خبيران عسكريان: عملية القسام بقلقيلية نوعية ومؤشر على نقل الصراع للضفة
تاريخ النشر: 21st, April 2024 GMT
اتفق خبيران عسكريان في تحليلهما العسكري على قناة الجزيرة على أن الكمين الذي نفذته كتائب القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) في قلقيلية بالضفة الغربية هو عملية نوعية وضربة للجيش الإسرائيلي ولأجهزته الأمنية والاستخباراتية.
وبثت قناة الجزيرة اليوم الأحد مشاهد لكمين مركّب قالت كتائب القسام إنها نفذته في بلدة النبي إلياس بقلقيلية في الضفة الغربية.
ووصف الخبير العسكري والإستراتيجي العقيد ركن حاتم كريم الفلاحي هذا الكمين بالعملية النوعية للمقاومة الفلسطينية، غير مستبعد ازدياد مثل هذه العمليات بالضفة ومناطق أخرى من الأراضي المحتلة في الفترة القادمة.
وبشأن كمين كتائب القسام، قال الفلاحي إن التخطيط للعملية يتطلب معلومات استخباراتية دقيقة جدا عن الموقع الذي تم استهدافه، مؤكدا أن عملية التخطيط تحتاج وقتا للمراقبة والرصد وجمع المعلومات وتحليلها، ثم تأتي مرحلة وضع الخطة اللازمة لتنفيذ العملية.
وشرح العقيد الفلاحي تفاصيل العملية بقوله إنها تتكون من 4 مجموعات، وإن القوة المتقدمة أطلقت النار على الموقع العسكري الإسرائيلي، وبعدها بدأت القوات الإسرائيلية الموجودة في المنطقة بالتوافد لغرض المعالجة، قوة أولى وثانية وثالثة ورابعة مع طواقم الإسعاف لتطويق المنطقة.
وأوضح أن منطقة قلقيلية هي ضمن اللواء 877، وهو جزء من الفرقة 877 التي هيء جزء من قيادة المنطقة الوسطى في الضفة الغربية، مبينا أن اللواء أفراين هو المسؤول عن منطقة قلقيلية، والفرقة 877 مقسمة حسب المناطق.
أعقد العملياتمن جهته، وصف الخبير في الشؤون الإستراتيجية والعسكرية اللواء الركن المتقاعد واصف عريقات كمين كتائب القسام بأنه من أعقد العمليات المركّبة، خاصة أنه جرى في مربع أمني للإسرائيليين، منطقة النبي إلياس.
وقال عريقات إن المقاومة كانت تدرك حجم الأجهزة الأمنية والاستخباراتية الإسرائيلية في المنطقة، وعلى هذا الأساس تم التحضير والتخطيط.
واعتبر اللواء المتقاعد في اتصال هاتفي مع الجزيرة أن نجاح العملية هو مضاعف، حيث إنها ضربة للجيش الإسرائيلي وللأجهزة الأمنية والاستخبارية ولهيبتهم، ورسالة للمستوطنين الذي يقطعون الطرق ويعتدون على الفلسطينيين ويحاولون منع حركتهم، ورسائل إلى الجبهة الداخلية في إسرائيل ولقيادتها واستخباراتها.
من جهته، أعرب العقيد ركن الفلاحي عن قناعته بتكتم الاحتلال على العمليات التي تُجرى في مناطق الضفة الغربية طوال الفترة الماضية، ودلل على ذلك باضطرار جيش الاحتلال لسحب وحدات من قطاع غزة والدفع بها إلى الضفة مثل كتيبة دوفدوفان التي كانت مسؤولة عن منع العمليات الفدائية ومعالجة ما يسميه الإرهاب، والدفع بها إلى مناطق في الضفة الغربية على أمل السيطرة على الوضع هناك.
نقل الصراعمن جهة أخرى، لم يستعبد الخبير العسكري الفلاحي إمكانية نقل صراع فصائل المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة مع الاحتلال الإسرائيلي إلى مناطق أخرى من الأراضي المحتلة، مؤكدا توفر الكثير من الإمكانيات والقدرات التي يمكن أن تستخدم إذا أرادت فصائل المقاومة أن تزيد العمل الفدائي في الفترة القادمة.
وقال الفلاحي إنه رغم أن مناطق الضفة الغربية خاصعة للسلطة الفلسطينية حيث توجد قوات أمنية تمنع مثل هذه الأعمال فإنه رأى أن الجرائم التي ترتكبها إسرائيل في غزة بحق المدنييين وإلغاء الاحتلال اتفاقياته مع السلطة أجبرا الفصائل على تنفيذ مثل هذه العمليات في مناطق بالضفة الغربية.
يذكر أن حركة حماس دعت في وقت سابق إلى إضراب عام في الضفة الغربية ردا على ما وصفتها بمجزرة طولكرم عقب استشهاد 14 فلسطينيا خلال عملية عسكرية نفذتها قوات الاحتلال في مخيم نور شمس بمدينة طولكرم شمال الضفة استمرت قرابة 3 أيام.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: ترجمات حريات فی الضفة الغربیة کتائب القسام
إقرأ أيضاً:
أزمة مياه في الضفة الغربية: سكان سوسيا يتهمون مستوطنين بتخريب مصادر الإمداد
قالت السلطات الفلسطينية إن هذه الحوادث تندرج ضمن ما وصفته بمحاولات دفع السكان المحليين إلى مغادرة أراضيهم. اعلان
تشهد قرية سوسيا الواقعة جنوبي مدينة الخليل في الضفة الغربية توتراً متصاعداً، على خلفية تقارير تتحدث عن عمليات تخريب طالت مصادر المياه والبُنى التحتية، نُسبت إلى مستوطنين إسرائيليين في المنطقة.
ونقلت وكالة "رويترز" عن عدد من سكان القرية أن الحوادث الأخيرة شملت اقتلاع أشجار زيتون، وعبثاً بخزانات المياه، وقطعاً لخطوط الكهرباء. وقال موسى مغنم (67 عاماً)، في حديثه مع الوكالة، إن "مجموعة من المستوطنين اقتحمت القرية وعبثت بخزانات المياه والأسلاك الكهربائية"، مضيفاً أن "الوضع يزداد صعوبة مع انقطاع الماء والكهرباء المتكرر".
وتأتي هذه التطورات في ظل تصاعد العنف في الضفة الغربية منذ السابع من أكتوبر 2023، تاريخ اندلاع المواجهة العسكرية بين إسرائيل وحركة حماس في قطاع غزة.
من جانبها، قالت السلطات الفلسطينية إن هذه الحوادث تندرج ضمن ما وصفته بمحاولات دفع السكان المحليين إلى مغادرة أراضيهم. فيما صرّح جهاد النواجعة، رئيس مجلس قروي سوسيا، بأن "الوضع المائي في القرية أصبح لا يُحتمل، وهو ما يُهدد إمكانية بقاء السكان في المنطقة"، بحسب تعبيره.
وأفاد سكان محليون أن أعمال التخريب أثرت أيضاً على نشاط الرعي وقطاعات زراعية أخرى تمثّل مصدر دخل رئيسياً لهم.
Related الحكومة الإسرائيلية تعلن عن مشروع استيطاني ضخم يضم 22 مستوطنة جديدة في الضفة الغربيةمستوطنون إسرائيليون يهاجمون قرية الطيبة بالضفة الغربية ويشعلون النار في مركبات الفلسطينيينمستوطن إسرائيلي يقتل ناشطًا فلسطينيًا شارك في فيلم "لا أرض أخرى" الحائز على جائزة الأوسكاروفي تعليق للجيش الإسرائيلي على استفسار "رويترز" بشأن الأحداث الأخيرة في سوسيا، أفادت المؤسسة العسكرية بأنها "أرسلت قوات إلى الموقع لمعالجة أي اضطرابات"، وتم بحسب البيان "إبعاد الإسرائيليين المتورطين"، دون تسجيل إصابات.
وتُعد شجرة الزيتون عنصراً رمزياً في الثقافة الزراعية الفلسطينية، وتقول نجاح مغنم (60 عاماً)، وهي من سكان القرية: "حتى لو لحقت الأضرار بالأشجار، لن نغادر أرضنا".
وبحسب ما وثّقته منظمة "بتسيلم" الإسرائيلية لحقوق الإنسان، فقد تم تسجيل ما لا يقل عن 54 حادثة مرتبطة بمستوطنين في قرية سوسيا منذ السابع من أكتوبر.
وتقول فوزية النواجعة (58 عاماً)، وهي من سكان سوسيا، إن "الأوضاع باتت مقلقة"، مشيرة إلى أن "التوتر يسود حياة الأهالي ليلاً ونهاراً".
يُذكر أن سكان سوسيا يواجهون منذ عقود تحديات قانونية ومعيشية تتعلق بوضع الأراضي والبناء. ففي عام 1986، تم إجلاء سكان الكهوف في المنطقة عقب إعلانها موقعاً أثرياً، ما دفعهم للانتقال إلى خيام ومساكن مؤقتة.
وتقع سوسيا ضمن المنطقة المصنفة "ج" في الضفة الغربية، الخاضعة للسيطرة الإدارية والأمنية الإسرائيلية منذ اتفاقات أوسلو، وتحيط بها مستوطنة إسرائيلية من الجنوب وموقع أثري من الشمال، في منطقة تسيطر عليها إسرائيل منذ عام 1967.
انتقل إلى اختصارات الوصول شارك هذا المقال محادثة