واشنطن-سانا

توجيهات عامة وإطار محدد قيدت به صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية تغطية صحفييها للعدوان الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة.

فمنذ الأيام الأولى للعدوان سارعت الصحيفة بحسب مذكرة مسربة كشف عنها موقع ذي انترسبت الإخباري إلى تشكيل التوجه العام لتغطيتها جرائم “إسرائيل” بما ينحاز بشكل كامل مع السردية الإسرائيلية الكاذبة ويتماشى مع تغطية مثيلاتها من وسائل الإعلام الأمريكية والغربية الأخرى.

إدارة التحرير في الصحيفة الأمريكية الشهيرة أصدرت توجيهات محددة للصحفيين الذين يغطون العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة بشأن تقييد استخدام مصطلحات عدة تشير إلى جرائم “إسرائيل” بحق الفلسطينيين بما فيها مصطلح “إبادة جماعية” و”تطهير عرقي” وتجنب استخدام عبارة الأراضي الفلسطينية المحتلة لتركز بذلك فقط على الرواية الإسرائيلية وتقدم التبريرات المتتالية لكيان الاحتلال الصهيوني.

المذكرة كشفت أنه لا يمكن للصحفيين في نيويورك تايمز استخدام كلمة “فلسطين” أو مصطلح “مخيمات اللاجئين” لوصف الأماكن التي نزح إليها الفلسطينيون تاريخياً داخل قطاع غزة والذين فروا من أجزاء أخرى من فلسطين المحتلة خلال الاعتداءات الإسرائيلية السابقة، وذلك في تناقض كامل مع مسميات وتعريفات الأمم المتحدة التي تصنف هذه المناطق بأنها مخيمات تؤوي مئات آلاف المهجرين الفلسطينيين.

هذه التوجيهات التي اعتبرها الصحفيون بمنزلة سياسة لكم أفواههم أثارت خلافات عدة داخل غرفة أخبار الصحيفة بحسب مصدر داخلي كشف لموقع انترسبت أن محتويات التوجيهات العامة التي أصدرتها إدارة التحرير تقدم دليلاً واضحاً على تبني الصحيفة للرواية الإسرائيلية والتماهي معها والتحيز لها بشكل كامل.

كما أن اللغة التي تستخدمها نيويورك تايمز تتباين وتختلف كلياً عند الحديث عن الشهداء الفلسطينيين الذين يرتقون يوميا بالعشرات جراء حرب الإبادة التي تشنها “إسرائيل” في غزة، فيما هناك مصطلحات متداولة مثل “مذبحة ومجازر” يسمح للصحفيين الأمريكيين باستخدامها فقط عند الحديث عن الإسرائيليين لكن أيا من هذه الكلمات لا تستخدم عند التطرق إلى الشهداء الفلسطينيين والمجازر التي يرتكبها كيان الاحتلال بحقهم.

تغطية نيويورك تايمز وغيرها من وسائل الإعلام الأمريكية كشفت بشكل واضح منذ بدء العدوان الإسرائيلي على غزة في تشرين الأول الماضي الانحياز الكامل في تقارير الأخبار وفي الدعاية لكيان الاحتلال الصهيوني، حيث حشدت ماكينة الإعلام الغربي كل إمكاناتها بهدف تشويه الحقائق وتضليل الرأي العام، كما عملت شركات التكنولوجيا الكبرى مثل فيسبوك وتويتر إلى تقييد المحتويات المتعلقة بجرائم “إسرائيل” في فلسطين ونشر صور مفبركة ومركبة لصالح الاحتلال.

باسمة كنون

المصدر: الوكالة العربية السورية للأنباء

كلمات دلالية: نیویورک تایمز

إقرأ أيضاً:

صحف عالمية: هجوم رفح سيُعمّق معاناة الفلسطينيين ونتنياهو ينشر الدعاية السامة

سلطت صحف ومواقع عالمية الضوء على الهجوم الإسرائيلي وما زاده من معاناة على الفلسطينيين، وعلى "المهمة المستحيلة" التي يقوم بها مدير وكالة المخابرات المركزية الأميركية (سي آي إيه) وليام بيرنز، بالإضافة إلى مواضيع أخرى.

وشكك محللون عسكريون تحدثوا لصحيفة "نيويورك تايمز" في أن الهجوم على رفح جنوبي قطاع غزة سيُـلحق بحركة المقاومة الإسلامية (حماس) الضرر الذي تتوق إليه إسرائيل، بل سيُعمّق معاناة الفلسطينيين، كما قالوا.

وأضافت الصحيفة أن السكان الذين عادوا إلى منطقة جباليا (شمالي قطاع غزة) الجمعة توقعوا أن يجدوها قد تعرّضت لتدمير كبير، لكن ما رأوه أسوأ من ذلك.. مناظر شاسعة لمبان وحقول سُوّيت تماما بالأرض.

وفي موقع "ميديابارت"، ينتقد تحليل بشدة مضمون مقابلة أدلى بها رئيس الوزراء الإسرائيلي لقناة تلفزيونية فرنسية واسعة الانتشار. واتهم الكاتب إدوي بلينل بنيامين نتنياهو بالكذب ونشر الدعاية السامة، قائلا إنه "يحاول جرّ فرنسا إلى حروبه من خلال الزعم أن دولة فلسطينية ستشكل الخطر ذاته الذي يزعم في فرنسا أن ضواحي المدن الفرنسية المكتظة بالمهاجرين تشكل خطرا على فرنسا".

المهمة المستحيلة


في "وول ستريت جورنال "أشار تقرير مطوّل إلى ما يسميها المهمة المستحيلة التي يقوم بها مدير وكالة المخابرات المركزية الأميركية بيرنز، والمتمثلة في التوصل إلى هدنة في غزة وإطلاق سراح المحتجزين الإسرائيليين.

وتصف الصحيفة المهمة بأنها الأكثر صعوبة في مسار بيرنز المهني المثقل بالمهمات المعقّدة، وتضيف أنه شخصيا يشبّهها بمحاولة دفع صخرة عظيمة إلى مرتفع جبلي حاد. وتعتبر أن بيرنز يحتفظ حتى الآن بثقة إسرائيل والأطراف العربية في مفاوضات غزة.

أما موقع "ذا إنترسبت" فسلط الضوء على موظف رفيع في الوكالة الأميركية للتنمية الدولية دُفع إلى الاستقالة بسبب عرض معلوماتي أعدّه عن وضع النساء في غزة. ونقل الموقع عن ألكسندر سميث أنه أعدّ بحثا عن معاناة النساء والأمهات في غزة بطلب من الوكالة، لكن قبل عرضه في ندوة عامة اعترضت الوكالة على جوانب من مضمونه فوجد سميث نفسه تحت ضغط انتهى به عاطلا عن العمل.

أما صحيفة "ليبراسيون الفرنسية" فكتبت عن اتساع نطاق شعبية تطبيق يُسمى"BOYCOTT X" الذي يهدف إلى كشف مصدر السلع الاستهلاكية وخضوعها للمقاطعة بسبب حرب إسرائيل على غزة.

وتوضح الصحيفة أن التطبيق انتشر بسرعة بعد 7 أكتوبر/تشرين الأول، لكنه أخذ نفسا أكبر مع اقتحام الجيش الإسرائيلي مدينة رفح خلال الأسابيع الماضية.

مقالات مشابهة

  • "نيويورك تايمز": تصريحات نتنياهو لا تستهدف الرد على خطة بايدن بقدر ما تستهدف الداخل الإسرائيلي
  • في اليوم الـ 240 من العدوان على قطاع غزة… عشرات الشهداء والجرحى
  • فاينانشيال تايمز: الضغوط تتصاعد داخل ائتلاف نتنياهو الحاكم بشأن غزة.. ووزراء يهددون بإسقاط الحكومة
  • صحيفة عبرية: “إسرائيل” لن تجني نصراً بعد رفح
  • صحف عالمية: هجوم رفح سيُعمّق معاناة الفلسطينيين ونتنياهو ينشر الدعاية السامة
  • صحيفة: تصاعد الغضب في ألمانيا ضد شولتس بسبب مواقفه من أوكرانيا واستسلامه بسهولة للضغوط الأمريكية
  • هل بإمكان ترامب الترشح للرئاسة؟ .. نيويورك تايمز تجيب
  • هل بإمكان ترامب الترشح للرئاسة؟.. نيويورك تايمز تجيب
  • "انشروا موادنا إن كنتم تجرؤون!".. "نيويورك تايمز" تحرف تعليق RT حول أسباب انتشارها على مواقع التواصل
  • صحيفة: مصر تطالب جنودها بالرد وتحذر إسرائيل بأنها لن تتردد "عسكريا"