شبّه المحلل السياسي روس دوثات في مقالة بصحيفة نيويورك تايمز مشهد مثول الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب أمام محكمة مانهاتن الجنائية بنيويورك، الاثنين الماضي، في قضية تزوير مستندات، بأحداث فيلم "الحرب الأهلية" للمخرج أليكس غارلاند.

وبدأت محاكمة ترامب بتهم تتعلق بدفع أموال لممثلة أفلام إباحية "ستورمي دانيالز" لشراء سكوتها وعدم الإفصاح عن علاقته بها، في قضية قد تؤثر على مسعاه للفوز بالرئاسة والعودة مرة أخرى إلى البيت الأبيض.

اقرأ أيضا list of 4 itemslist 1 of 4نيوزويك: هل تجاوزت أوكرانيا الخط الأحمر النووي الذي حدده بوتين؟list 2 of 4لوموند: المسلمون الفرنسيون وإكراهات الرحيل عن الوطنlist 3 of 4هآرتس: مجلس الحرب فقد السيطرة وقد يقود إسرائيل لحرب إقليميةlist 4 of 4ضابط أميركي متقاعد: الإبادة الجماعية في غزة نذير شؤم على مستقبل الكوكبend of list

ويصور الفيلم -الذي يعد الأكبر من نوعه في الوقت الحالي الذي يُعرض في دور السينما بالولايات المتحدة- نسخة من أميركا المعاصرة تمزقها الحرب الأهلية، حيث تخوض قوى انفصالية مختلفة حربا ضد رئيس مستبد ظل في سدة الحكم 3 ولايات رئاسية.

ويقول دوثات -وهو كاتب عمود في الصحيفة الأميركية- إنه من الواضح أن شخصية ذلك الرئيس تشبه ترامب، إلا أن الفيلم لا يخوض في أمور السياسة إلا لماما؛ بل يركز جل اهتمامه على تصوير مشاهد متراكبة من الوحشية تتنقل بين المقابر الجماعية، وتعذيب السجناء، ومعارك بالأسلحة النارية، وإعدامات تعسفية بعد محاكمات مقتضبة، وتتخللها مناظر مألوفة لمراكز التسوق ومغاسل السيارات وأعمدة البيت الأبيض.

مناهضة للحرب الأهلية

ويرى عشاق فيلم "الحرب الأهلية" في تناوله الخفيف للسياسة أمرا مثيرا للإعجاب، إذ يحرره ذلك من الاستغراق في الأفكار الأيديولوجية الراهنة، ويتيح للمشاهد فهم الرسالة المناهضة للحرب جيدا.

أما الأشخاص الذين لا يحبون الفيلم -حيث يعترف كاتب المقال بأنه واحد منهم- فيعتقدون أنه يقدم تفسيرا ناقصا ينطوي على تهرب من المسؤولية، وهو ما يجعل الحرب الأهلية وكأنها كارثة طبيعية أو نهاية العالم على يد الموتى الأحياء الذين اصطُلح على تسميتهم في أفلام الرعب بالزومبي، في حين أنها تمثل في الواقع امتدادا للسياسة بوسائل مخيفة لكنها تبدو منطقية.

ويرى المحلل السياسي في مقاله أن هذا المنطق الرافض يصبح أضعف كلما بدا الطريق إلى حرب أهلية ثانية في الولايات المتحدة واضحا.

ولأن كثيرا من الناس هذه الأيام يؤمنون بذلك المنطق، فقد حدد الكاتب قائمة قصيرة من الأسباب التي تجعلهم مخطئين. ومن بين تلك الأسباب أن الانقسامات الأيديولوجية الأميركية لا تتبع ذلك النوع من الخطوط الجغرافية أو الإقليمية التي تصلح للحركات الانفصالية أو الصراع المسلح.

أقل استقطابا

لقد أصبحت التحالفات السياسية الأميركية -برأي الكاتب- أقل استقطابا على أساس عنصري وعرقي في الآونة الأخيرة، وليس أكثر من ذلك.

إن الولايات المتحدة -وفق المقال- تتقدم في السن وتزداد ثراء عاما بعد عام، وكلاهما عامل تثبيط قوي يقف حائلا أمام تحول التباينات السياسية إلى خلافات ذات طابع عسكري.

وفوق ذلك، فإن الحرب الأهلية تتطلب أعدادا كبيرة من أناس متلهفين لخوض غمار حرب تعم القارة بأسرها من ذلك النوع الذي يصوره الفيلم، حسبما ورد في مقال نيويورك تايمز.

ويعود الكاتب للحديث عن ترامب متسائلا ماذا لو حصل على ولاية رئاسية ثانية باعتبارها الشرارة التي قد تشعل حربا أهلية، ضاربا مثالا باقتحام أنصاره في السادس من يناير/كانون الثاني 2021 مبنى الكابيتول هيل في محاولة لمنع الكونغرس من التصديق على فوز الرئيس الحالي جو بايدن في الانتخابات.

وتحدث عن الاحتجاج والعنف الذي حدث في صيف عام 2020، والمدن المشتعلة، والغاز المسيل للدموع خارج البيت الأبيض، وتساءل: "ألم يُظهر الأميركيون شهية للصراع الداخلي إذن؟".

وفي معرض إجابته عن تلك الأسئلة، يقول دوثات إن كل ما يتطلبه إغراق الولايات المتحدة في صراع مسلح، هو انقسام البلاد إلى معسكرات متحاربة وليس مجرد كتل مستقطبة من الناخبين.

وأضاف بأن الدرس المستفاد من عام 2020 يكمن في حدوث نوع من التصدع والتمزق، والبحث عن بعض القوى الخارجية أو الداخلية التي تتمتع بنفوذ عالمي، كشرط مسبق لازم لنشوب حرب أهلية.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: ترجمات حريات ترجمات الولایات المتحدة الحرب الأهلیة

إقرأ أيضاً:

نيويورك تايمز: "إسرائيل" تستخدم قنابل أمريكية موجهة لقتل المدنيين بغزة

صفا

نقلت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية عن خبراء أسلحة، أن "إسرائيل" زادت استخدام القنابل الأمريكية الموجهة من طراز "جي بي يو-39" (GBU-39) في الغارات الجوية على غزة منذ بداية العام الجاري، مقارنة بالأيام الأولى للحرب، والتي أسفرت عن استشهاد الآلاف من الفلسطينيين.

وأضاف الخبراء أن هذا النوع من القنابل الموجهة الصغيرة نسبيًا والتي تزن الواحدة منها 250 رطلا، تلحق خسائر فادحة وجسيمة بالمدنيين.

وفي الشهر الماضي، تم العثور على قنبلة من الطراز ذاته غير منفجرة في مدرسة في جباليا شمالي قطاع غزة، كما ظهرت الزعنفة الخلفية المميزة لنفس النوع من القنابل في مكان غارة أخرى يوم 13 مايو/أيار بمدرسة في النصيرات، وأسفرت عن استشهاد 30 شخصًا على الأقل.

وقال محللون إن بقايا قنابل "جي بي يو-39"  ظهرت خارج المنازل السكنية التي تعرضت لضربات جوية إسرائيلية مميتة في رفح جنوبي قطاع غزة في أبريل/نيسان، وفي مكان آخر في مدينة غزة في مارس/آذار، وفي تل السلطان في يناير/كانون الثاني.

ولا تمثل هذه الأمثلة على استخدام "إسرائيل" لهذه قنابل سوى جزء بسيط مما يقدره الخبراء بشكل عام، لكن العديد من المحللين أوضحوا أن الحطام الذي تم العثور عليه في أعقاب الغارات الجوية وطلبات تجديد المخزون الإسرائيلي تشير إلى أن "إسرائيل" كثفت بوضوح استخدامها لهذه القنبلة.

وتقول "إسرائيل" إن جيشها وحده من يملك قائمة دقيقة بعدد المرات والأماكن التي استخدَم فيها قنابل "جي بي يو-39" منذ بدء الحرب في السابع من أكتوبر/تشرين الأول.

ويبلغ مدى هذه القنابل 40 ميلا على الأقل، ويتم توجيهها بواسطة نظام تحديد المواقع العالمي (جي بي إس) مع إحداثيات لأهداف محددة يتم تحديدها قبل إطلاق الأسلحة.

ويقول الخبراء إن قنبلة "جي بي يو-39" دقيقة للغاية بحيث يمكنها ضرب غرف محددة داخل المباني، ويمكن لمعظم الطائرات الحربية أن تحمل 8 قنابل في وقت واحد، وتوجيهَ كل منها بشكل مستقل إلى أهداف مختلفة.

وتقوم "إسرائيل" بنشر قنابل "جي بي يو-39" منذ عام 2008، وتستخدمها في غزة وسوريا ولبنان.

وسلمت الولايات المتحدة ما لا يقل عن 9550 قنبلة من هذا الطراز إلى إسرائيل منذ عام 2012، بما في ذلك ألف منها تم شحنها في الخريف الماضي.

ومنذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي، خلفت الحرب الإسرائيلية على غزة أكثر من 120 ألف فلسطيني بين شهيد وجريح، معظمهم أطفال ونساء، ونحو 10 آلاف مفقود وسط دمار هائل ومجاعة أودت بحياة أطفال ومسنين.

 

المصدر: الجزيرة

مقالات مشابهة

  • مؤرخ يحذر من مغبة الاستقطاب السياسي في الولايات المتحدة.. أنصار ترامب جاهزون
  • الولايات المتحدة قد تتّجه نحو حرب أهلية قد تُنهي وجودها
  • «نيويورك تايمز»: استقالة جانتس تكشف انقسامات قادة إسرائيل حول الحرب
  • هل يدمر بايدن نفسه؟
  • استطلاع: 60% من الأمريكيين يؤيدون ترحيل المهاجرين غير الشرعيين
  • حيث غاب ترامب.. بايدن يكرم قتلى الحرب الأميركيين بزيارة مقبرة
  • سلاح إسرائيل الفتاك في غزة: القنبلة الأميركية GBU 39
  • نيويورك تايمز: معلومات أمريكية ساعدت إسرائيل قي تحديد موقع المحتجزين واستعادتهم
  • نيويورك تايمز: "إسرائيل" تستخدم قنابل أمريكية موجهة لقتل المدنيين بغزة
  • كيف يمكن لمحاكمة ترامب أن تغير مصير الولايات المتحدة؟