من أشهر الأماكن المرتبطة بسيرة الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام، بئر غرس التي قيل عنها كثير من الروايات ذات الصلة بالنبي محمد، منها أنه شرب منها ودعا لها بالبركة، ورؤيته أنّه أصبح على بئر من آبار الجنة، ووصيته لعلي بن أبي طالب رضي الله عنه، بأن يغسله بسبع قربٍ من البئر حين وفاته، وتقع البئر في حي العوالي على طريق «قربان» جنوب الحرم النبوي الشريف، وتبعد نحو 1500 متر عن مسجد قباء.

ما هي بئر غرس؟

وبحسب الموقع الرسمي لدار الإفتاء المصرية، تعتبر بئر غرس إحدى آبار المدينة التي كان النبي صلى الله عليه وسلم، يشرب ويتوضأ منها، وورد في بعض الروايات أنّه أوصى أن يُغَسَّل بسبع قِرَبٍ من مائها، فعَنْ عَلِيِّ بن أبي طالب رضي الله عنه، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ: «إِذَا أَنَا مُتُّ فَاغْسِلُونِي بِسَبْعِ قِرَبٍ، مِنْ بِئْرِي بِئْرِ غَرْسٍ» أخرجه ابن ماجه في (السنن).

وعن إبراهيم بن إسماعيل بن مجمع، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «رَأَيْتُ الليْلَةَ أَنِّي أَصْبَحْتُ عَلَى بِئْرٍ مِنَ الجَنَّةِ» فأصبح على بئر غرس، فتوضأ منها وبصق فيها، وغُسِّلَ منها حين توفي صلى الله عليه وآله وسلم.

وعن جعفر بن محمد، عن أبيه قال: «غُسِّلَ رسول الله صلى الله عليه وسلم من بئر يقال لها: (غرس)، وكان يشرب منها» رواهما ابن النجار في (الدرة الثمينة في أخبار المدينة)، وقال: «وهذه البئر بينها وبين مسجد قباء نحو نصف ميل».

حكم زيارة بئر غرس

وقد أجازت دار الإفتاء، زيارة البئر مشيرة إلى أنّ زيارة الأماكن التاريخية الدينية في المدينة المنورة من مساجد، وأودية، وآبار، ومقابر وروضات الصحابة والتابعين وعلماء الأمة وصالحيها، تعد من أفضل القربات، وقد تواردت الأدلة ونصوص العلماء المعتبرين على ذلك، والقول بعدم جواز ذلك وأنه بدعة غير صحيح أبدًا، ولا يُعَوَّلُ عليه ولا يُلتَفَتُ إليه.

وأضافت أنّ المدينة المنورة مَهد الإسلام؛ قد شرَّفها الله تعالى وفضَّلها، وجعلها من خير بقاع الأرض، ودعا لها النبي صلى الله عليه وآله وسلم ولأهلها بالبركة، وجعلها حرمًا آمنًا؛ فعَن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ زَيْدٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ أنَّ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ قال: «إِنَّ إِبْرَاهِيمَ حَرَّمَ مَكَّةَ وَدَعَا لَهَا، وَحَرَّمْتُ المَدِينَةَ كَمَا حَرَّمَ إِبْرَاهِيمُ مَكَّةَ، وَدَعَوْتُ لَهَا فِي مُدِّهَا وَصَاعِهَا مِثْلَ مَا دَعَا إِبْرَاهِيمُ عَلَيْهِ السَّلَامُ لِمَكَّةَ» متفقٌ عليه.

و«بئر غرس» موّلت الماء لحجرات نساء النبي أمهات المؤمنين، ومُغتسل الجسد النبوي، بوصية منه صلى الله عليه وسلم، وهي بئر مباركة وصفت بأنها عين من الجنة، ولا تزال تحتفظ بمكانتها وتشير المصادر التاريخية إلى أنه حفرها مالك بن النحاط، الذي نزل رسول الله صلّ الله عليه وسلم بداره عند قدومه إلى المدينة مهاجرًا من مكة، وكان سعد بن خيثمة هو مالكها في ذلك الزمن.

وبحسب وكالة الأنباء السعودية، تستقبل البئر عديد من الزائرين يوميا، ومحاطة بساتر حديدي مرتفع لحمايتها، كما يتضمن المكان مصلى أثريًا محاذيًا لموقعها إضافة إلى ساحة مكسوة بالصخور الطبيعية وسور بارتفاع مترين يحيط بها، وحرص القائمون على إعادة ضخ المياه منها لسقيا الأشخاص الذين يتوافدون إلى الموقع لمشاهدة معالمها كأحد المواقع التي ارتبطت بحياة رسول الله صلى الله عليه وسلم في المدينة المنورة، واستذكار جوانب من سيرته العطرة.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: مسجد قباء بئر النبي معالم المدينة صلى الله علیه وسلم رسول الله

إقرأ أيضاً:

هل تكرار أداء العمرة عن أكثر من شخص جائز شرعًا.. الإفتاء تجيب

أجابت دار الإفتاء المصرية عن سؤال ورد لها من أحد المتابعين جاء مضمونه "ما حكم تكرار العمرة وموضع الإحرام لكل عمرة؟" موضحًا أنه يقوم بالسفر لأداء مناسك العمرة عن أبيه وأمه وزوجته بالإحرام كُلَّ مَرَّةٍ مِن التنعيم.

وقالت دار الإفتاء في إجابتها على السؤال إن تكرار مناسك العمرة جائر شرعًا، وهو ما أجمع عليه جمهور العلماء، مؤكدًا أن الإكثار من أداءها مستحب.

 

إقرأ أيضًا .. أيهما أفضل القيام بعمرة التطوع أو الإنفاق على الفقراء؟

 

وتابعت: أن تكرار العمرة والموالاة بينها جائزٌ شرعًا، وهذا ما عليه جمهور العلماء سلفًا وخلفًا، بل إن الإكثار منها مُستحبٌّ مُطلَقًا؛ لقول النبي صلى الله عليه وآله وسلم: «الْعُمْرَةُ إِلَى الْعُمْرَةِ كَفَّارَةٌ لِمَا بَيْنَهُمَا» متفقٌ عليه، ومعلومٌ أن الإكثار من مُكَفِّرَات الذُّنُوب مطلوبٌ شرعًا مُطلَقًا، ولأن العُمرةَ عبادةٌ غيرُ مؤقتةٍ فلا تَتَعَيَّن في السَّنة بوقتٍ ويجوز تكرارها. والإحرام عند تكرار العمرة في السفرة الواحدة يكون بالخروج من الحرم إلى أدنى الحِلِّ أو إلى التنعيم والإحرام بالعمرة من هناك.

وأضافت: كما أنه يجوز تكرارُ العُمرةِ أكثر مِن مَرةٍ مُطلَقًا، بل الإكثار منها مُستحبٌّ مُطلَقًا، وهو مذهب جماهير علماء المسلمين سلفًا وخلفًا، وهو قول الحنفية والشافعية، وقول جماعةٍ مِن المالكية؛ كالإمام مطرف وابن المواز، وقول إسحاق بن راهويه ورواية عن الإمام أحمد، ومِمَّن حكاه عن الجمهور: الماورديُّ والسرخسيُّ والعبدريُّ والنوويُّ، وحكاه الإمام أبو بكر بنُ المنذر عن عليِّ بن أبي طالب وابنِ عُمر وابنِ عباس وأنس وعائشة وعطاء وغيرهم من الصحابة رضي الله عنهم، ويدخل في ذلك المُتَمَتِّعُ بعد التحَلُّل مِن عُمرته الأولى التي نوى بها التَّمَتُّعَ بالعُمرة إلى الحج وقبل إحرامه بالحج، ومَن فَعل ذلك فقد أتى بأمرٍ مُستحبٍّ مُثابٍ عليه شرعًا؛ حتى عدَّ الإمامُ الشافعي رضي الله عنه وغيرُه المَنعَ مِن أداء العمرة أكثر مِن مرةٍ في السنة أمرًا مخالفًا لِسُنة النبي صلى الله عليه وآله وسلم.

دليل جواز تكرار أداء مناسك العمرة

وعن دليل جواز تكرار أداء مناسك العمرة، قالت دار الإفتاء: إن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: «الْعُمْرَةُ إِلَى الْعُمْرَةِ كَفَّارَةٌ لِمَا بَيْنَهُمَا» أخرجه البخاريُّ ومسلمٌ من حديث أبي هريرة رضي الله عنه؛ فلم يُفرق النبي صلى الله عليه وآله وسلم بين أن تكونا في سَنةٍ أو سنتين، والمُطلَق يُؤْخَذُ على إطلاقه ما لم يأتِ ما يقيده.

كما أن الإكثارَ من مُكَفِّرَات الذُّنُوب مطلوبٌ شرعًا مُطلَقًا، ويؤيِّدُ ذلك الحديثُ الصحيح الذي أخرجه الترمذيُّ عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «تَابِعُوا بَيْنَ الحَجِّ وَالعُمْرَةِ؛ فَإِنَّهُمَا يَنْفِيَانِ الفَقْرَ وَالذُّنُوبَ كَمَا يَنْفِي الكِيرُ خَبَثَ الحَدِيدِ وَالذَّهَبِ وَالفِضَّةِ، وَلَيْسَ لِلْحَجَّةِ الْمَبْرُورَةِ ثَوَابٌ إِلاَّ الجَنَّةُ»، فالتكرار والمُوَالاة يَدخُلان في عموم الأمر بالمُتابعة بين الحج والعُمرة كما هو ظاهر.

لمزيد من الأخبار إضغط هنا 

مقالات مشابهة

  • مِنْ خصائص النبي صلى الله عليه وسلم في جَسَدِه الشريف
  • موضوع خطبة الجمعة القادمة.. الحج بين كمال الإيمان وعظمة التيسير
  • "اللهم أجرني من حر جهنم".. دعاء الحر الشديد "ردده الان"
  • فضل قراءة خواتيم سورة البقرة.. بركة ونور وراحة وأمان
  • أثر سماع الفحش من القول على أجر الصوم.. مفتي الديار يجيب
  • حكم التحايل بالزواج العرفي من أجل الحصول على المعاش
  • أوقاف سوهاج تكرم أطفال البرنامج الصيفى
  • شاهد.. ظهور مقطع نادر لنجم السوشيال ميديا الراحل جوان الخطيب وهو يمدح الرسول صلى الله عليه وسلم بصوت جميل وطروب
  • هل تكرار أداء العمرة عن أكثر من شخص جائز شرعًا.. الإفتاء تجيب
  • هل الموت يوم الجمعة وليلتها من علامات حسن الخاتمة؟