شمسان بوست:
2025-08-01@13:10:01 GMT

استقالة الأمين العام للأمم المتحدة

تاريخ النشر: 19th, April 2024 GMT

شمسان بوست / وكالات:

لم يفشل الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش طيلة تاريخ عمله فيها مثلما فشل في إدارة أزمة حرب الإبادة الجماعية الشاملة، التي يقودها التحالف الصهيو-أميركي ضد الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، المستمرة منذ أكثر من ستة أشهر، مسطّرة أكبر مأساة إنسانية من نوعها عرفها التاريخ.

وها هو غوتيريش، وقبل أن يغادر أروقة الأمم المتحدة التي قضى فيها قرابة ٢٠ عاماً؛ يرى كيف تتساقط أنظمة الأمم المتحدة وتتطاير مواثيقها ودساتيرها وقوانينها الدولية والإنسانية أمام القاصي والداني، لتدوس عليها أقدام الجبابرة والطغاة وسدنة المعبد العالمي الجديد، دون أن يجرؤ على الاستنكار أو اللوم؛ وعندما حاول ذلك في إحدى المرات انهالت فوق رأسه الاتهامات، بل والتجريح الشائن.

. فهل يثأر غوتيريش لكرامته وللإنسانية التي تعيش أسوأ تجاربها، وللمعذبين والمسحوقين والمضطهدين؟ هل يثأر لهم ويستقيل من منصبه احتجاجاً على فشل الأمم المتحدة وعجزها عن تطبيق مواثيقها ومبادئها إلا على الضعفاء والمعوزين؟

أصبح الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش بحاجة ماسة إلى أن يتحلى بالشجاعة الكافية ويستقيل من منصبه، الذي لم يبق له فيه سوى أقل من ثلاثة أعوام، حتى يحترم تاريخه ويحافظ على رصيده من أن يتراجع أكثر من ذلك.

مسيرة حافلة بالنجاحات

تكلّلت مسيرة عمل رئيس الوزراء البرتغالي الأسبق، أنطونيو غوتيريش، بالنجاح منذ بدايات حياته العملية؛ حيث التحق بالعمل السياسي بعد تخرجه وحصوله على بكالوريوس الهندسة، وشارك في الاحتجاجات التي أطاحت بحكومة مارسيلو كايتانو عام ١٩٧٤م، وساهم في تأسيس الحزب الاشتراكي، وصار أمينه العام سنة ١٩٩٢م.

أصبح غوتيريش عضواً في البرلمان البرتغالي عام ١٩٧٦م وعمره لم يتجاوز بعد ٢٧ عاماً، واستمر فيه حتى عام ١٩٩٣م، وكان عضواً في مجلس الدولة البرتغالي في الفترة بين سنتي ١٩٩١ و٢٠٠٢، ورئيساً للوزراء لفترتين متتاليتين من ١٩٩٥ إلى ٢٠٠٢م. كما ترأس منظمة الأممية الاشتراكية  في الفترة (١٩٩٩- ٢٠٠٥م) بعد أن كان نائباً لرئيسها في الفترة من ١٩٩٢ إلى ١٩٩٩م، وهي منظمة عالمية تضم الأحزاب السياسية من التيار الديمقراطي الاجتماعي.

في عام ٢٠٠٥م، التحق غوتيريش بالأمم المتحدة كمفوضٍ سامٍ لشؤون اللاجئين، لمدة عشر سنوات حتى عام ٢٠١٥م، وكانت فترة كثيرة الأزمات والصراعات، ارتفع فيها عدد المشردين في العالم من ٣٨ مليوناً عام ٢٠٠٥م إلى أكثر من ٦٠ مليوناً عام ٢٠١٥م. وفي أكتوبر/ تشرين الأول من عام ٢٠١٦م تم اختياره ليكون خلفاً للأمين العام السابق للأمم المتحدة بان كي مون، وباشر عمله أميناً عاماً للأمم المتحدة مطلع يناير/ كانون الثاني ٢٠١٧م، لمدة خمس سنوات، تم تمديدها لفترة ثانية تنتهي في ديسمبر/ كانون الأول ٢٠٢٧م. وعندما صدرت الموافقة على تعيينه أميناً عاماً للأمم المتحدة في أكتوبر ٢٠١٦م؛ تعهّد غوتيريش بخدمة الفئات الأكثر ضعفاً في العالم، وخاصة ضحايا الصراع والإرهاب وانتهاك حقوق الإنسان.

كانت سنوات غوتيريش في الأمم المتحدة حافلة بالعمل من أجل إنهاء الصراعات وإحلال السلام، وتعزيز التنمية ومحاربة الفقر والمرض والتمييز، إلا أنها لم تنجح في أن تحقق شيئاً للشعب الفلسطيني على صعيد تنفيذ القرارات الدولية، التي تنهي معاناته وترفع الظلم الذي يتعرض له على أيدي الكيان الصهيوني.

إن استقالة غوتيريش هي خير برهان  على صدق إيمانه وقوّة مبادئه وصدق وعوده، وهي خير دليل على انحيازه إلى جانب الإنسانية الجريحة التي فشل قادة الحضارة الحديثة وزعماء النظام العالمي القائم في تضميد جراحها وتسكين آلامها.

فشل متسلسل

إن استقالة غوتيريش هي خير برهان على صدق إيمانه وقوّة مبادئه وصدق وعوده، وهي خير دليل على انحيازه إلى جانب الإنسانية الجريحة التي فشل قادة الحضارة الحديثة وزعماء النظام العالمي القائم في تضميد جراحها وتسكين آلامها.

فشل في حماية المدنيين العزّل من الشيوخ والنساء والأطفال والعاطلين عن العمل.
فشل في إيقاف إطلاق النار، والدفع باتجاه حل الأزمة بالطرق السلمية.
فشل في إنفاذ قرارات مجلس الأمن والجمعية العامة للأمم المتحدة.
فشل في إدخال المساعدات الإنسانية للنازحين والجرحى والقتلى.
فشل في حماية مؤسسات الأمم المتحدة الإغاثية والصحية والتعليمية.
فشل في حماية المستشفيات والمستوصفات والأطباء والممرضين وسيارات الإسعاف وطواقمها.
فشل في حماية المؤسسات الإعلامية وطواقمها من الصحفيين والمصورين.
فشل في حماية المؤسسات التعليمية والاجتماعية والخيرية.
فشل في حماية دور العبادة والأسواق وأفران الخبز والمراكز الثقافية والآثار والمزارع وآبار المياه.
فشل في إيقاف المجازر المباشرة والتنكيل بالأحياء والأموات، وهدم المقابر ونبش القبور.
فشل في منع تدمير البنى الفوقية والتحتية بكافة قطاعاتها، ومنع قطع الكهرباء والماء.
فشل في إدخال الطواقم العالمية الإغاثية والإعلامية والصحية ولجان المراقبة الدولية؛ للوقوف على ما يحدث وتوثيقه وتقديمه للأجهزة الأممية المختصة.
فشل في جمع أدلة حرب الإبادة الجماعية الشاملة التي يقوم بها الكيان الصهيوني في قطاع غزة.
هذا غيض من فيض، إذ لم يبق شيء لم تفشل فيه الأمم المتحدة إزاء الحرب الدائرة في قطاع غزة. وقد سارع غوتيريش إلى إدانة هجوم حماس على مستوطنات غلاف غزة في ٧ أكتوبر ٢٠٢٣م، ولكنه عندما أعرب عن استيائه من الحصار التي فرضه الكيان الصهيوني على قطاع غزة، والعدد الهائل من القتلى والجرحى الذين يتساقطون هناك، تحت القصف الذي يدك المباني على من فيها على مدار الساعة، مشيراً إلى أن هجوم حماس لم يأت من فراغ، وإنما ترجع جذوره إلى ٥٦ عاماً من الاحتلال؛ حينها طالبه سفير الكيان الصهيوني لدى الأمم المتحدة جلعاد إردان بالاستقالة، ووصف تصريحاته بأنها تشهير بالدم النقي (اليهودي).

ستكون هذه الاستقالة بمثابة إعلان لانهيار النظام العالمي الظالم المنافق، الذي لا يخدم سوى مصالح أسياده، وإعلان عدم صلاحيته للعمل أكثر من ذلك.

وإلى يومنا هذا لم يجرؤ غوتيريش على المطالبة بإجراء تحقيق كامل لما يجري في قطاع غزة، على غرار ما فعل عندما دعا في فبراير/ شباط الماضي إلى إجراء تحقيق مماثل كامل في وفاة المعارض الروسي أليكسي نافالني.

واحتراماً لتاريخه، وحفاظاً على رصيده من أن يتراجع أكثر من ذلك؛ فإن الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش أصبح بحاجة ماسة إلى أن يتحلى بالشجاعة الكافية ليستقيل من منصبه، الذي لم يبق له فيه سوى أقل من ثلاثة أعوام.

المصدر: شمسان بوست

كلمات دلالية: الأمین العام للأمم المتحدة الکیان الصهیونی أنطونیو غوتیریش الأمم المتحدة فشل فی حمایة فی قطاع غزة أکثر من

إقرأ أيضاً:

تراجع طفيف للجوع عالمياً في 2024.. وأفريقيا تواصل مواجهة الأزمة الأشد

#سواليف

أعلنت #الأمم_المتحدة الإثنين أن #الجوع في #العالم تراجع بشكل طفيف في العام 2024 ويطال ما بين 638 و720 مليون شخص.

وأرجعت المنظمة التراجع إلى التقدم المحرز في #أمريكا_اللاتينية وجنوب شرق آسيا. لكنها أشارت إلى أن الجوع يزداد في #أفريقيا.

عانى نحو 8.2% من سكان العالم من الجوع في العام 2024، بانخفاض قدره 0.3% عن العام 2023، ولكن ثمة “فروقات كبيرة” في العالم، بحسب تقرير مشترك صادر عن منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو) والصندوق الدولي للتنمية الزراعية (إيفاد)، واليونيسيف وبرنامج الأغذية العالمي ومنظمة الصحة العالمية.

مقالات ذات صلة مسلح يقتل أربعة أشخاص على الأقل بينهم شرطي داخل ناطحة سحاب في نيويورك ثم ينتحر- (صور وفيديو) 2025/07/29

وفي حين تراجع عدد الأشخاص الذين يعانون من الجوع بشكل ملحوظ في أمريكا اللاتينية ومنطقة الكاريبي، فإنه يتفاقم في غرب آسيا وأفريقيا، حتى أنه يتجاوز 20% في القارة السمراء.

ولا تعكس هذه الأرقام التي صدرت بمناسبة انعقاد مؤتمر الأمم المتحدة المعني بالنظم الغذائية في إثيوبيا، إطلاقاً الاهداف التي وضعتها الأمم المتحدة في عالم خالٍ من الجوع بحلول العام 2030.

وتفيد التقديرات الحالية بأن عدد الذين يعانون من نقص التغذية بحلول نهاية العقد سيبلغ نحو 512 مليون شخص، 60% منهم في أفريقيا.

ومن الدول الخمس التي تضم أكبر عدد من الأشخاص الذين يعانون من انعدام الأمن الغذائي الحاد، أي عندما يُعرّض عدم قدرة الشخص على تناول غذاء كافٍ حياته لخطر داهم، تقع أربع (نيجيريا والسودان وجمهورية الكونغو الديموقراطية وإثيوبيا) في أفريقيا.

كما أشار التقرير إلى الوضع في قطاع غزة المدمر جراء الحرب، حيث يعاني جميع السكان من انعدام أمن غذائي حاد.

وقال ألفارو لاريو، رئيس الصندوق الدولي للتنمية الزراعية، لوكالة فرانس برس “في غزة، نرى الناس يموتون جوعاً”.

وأضاف “يجب توفير الوصول بشكل عاجل لنقل المساعدات الإنسانية الحيوية (…) إن عدم امكان الوصول مستمر منذ عدة أشهر”.

في العام 2024، اضطر نحو 2,3 مليار شخص إلى تفويت وجبة طعام من حين لآخر، وبالتالي يعانون من انعدام الأمن الغذائي بشكل متوسط أو حاد، وهو رقم مستقر مقارنة بالعام 2023.

ولكن هذا العدد يزيد بمقدار 335 مليون شخص بالمقارنة بالعام 2019، أي قبيل أزمة كوفيد.

أدت الجائحة والحرب في أوكرانيا إلى ارتفاع حاد في أسعار المواد الغذائية.

ولكن وكالات الأمم المتحدة استخلصت دروس ارتفاع التضخم في عامي 2007 و2008، بسبب الأزمة المالية، وقدمت استجابات “أفضل تنسيقاً”.

مقالات مشابهة

  • عون استقبل مدير المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة مودعاً
  • السودان يقابل الخبير “نويصر” بخطاب ناري ويوجه صفعة مزدوجة للأمم المتحدة
  • غوتيريش: الاتجار بالبشر جريمة نكراء يجب أن تتوقف فوراً
  • غضب إسرائيلي من غوتيريش.. كيف تحول أمين عام الأمم المتحدة إلى خصم لتل أبيب؟
  • «البديوي» يبحث مع مبعوث الصين للشرق الأوسط المأساة الإنسانية في غزة
  • تراجع طفيف للجوع عالمياً في 2024.. وأفريقيا تواصل مواجهة الأزمة الأشد
  • غوتيريش: غزة على شفا المجاعة ويجب تدفق المساعدات إليها بشكل كبير
  • جوتيريش يحذر من كارثة إنسانية مروّعة في غزة
  • الأمين العام لـ الأمم المتحدة: الفلسطينيون يمرون بكارثة إنسانية كبرى
  • غوتيريش يُحذِّر حكومة “تأسيس”