#سواليف

نشرت هيئة البيئة في سلطنة عمان، الأربعاء، توضيحا حول المقطع المرئي الذي تم تداوله في منصات التواصل بالسلطنة، وأثار جدلا واسعا حول تصاعد أدخنة من أحد الحفر في ولاية سمائل، إحدى ولايات محافظة الداخلية.

وكان فيديو انتشر لخروج أدخنة ملونة من باطن الأرض في الولاية المذكورة، أثار استغراب العمانيين وتسبب بحالة من الجدل في سبب تفسير هذه الظاهرة.

???? هيئة البيئة : سبب الأدخنة عطل والتماس في خط كهربائي أرضي نتج عنه تفاعلات. #منخفض_المطير pic.twitter.com/l0We3N2KXJ

— مزون (@newsmazoon) April 17, 2024 مقالات ذات صلة كواليس عملية “عرب العرامشة” وسقوط جنود سرية إسرائيلية بين قتيل وجريح / شاهد 2024/04/18

وبعد الضجة خرجت هيئة البيئة العمانية ببيان، حسمت فيه الجدل وأوضحت طبيعة ما حدث في ولاية سمائل وسببه.

وجاء في نص البيان الذي رصدته (وطن): “تابعت هيئة البيئة المقطع المرئي الذي تم تداوله في منصات التواصل حول تصاعد أدخنة من أحد الحفر في ولاية سمائل.”

وأوضحت الهيئة أنه بعد التحقق من قبل المختصين في إدارة البيئة بمحافظة الداخلية تم اكتشاف السبب بأنه يوجد عطل والتماس في خط كهربائي أرضي.

#هيئة_البيئة | توضيح حول المقطع المرئي الذي تم تداوله في منصات التواصل الاجتماعي حول تصاعد أدخنة من أحد الحفر في ولاية سمائل. #بيئة_مستدامة_يصونها_الجميع pic.twitter.com/5H75rEAbP6

— هيئة البيئة – عُمان (@ea_oman) April 17, 2024 تفاعلات بسبب منخفض المطير نتج عنها هذه الظاهرة

نتج عنه تفاعلات وتصاعد هذه الأدخنة، وعملت فرق شركة نماء لتوزيع الكهرباء على إصلاح هذا العطل.

بحسب بيان هيئة البيئة التي أكدت أنه تم الانتهاء من إصلاح العطل المذكور، وعاد التيار الكهربائي، وثمنت في الوقت ذاته الحرص الذي يبديه المجتمع والتعاون من أجل حماية البيئة العمانية.

ويتزامن هذا مع الحالة الجوية والطقس السيء الذي تعاني منه سلطنة عمان منذ عدة أيام بسبب “منخفض المطير” الذي يضرب الخليج.

وتسبب المنخفض الجوي في هطول كمية أمطار غزيرة على محافظات السلطنة. واجتاحت الطرق والشوارع سيول تاريخية تسببت بخسائر في الأرواح وبين الوفيات طلبة مدارس.

المصدر: سواليف

كلمات دلالية: سواليف منخفض المطير هیئة البیئة

إقرأ أيضاً:

عبدالنبي .. الذي ليس عُمانيًّا

مدة طويلة قضاها عبدالنبي في عُمان، لا أذكر عدد السنين بالضبط، ولكن يكفي أن أقول إنه في ذاكرتي مذ كنتُ ألعب الكرة صبيًّا في مزرعتنا بالردة، وكانت الكرة تدخل أحيانا بالخطأ المزرعةَ المجاورة التي كان يعمل فيها، فيعيدها عبدالنبي بركلة قوية بعد أن يتراجع خطوات إلى الوراء ثم يَكُرُّ على الكرة راكضًا على طريقة البرازيلي روبرتو كارلوس. لعلها 30 سنة أو أكثر تَنقّلَ فيها عبدالنبي بين أكثر من كفيل، لكنه ظلّ مقيمًا وعائلته في الردة إلى اليوم. خفيف الظل كان، ولا يزال. يتميز بذلك النوع من الظُرف الذي يأتي عفويًّا غير متكلف. ويمتاز عن أنور صميم، البنجالي الآخر المقيم في الردة منذ سنين طويلة، بالذكاء الاجتماعي، وسرعة التعلم، وإجادة اللغة العربية باللهجة العُمانية، ولذا فهو كثير الكلام، على عكس أنور الذي يظنه المرء من فرط صمته أخرس.

كل من نسِيَ عبدالنبي في الردة بسبب تراكم السنين، وكل من لم يعرفه سابقًا في عُمان، عرفه خلال الأيام الماضية، بعد أن انتشر في وسائل التواصل الاجتماعي كالنار في البترول، فيديو مدته دقيقة ونصف يظهر فيه عبدالنبي بالصورة وهو يدافع عن انتمائه إلى عُمان، بعد أن قرر ــ دون انتظار وثائق رسمية أو قرارات سيادية ــ أن يُصبح عُمانيًّا، بل واختار لنفسه اللقب العائلي الذي يحبّ. طوال مدة الفيديو يوبخه صوتان عُمانيان لا يظهران في الصورة، وبطريقة تقترب من التنمّر، على هذا الخيار. يخبره الأول أن أفراد القبيلة التي اختار أن يتسمّى بها غاضبون منه لأنه لا ينتمي إليها، وليس عُمانيًّا أصلًا، أما الآخر فيطلب منه بطاقته الشخصيّة ليتأكد من اسمه فيها، مضيفًا: «أنتم البنجاليين لستم عربا». هنا يردّ عبدالنبي: «لا حول ولا قوة إلا بالله. كيف ما عرب؟ قول لي». يرد عليه الصوت: «لأنك بنجالي»، فيتساءل عبدالنبي باستنكار: «أنت حالك رب موجود وأنا ما حالي رب؟!!».

تُحيلني هذه المناظرة على أسئلة الهُويّة الشائكة: ما الذي يحدد بشكل قاطع جازم انتماءنا إلى هذا الوطن أو ذاك، إلى هذه الأرض أو تلك، إلى أولئك القوم أو غيرهم؟ هل يكفي أن نولد في أرضٍ ما لنحمل اسمها؟ وهل تكفي ولادتنا بين جماعة من الناس كي نصير محسوبين عليهم؟ هل العربي فقط هو الذي يولد في بلد عربي؟ فماذا عن سيبويه الفارسي مثلًا، الذي نتعلم اللغة العربية من «كتابه»، أو البخاري (الخراساني) الذي حفظ لنا أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم؟

يخبرنا سارتر في فلسفته الوجودية أن الإنسان محكوم بالحرية، وأنه ليس ثمة جوهر معين يحدد هويته، بل إن الإنسان هو من يحدد هويته من خلال اختياراته وأفعاله. وهذا ما فعله عبدالنبي بالضبط. لقد اختار. هذا كل ما في الأمر. إذ وجد أن البلد الذي آواه نصف عمره تقريبا، ووفر له الرزق والحماية، يستحق أن يعتبره وطنًا، دون أن يعني هذا تنكُّره لوطنه الأصلي الذي وُلِد وترعرع فيه.

يمكنني تشبيه عبدالنبي هنا - مع الفارق - بأمين معلوف؛ الأديب اللبناني الأصل، الذي هو اليوم واحد من أهم الشخصيات الثقافية الفرنسية. ينتمي معلوف؛ كما يخبرنا في كتابه «الهويات القاتلة» إلى أسرة تنحدر من جنوب الجزيرة العربية، استقرت في جبل لبنان منذ قرون، وانتشرت لاحقًا عبر الهجرات المتعاقبة في مختلف بقاع الأرض؛ من مصر إلى البرازيل، ومن كوبا إلى أستراليا. يبلغ الآن من العمر 75 عامًا، قضى 48 منها في فرنسا منذ وصوله إليها عام 1976م فارًّا من الحرب الأهلية في لبنان. آوته فرنسا واحتضنته، ووفرت له أسباب العيش الكريم، ومنحته جنسيتها، كما أنها كرمته بأهم جوائزها الأدبية: «غونكور»، ومنحته مقعدًا في الأكاديمية الفرنسية كان يشغله قبله كلود ليفي ستروس، وغيرها من التكريمات. من هنا أفهم رد إحدى شخصيات روايته «التائهون» على مقولة الرئيس الأمريكي جون كينيدي: «لا تسأل ماذا يمكن لوطنك أن يفعل لك، بل اسأل نفسك ماذا يمكن أن تفعله لوطنك» بجواب مؤثر سبق أن استشهدتُ به في مقال سابق: «من السهل قول ذلك حين يكون المرء مليارديرًا، وقد انتُخِب للتو، في الثالثة والأربعين من العمر، رئيسًا للولايات المتحدة الأمريكية! أما حين لا تستطيع في بلدك إيجاد وظيفة، ولا تلقّي الرعاية الصحية، ولا إيجاد المسكن، ولا الاستفادة من التعليم، ولا الانتخاب بحرية، ولا التعبير عن الرأي، بل ولا حتى السير في الشوارع على هواك، فما قيمة قول جون كينيدي؟ لا شيء يُذكر!».

وإذن، فإن الوطن لدى معلوف وعبدالنبي هو الذي ترفع رأسك فيه (بالعيش الكريم)، أكثر منه الذي يسقط رأسك فيه (بالولادة). الفرق أن الأول ذهب إلى فرنسا صحفيًّا، في حين جاء عبدالنبي إلى عُمان فلّاحًا في مزرعة العمّ سيف بن محمد. وحين أجدبت الأرض ولم يعد بالإمكان فلاحتها، بدّل مهنته والكفيل لكنه لم يترك المكان، بل إنه أحضر عائلته لتكون بجواره (أحد ابنيه يعمل في محل تجاري كبير بالردة، والآخر ما زال يبحث عن عمل). إن لسان حال معلوف وعبدالنبي هذان البيتان البليغان للشاعر علي بن الحسن البغدادي الشهير بــ«صَرَّ دُرّ»:

هذه الأرضُ أمُّنا وأبونا / حملتْنا بالكره ظَهرًا وبطنا..

إنما المرء فوقها فهو لفظٌ / فإذا صار تحتها فهو معنى.

وإذا كان أمين معلوف يرى في «الهويات القاتلة» أن «نظرتنا هي التي غالبًا ما تسجن الآخرين داخل انتماءاتهم الضيقة، ونظرتنا كذلك هي التي تحررهم» فإنني أزعم أن ما قدمه

عبدالنبي لعُمان خلال سنين مكثه فيها يفوق بأضعاف ما قدمه بعض العُمانيين الذين يتحدثون بحب الوطن في كل مناسبة، بينما هم لم يقدموا شيئا ، ولو كان الأمر بيدي لمنحته الجنسية دون تردد.

سليمان المعمري كاتب وروائي عماني

مقالات مشابهة

  • شاهد بالفيديو.. سبعة آلاف ريال (مهر عروسة) بهذه المحافظة اليمنية!
  • شاهد بالفيديو.. سبعة آلاف ريال (مهر عروسة) بهذه المحافظة اليمينة!
  • مقتل طيار جراء تصادم طائرتين في البرتغال
  • هيئة الإذاعة والتلفزيون تطلق برنامج "عرفة منبر الأرض"
  • ظاهرة وحش جهنم.. تفاصيل تغيرات الطقس خلال الفترة المقبلة
  • خبير مناخ يحذّر من ظاهرة «وحش جهنم»: ترفع الحرارة فوق 40 درجة
  • شاهد| قطار يخرج عن مساره في ألمانيا بعد انهيار أرضي يبتلع القضبان
  • لا عطلة في الإسلام… والعُطَل الرسمية ظاهرة عصرية
  • عبدالنبي .. الذي ليس عُمانيًّا
  • مرور كويكب ساطع قرب الأرض في آخر ظاهرة فلكية بشهر مايو.. هل يرى بالعين؟