رغم العقوبات والهجمات الأوكرانية يواصل الاقتصاد الروسي نموه
تاريخ النشر: 22nd, April 2024 GMT
موسكو– شكلت العقوبات الاقتصادية المتتالية التي فرضها الغرب على روسيا بسبب ضم شبه جزيرة القرم عام 2014 ومن ثم شن الحرب على أوكرانيا في 2022 أهم سلاح ضغط لدفع موسكو إلى التراجع عن خيار الحرب لحل أزماتها مع أوكرانيا.
أكبر عقوبات في التاريخبيد أن 14 حزمة تضمنت الكثير من العقوبات الغربية لم تتمكن من إضعاف قدرة الاقتصاد الروسي على تمويل الحرب مع أوكرانيا والتي دخلت عامها الثالث، وذلك ليس وفق تأكيدات المصادر الروسية وحسب، بل وحتى الأوروبية، ناهيك عن تقديرات صندوق النقد الدولي التي توقعت نمو الاقتصاد الروسي بمعدل 3.
واللافت كذلك أن ارتفاع معدلات النمو الاقتصادي جاءت رغم زيادة مقابلة في الإنفاق العسكري والأمني وتحول البلاد إلى ما يعرف باقتصاد الحرب على ضوء توقعات داخل روسيا بتخصيص نحو 40% من الميزانية لهذه الغايات.
ووفق توقعات وزارة المالية الروسية، سوف ينمو الناتج المحلي الإجمالي للبلاد في العام الجاري لكنه سيكون أقل مما كان عليه في عام 2023.
كما سيبدأ سعر الفائدة الرئيسي في الانخفاض، ولكن ليس قبل الربع الثاني، أما التضخم فسيبدأ في التباطؤ، ولكن من غير المرجح أن يصل إلى هدف 4% في حين ستظل البطالة عند مستويات منخفضة غير مسبوقة، ولكن مع استمرار النقص في الأيدي العاملة.
بين العقوبات و"المسيرات"
وفيما يبدو محاولة لتعويض التأثير الطفيف للعقوبات الغربية على قطاع الطاقة الروسي، لجأت أوكرانيا إلى استهداف هذا القطاع بشكل مباشر، حيث هاجمت بالمسيرات 3 مصافي نفط ومحطة نفط والعديد من مستودعات تخزينه خلال فبراير/شباط الماضي، وتعرضت البنية التحتية التي جلبت لروسيا ثلث عائدات صادراتها العام الماضي لهجمات امتدت جغرافيتها من البحر الأسود إلى منابع نهر الفولغا.
وما زاد الأوضاع تعقيدا هو أن العقوبات الغربية جعلت من الصعب إصلاح المصافي التي بنيت بمساعدة شركات الهندسة الأميركية والأوروبية، وهذا بالذات ما دفع مصافي النفط الروسية إلى تخفيض إنتاج البنزين بنسبة 12% بحلول نهاية مارس/آذار الماضي مقارنة بالشهر الذي قبله.
خارج دائرة الخطرواعتبر الخبير الاقتصادي فيكتور لاشون أن هذه النسبة ليست رقما حاسما للحديث عن نقص الوقود بسبب المعروض الكبير من البنزين والزيادة الكبيرة في إنتاج الديزل.
ويضيف في تصريح للجزيرة نت أنه لا يوجد حاليا أي تهديد بحدوث نقص فعلي في الوقود في روسيا، وأن ارتفاع الأسعار في البورصة ناجم عن مشاعر المضاربة (أو الذعر).
ويوضح المتحدث أن روسيا تنتج عادة كمية كبيرة من البنزين بحيث ترسل 90% منه إلى السوق المحلية وتصدر 10% فقط، واصفا الهجمات الأوكرانية المتكررة مؤخرا بأنها ذات طبيعة سياسية بحتة.
في ذات الوقت، يلفت إلى أن أوكرانيا تعمدت منذ بداية العام الجاري مهاجمة نظام تخزين الوقود ومصافي التكرير في توابسي وفولغوغراد ونيجني نوفغورود، على الرغم من أن هذه المصافي كانت قيد الإصلاح ولم تكن تعمل بكامل طاقتها، لكن أوكرانيا تعلم جيدا مدى أهمية هذا المشاريع من حيث توفير الوقود.
تفعيل القدرة التنافسيةبموازاة ذلك، قام صندوق النقد الدولي بتحسين توقعاته لنمو الناتج المحلي الإجمالي الروسي إلى 3.2% في عام 2024 بعد أن قدم في وقت سابق توقعات بأن الرقم سيكون 2.6%.
وبرأي الباحث في قضايا الاقتصاد الكلي، إيغور بلينكين، يكمن السبب الرئيسي لنمو الاقتصاد الروسي في تزايد قدرته التنافسية مقارنة بمنافسيه الأوروبيين، الذين أصبح كل شيء في بلدانهم أكثر تكلفة.
بالإضافة إلى ذلك، ووفقا له، فإن زيادة الاستثمار في البلاد كان لها تأثير أيضا بعد أن انسحبت الشركات الأجنبية من السوق وأخلته للمنتجين المحليين.
ويذهب بلينكين إلى حد القول إن صندوق النقد خفف من توقعاته إلى حد كبير، وذلك لعدة أسباب أبرزها كمية المعلومات المتعلقة بالاقتصاد الروسي التي تتلقاها المنظمات الدولية والتي أصبحت أقل حاليا إلى حد ما، إلى جانب حضور العامل السياسي في صياغة هذه التوقعات.
ويفسر ذلك بأنه بناء على نتائج الأشهر الأولى من عام 2024 ستكون هناك زيادة "جدية" في معدل النمو الاقتصادي، مما يعني – حسب قوله- أن كل الدلائل باتت تشير إلى أن الاقتصاد الروسي سيتجاوز توقعات صندوق النقد لهذا العام.
ووفقا له، فإن هذه العوامل لا تترك للاقتصاد الروسي أي خيار سوى النمو بوتيرة متسارعة، لأن الشركات من الدول غير الصديقة تقوم بإخلاء أسواقها للشركات الروسية، علاوة على أنه من المستحيل عزل الاقتصاد الروسي والسلع والخدمات عن روسيا، لأن البلاد تستطيع توريد الإمدادات إلى الدول الصديقة ومن خلالها إلى بقية بلدان العالم.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: ترجمات حريات الاقتصاد الروسی صندوق النقد
إقرأ أيضاً:
دعم السعودية لسوريا.. جهود متواصلة لتسريع تعافي وإنعاش الاقتصاد
في إطار الدعم المتواصل للسعودية تجاه سوريا، أعلنت المملكة العربية السعودية ودولة قطر تقديم دعم مالي مشترك للعاملين في القطاع العام بالجمهورية السورية لمدة ثلاثة أشهر.
ويأتي الدعم المقدم من المملكة للرواتب في سوريا في إطار الجهود التي تبذلها لدعم وتسريع تعافي الاقتصاد السوري، وتمكين الحكومة السورية من إنعاش الاقتصاد السوري.جهود دعم السعودية لسورياوتعكس مبادرة دعم الرواتب في سوريا الدور القيادي الذي تلعبه المملكة على المستوى الدولي في طرح ودعم المبادرات الرامية لمساندة الجمهورية العربية السورية حكومةً وشعباً على الصعيدين السياسي والاقتصادي.
أخبار متعلقة إحباط تهريب 200 كيلوجرام من نبات القات المخدر في جازان وعسير"طريق المشاة" في المشاعر المقدسة.. أطول مسارات الحج وأكثرها تطورًاتسهم مبادرة المملكة بدعم الرواتب في سوريا في معالجة آثار العقوبات الدولية المستمرة منذ عقود، وتأتي امتداداً لتعاونها المشترك مع دولة قطر الشقيقة لسداد متأخرات سوريا لدى مجموعة البنك الدولي، البالغة نحو 15 مليون دولار.
تكمن أهمية الدعم المقدم من المملكة للرواتب في سوريا في تأثيرها الإيجابي على الأوضاع الاقتصادية والمعيشية للشعب السوري الشقيق، حيث ستسهم في تلبية الطلب على خدمات الطاقة، وتمكين الحكومة السورية من الوفاء بالتزاماتها في سداد رواتب العاملين في القطاع العام.حرص سعودي على دعم سورياوتحرص المملكة على التنسيق مع جميع الأطراف الإقليمية المعنية بالملف السوري، وعلى مواءمة جهودها الرامية لدعم الحكومة السورية مع ودولة قطر، ودول المنطقة، بما يحقق التكامل وتظافر الجهود التي تهدف إلى رفع معاناة الشعب السوري ودعم أمنه واستقراره.
هذا وقادت المملكة جهدًا دبلوماسيًا نشطًا لدعوة الأطراف الدولية لرفع العقوبات المفروضة على سوريا، وتكللت جهودها تلك بإعلان الرئيس الأمريكي رفع العقوبات الأمريكية المفروضة على سوريا، تلبيةً لطلب صاحب السمو الملكي ولي العهد رئيس مجلس الوزراء -حفظه الله-.
وجاءت استضافة المملكة للاجتماع الثلاثي (السعودي - السوري - الأمريكي) امتدادًا لجهودها القائمة لتعزيز الأمن والاستقرار الدولي، واستكمالاً لمبادراتها المستمرة والتاريخية لإعادة سوريا إلى محيطها العربي والتأكيد على وحدة أراضيها واستقلالها ورفض التدخلات الأجنبية في شؤونها.رفع العقوبات الأمريكية عن سورياوعبر الشعب السوري عن ابتهاجه برفع العقوبات الأميركية عن سوريا نتيجة وساطة صاحب السمو الملكي ولي العهد رئيس مجلس الوزراء -حفظه الله-، كما عبر عن امتنانه لسموه الكريم ومساعيه الحميدة -أيده الله- لرفع معاناة الشعب السوري ودعمه سياسياً واقتصادياً وإنسانيًا.
في ذات السياق، سيسهم رفع العقوبات الأمريكية عن سوريا ودعم الرواتب في تعزيز أمن واستقرار سوريا وإنجاح العملية الانتقالية، ودعم الحكومة السورية في التصدي لما تواجهه من تحديات اقتصادية والإسهام في رفع المعناة عن الشعب السوري.
ودعمت المملكة الرئيس السوري أحمد الشرع منذ الأيام الأولى لحكومته حيث كانت أول طائرة هبطت في سوريا بعد سقوط نظام الأسد طائرة سعودية.زيارات متبادلة بين السعودية وسورياكما زار سوريا وفد سعودي بتاريخ 22 ديسمبر 2024م، ثم زارها سمو وزير الخارجية والتقى الرئيس السوري أحمد الشرع في 24 يناير 2025م وعبر عن دعم المملكة لسوريا وشعبها الشقيق.
وامتدادًا لجهودها في دعم الرئيس السوري أحمد الشرع استضافت المملكة اجتماعات الرياض بشأن سوريا، بمشاركة واسعة من الدول العربية والولايات المتحدة الأمريكية والدول الأوروبية، والمنظمات الدولية، لبحث خطوات دعم الشعب السوري الشقيق وتقديم العون والمساندة له، ومساعدته في إعادة بناء سوريا.