أستاذ بجامعة الأزهر: علينا الإخلاص في عملنا حتى يمنحنا الله أسرار مهنتنا
تاريخ النشر: 22nd, April 2024 GMT
قال الدكتور عبداللطيف سليمان، الأستاذ بجامعة الأزهر الشريف، إن سيدنا النبي محمد صلى الله عليه وسلم، «اعملوا فكل ميسر لما خلق له»، مضيفاً: «لما الواحد ينزل لسوق العمل يسير في طريقه لا ينتظر الشغلانة التي تتوافق معه، لازم نعرف إن لينا اختيار والله سبحانه له اختيار، وعلينا أن نخلص لما اختاره الله لنا».
وأضاف «سليمان»، خلال برنامج «مع الناس»، والمذاع على شاشة «قناة الناس»، اليوم الأحد: «لما تلاقي شغل اختاره الله لك، عليك الإخلاص له حتى يعطيك أسراره، فكل مهنة لها أسرارها، الله سبحانه وتعالى يعطي للبني آدم أسرار المهنة، ومفيش حد يشتغل مهنة أحد».
وتابع الأستاذ بجامعة الأزهر الشريف: «الله سبحانه وتعالى لما تكلم عن سيدنا داوود قال (وألنا له الحديد)، فضل يتعلم مهنة الحدادة حتى أطلعه الله على أسرارها، حتى لان الحديد في يده، فصنع أشياء مدنية منها الدروع والسلاح، والحديد مادة قوية وربنا أعانه على هذه المهنة، ربنا بيقول لنا التفتوا إلى ما أعطيتكم وافعلوا ما ينفعكم وينفع الناس».
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: اتقان العمل إتقان العمل حرف يدوية
إقرأ أيضاً:
مباهاة
كان أحد مساجد تريم قبل ثمانين أو تسعين سنة بحاجة إلى توسعة وترميم. فقيل للناظر: إن بعض الناس قد يتبرعون ولكن رياء. فقال ناظر المسجد: هات لي متبرعًا يتكفل بترميم وتوسعة المسجد، وأنا مستعد للصعود إلى أعلى منارة في تريم، وأعلن على الملأ أن فلانًا بن فلان قد تبرع لمسجدنا بكذا وكذا. وكأنه يقول خلّوا الوسوسة جانبًا؛ فكل إنسان يعلم ما بينه وبين الله. وحسب علمي؛ فإن المشروع قام على نفقة المحسنين سواء رياء أو مباهاة أو إخلاصًا لوجه الله.
وفي جدة، أنفق الشيخ صالح كامل رجل الأعمال المكي المعروف- رحمه الله- أربعين مليون ريال في سبيل الله. ولا أذكر كيفية التصرف به، لكنه كان في الخير. ولم يسلم من الزعم أن هذا المبلغ هو عبارة عن فوائد ربوية أراد أن يتخلص منها. ومن المعلوم أن صالح كان يكره الربا، ويحاول أن يجتنبه بكل سبيل؛ رغبة في طهارة ماله وأيضًا حسب ما قرأت أن أمه أو جدته نصحته أن يتجنب المال المشبوه. وبعد أن كتبت أكثر من ثلث المقالة طالعت عشوائيًا في اليوتيوب؛ وإذا بصالح كامل- رحمه الله- يحكي الحكاية. قال: إن جدته كانت تحبه جدًا، وقال إنه كان يستمع هو وأخوه حسن إلى الحكايات التي تقصها عليهما. وقال مازحًا: ما كان عندنا تلفزيون، وكانت جدتي هي التلفزيون حقنا. ثم بعد وفاتها رأتها أمه في المنام. وقصت الرؤية لابنها صالح، وفيه أن ماسورة ماء كانت تصب في بركة، وقالت الجدة لابنتها: قولي لصالح إن الماسورة مخرومة، وإذا أراد أن تمتلئ البركة، فعليه أن يسد الخرم أولًا. قال وجاءنا الشيخ محمد متولي الشعراوي فاشتكت إليه والدته، فقال لصالح: أنا أدلك على طريقة تكسب بها مالًا حلالًا. ومن أراد تمام القصة فعليه بالتجول في اليوتيوب فقد ينفتح له ما انفتح لي.
ولم يذكر الصالح قصة الأربعين مليون ريال التي تبرع بها. لكني كنت أعمل قبل 45 سنة في إحدى شركاته- رحمه الله- وجاءني الخبر من زملائنا في العمل.
صحيح إن الله طيب لا يقبل إلا طيبًا، لكن لا نوسوس إلا في مال جاء من حق أيتام أو من حق نساء ورثن تركة؛ فاستولى عليها الذكور وحرموهن من حقهن. أو من مال أخذته بالباطل. أما الامتناع عن التبرع خوفًا من الرياء فهو من قلة التوفيق. قال الفضيل بن عياض: ترك العمل من أجل الناس رياء، والعمل من أجل الناس شرك، والإخلاص أن يعافيك الله منهما.
ومن قال لك: إن تبرعك مباهاة؛ فقل له إن المباهاة الحقيقية يوم أتسلم كتابي يوم الدين باليمين.