فصول لأطفال غزة في المخيمات.. «العلم سلاح جبار»
تاريخ النشر: 19th, April 2024 GMT
لم يكسر الاحتلال الإسرائيلى إرادتهم، ولم يثنهم القصف المتواصل على مخيماتهم الهشة عن الوصول لأحلامهم، هم أطفال غزة الذين أعطوا دروساً للعالم فى الصبر، يحاولون ممارسة هواياتهم التى حرمتها منهم قوات الاحتلال منذ السابع من أكتوبر الماضى، ورغم قلة الإمكانيات، فإنهم يتمسكون بالأمل فى أن تكون حياتهم أفضل، متمسكين بمقولة الشاعر محمود درويش: «نحن نحب الحياة ما استطعنا إليها سبيلاً».
لم ينكسر أطفال غزة رغم هدم منازلهم وبيوتهم، فداخل خيمة قماشية، أعدَّها معلمون فى مدينة رفح الفلسطينية، جلس عشرات الأطفال النازحين يتلقون دروسهم عوضاً عن عدم ذهابهم إلى المدارس، بعدما وفر متطوعون بعض الأدوات المدرسية لهم، وتطوع معلمون لتعليمهم، بينهم المعلم حسن على، الذى حمل مسئولية تعليم الأطفال على عاتقه رفقة زملائه: «لما المدارس ادمرت قُلنا مش لازم الأطفال ينسوا المدارس ففكرنا إزاى نعلمهم ونعمل ليهم اختبارات بالتنسيق مع وزارة التعليم، وقلنا ما راح نحرم ولادنا من إنهم يصيروا معلمين وأطباء، همّا الأمل ولازم نتمسك بيه».
ضحك ولعب وتعليم، هكذا يحاول المعلمون تخفيف آثار ما يتعرض له الأطفال النازحون، وبخاصة من فقدوا ذويهم خلال الحرب على غزة، فجميعهم يعانون حالة نفسية سيئة، بحسب جميلة حلاوة، إحدى المعلمات المتطوعات: «ما راح نترك أطفالنا، بنقدم لهم كل الدعم النفسى والمعنوى لأجل يكونوا مبسوطين، وها الأطفال أذكياء وعندهم قدرة ورغبة على التعلم فإيش لون نتركهم؟».
داخل الخيمة القماشية أقام المعلمون المتطوعون مقاعد دراسية حتى يشعر الطلاب بأنهم داخل مدارسهم التى دمرها الاحتلال الإسرائيلى، بحسب ياسمين فاطر، المعلمة المتطوعة: «رغم قلة الإمكانيات هاد النجارين عملوا لنا ديسكات للأطفال، كل واحد بيحاول يساعد من ناحيته علشان نعلم ولادنا، ونحن نحاول توفير كراسات وأقلام ليهم حتى نعلمهم ما فقدوه فى المدارس».
تعليم أطفال غزة داخل المخيماتأمام الأطفال وداخل الخيمة القماشية تصدح أصوات المعلمين، يحاولون تعليم الأطفال اللغتين العربية والإنجليزية، فضلاً عن القرآن الكريم وتجويده ليكون نصيراً ومحفزاً لهم بحسب المعلمة: «إيش لون ما نعلمهم كتاب الله؟، فى عز الحرب كان حافظاً لهيك الأطفال، وراح نحاول نعمل خيام تانية فى خان يونس وأماكن مختلفة لتعليم الأطفال».رحلة نزوح خاضتها المعلمة «ياسمين» من وسط غزة إلى رفح بعدما فقدت عدداً من أفراد أسرتها، لتقرر تعليم الأطفال مجاناً كنوع من المساعدة، فضلاً عن تعويضها عن فقدان أطفال شقيقها: «كان ولاد أخوى بيحلموا يكونوا أطباء، لكن هاد الحرب قضت على أحلامهم، فقلت لازم أحقق رغباتهم فى الأطفال النازحين، علشان كده بعلمهم وبساعد فى إننا نخرج جيل واعى يقدر يقاوم لأن قدرنا دايماً المقاومة والصمود».
محاولات عديدة يبذلها المعلمون من أجل إسعاد الأطفال النازحين وجذبهم إلى التعليم: «حاولنا نلون الخيمة من جوة وبرة علشان تجذب الأطفال، وفوجئنا برغبتهم وذاكرتهم، حتى المناهج اللى خدوها قبل الحرب فاكرين الدروس، وبنحاول ندعمهم نفسياً من خلال متطوعين وتلوين الكراسات وعمل المبادرات الترفيهية».
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: تعليم أطفال غزة أطفال غزة نازحو غزة سيدات غزة تعلیم الأطفال أطفال غزة
إقرأ أيضاً:
مرصد الأزهر يُشيد بحكم القضاء المصري في واقعة التعدي على أطفال الإسكندرية
تابع مرصد الأزهر لمكافحة التطرف ببالغ الاهتمام والتقدير الحكم القضائي السريع القاضي بإحالة أوراق المتهم في واقعة التعدي الجـ ـنسي على عدد من الأطفال بإحدى المدارس بمحافظة الإسكندرية إلى فضيلة مفتي الجمهورية، تمهيدًا لتنفيذ حكم الإعدام شنقًا.
ويؤكد المرصد أن السرعة القياسية التي باشرت بها النيابة العامة التحقيقات، واختتام الإجراءات القضائية في أقل من عشرة أيام، التي أفضت إلى هذا الحكم الحاسم، تمثل رسالة ردع واضحة وقاطعة لكل من تسول له نفسه ارتكاب تلك الأفعال الشنعاء، مما يؤكد يقظة المؤسسات الوطنية تجاه حماية الأجيال القادمة وصون كرامتهم.
ويجدد مرصد الأزهر التأكيد على أن هذا الفعل الخسيس الدنيء بالأطفال الأبرياء إنما هو جريمة مكتملة الأركان بحق الضحايا وأسرهم، وبحق المجتمع بأكمله.
وفي هذا السياق، يثمن المرصد سرعة موقف النيابة العامة، مؤكدًا أنه يعزز الثقة في فاعلية المنظومة القضائية في صون وحماية الأطفال. ويشير المرصد مجددًا إلى نداء الأزهر الشريف للهيئات التشريعية للنظر في تغليظ عقوبة التحـ ـرش بالأطفال إلى أقصى عقوبة، مثمنًا تحقيق الحكم الصادر في هذه الواقعة المؤسفة لهذا المطلب الرادع.
ويشدد المرصد على ضرورة الاهتمام بالجانب الإداري والاجتماعي للقضية، فالإهمال لا يقل خطورة عن الجريمة نفسها في تعريض حياة الأطفال للخطر.
ولمعالجة الآثار النفسية الناجمة عن مثل هذه الجرائم، يطالب مرصد الأزهر بضرورة التكاتف المجتمعي لتوفير الدعم النفسي والتأهيل اللازمين للأطفال الضحايا، مؤكدًا أن حماية أطفالنا ومستقبلهم مسؤولية مشتركة بين الأسرة، والمدرسة، والمؤسسات الإعلامية، والقانون.