بإجماع العلماء يتم توليد الأفكار من خلال نشاط مليارات الخلايا في البنية الأكثر تعقيدا في الكون المستكشف ألا وهي الدماغ البشري..

ولكن قد يبدو من المثير للدهشة أن التركيز على أهمية الدماغ في التفكير والعواطف أمر حديث نسبيا. إذ تظهر الحقائق التي نعرفها من التاريخ أن معظم الشعوب في الماضي اعتبرت القلب، وليس الدماغ، العضو الرئيسي للتفكر والشعور.

هذه الآراء المنتشرة في أرجاء مختلفة من العالم مفهومة تماما إذ تتفق مع تجربتنا اليومية فالقلب يغير إيقاع نبضه مع تغير العواطف. وهذا هو السبب في الحفاظ على هذه المعتقدات القديمة حول "مركزية القلب" فهي تتوافق مع كيفية إدراكنا لجزء مهم من حياتنا كما أن المنطق تحديدا هو الذي دفع الناس للاعتقاد بأن الشمس هي التي تدور حول الأرض باعتبار أنها هي التي تصعد للسماء من المشرق وتغطس تحت الأفق الغربي.

ولكن متى بدأ الوضع يتغير ليبدأ الناس باكتشاف آليات عمل الدماغ ووظائف أجزاءه؟

هذا ما سنتحدث عنه في هذه الحلقة مع الصحفي المختص بالشؤون العلمية أليكسي بايفسكي والذي يعمل لسنوات طويلة في مجال دراسة الدماغ البشري ويتناول هذه المسألة من وجهات نظر علمية متنوعة جدا.

Your browser does not support audio tag.

المصدر: RT Arabic

كلمات دلالية: الإنسان دراسات علمية علم الأحياء

إقرأ أيضاً:

رحل الساحر ولكن.. للثروة حسابات أخرى

حين يُذكر اسم محمود عبد العزيز، يتبادر إلى الذهن فورًا فنان من طراز خاص، لا تُختزل مسيرته في عدد الأفلام أو الجوائز، بل في ما تركه من أثر حقيقي.

 

 

لم يكن من هواة الصخب، ولا من نجوم العناوين العريضة، لكنه كان حاضرًا بقوة في قلوب الجمهور، بأدواره الصادقة، وموهبته.

 

لذلك، يبدو مؤلمًا ومربكًا أن يُستدعى اسمه اليوم في خضم أزمة عائلية، لا تليق بتاريخه، ولا تعبر عن صورته الحقيقية. فالرجل الذي عاش بعيدًا عن الخلافات، واختار دائمًا أن يتحدث فنه نيابةً عنه، لا ينبغي أن يصبح اسمه جزءًا من جدل حول الميراث أو أوراق الطلاق.
 

أن يتحول "الساحر" الذي ألهم الأجيال، إلى اسم عالق في أزمة عائلية، تتنازعه بيانات وتصريحات عن الميراث، وأوراق الطلاق.
الحقيقة أن هذا المشهد لا يُسيء لمحمود عبد العزيز، بقدر ما يجرح صورة نحب أن نحتفظ بها نقية، كما عرفناها. فهو لم يكن يومًا "ثروة" تُقسم، بل "قيمة" تُحترم. رجل عاش ومات بعيدًا عن المزايدات.

 

 

في عام 2016، رحل "الساحر" عن عالمنا، تاركًا إرثًا فنيًا كبيرًا وسيرة عطرة لا يزال يُشهد له بها بين زملائه ومحبيه. واصل نجلاه، محمد وكريم محمود عبد العزيز، المسيرة الفنية بأعمال نالت ترحيب الجمهور، الذي استقبل حضورهما بمحبة تشبه ما كان يكنّه لوالدهما.

 

 

والحق يُقال، لم يزجّ الثنائي نفسيهما في أي خلافات أو مشادات عبر السنوات، بل ظلا حريصين على الدعاء لوالدهما وذكره بالخير في كل مناسبة.

 

 

كما ترك زوجة أحبّته حتى النهاية، هي الإعلامية بوسي شلبي، التي غادرت منزلهما يوم رحيله، مدركةً أنه أوصى بكل ما يملك لنجليه، حسب ما يؤكده عدد من المقربين منهما في الوسط الفني.

 

 

وهنا يطرح السؤال نفسه: ما الذي تغير بعد تسع سنوات من الوفاة، حتى يُزج باسمه في قضايا من هذا النوع؟

 

 

نجله الأكبر، المنتج والممثل محمد محمود عبد العزيز، نفى تمامًا كل ما تردد حول نزاع على قطعة أرض بمليارات الجنيهات، مؤكدًا أن إعلام الوراثة الرسمي الصادر بعد الوفاة لم يتضمن سوى اسمه واسم شقيقه فقط.

 

 

لقد أحبّ محمود عبد العزيز أبناءه حبًا جارفًا، وفضّلهم في حياته على الجميع، وربما اعتقد أن هذا وحده كافٍ ليُدركوا أن قيمة الشرف والاحترام أعلى من أي خلاف على مال. لكن من المؤسف أن يتم الزج باسمه في بيان يطعن في زواجه.

وإن كانت محاولة نفي الزواج مرتبطة بخلاف على الميراث، فهل كان من الأجدر أن تُحل الخلافات في صمت، بدلًا من تشويه صورة فنان عظيم لم يعد بيننا، ولا يملك حق الدفاع عن نفسه؟

 

 

على الجانب الآخر، تقف الإعلامية التي ما دام أكدت في لقاءاتها أنها لا تزال على العهد، وفية لزوجها الراحل، ومخلصة لكل لحظة بينهما، حاملة ذكراه في قلبها كما اعتدنا أن نراها. لكن السؤال المشروع هنا: لماذا قررت إثارة هذه القضايا والخلافات، التي بدأت منذ عام 2021، لإثبات أن الطلاق الذي تم في أواخر التسعينيات — بعد شهور قليلة من الزواج — لم يُوثق بشكل نهائي؟

 

 

 

إذا كانت تمتلك بالفعل أوراقًا رسمية تثبت الزواج، كما تقول، وإن كانت لا تطالب بالمال أو الميراث — كما يدّعي بعض أصدقائها من الوسط الفني — فما الذي يدفعها لفتح هذا الملف الآن؟ وهل يمكن أن يُفهم هذا الإصرار على إثبات الزواج كإشارة إلى أن الراحل قد "ردّها" إلى عصمته شفهيًا دون توثيق؟
 

 

شرعًا، تُعد زوجته. لكن قانونًا، إذا كانت تملك منذ سنوات ما يثبت الزواج، فلماذا لم تُعلن ذلك إلا بعد مرور تسع سنوات على وفاته؟
 

 

وإذا كان الاتفاق — كما يؤكد المقربون منهما — هو ألا تطالب بأي شيء من الإرث احترامًا للعِشرة ولأبنائه، فلماذا تراجعت فجأة؟
هل هذا هو الوفاء الذي اعتادت أن ترفعه ؟ أم أن بعض الأسئلة لا تجد إجابات، لأن الحقيقة ليست دائمًا كما تُروى؟

 

الجميع يقف الآن طرفًا في حرب من تبادل التصريحات، كلٌّ يحاول إثبات صحة موقفه بكل ما أوتي من قوة. لكن هذه المعارك، بكل ضجيجها، لا تليق بمحمود عبد العزيز. فلا يجب أن تُبنى النزاعات على حساب فنان رحل، لا يملك اليوم أن يدافع عن نفسه، ولا أن يروي ما غاب من تفاصيل لا يعلمها سوى الله.

 

 

هو الذي لم يتحدث كثيرًا عن نفسه، ولم يسعَ إلى رسم صورة أسطورية له. اكتفى بأن يكون صادقًا، وترك أعمالًا تُغني عن أي سيرة. من "رأفت الهجان" الذي أصبح رمزًا وطنيًا، إلى أدوار الإنسان البسيط في "الكيت كات"، و"البرئ"، و"الساحر"… لم يكن بطلًا خارقًا، بل إنسانًا يعرف كيف يصل إلى قلوب الناس دون ادعاء.

 

 

وهكذا نحب أن نتذكره: فنانًا صدق نفسه فصدقه الناس، أبًا ترك في عيون أبنائه دفئًا حتى وإن اختلفوا بعده، ورجلًا لم يكن بحاجة لمن يُدافع عنه بعد رحيله.

 

 

الجدل حول المال لا يُغيّب الحقيقة: أن الإرث الحقيقي لمحمود عبد العزيز لا يُقاس بالممتلكات، بل بالمحبة. محبة جمهور لا يزال يستعيد مشاهده، ويرويها للأبناء، وينحني احترامًا لفنٍّ لا يموت.

 

 

ولأن الثروة الحقيقية لا تُورَّث… بل تُستلهم، سيبقى اسمه في المكان الذي يليق به: في القلوب، لا في سجلات المحاكم.

مقالات مشابهة

  • ما أوحت به سيرة "سارق المنشار"
  • رحل الساحر ولكن.. للثروة حسابات أخرى
  • متحدث الصحة: الذكاء الاصطناعي وسيلة لتحسين الخدمة وليس بديلاً للعنصر البشري
  • تأهيل المعلم أولًا.. الرئيس السيسي: العنصر البشري أولوية لتطوير المنظومة التعليمية
  • أبو الغيط: بغداد تغيرت جوهريًا وما تشهده مدهش على مستوى الإعمار والبناء
  • ممرضة بمستشفى غزة الأوروبي: أى طفل يعانى من قصور القلب يتوفى بسبب نقص الإمدادات
  • سعود القحطاني يوجه سؤال لوالدته :يمه تغيرت بعد الزواج ولا؟.. فيديو
  • التكامل بين الذكاء البشري والاصطناعي
  • سيرة ذاتية ضعيفة.. من هو البروفيسور مدرب الأهلي المحتمل وتفاصيل التعاقد
  • سيرة ذاتية متواضعة.. من هو خوسيه ريفيرو مدرب الأهلي المحتمل؟