل، بحسب تعبيره.
مساحة نت3 يونيو، 2025 فيسبوك X لينكدإن Tumblr بينتيريست Reddit تيلقرام مشاركة عبر البريد طباعة اقرأ أيضاً الريال اليمني يسجل استقرارا عند أدنى مستوى تاريخي لأسعار الصرف.. آخر تحديث19 فبراير، 2025 خبير عسكري يمني يكشف عن سبب رعب الحوثيين من الإمارات وليس من السعودية.. تفاصيل25 نوفمبر، 2022 بأوامر سعودية.. إخراج قوات الانتقالي من كامل محافظة شبوة وإحلال "درع الوطن" محلها15 مارس، 2023 تفاصيل نجاة الرئيس محمود عباس من محاولة اغتيال في الضفة الغربية.. فيديو العملية7 نوفمبر، 2023شاهد أيضاً إغلاق أخبار اليمن مصادر خاصة تكشف حقيقة عودة عيدروس الزبيدي إلى مدينة عدن اليوم.. تفاصيل 6 نوفمبر، 2022أخر الأخبار ميدفيديف يتوعد بهذا الرد بعد الهجوم الأوكراني على مطارات روسيا العسكرية 3 يونيو، 2025 تحذير طبي صادم: "مشروب صحي" يتناوله الجميع قد يدمر الكبد ويرفع خطر السكري 3 يونيو، 2025 الريال اليمني يترنح مجددًا.. قفزة جديدة في أسعار الدولار تُشعل الأسواق بمناطق الحكومة 3 يونيو، 2025الأكثر شعبية شاهد: مقطع يوثق لحظة هروب الحجاج اليمنيين بعد قصف إسرائيل لمطار صنعاء (فيديو) 28 مايو، 2025 صنعاء تفاجئ الرياض وأبوظبي بـ 6 شروط نارية مقابل السلام 29 مايو، 2025التصنيفاتأخبار الخليجأخبار السعوديةأخبار اليمنأخرىتقنيةصحةفن ومشاهيرفيديومقالاتمنوعاتفيسبوكXتيلقرامصفحاتأرشيفالأكثر مشاهدةالرئيسيةتواصل معناسياسة الخصوصيةعالممن نحن جميع الحقوق محفوظة 2025فيسبوكXتيلقرام فيسبوك X واتساب تيلقرام زر الذهاب إلى الأعلى إغلاق البحث عن: فيسبوكXتيلقرام إغلاق بحث عن