أبوالغيط: تمكين الشباب والمواهب العربية الصاعدة أفضل استثمار في مستقبل الأمة
تاريخ النشر: 22nd, April 2024 GMT
أكد الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبوالغيط أن تمكين الشباب والمواهب العربية الصاعدة هو أفضل استثمار في مستقبل الأمة، لافتا إلى أن تنمية مهارات التواصل مع الآخر، وكشف الرسائل المتطرفة وتعزيز التسامح، تعد ضرورة أساسية من ضرورات التعايش الحضاري والسلمي بين الثقافات.
أبو الغيط: التطبيع مع إسرائيل وارد بشرط (فيديو) أبو الغيط: إسرائيل تخطط لتهجير الفلسطينيين لسيناء وقصف رفح اعتداء على مصرجاء ذلك في كلمة الأمين العام للجامعة العربية خلال مؤتمر "الثقافة الإعلامية والمعلوماتية والتفاهم العالمي : السلام للجميع" الذي انطلقت أعماله اليوم الاثنين بمقر الأمانة العامة لجامعة الدول العربية.
وقال أبو الغيط إنه من دواعي سروري أن أشارككم افتتاح هذا المؤتمر الهام الذي يقام تحت شعار "السلام للجميع"، كما يسعدني أن ألتقى هذا التجمع الفريد من الخبرات المتنوعة، التي جاءت لتسهم في بناء جسور التواصل والتفاهم بين الشعوب.
وأضاف أبو الغيط أننا نجتمع اليوم للتأكيد على أهمية الثقافة الإعلامية والمعلوماتية كأساس لتحقيق السلام العالمي وتعزيز التفاهم والتسامح بين الشعوب.
وأشار إلى أن انتشار وسائل التواصل الاجتماعي بمختلف أشكالها، سهل وصول الأخبار والأفكار، سواء كانت معتدلة أو متطرفة إلى الجميع، بل إن الدراسات تشير إلى أن الأفكار المتطرفة والحدية تنتشر على نحو أسرع وعلى نطاق أوسع، ولأجل هذا فإن الاهتمام بتكوين ثقافة معلوماتية لدى الأفراد لتمكينهم من التعامل مع هذا السيل المعلوماتي المستمر صار مطلباً رئيسياً وملحاً.
وأبرز أبو الغيط أن الثقافة المعلوماتية ترتكز في تشكيلها على التعليم لأن التعليم الجيد هو الذي يساعد في تكوين العقل الناقد القادر على تمييز المعلومات المضللة والشائعات الموجهة.
وأوضح أن رسالة هذا المؤتمر تنطوي على أهمية كبيرة لأنها تخاطب أزمة العصر، حيث لم يعد ممكناً التمييز بسهولة بين التضليل أو المعلومات المغلوطة والزائفة من جهة، وبين الحقيقة الموثقة من ناحية أخرى، ويظل حائط الصد الأهم هو التعليم الذي يعزز الدراية الإعلامية لدى المواطن، ويبتعد به عن الوقوع في حبائل الرسائل المتطرفة أو تلك التي تحض على الكراهية.
وذكر الأمين العام للجامعة العربية أن جوهر ثقافة التسامح هو قبول الآخر وتقبل الأفكار وطرائق الحياة المغايرة، وإذا كان التطرف والغلو يتغذى في الأساس على الجهل، فإن التسامح يزدهر بالمعرفة.
وتابع أنه يقع على عاتق المؤسسات الدينية والإعلامية بالذات دحض خطاب الكراهية.. فالدين يمثل عماد المنظومة القيمية لدى الفرد، وهو يشكل المنظور الذي يرى العالم من خلاله منذ سنوات التنشئة الأولى.. وإذا ارتكز الخطاب على قيم احترام العقائد الأخرى والأفكار المغايرة، سادت هذه القيم في الثقافة السائدة وتبناها المجتمع، أما إذا تمحور هذا الخطاب حول تمجيد الذات وإلغاء الآخر، فإن ثقافة المجتمع كله يكون طابعها التطرف والانغلاق.
ونوه إلى أن التراث الديني في مصر هو تراث متسامح في منطلقاته الأساسية، لا يحقر الآخر، بل ينفتح على الثقافات والحضارات، وهو أيضاً تراث نادر في التعايش الممتد لمئات السنين.
وأعرب عن أمله إلى السعي لتطوير مهارات التفكير النقدي لدى الشباب لتمكينهم من التعامل مع وسائل الإعلام بشكل إيجابي ومسؤول.
وشدد على أن الجامعة العربية منظومة متكاملة تهتم ليس فقط بالعمل السياسي ولكن أيضاً بتكوين الكفاءات العربية، وما تقوم به الأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا والنقل البحري هو إسهام مهم في هذا الاتجاه.
وأكد سعي الأمانة العامة لإقامة جسور التواصل والتفاعل بين الحضارات المختلفة بما يحول دون سوء التفاهم أو المواجهة، وذلك من خلال التعاون مع منظمات عربية ودولية في هذا المجال، كما تولي الأمانة العامة اهتماماً خاصاً لمسألة التصدي لكافة مظاهر وأشكال التمييز العنصري والتحريض على العنف بسبب العرق أو الدين، حيث قامت بإعداد الخطة الاستراتيجية العربية الموحدة لتحالف الحضارات بهدف تعزيز التواصل بين الحضارات المختلفة، والاستخدام الأمثل للطاقات البشرية لتحقيق الأهداف المشتركة للدول العربية في مجال تحالف الحضارات، وتسليط الضوء على القضية الفلسطينية باعتبارها ذروة تجسيد العنصرية في زماننا، وجاري حالياً تحديث برامج الاستراتيجية لفترة زمنية جديدة، لتتواءم مع المستجدات العالمية.
ونوه إلى أن العلاقات العربية الإسبانية تحظى بمكانة خاصة، فهي علاقات تضرب بجذورها في التاريخ وقد كان العصر الذهبي للحضارة العربية في الأندلس نموذجاً ليس له مثيل في التسامح والتعايش الحضاري، وقد وقعت الجامعة العربية مذكرة تفاهم مع حكومة إسبانيا، وتعقد اجتماعات رفيعة المستوى لتعزيز التبادل في شتى المجالات، بما فيها المجالات الثقافية والتعليمية.
وأبرز أنه تم إنشاء البيت العربي في مدريد وفي قرطبة وهو مؤسسة عامة إسبانية تم إنشاؤها عام 2006 كمركز للدراسات والمعرفة حول العالم العربي، وتحرص الجامعة العربية على تطوير قنوات التعاون مع البيت العربي، ونأمل أن تشهد الفترة المقبلة عدة برامج في هذا الصدد.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: أبو الغيط المواهب العربية الصاعدة مستقبل الأمة افضل استثمار أبو الغیط إلى أن
إقرأ أيضاً:
اختتام فعاليات النسخة السابعة من برنامج القيادات الإعلامية العربية الشابة
اختتمت فعاليات النسخة السابعة من برنامج القيادات الإعلامية العربية الشابة، الذي نظمه مركز الشباب العربي، برعاية كريمة من سمو الشيخ ذياب بن محمد بن زايد آل نهيان، نائب رئيس ديوان الرئاسة للشؤون التنموية وأسر الشهداء، رئيس المركز، وذلك بعد جولة تدريبية إعلامية مكثفة شملت 53 شاباً وشابة من 17 دولة عربية، والتي رفعت شعار “الشباب والإعلام المجتمعي”، بغرض إعداد الجيل القادم من الإعلاميين الشباب الفخورين بهويتهم والمتمسكين بقيمهم لنقل صورة مشرقة عن مجتمعاتهم العربية.
حضر الحفل الختامي معالي الدكتور سلطان بن سيف النيادي، وزير دولة لشؤون الشباب ، نائب رئيس مركز الشباب العربي، ومعالي عبدالله بن بطي آل حامد، رئيس المكتب الوطني للإعلام، رئيس مجلس إدارة مجلس الإمارات للإعلام، وسعادة سعيد العطر، رئيس المكتب الإعلامي لحكومة دولة الإمارات، وسعادة خلفان بالهول، الرئيس التنفيذي لمؤسسة دبي للمستقبل، وسعادة خالد النعيمي، المدير العام للمؤسسة الاتحادية للشباب، بالإضافة لعدد من ممثلي الشركاء وقادة قطاع العمل الإعلامي بدولة الإمارات، في مشهد يعكس دعم المسؤولين وقادة المؤسسات في دولة الإمارات لطاقات الشباب، وأهمية الاستثمار في الكفاءات الإعلامية العربية الواعدة، ودورهم المحوري في صياغة محتوىً يعكس الهوية والقيم ويواكب تطلعات المستقبل.
وشهد البرنامج الذي استمر على مدار ثلاثة أسابيع، مشاركة نخبة من الإعلاميين وصناع المحتوى الشباب، تنقلوا فيها بين العديد من المحطات التدريبية وورش العمل والزيارات الميدانية لكبرى مؤسسات العمل الإعلامي بالمنطقة، والتقوا خلالها بأبرز صناع القرار والمديرين التنفيذيين والخبراء بتلك المؤسسات.
وخلال حفل التخريج، والذي أقيم بمتحف المستقبل بدبي، قال معالي الدكتور سلطان النيادي نؤمن بأن كل شخص يعمل في مجال الإعلام على اختلاف تخصصاته يسهم في تمثيل هويتنا وقيمنا العربية والإسلامية، ويجب أن يدرك الشباب أن الإعلام في جوهره ليس مجرد منصة لنقل الأخبار وصناعة المحتوى، وإنما أداة لخدمة الناس وقيمهم والتعبير عن مجتمعاتهم وإنسانيتهم.
وأضاف نقف اليوم في متحف المستقبل، هذا الصرح الذي يعكس رؤية دولة الإمارات في استشراف الغد لا بوصفه مجهولاً، بل كمشروع يبني العقول والمهارات، فنحن في الإمارات نؤمن بأن المستقبل كما يصنع في المختبرات ومراكز الابتكار، فإنه يُبنى أيضاً في العقول عبر التطوير والتمكين وتعزيز المهارات، والرسائل الإيجابية البناءة والتي نحملها لأوطاننا وللعالم أجمع.
وأكد معاليه حرص دولة الإمارات على إتاحة الفرص للطاقات الشابة ليكونوا دائماً في المقدمة، قائلاً، إن القيادة الرشيدة بدولة الإمارات، توجهنا دائماً بألا نضع الشباب في الصفوف الخلفية، وأن يكونوا دائماً في قلب الفكرة وعمق المشاريع وصدارة التنفيذ، وقد جسد البرنامج هذه الرؤية من خلال ربط الشباب بصناع القرار من وزراء وقادة مؤسسات وأكاديميين ورؤساء تحرير ونجوم الإعلام، لينهلوا من تجاربهم وخبراتهم إيمانا منهم بأن الشباب هم صناع للمستقبل، وهم شركاء في الحاضر، وأساس لكل أثر مجتمعي إيجابي.
وكانت فعاليات البرنامج قد انطلقت مطلع الشهر الجاري في كل من أبوظبي ودبي والشارقة وعجمان، ضمن برنامج تدريبي متكامل شمل أحدث أدوات الإعلام المرئي والمكتوب والمسموع، بالإضافة إلى تقنيات الإعلام الحديث ضمن بيئة إعلامية تفاعلية، وورش عملية مكثفة ركزت على مهارات التفكير النقدي، والتحقق من المعلومات والصور، وصناعة الأخبار ومهارات التأثير، وفنون الخطابة، وصناعة المحتوىً الذي يعكس أصالة القيم ويحافظ على الهوية العربية.
كما تعرف المشاركون خلال زياراتهم الميدانية لكبرى المؤسسات الإعلامية التي تتخذ من دولة الإمارات مقراً رئيسياً لها، على بيئات العمل الاحترافية داخل غرف الأخبار، ومراحل إنتاج المحتوى بطريقة مؤسسية وممنهجة، وتعرفوا أيضاً على التقنيات الحديثة في قطاع الإعلام الرقمي، إضافة للقاء فرق التحرير والإنتاج، ما منحهم تجربةً واقعيةً وانغماساً حقيقياً في بيئة العمل.
واكتسب البرنامج بعداً آخر خلال هذه النسخة، تمثلت في الدمج بين مهارات الصحافة التقليدية وصناعة المحتوى لمنصات التواصل الاجتماعي، وفن إنتاج البودكاست، متيحاً لهم فرصةً مثاليةً لتبادل الخبرات، وفهم أعمق لأدوار كافة الأطراف في صياغة صورة إعلامية متكاملة.
وشارك الأعضاء في “منتدى الإعلام العربي 2025″، وحصلوا على مساحةً مميزة للتفاعل مع أبرز الشخصيات والمؤسسات الإعلامية في المنطقة، ومتابعة النقاشات المعمقة حول مستقبل الإعلام والتقنيات الحديثة، ومسؤولية الإعلامي في مواجهة الأخبار الزائفة والمعلومات المضللة.
ويعد برنامج “القيادات الإعلامية العربية الشابة” أحد أبرز البرامج التي يطلقها مركز الشباب العربي على مستوى الوطن العرب، بهدف تمكين جيل جديد من الإعلاميين وصناع المحتوى عبر تطوير قدراتهم وتعزيز فهمهم لدور الإعلام في بناء الوعي المجتمعي، وتشجيعهم على المساهمة في رسم ملامح الإعلام العربي.وام