استنكر رئيس البرلمان العربي عادل بن عبد الرحمن العسومي المواقف التي تتبناها الكثير من الحكومات الغربية، إزاء الجرائم والأعمال الإرهابية التي يقوم بها الاحتلال الإسرائيلي الغاشم في الأراضي الفلسطينية المحتلة.
وقال العسومي في كلمة التي ألقاها اليوم أمام أعمال الجلسة العامة الثالثة للبرلمان العربي من دور الانعقاد الرابع للفصل التشريعي الثالث التي عُقِدَت بمقر الأمانة العامة لجامعة الدول العربية: إنه رغم صدور قرار دولي مُلّزِم من مجلس الأمن الدولي للمرة الأولى بوقف إطلاق النار خلال شهر رمضان، إلا أن قوات الاحتلال لم يلتزم بالقرار الأممي، بل واصل ارتكاب مجازره الوحشية ضد الفلسطينيين خلال أيام عيد الفطر المبارك، في ظل عجز مجلس الأمن قبل يومين بسبب الفيتو الأمريكي عن إصدار قرار لحصول دولة فلسطين عن العضوية الكاملة بالأمم المتحدة، في مشهد جديد يُكَرّس الانحياز الأمريكي الأعمى لكيان الاحتلال.


أخبار متعلقة 34049 شهيداً منذ بدء العدوان الإسرائيلي على غزةطيران الإمارات تستأنف جدول رحلاتها المعتاد من مطار دبي /عاجلوشدد على أهمية توقف ازدواجية المعايير الغربية التي أثبتها العدوان الإسرائيلي الغاشم، مطالبًا بالعمل على إصلاح منظومة القوانين الدولية، ومواثيق عمل المنظمات الدولية التي تمنح السُلطة لقوى غربية فقدت بوصلة الأخلاق والإنسانية.

مداخلة معالي رئيس #البرلمان_العربي تعليقا على ملاحظات السادة الأعضاء بشأن تقرير لجنة تطوير العمل العربي المشترك وتفعيل آلياته .. خلال الجلسة العامة الثالثة من دور الانعقاد الرابع من الفصل التشريعي الثالث pic.twitter.com/poLWXjmlrJ— ArabParliament البرلمان العربي (@arabparlment) April 20, 2024الشعب الفلسطينيوأشار العسومي إلى أن المشاهد التي تنقلها وسائل الإعلام المختلفة من مطالبات لشعوب كثيرة حول العالم، ونداءات لكثير من البرلمانيين تدافع عن حق الشعب الفلسطيني في مواجهة ما يتعرض له من مجازر وجرائم، تمثل نقطة تحول غير مسبوقة لنصرة وفهم الحقوق الفلسطينية المشروعة والدفاع عنها.
وأوضح أن تحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة والعالم يبدأ وينتهي بحل عادل وشامل للقضية الفلسطينية، بإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها مدينة القدس.
وفي الشأن السوداني، حذّر رئيس البرلمان العربي من خطورة الأوضاع في السودان خاصة أنها تزداد سوءً بسبب استمرار أعمال القتل والتدمير وتدهور الأوضاع الصحية والإنسانية، مؤكدًا ضرورة أن يكون للدول العربية دور أكبر في حل هذه الأزمة الخطيرة، بما يحافظ على وحدة التراب السوداني، ووحدة الجيش السوداني، ويضع حدًا للانتهاكات الجسيمة التي تقوم بها الميليشيات الخارجة عن القانون.

فيديو .. بدء أعمال جلسة #البرلمان_العربي العامة الثالثة من دور الانعقاد الرابع من الفصل التشريعي الثالث بمقر جامعة الدول العربية بالقاهرة pic.twitter.com/UpL0WV6k4s— ArabParliament البرلمان العربي (@arabparlment) April 20, 2024الأزمة اليمنيةوعلى صعيد الأزمة اليمنية، أكد العسومي أن البرلمان العربي يدعم بكل قوة كافة المساعي العربية التي تهدف إلى إيجاد حل سياسي نهائي وشامل للأزمة اليمنية بما يحافظ على وحدة اليمن وسيادته، واستنادًا إلى المرجعيات الثلاث المتوافق عليها محليًا والمُؤيَدة دوليًا، وهي: المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية، ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني، وقرار مجلس الأمن الدولي رقم (2216).
وحول التطورات التي تشهدها دولة ليبيا، جدد رئيس البرلمان العربي الدعوة إلى الليبيين لإعلاء المصلحة الوطنية العليا للشعب الليبي، والمضي قُدُمًا نحو إجراء الانتخابات البرلمانية والرئاسية، واستكمال الاستحقاقات التي تقود إلى تحقيق الأمن والاستقرار في كافة أنحاء ليبيا.
وأعرب العسومي عن ثقته في القمة العربية المقبلة بمملكة البحرين بأنها ستسهم في تعزيز مسيرة العمل العربي المشترك، وتنسيق الجهود العربية المشتركة، والتوصل إلى حلول عربية ناجعة لما تواجهه المنطقة من أزمات ما تزال مستعصية على الحل.

المصدر: صحيفة اليوم

كلمات دلالية: واس القاهرة البرلمان العربى فلسطين غزة أمريكا البرلمان العربی

إقرأ أيضاً:

حديث عند مفترق الطرق العربية

أحترم كل الآراء التي ترى أن اجتماعات القمة العربية «لا فائدة منها» وليس لها قيمة عملية يمكن أن تنتظرها الشعوب العربية، لكني أرى أن مجرد وجود كيان عربي، حتى لو كان غير فاعل مثل الجامعة العربية، يحمل أهمية كبيرة ويمكن في يوم من الأيام إصلاحه بناء على فكر عربي جديد تشكله إرادة عربية مختلفة عن الإرادة الحالية، ويحوّل من كيان غير فاعل إلى كيان فاعل ومحوري في العمل العربي المشترك.

وأعرف يقينا أن هذا الرأي قد لا يُعجِب البعض؛ لأنه يتجاهل السياق التاريخي للجامعة، وبين هؤلاء البعض من أثق في رأيه واحترمه كثيرا، وأفهم منطق أيَّ رأي يُقِّيمُ الجامعة العربية ومواقفها خلال العقود الثمانية من الزمن العربي الصعب لكن لا بد أن نفهم قبل كلِّ شيء أن العالم العربي يعيش الكثير من التناقضات السياسية والاجتماعية، وهذه التناقضات هي التي شكلت الكثير من الهوان العربي، وهي التي بنت الصورة الذهنية عن الجامعة العربية وعن قممها السنوية وعن قراراتها التي لا يصل أثرها إلى خارج القاعة التي عُقدت فيها. وتلك التناقضات العربية هي التي تَحُول دون نجاح أي تحرك عربي حتى في اللحظة التي يعادل فيها التحرك حياة الأمة وكرامتها أو بقاء كيان دول من دولها.. رغم ذلك فإن الحل ليس في غلق الجامعة العربية وبيع ممتلكاتها في مزاد علني.. وإنما في إصلاحها وفي إصلاح التناقضات والخلافات العربية وفي اتحاد عربي حقيقي في المواقف وفي الرؤى يقوم على المشتركات بعيدا عن الصراعات والتناقضات التي تعيشها الأمة، ويقوم على فهم حقيقي للأسباب التي جعلت الأمة العربية في هذا الوضع المأزوم.

كنتُ في مملكة البحرين خلال الأيام الماضية أتابع عن قرب القمة العربية «التي تنعقد في ظروف استثنائية» كما هو الحال في جميع القمم العربية، وكان الجميع يتحدث عن «نجاح البحرين في تنظيم القمة» حتى قبل بدئها، وهذا حديث لا شك فيه وقد أدت البحرين ما عليها كدولة منظمة وتفوقت على تحدياتها، ولكنّ النجاح الحقيقي للقمة لم يكن في يوم من الأيام في تنظيمها، وإنما في قراراتها وفي مواقفها، فكل قمة عربية لا بدّ أن تكون استجابة للوضع الماثل في العالم العربي أو ما يحيط به.

تحدث القادة العرب وممثلوهم في القمة، التي استمرت أربع ساعات فقط، حول قضايا مختلفة، وكانت القضية الفلسطينية جوهر تلك الخطابات ومحورها حتى من قِبَل الدول التي تعيش مجازر لا تقل وحشية عن المجازر التي تعيشها غزة كما كان الحل في كلمة ممثل السودان.. كان قد مضى في تلك اللحظة الخطابية العربية، أكثر من سبعة شهور على بدء عملية الإبادة الجماعية في قطاع غزة، وارتكبت آلاف المجازر التي راح ضحيتها أكثر من 35 ألف فلسطيني جُلَّهم من الأطفال والنساء، وهُجِّر قَسريّا أكثر من مليون فلسطيني، ووقعت في قطاع غزة عشرات النكبات التي تعادل كل واحدة منها نكبة 1948. لكن نتيجة كل تلك الخطابات العربية مجرد إدانة وشجب، بل إنَّ أحدا لم يعلِ الصوت بالطلب المباشر من الدول المطبعة مع إسرائيل بغلق سفاراتها فورا كموقف عربي تخرج به القمة العربية يحفظ بعضا من ماء وجهها. وحده الرئيس الفلسطيني محمود عباس قال: «على الأشقاء مراجعة علاقاتهم مع المحتل». والمراجعة درجة منخفضة جدا من الدعوة الصريحة إلى قطع العلاقات التي لا مسوغ لها في أي وقت من الأوقات دع عنك في لحظة الحرب الكبرى ولحظة الإبادة التي تحدث في قطاع غزة.

أليس في كل ما حدث ويحدث في العالم العربي تناقض كبير جدا، خطابات تتهم إسرائيل بارتكاب جرائم حرب في جزء أصيل من العالم العربي وفي المقابل هناك علاقات ومصالح مع دولة الاحتلال تصل إلى حد حمايتها!.

لم تعالج الخطابات العربية الكثيرة في القمة المشكلة الحقيقية التي تعيشها الأمة العربية وأسبابها وحلولها.. وحده أمين عام الأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش شَرَّح في كلمات قصيرة المأساة العربية وأعادها إلى جذورها التاريخية وتحدث عن أهم سبب في الوضع العربي الراهن وهو غياب «الاتحاد» الذي اعتبره حجر الزاوية في معالجة التحديات التي تواجه العالم العربي. واستشهد بالتاريخ الغني في المنطقة العربية، وقارن بين أمجاد الماضي وإمكانات الحاضر.. واعتبر أن «الاتحاد» هو كلمة السر في استعادة العالم العربي لدوره العالمي.

كانت كلمة أنطونيو غوتيريش أهم كلمة ألقيت في قمة البحرين، لكنها في الوقت نفسه كشفت حجم التناقضات التي يعيشها العالم العربي.

يرى أمين عام الأمم المتحدة أن العالم «يتغيّر من جديد، وإنني أرى في المنطقة العربية إمكانات هائلة.. فلديكم الموارد، ولديكم الثقافة، ولديكم البشر، ولكن ثمة شرطٌ أساسي وحيد للنجاح في عالم اليوم، ألا وهو الاتحاد». ويضيف في كلمته «لقد أظهر التاريخ مرارا وتكرارا أن الانقسامات تفسح المجال لتدخل أطراف خارجية - مما يغذّي الصراعات ويؤجج التوترات الطائفية، ومن ثم يشعل فتيل الإرهاب ولو بغير قصد.. وهذه عقبات تحول دون تحقيق التنمية السلمية وتعيقكم عن ضمان رفاه شعوبكم. ويتطلب التغلب على هذه العقبات كسر الحلقة المفرغة من الانقسام وتلاعب الأطراف الأجنبية - ويتطلب المضي قدما معًا لبناء مستقبل أكثر سلما وازدهارا لشعوب المنطقة العربية وخارجها».

يعرف الغرب جيدا، كما تعرف الأمم المتحدة ويعرف أمينها العام، أسباب ضعف العالم العربي والأسباب التي يمكن أن تعيد له قوته ومكانته وتجعله يتجاوز كل هذا الهوان الذي يعيشه وهذا الضعف الذي يُغِّيبه عن الفعل الحضاري وعن القدرة حتى في حماية نفسه من الذبح والقتل اليومي.. لكن قمة عربية تأتي وسط روائح الموت والإبادة الجماعية لا تريد أن تتحدث عن ذلك أو تتحرك نحوه، ولا تريد أن تتحدث عن سيطرة الانقسامات الطائفية في العالم العربي والانقسامات السياسية والأيديولوجيات، وأدنى استراتيجية سياسية عربية متماسكة، الأمر الذي خلق سياسات متباينة تعمل على تقويض المصالح العربية الجماعية.. إلى درجة لم تعد الكثير من الدول العربية تثق في بعضها البعض. ناهيك عن وجود أي رؤية اقتصادية عربية أو القدرة على بناء كتلة اقتصادية واحدة، رغم الوفورات المالية الضخمة في بعض الدول العربية، والتي تستطيع منافسة القوى الإقليمية الكبرى.. وباختصار غياب أي تكامل عربي على كل المستويات اللهم إلا في السياق الخطابي وفي سياق الأمنيات.

كانت كلمة الأمين العام للأمم المتحدة، التي لم ينتبه لها الكثيرون، ترتكز على رؤية استراتيجية للاستفادة من القوة الجماعية.. فالاتحاد العربي في المواقف السياسية وفي الاستراتيجيات الاقتصادية والاجتماعية من الممكن أن يحول العالم العربي إلى قوة عالمية كبرى تستطيع التأثير على السياسات الدولية وتأمين نتائج أفضل للشعوب العربية، أو تستطيع على أقل تقدير وقف المذابح اليومية المستمرة منذ أكثر من سبعة شهور في الشعب الفلسطيني.

يختتم أمين عام الأمم المتحدة حديثه مخاطبا القادة العرب بالقول: «ما من وقت أفضل من هذه اللحظة لكي تقف المنطقة العربية صفّا واحدا.. فمن شأن الاتحاد والتضامن على كامل نطاق العالم العربي إسماع صوت منطقتكم ذات الأهمية الحيوية بمزيد من القوة، وتعزيز تأثيركم في الساحة العالمية.. ويمكن بذلك مساعدة هذه المنطقة على الاهتداء إلى سبيل السلام، وتعظيم الاستفادة من إمكاناتها الهائلة، والإسهام بشكل أكبر في تحقيق ما فيه الخير للعالم».

فهل يتحد العالم العربي ويجعل المصالح العربية العليا فوق كل اعتبار ويتجاوز كل تناقضاته السياسية والاجتماعية والفجوة الاستراتيجية والفردانية التي تتعالى على الآخر الذي يشكل جزءا من الكل العربي ويتغلب على تحدياته؟ وهل يدرك العالم العربي خطورة هذه اللحظة التاريخية على مستقبله وعلى مستقبل شعوبه؟ هذا سؤال كبير يطرح في كل أرجاء العالم العربي.. ورغم تفاؤل الأمين العام للأمم المتحدة بالأمة وبهذه اللحظة التاريخية إلا أن المؤشرات لا تبشر بالخير، مع الأسف الشديد، وستبقى كل الطرق إلى الاتحاد العربي، في رؤية الخطر على أقل تقدير، محفوفة بالكثير من التحديات.. رغم ذلك فهي رحلة تستحق القيام بها من أجل الصالح العام للمنطقة والعالم. ومن أجل ذلك، أيضا، سنقول إن الحل ليس غلق الجامعة العربية وإنما إصلاحها، وليس في لعن الظلام إنما في إشعال شمعة يخترق ضوؤها الضئيل دياجي الظلام ويشتته.

عاصم الشيدي كاتب ورئيس تحرير جريدة عُمان

مقالات مشابهة

  • الجامعة العربية: الأمن العربي يرتبط بكفاءة الطاقة
  • إعلام إسرائيلي: مسؤولو الجيش سيعرضون على مستشار الأمن القومي الأمريكي خطة المرحلة التالية من عملية رفح
  • أمانة البرلمان العربي للطفل تبحث استعدادت عقد الجلسة الرابعة للدورة الثالثة
  • “أمانة البرلمان العربي للطفل” تبحث استعدادت عقد الجلسة الرابعة للدورة الثالثة
  • اليوم.. مجلس الحرب الإسرائيلي يبحث عملية رفح مع مستشار الأمن القومي الأمريكي
  • حديث عند مفترق الطرق العربية
  • مستشار الأمن القومي الأمريكي يزور السعودية وإسرائيل نهاية الأسبوع
  • رئيس “الأنتربول” يشيد بالدور الريادي للمغرب على مستوى التعاون الأمني الدولي
  • رئيس “انتربول” يشيد بالدور الريادي للمغرب على مستوى التعاون الأمني الدولي
  • في الشأن الإسرائيلي الفلسطيني.. نص ما ورد في إعلان البحرين عقب القمة العربية