ونقلت عدد من المواقع الإخبارية ووسائل الإعلام الدولية، عن قناة (سي إن إن) الأمريكية، تصريحاتٍ لضابط في القوات البحرية البريطانية، تحدث فيها عن ظهور مؤشرات الحصار اليمني على كيان العدو في المحيط الهندي، بعد إطباق الحصار في البحرين الأحمر والعربي وباب المندب وخليج عدن.

وحسب الـ(سي إن إن) فإن الضابط في القوات البحرية البريطانية "هوارد ويلدون" أكد قدوم "أخبار سيئة من المحيط الهندي"، في إشارة إلى مفعول العمليات اليمنية التي توسعت لتطارد سفن العدو الصهيوني إلى طريق رأس الرجاء الصالح.

وعقّب الضابط البريطاني على تصريحاته بقوله: اليمنيون فعلوا شيئاً في المحيط الهندي"، في حين تمثل هذه التصريحات اعترافاً بريطانياً صريحاَ بحقيقة قدرة القوات المسلحة اليمنية على إحكام القبضة على الملاحة الصهيونية ومنعها من العبور على الإطلاق، وهو ما يضاعف الضغوط الاقتصادية والعسكرية على كيان العدو الصهيوني، سيما في ظل تصاعد الموقف اليمني، وتوعد السيد القائد عبد الملك بدرالدين الحوثي بمفاجآت قادمة وضربات واسعة أكثر إيلاماً على الأعداء.

وتأتي هذه المؤشرات على أعقاب انسحابات متواصلة في صفوف التحالف الأمريكي البريطاني والغربي وآخرها انسحاب فرقاطة ألمانية، بعد أسابيع قليلة شهدت انسحاب فرقاطات بلجيكية وفرنسية ودنماركية، في حين تؤكد كل هذه المعطيات أن خيار العدو الصهيوني ورعاته الأمريكيين والبريطانيين بات وحيداً ويقتصر فقط على رفع العدوان والحصار عن الشعب الفلسطيني المظلوم في قطاع غزة.

 

المصدر: ٢٦ سبتمبر نت

كلمات دلالية: المحیط الهندی

إقرأ أيضاً:

الكيان الصهيوني والهزيمة الاستراتيجية

بعد أكثر من ثمانية أشهر من معركة طوفان الأقصى الكبرى في السابع من أكتوبر ٢٠٢٣، والتي أفقدت العدو الإسرائيلي توازنه في أقل من ثلاث ساعات، جاء رد الكيان الصهيوني باستهداف المدنيين والبنية الأساسية بدلا من مواجهة المقاومة الفلسطينية، ومع ذلك فإن نتائج تلك المعركة أظهرت الوجه القبيح للكيان الصهيوني وقيادته السياسية والعسكرية من خلال السلوك الإجرامي في استهداف ما يقارب من ٤٠ ألف فلسطيني من المدنيين معظمهم من الأطفال والنساء وتدمير البنية الأساسية من مستشفيات ومنازل بل وأحياء سكنية كاملة علاوة على قيام الكيان الصهيوني باستهداف عشرات الصحفيين الفلسطينيين. وعلى ضوء ذلك فإن المجتمع الدولي لا يزال عاجزا عن لجم الجريمة الكبرى والإبادة الجماعية والتي ارتكبها النازي نتنياهو وكل مسؤولي الكيان الإسرائيلي في مشهد مخز شاهدته شعوب العالم قاطبة من الشرق والغرب، حيث انتفضت تلك الشعوب في مظاهرات عارمة هي الأكبر منذ حرب فيتنام.

إن الهزيمة الاستراتيجية للكيان الصهيوني اعترف بها عدد من القيادات العسكرية والأمنية الإسرائيلية السابقة وأن نتنياهو جر الكيان الصهيوني إلى كارثة بحيث أصبح الكيان وقيادته مطاردا من المحاكم الدولية خاصة محكمة العدل الدولية والمحكمة الجنائية في لاهاي من خلال إصدار مذكرات التوقيف. كما أصدرت الأمم المتحدة قائمة العار السوداء التي تصدرها الكيان الصهيوني باستهدافه آلاف الأطفال وقتلهم وهي جريمة بشعة سوف تظل تطارد المجرم القاتل نتنياهو وعصابته في الكيان المنبوذ وهذا المصطلح أصبح ملازما لوصف الكيان الصهيوني وسوف يستقر في أذهان أحرار العالم لعقود طويلة.

إن فلسفة الانتقام من الأبرياء العزل والذي أقدمت إسرائيل وكان آخرها مجزرة مخيم النصيرات يعطي مؤشرا على الجينات الإجرامية التي يحملها قيادات الكيان الصهيوني، بل إنهم غير مهتمين بالمحتجزين وأهاليهم الذين يتظاهرون بشكل يومي، كما أن الطيران الإسرائيلي قد قتل العشرات من المحتجزين. ومن هنا فإن الكيان الصهيوني دخل في دوامة الانتقام وأصبحت هناك مؤشرات على أن سقوط عصابة تل أبيب هي قادمة لا محالة، وأن تعنت نتنياهو حول وقف الحرب في قطاع غزة هو الخوف من تبعات ما بعد وقف إطلاق النار، لأن ذلك يعني تشكيل لجنة تحقيق داخلية لنتنياهو وبقية القيادات العسكرية حول الهزيمة الاستراتيجية التي مني بها الكيان الصهيوني وبشكل مخز يوم السابع من أكتوبر. كما أن نتنياهو يواجه قضايا فساد متعددة من المحاكم الإسرائيلية، وبالتالي فإن المشهد السياسي في الكيان الصهيوني مرتبك، وهناك استقالات متواصلة في حكومة نتنياهو المتطرفة.

إن المقاومة الفلسطينية والمقاومة اللبنانية والمقاومة العراقية والمقاومة اليمنية شكلوا حزام مقاومة مثاليا وهي تجربة نموذجية حاصرت العدو الإسرائيلي وحتى الدول الغربية الداعمة للكيان الصهيوني وخاصة الولايات المتحدة الأمريكية، والتي زودت إسرائيل بالسلاح والمعلومات الاستخباراتية وكانت شريكا حقيقيا للعدوان على قطاع غزة وعموم فلسطين. ومن هنا فإن قطع الملاحة في البحر الأحمر لا يستهدف الملاحة في حد ذاتها ولكن يهدف إلى الضغط على الكيان الصهيوني لوقف العدوان السافر على الشعب الفلسطيني في قطاع غزة وفلسطين المحتلة. ولقد لعب الإعلام الدولي والعربي وشبكات التواصل الاجتماعي والهاتف الذكي دورا محوريا للمرة الأولى في تاريخ الصراع العربي الصهيوني في تعرية زيف السردية الصهيوينة وأصبح العالم مقتنعا بأن الكيان أصبح يشكل خطرا على السلام والأمن في المنطقة والعالم. ومن هنا فإن لجم هذا الكيان الصهيوني يعد ضرورة إستراتيجية وإنسانية، وفي تصوري بأن هذا الجيل من القيادات الصهيونية المتشددة سيظل ملطخا بالعار والجريمة في الذاكرة التاريخية الإنسانية. علاوة على أن معركة طوفان الأقصى ينبغي أن تشكل أيضا معركة للوعي العربي وأجياله الجديدة، كما أن تلك المعركة وما أدت إليه من هزيمة مذلة للجيش الإسرائيلي تحفز القيادات والجيوش العربية بأن سردية إسرائيل حول التفوق والغطرسة قد سقطت في السابع من أكتوبر وأن العسكرية الإسرائيلية يمكن هزيمتها بعد أن كسرت المقاومة الفلسطينية حاجز الخوف والرهبة التي صنعتها آلة الحرب النفسية الصهيونية على مدى عقود.

إن العدوان الصهيوني يتكبد يوميا المزيد من الخسائر وقد خسر أكثر من ثلث دبابات جيشه خاصة الميركافا والتي تقدر قيمتها بعشرات الملايين من الدولارات، كما أن هناك تدهورا في الروح المعنوية للضباط والجنود الذي أقدم العشرات منهم على الانتحار عدا على هروب عشرات اليهود من إلى الغرب خوفا من الحرب، كما أن الاقتصاد الصهيوني سجل تراجعا وتدهورا كبيرا وتوقفت عدد من الموانئ والسياحة وحتى الاستثمار كل ذلك بفعل ضربات المقاومة الفلسطينية والتي سوف يسجل لها التاريخ الحديث بأنها أنهت سطوة وأكذوبة الجيش الصهيوني الذي لا يقهر ومن خلال حرب استنزاف تدخل شهرها التاسع وهي من أطول الحروب في تاريخ الصراع العربي الصهيوني.

إن وقف إطلاق النار يلوح في الأفق بعد قرار مجلس الأمن الدولي وشعور واشنطن بأن الانتخابات الأمريكية على الأبواب وأن استمرار الحرب سوف يجعل الحزب الديموقراطي يخسر تلك الانتخابات، كما أن أحداث البحر الأحمر وضرب السفن الأمريكية والغربية من قبل أنصار الله في اليمن قد أحدث متغيرا استراتيجيا مهما، وأصبح هناك تهديد حقيقي لانسياب التجارة البحرية الدولية عبر البحر الأحمر وخليج عدن وحتى عبر البحر الأبيض المتوسط، وأمام كل هذه المتغيرات فإن الكيان الإسرائيلي أصبح محاصرا دوليا وممزقا داخليا وليس أمامه سوى وقف العدوان والتسليم بهزيمته الاستراتيجية التي تعد واضحة وموثقة على كل المستويات وأيضا تم توثيق جرائمه وانتهاكاته ضد الإنسانية وضد حقوق الإنسان في أكبر إبادة جماعية يشهدها العالم بعد الحرب العالمية الثانية.

مقالات مشابهة

  • ردا على استشهاد «ابوطالب»: حزب الله يشن اكبر هجوم على الكيان
  • لجنة نصرة الأقصى تشيد بدور الأجهزة الأمنية في كشف وتفكيك خلية التجسس الأمريكية الإسرائيلية
  • لجنة نصرة الأقصى تُشيد بدور الأجهزة الأمنية في كشف خلية التجسس الأمريكية الإسرائيلية
  • لجنة نصرة الأقصى تدعو للمشاركة المليونية في مسيرات الجمعة المقبلة
  • الكيان الصهيوني والهزيمة الاستراتيجية
  • أستاذ علاقات دولية: هناك ضغوطا هائلة وكبيرة للغاية على دولة الكيان الصهيوني
  • إعلام العدو الصهيوني: قدرات حزب الله قد تسمح له بضرب تشكيل الدفاع الجوي
  • بين مكامن الوجع وضِفاف النصر
  • خلال الـ24 ساعة.. استشهاد وإصابة 258 فلسطينياً في جرائم صهيونية جديدة بغزة
  • وسائل إعلام العدو الإسرائيلي تعلن مقتل 4 من جنوده وإصابة آخرين بجروح جراء عملية للمقاومة الفلسطينية في مدينة رفح جنوب قطاع غزة