أبريل 20, 2024آخر تحديث: أبريل 20, 2024

المستقلة/- عادل فاخر –ازمير/..اختتمت مبادرة السلام الأزرق اجتماعها الثاني عشر اليوم في مدينة إزمير التركية، بمناقشة جملة من القضايا المتعلقة بقضايا المياه في الشرق الأوسط بينها البصمة المائية والتحضير لعقد مؤتمر بغداد للمياه المقرر نهاية شهر نيسان/ ابريل الحالي والذي من المقرر أن تحضره وفود عربية واحنبية على مستوى مسؤولين وخبراء.

وعرض اثناء الاجتماع دراسة شاملة ومستفيضة مقدمة من قبل شركة عالمية بطلب من مبادرة السلام الأزرق حول البصمة المائية، شملت الواقع المائي في منطقة الشرق الأوسط في الدول الست وهي كل من العراق وتركيا وإيران وسوريا والأردن ولبنان.

وشارك أعضاء اللجنة الإدارية في الحوار والنقاش وتبادل المعرفة والخبرات، بهدف تحقيق الأهداف العامة للمبادرة.

فرصة استثنائية

تقول رئيسة لجنة الإدارة في مبادرة السلام الأزرق والخبيرة البيئيةالدكتورة ميسون الزعبي أن اجتماعنا في إزمير يمثل فرصة استثنائية لتبادل المعرفة والمشاهدة بشكل مباشر تطبيق تقنيات إدارة المياه الرائدة خلال زيارتنا الميدانية، لفهم الآثار العملية، مشيرة إلى أن الهدف من تلك الزيارات هو تشجيع تبادل المعرفة وعرض الحلول المبتكرة لتحديات المياه المشتركة.

وفي مستهل حديثها عند إفتتاح الجلسة أن مبادرة السلام الأزرق تهدف إلى تبادل الخبرات والتخطيط للمستقبل وفق التطورات والمعطيات للوصول إلى الهدف المتمثل بمنع تحول المياه إلى سلاح، وأن تكون أداة سلام من خلال التعاون والحوار.

وتبين الزعبي أن من أهداف الاجتماع تقديم تحديث شامل حول الأنشطة الحالية للمبادرة والإنجازات، والمساعي المستقبلية المخطط لها، فضلا عن التوصل إلى توافق في الآراء بشأن نشر دراسة البصمة المائية ونتائجها الرئيسية، مع الأخذ في الاعتبار الحساسية السياسية الشديدة لبعض توصيات الدراسة، والاستفادة من الخبرة التركية في مجال إدارة المياه وكفاءة استخدامها.

أنشطة شبابية

ومن جهته يؤكد المستشار الإقليمي في مجال التعاون في قطاع المياه في السفارة السويسرية للاردن والعراق المهندس مفلح العلاوين أن مبادرة السلام الأزرق تثابر على تنفيذ أنشطتها الشبابية والإعلامية الرئيسية، والعمل على نشر نتائج دراساتها ومشاريعها البحثية الأولى، حيث نفذت اجتماعها الثاني عشر للجنة الإدارية للمبادرة في إزمير/ تركيا، وهي بمثابة فرصة لأعضاء اللجنة االإدارية للمشاركة في الحوار والنقاش وتبادل المعرفة والخبرات، بغية تحقيق الأهداف العامة للمبادرة.

ويبين العلاوين أن هناك برامج تعليمية بهذا الخصوص، وسيتم خلال هذه المرحلة إقامة سلسلة من الدورات التدريبية، بالإضافة إلى الأبحاث على أرض الواقع لاختيار مناطق معينة مشتركة بين هذه الدول، لتقديم  معرفة ومعلومات، وإيجاد  نوع من الأرضية المشتركة للحوار والتفاهم على إدارة مصادر المياه.

ويأتي إجتماع إزمير، حيث تجتمع اللجنة الإدارية للسلام الأزرق بمشاركة كل من العراق والأردن ولبنان وتركيا، بالإضافة إلى خبير من إيران، للاطلاع على التجربة التركية في إدارة المياه، خصوصًا في السدود التحت أرضية لتجميع المياه واستخدامها في فترات الجفاف.

استقطاب الشباب

وبخصوص استقطاب الشباب لجعلهم قادة للتغيير في مجال المياه، يقول المسؤول الفني للمكتب التنفيذي لمبادرة السلام الأزرق منتصر الكيلاني أن المبادرة وفرت زمالة شبابية للشباب من دول المنطقة بعدما تقدم عدد من الشباب والشابات من المهتمين في قضايا المياه، مبينا أن ستة من الشباب من العراق وتركيا ولبنان والأردن تم قبولهم بعد أن تجاوزوا الإختبارات والشروط المطلوبة، موضحا أن الزمالة تستمر لمدة خمسة أشهر وسوف تكون زمالة سنوية تشمل الشباب من ذوي الخبرة بهدف تحويلهم إلى صناع تغيير في قضايا المياه.

مؤتمر بغداد

كما ناقش المجتمعون أهمية وطبيعة مشاركة أعضاء مبادرة السلام الأزرق في مؤتمر بغداد للمياه والمقرر في السابع والعشرين من نيسان/ ابريل الحالي، وعرض ما أنجزته المبادرة خلال الفترة الماضية وما تخطط له في المستقبل، حيث يستعرض ذلك العضو الفاعل في المبادرة مستشار رئيس جمهورية العراق لشؤون المياه الدكتور محمد أمين فارس.

ومبادرة السلام الأزرق هي مبادرة إقليمية تهدف إلى توطيد التعاون في مجال المياه عبر الحدود والقطاعات.

دراسة دولية

وتم خلال الاجتماع عرض الدراسة التي اعدتها شركة البصمة المائية التنفيذية في هولندا، بطلب من مبادرة السلام الأزرق، وهي شركة متخصصة بدراسة البصمة المائية (WFi ).

وخصت الدراسة دول العراق والأردن ولبنان وسوريا وتركيا وإيران، وسوف تكون دليل لكيفية إستخدام المياه وكمياتها المختلفة وكفاءة أكثر.

وتعاني منطقة الشرق الأوسط من ضغوط مائية كبيرة، تفاقمت بسبب مناخها الجاف والنمو السكاني السريع، والتوترات الجيوسياسية المستمرة.

وتعد الإدارة المستدامة للمياه أمراً حيوياً لمواجهة التحديات في مجال الأمن الغذائي والاستقرار الاقتصادي.

وتهدف دراسة تقييم البصمة المائية في الشرق الأوسط، والتي نفذت بتمويل من الوكالة السويسرية للتنمية والتعاون، إلى توفير فهم تفصيلي لاستخدام المياه وكفاءتها والتبعيات الخارجية في كل من الدول الست.

كما تهدف مبادرة البصمة المائية إلى قياس البصمة المائية للإنتاج والاستهلاك والتجارة في منطقة الشرق الأوسط.

ولا يكتفي هذا التقييم بتحديد الاستخدام المباشر للمياه عبر القطاعات الزراعية والصناعية والمنزلية من العام 2012 إلى العام 2022 فحسب، بل يدرس أيضًا ديناميكيات تجارة المياه الافتراضية، مما يكشف مدى اعتماد المنطقة على المياه الخارجية.

النتائج الرئيسية للدراسة

وخلصت الدراسة إلى عدد من النتائج ومنها:

الاستخدام القطاعي للمياه: يهيمن قطاعا الزراعة والطاقة على استخدام المياه على المستوى الإقليمي، حيث يستهلكان نحو 224 كيلومتر مكعب سنويًا.

ومن الجدير بالذكر أن اعتماد الزراعة على النظم البعلية يجعلها شديدة التأثر بالتقلبات المناخية والجفاف.

الاعتماد على المياه الخارجية: تظهر المنطقة اعتماداً كبيراً على موارد المياه الخارجية من خلال تجارة المياه الافتراضية، وخاصة بالنسبة للمحاصيل الأساسية مثل القمح والذرة.

وتظهر بلدان مثل الأردن ولبنان نسبة اعتماد تبلغ 90% و72% على التوالي، مما يؤكد أهمية ديناميكيات التجارة العالمية على الأمن الغذائي الإقليمي.

الفوارق الإقليمية: تبرز إيران وتركيا كدولتين محوريتين في استخدام المياه الإقليمية، حيث تساهمان بشكل كبير في استهلاك المياه وصادرات الأغذية، ومع ذلك، تكشف ممارساتهم الزراعية عن اختلافات صارخة في إنتاجية المياه والاعتماد على الري.

التوصيات:

وخلصت الدراسة إلى عدد من التوصيات من أهمها:

تعزيز كفاءة الري: تطبيق تقنيات الري الحديثة وممارسات الإدارة للحد من خسارة المياه.

التنويع الزراعي: تشجيع تنويع المحاصيل لتقليل الاعتماد على المحاصيل كثيفة الاستهلاك للمياه وتعزيز القدرة على الصمود في مواجهة التأثيرات المناخية.

بناء القدرات: تعزيز تمكين المزارعين من ممارسات توفير المياه والزراعة المستدامة لتحسين إنتاجية المياه.

تبادل البيانات والمعرفة: تعزيز التعاون الإقليمي في جمع البيانات المتعلقة بالمياه ومشاركتها وتحليلها لدعم اتخاذ القرارات المستنيرة ووضع السياسات.

التحليل الافتراضي لتجارة المياه: تعميق فهم الاعتماد على المياه الخارجية وتأثيراتها على الأمن المائي الإقليمي والسيادة الغذائية.

تنفيذ تسعير المياه: إدخال آليات تسعير المياه لتحفيز الحفاظ على المياه ودعم تطوير البنية التحتية.

الخلاصة:

تؤكد اتفاقية المياه العالمية الحاجة الماسة إلى إدارة متكاملة للموارد المائية في منطقة الشرق الأوسط، خاصة إن معالجة التحديات البارزة من خلال التوصيات المستهدفة يمكن أن يعزز القدرة الإقليمية على الصمود، وضمان الاستخدام المستدام للمياه والأمن الغذائي، وسط الضغوط البيئية والجيوسياسية المتزايدة.

مرتبط

المصدر: وكالة الصحافة المستقلة

كلمات دلالية: منطقة الشرق الأوسط المیاه الخارجیة على المیاه فی مجال

إقرأ أيضاً:

"الالتزام البيئي" يطلق مبادرة لحماية واستدامة المياه

أعلن المركز الوطني للرقابة على الالتزام البيئي، إطلاق مبادرة جديدة تهدف إلى حماية واستدامة الموارد المائية الجوفية والسطحية في المملكة.
وتأتي هذه المبادرة في إطار جهود المركز المستمرة لتحقيق الاستدامة البيئية والمحافظة على الموارد الطبيعية، والتي تتكامل مع أهداف رؤية 2030.
أخبار متعلقة تكثيف الجهود الدعوية لتوعية ضيوف الرحمن في مصليات فنادق المنطقة المركزيةوكيل الخارجية  لشؤون المراسم يتسلم أوراق اعتماد سفير سريلانكا وأوضح مدير عام إدارة تقييم الأوساط البيئية والتقارير بالمركز د. سعد الدهلوي، أن هذه المبادرة تأتي استجابة للتحديات البيئية المتزايدة المتعلقة بنوعية المياه الجوفية والسطحية.

حرّص المركز على الاستفادة العلمية من الأبحاث التطبيقية والتقنيات الخاصة بمعالجة المياه الرمادية بما يُسهم في إعادة استخدامها بالمواقع#اليوم | @MAEE_KSA
للمزيد: https://t.co/GcEuiXN6j6 pic.twitter.com/8Ioqg5bCU7— صحيفة اليوم (@alyaum) May 31, 2024استدامة الموارد المائيةوأضاف: "نسعى من خلال هذه المبادرة إلى بناء خط أساس لنوعية المياه الجوفية والسطحية، بهدف تطبيق أفضل الممارسات العالمية واستخدام التقنيات المتقدمة في رصد وتحليل جودة المياه في المستقبل القريب، ما يسهم في حماية صحة المواطنين وضمان استدامة الموارد المائية للأجيال القادمة".
وأشار الدهلوي، إلى أن المبادرة تشمل عدة محاور رئيسية، منها بناء قاعدة بيانات لنوعية المياه الجوفية والسطحية، وستكون قاعدة البيانات حجر الأساس في تحديد عدد من محطات الرصد اللازمة لتغطية كافة المناطق الجغرافية في المملكة لمراقبة جودة المياه، والحصول على بيانات دقيقة وشاملة حول حالتها.

الري: 96 مشروعًا لتعزيز البنية التحتية في تدوير المياه#اليوم
للتفاصيل | https://t.co/hEmx8vsYzX pic.twitter.com/peN1sXNosO— صحيفة اليوم (@alyaum) May 22, 2024
وأكد أن المركز يعمل على تطوير القدرات التقنية وتدريب الكوادر الوطنية لاستخدام أحدث التقنيات في رصد وتحليل جودة المياه، وضمان استمرارية الكفاءة في عمليات الرصد، والعمل على تعزيز التعاون مع المنظمات الدولية والمؤسسات البحثية لتبادل الخبرات وأفضل الممارسات في مجال حماية المياه.
وختم الدكتور الدهلوي، حديثه بالتأكيد على التزام المركز الوطني بتنفيذ هذه المبادرة بكفاءة عالية وتحقيق أهدافها في حماية البيئة والحفاظ على صحة المجتمع.
وتهدف مبادرة حماية المياه لتقييم الممارسات الحالية الخاصة برصد نوعية المياه السطحية والجوفية، وتوثيق مدى الالتزام بالمعايير ذات العلاقة وإغلاق الفجوات في البيانات من خلال جمع 2000 عينة من مواقع مختلفة في مدن المملكة.
وسيعتمد تحديدها على مصفوفة مخاطر سيتم اعتمادها لتحديد المناطق الاكثر عرضة للتلوث، والعمل على مواجهة التحديات الرئيسية والتصدي لها ووضع خطة تنفيذ شاملة ودليل استرشادي لمراقبة جودة المياه الجوفية والسطحية في المنطقة وإدارة التحكم بها عن طريق تصميم نظام وطني لرصد جودة نوعية المياه الجوفية والسطحية وخطة تنفيذية وتشغيلية تضمن استدامة عمل النظام.

مقالات مشابهة

  • السفير المصري ببغداد يؤكد دعم مصر للعراق في سد احتياجاته من المياه
  • أكاديمية البحث العلمي: مصر تفتتح أول بنك لجينات الأحياء المائية لتعزيز الاقتصاد الأزرق
  • "الالتزام البيئي" يطلق مبادرة لحماية واستدامة المياه
  • زيلينسكي يوجه اتهاما للصين بشأن "مؤتمر السلام" في سويسرا
  • مبعوث البابا للتسوية في أوكرانيا: مهمتي مستمرة
  • زيلينسكي من سنغافورة: الحرب مع روسيا ستطول والسبب دعم الصين
  • هيثم نبيل يعلن عن موعد أحدث أعماله الغنائية بعنوان "زي زمان"
  • ابتكار تقنيات مستدامة ضروري لحل أزمة شح المياه
  • بعد فيديو زيلينسكي.. الصين ترد على طلب حضورها مؤتمر السلام الأوكراني في سويسرا
  • "رويترز": الصين لن تشارك في "مؤتمر السلام" حول أوكرانيا في سويسرا