لن تنتهي حروب المنطقة مع بقاء النظام الايراني
تاريخ النشر: 22nd, April 2024 GMT
آخر تحديث: 22 أبريل 2024 - 10:12 صبقلم:محمد حسين المياحي إنزاحت کافة الاقنعة عن وجه النظام الايراني وتبددت کافة الاعذار والمزاعم المختلفة بشأن عدم علاقته بالحروب والازمات المثارة في بلدان المنطقة وعدم قيامه عن طريق وکلائه بإستخدامها من أجل تحقيق أهدافه ومراميه في إيران والمنطقة، ولم يعد بإمکان هذا النظام التنصل من دوره المشبوه المزعزع للأمن والاستقرار في المنطقة وذلك بعد دوره المريب في إثارة الحرب المدمرة في غزة وماقد تداعى ويتداعى عنها لحد الان.
سعي النظام الايراني من أجل فرض وصايته على بلدان المنطقة وجعل نفوذه وهيمنته عليها بمثابة أمر واقع، دفعته ليدل في مسارات وفي أمور ساهمت في تعقيد الاوضاع ورفع درجة التوتر في المنطقة وإيصالها الى منعطف بالغ الخطورة، وإن ماقد قام ويقوم به من أجل توظيف القضية الفلسطينية وإستغلالها کورقة من أجل ضمان بقائه ودرء التهديدات المحدقة به بإثارة الحرب في غزة بطريقة غير مباشرة وتوجيه وکلائه في العراق ولبنان واليمن وسوريا للتدخل بطريقة وأخرى بهذه الحرب، ولکن الصبر الاقليمي والعالمي على هذا التلاعب والعبث الخبيث بالامن في المنطقة وإستغلال القضية الفلسطينية قد ضاق ذرعا ولذلك فإن اللعب صار على المکشوف وخصوصا عندما وجد النظام الايراني نفسه وبعد طول لعب في الخفاء وخلف الستارة الى البروز للساحة مجبرا بعد حادثة الهجوم على قنصليته في دمشق، وهو حاصل تحصيل کان يجب أن يجري هکذا لأن اسلوبه المشبوه والذي صار ماسخا وممجوجا من کثرة التکرار، لم يعد ينطلي على أحد خصوصا وإن الجميع يعلمون بأنه کان ولازال وسيبقى العامل والسبب الرئيسي في إثارة الحروب والازمات في المنطقة طالما کان باقيا في الحکم. الاعلام العالمي صار يتحدث عن هذا الدور المشبوه وخطورته وبهذا الصدد فقد كتبت صحيفة وول ستريت جورنال (14 أبريل): “أطلق النظام في طهران أكثر من 170 طائرة بدون طيار محملة بالمتفجرات و 120 صاروخا باليستيا وحوالي 30 صاروخ كروز. كان من الممكن أن يسبب دمارا هائلا. ومع ذلك، تم اعتراضهم جميعا تقريبا. لقد بدأ النظام الإيراني مرحلة جديدة”، والمرحلة الجديدة التي تتحدث عنها الصحيفة إن النظام وبعد طول اللعب في الخفاء وإثارة الحروب والازمات من خلف الستار، قد تم دفعه للواجهة وجعله مجبرا على أن يواجه نتائج ماقد قام بزرعه طوال العقود الاربعة الماضية. ومن المهم هنا الانتباه للرسالة التي نشرها رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق على منصة X، والتي قال فيها:” لقد ارتكب النظام الإيراني خطأ كبيرا. على مدى السنوات ال 30 الماضية، دمر النظام المنطقة من خلال وكلائه. وكان خطأنا الاستراتيجي على مدى السنوات ال 30 الماضية هو عدم أخذ الثمن من رأس هذا الأخطبوط وبدلا من ذلك حاربنا أذرعه”، نعم هذا مايجري وهذا ماقد قام به هذا النظام لکن الاهم من ذلك کله إنه لن تنتهي حروب المنطقة مع بقاء هذا النظام.
المصدر: شبكة اخبار العراق
كلمات دلالية: النظام الایرانی فی المنطقة من أجل
إقرأ أيضاً:
حروب النمل.. تكتيكات قتال معقدة تشبه عمليات البشر العسكرية
رغم صغر حجمها وافتقار أفرادها إلى الذكاء الفردي، تكشف جيوش النمل عن منظومة مذهلة من السلوكات القتالية، بتكتيكاتها المعقدة، وإستراتيجياتها التي تحاكي في أوجه عديدة الحروب البشرية.
فالنمل ينخرط في صراعات عنيفة للأسباب نفسها تقريبا مثل البشر، كالصراع على الأرض، حيث تتنافس المستعمرات باستمرار على الغذاء ومكان التعشيش ومناطق البحث عن الطعام، وتخوض أنواع مثل النمل قاطع الأوراق ونمل الخشب والنمل الاستوائي العملاق معارك لتأمين أراض جديدة.
وقد تدفع الكثافة السكانية العالية أو النقص الموسمي في الموارد المستعمرات إلى المواجهة ضد مستعمرات أخرى، بل إن بعض الأنواع من النمل، مثل "بوليرغوس روفيسنس"، تُغير على مستعمرات أخرى لاختطاف العاملات واستعبادها في أعشاشها. يتطلب هذا تكيفات متخصصة، مثل الفكوك المنجلية، للهجوم بفاعلية.
ومن المثير للاهتمام أن هذه الحروب تجري من دون وجود قيادة مركزية، فالملكة، بعكس ما قد يوحي لقبها، لا تلعب دورًا في قيادة المستعمرة، بل يقتصر دورها على التكاثر.
وعلى الأرض، لا يوجد جنرال يوجه الجنود أو يصدر الأوامر؛ فالنمل يتصرف وفق مبدأ "الذكاء الجماعي" أو السرب الذكي، حيث تستجيب كل نملة لإشارات كيميائية تعرف بالفيرومونات، وتتبع قواعد بسيطة للغاية، ومع ذلك فإن النتيجة النهائية تكون سلوكًا جماعيًّا منظمًا وفعالًا.
طورت أنواع النمل المختلفة إستراتيجيات قتالية متميزة وفق بيئاتها ومواردها. فهناك الأنواع التي تمثل نموذجًا للاعتداء المستمر، مثل نمل الجيش الأفريقي الذي يشن هجمات استباقية هائلة من دون استفزاز واضح.
تتحرك هذه الجيوش في أسراب ضخمة تتكون من مئات الآلاف من العاملات، تغطي الأرض كما لو كانت سجادة حية من الكائنات المفترسة التي تمزق كل ما يقف في طريقها. ويصل عرض خط زحف هذه الجيوش أحيانًا إلى 30 مترًا، وتُظهر قدرة جماعية مذهلة على قتل حيوانات تفوقها حجمًا بمراحل.
إعلانيطلق اسم "نمل الجيش" أو "نمل الفيلق" على أكثر من 200 نوع تنتمي إلى سلالات مختلفة، وتتميز جميعها بأفعال عدوانية تُعرف "بالغارات".
وعلى خلاف معظم أنواع النمل، لا تبني هذه الأنواع أعشاشًا دائمة، بل تبقى مستعمراتها في حالة تنقل شبه دائم، مستنزفة الأراضي التي تعبرها قبل أن تنتقل إلى منطقة جديدة.
في المقابل، تعتمد أنواع أخرى من النمل تكتيكات أكثر حذرًا، إذ تُرسل النملات الكشافة لاستطلاع المناطق المجاورة بحثًا عن موارد أو مستعمرات منافسة، وعندما تعثر الكشافة على هدف، تترك أثرًا كيميائيا من الفيرومونات يعود من خلاله إلى المستعمرة، وهو بمنزلة "نداء تعبئة" يجند التعزيزات بسرعة.
وتشير الدراسات إلى أن المستعمرات الأصغر حجمًا تستطيع أحيانًا التغلب على مستعمرات أكبر بفضل سرعة تجنيد مقاتليها عبر إشارات الفيرومونات، بما يشبه المناوشات العسكرية في الجيوش البشرية، حيث يستطيع الطرف الذي يحشد قواته أولًا تحقيق عنصر المفاجأة.
لكنّ لهذه الإستراتيجية ثمنًا، إذ إن التأخير بين اكتشاف العدو ووصول القوات قد يمنح الخصم فرصة لإعادة تنظيم صفوفه أو الانسحاب.
بالمقارنة، تميل الأنواع التي تعتمد على إستراتيجية السرب الكاسح إلى تغطية مساحات أصغر، لكنها تعوض ذلك بالقوة الغاشمة لهجماتها. كلا النهجين يمثل تكيفا ناجحا على مسرح الحرب المصغر للنمل.
تخصص الأدوار داخل جيوش النملداخل جيوش النمل، ليست جميع المحاربات متساويات. ففي العديد من الأنواع، توجد طبقات مختلفة من العاملات، تختلف في الحجم والشكل تبعًا لوظائفها القتالية.
وفي النمل الغازي، على سبيل المثال، هناك تنوع غير مسبوق في أحجام العاملات. تتحرك العاملات الصغيرات، التي يمكن اعتبارها "جنود المشاة"، سريعًا نحو الخطوط الأمامية لتشكل درعًا بشرية تبطئ تقدم الخصوم. ورغم ضعفها كأفراد، فإن كثافتها العالية تمنح المستعمرة ميزة تكتيكية، بحسب أبحاث عالم البيولوجيا الأميركي مارك موفيت الذي تعرض لها في كتابه "مغامرات مع النمل".
وراء هذا الحاجز، تتحرك العاملات الأكبر حجمًا، الأواسط والكبريات لتوجيه الضربة القاضية، ورغم أن أعداد هذه العاملات الكبيرة أقل بكثير، فإن قدرتها التدميرية أكبر بكثير، وقد يصل وزن الواحدة منها إلى 500 ضعف وزن العاملة الصغرى.
يشبه هذا التكتيك ما مارسه البشر في التاريخ العسكري بإرسال وحدات المشاة الخفيفة القابلة للتضحية أولًا لامتصاص صدمة العدو، تليها قوات النخبة المدرعة التي تحسم المعركة.