في إطار التحيز الغربي للسردية الإسرائيلية… صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية تكم أفواه صحفييها بشأن العدوان على غزة
تاريخ النشر: 16th, April 2024 GMT
واشنطن-سانا
توجيهات عامة وإطار محدد قيدت به صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية تغطية صحفييها للعدوان الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة.
فمنذ الأيام الأولى للعدوان سارعت الصحيفة بحسب مذكرة مسربة كشف عنها موقع ذي انترسبت الإخباري إلى تشكيل التوجه العام لتغطيتها جرائم “إسرائيل” بما ينحاز بشكل كامل مع السردية الإسرائيلية الكاذبة ويتماشى مع تغطية مثيلاتها من وسائل الإعلام الأمريكية والغربية الأخرى.
إدارة التحرير في الصحيفة الأمريكية الشهيرة أصدرت توجيهات محددة للصحفيين الذين يغطون العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة بشأن تقييد استخدام مصطلحات عدة تشير إلى جرائم “إسرائيل” بحق الفلسطينيين بما فيها مصطلح “إبادة جماعية” و”تطهير عرقي” وتجنب استخدام عبارة الأراضي الفلسطينية المحتلة لتركز بذلك فقط على الرواية الإسرائيلية وتقدم التبريرات المتتالية لكيان الاحتلال الصهيوني.
المذكرة كشفت أنه لا يمكن للصحفيين في نيويورك تايمز استخدام كلمة “فلسطين” أو مصطلح “مخيمات اللاجئين” لوصف الأماكن التي نزح إليها الفلسطينيون تاريخياً داخل قطاع غزة والذين فروا من أجزاء أخرى من فلسطين المحتلة خلال الاعتداءات الإسرائيلية السابقة، وذلك في تناقض كامل مع مسميات وتعريفات الأمم المتحدة التي تصنف هذه المناطق بأنها مخيمات تؤوي مئات آلاف المهجرين الفلسطينيين.
هذه التوجيهات التي اعتبرها الصحفيون بمنزلة سياسة لكم أفواههم أثارت خلافات عدة داخل غرفة أخبار الصحيفة بحسب مصدر داخلي كشف لموقع انترسبت أن محتويات التوجيهات العامة التي أصدرتها إدارة التحرير تقدم دليلاً واضحاً على تبني الصحيفة للرواية الإسرائيلية والتماهي معها والتحيز لها بشكل كامل.
كما أن اللغة التي تستخدمها نيويورك تايمز تتباين وتختلف كلياً عند الحديث عن الشهداء الفلسطينيين الذين يرتقون يوميا بالعشرات جراء حرب الإبادة التي تشنها “إسرائيل” في غزة، فيما هناك مصطلحات متداولة مثل “مذبحة ومجازر” يسمح للصحفيين الأمريكيين باستخدامها فقط عند الحديث عن الإسرائيليين لكن أيا من هذه الكلمات لا تستخدم عند التطرق إلى الشهداء الفلسطينيين والمجازر التي يرتكبها كيان الاحتلال بحقهم.
تغطية نيويورك تايمز وغيرها من وسائل الإعلام الأمريكية كشفت بشكل واضح منذ بدء العدوان الإسرائيلي على غزة في تشرين الأول الماضي الانحياز الكامل في تقارير الأخبار وفي الدعاية لكيان الاحتلال الصهيوني، حيث حشدت ماكينة الإعلام الغربي كل إمكاناتها بهدف تشويه الحقائق وتضليل الرأي العام، كما عملت شركات التكنولوجيا الكبرى مثل فيسبوك وتويتر إلى تقييد المحتويات المتعلقة بجرائم “إسرائيل” في فلسطين ونشر صور مفبركة ومركبة لصالح الاحتلال.
باسمة كنون
المصدر: الوكالة العربية السورية للأنباء
كلمات دلالية: نیویورک تایمز
إقرأ أيضاً:
الغارديان: الآن الوقت المناسب للتحرك الغربي بشكل حاسم بشأن مجاعة غزة
أكدت صحيفة "الغارديان" أن رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، وداعميه من اليمين المتطرف/ عملوا على مدى أشهر بوحشية لتحويل قطاع غزة إلى جحيم غير صالح للسكن، وفي الضفة الغربية عملوا على التوسع المستمر للمستوطنات الإسرائيلية بهدف إجهاض إمكانية قيام دولة فلسطينية مستقلة وقابلة للحياة إلى الأبد.
وقالت الصحيفة الخميس في افتتاحيتها أن كل ذلك يمثل نهج نتنياهو في الدعوة إلى حل الدولتين في الشرق الأوسط مع العمل بشكل منهجي لضمان عدم حدوثه أبدًا.
وأضافت "بالتالي، أرسل كير ستارمر إشارة بإعلانه أنه في غياب وقف إطلاق النار وإحياء عملية السلام، ستتحرك بريطانيا للاعتراف رسميًا بفلسطين، وعلى خلفية صور المجاعة في غزة التي تُذكرنا بفظائع بيافرا أو إثيوبيا في القرن العشرين، يُشير تدخل السير كير (وتدخل الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون) إلى ضرورة خلق مستقبل مختلف عن المستقبل الذي تتخيله حكومة إسرائيل المتطرفة".
وأوضحت أن "الضرورة المُلحة ليست بناء دولة؛ الهدف هو إنقاذ سكان على شفا الانهيار الاجتماعي والمادي، وأكدت وكالة الأمم المتحدة للأمن الغذائي أن أسوأ سيناريو للمجاعة يتكشف في قطاع غزة".
وبيّنت أن "مواقع التوزيع الأربعة التابعة لمؤسسة غزة الإنسانية، والتي تروّج لها إسرائيل كبديل لمساعدات الأمم المتحدة الممنوعة، غير كافية على الإطلاق وخطيرة للغاية للوصول إليها. وما يقرب من 100 ألف امرأة وطفل بحاجة ماسة إلى علاج لسوء التغذية، بينما يقضي واحد من كل ثلاثة فلسطينيين في غزة أيامًا دون طعام".
وأكدت الصحيفة أنه "في محاولة لكسب الرأي العام الدولي، استأنفت إسرائيل تكتيكها السابق المتمثل في تطبيق إجراءات تخفيف جزئية وتخفيف العوائق مؤقتًا أمام إيصال المساعدات. ولكن في ظل هذا الوضع المدمر، حيث انهار التماسك الاجتماعي والنظام، فإن أزمة المجاعة في غزة متقدمة جدًا بحيث لا يمكن حلها من خلال "هدنات إنسانية" لوقف الهجوم العسكري. وبالمثل، قد يُهدئ إسقاط المساعدات جوًا ضمائر الدول الغربية، لكنه سيوفر الحد الأدنى من الغذاء، وقد أثبت خطورته وعدم فعاليته في الماضي".
وأشارت إلى أن "الواقع الوجودي جليّ. ما لم توافق إسرائيل على إنهاء الحرب، وتتراجع للسماح بتدفق هائل ومستدام من مساعدات الأمم المتحدة، سيموت آلاف الفلسطينيين، إما بشكل مباشر أو غير مباشر، نتيجة مجاعة من صنع الإنسان، ولدى وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، التي مُنعت من العمل بشكل فاضح من قبل إسرائيل لأسباب زائفة، ما يعادل 6000 شاحنة من الأغذية والأدوية جاهزة للعبور إلى غزة. إلى جانب منظمات الإغاثة الأخرى، يجب تمكينها من استخدام خبرتها وتجاربها لإنقاذ القطاع من حافة الهاوية".
وذكرت أن "المبادرات الدبلوماسية تجاه الدولة الفلسطينية لن تُسهم في تحقيق هذه النتيجة، كما أكد رد نتنياهو الرافض على تصريح السير كير. مع ذلك، قد تُزيد العقوبات الضغط على نتنياهو، إذ تتجلى آثار العزلة الأخلاقية لإسرائيل بشكل ملموس. لدى الاتحاد الأوروبي، أكبر وجهة لصادرات إسرائيل، أوراقٌ للعب. يمكن لبريطانيا أن تتحرك لإيقاف الوصول التجاري التفضيلي، وتوسيع القيود الحالية على مبيعات الأسلحة".
وختمت أنه "مع اتساع نطاق رد فعل إسرائيل على المجزرة المروعة التي وقعت في السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، والتي أصبحت غير متناسبة بشكل صادم، لم يبذل حلفاؤها في الغرب جهدًا يُذكر للتأثير على مجرى الأحداث. هذا الأسبوع، في أوروبا على الأقل، بدأ المزاج يتغير. ولكن لإنقاذ غزة، لا بد من اتخاذ إجراء حاسم".