سواليف:
2025-12-13@03:27:29 GMT

فلسطين ليستْ قضيتنا

تاريخ النشر: 22nd, April 2024 GMT

#فلسطين ليستْ قضيتنا

م. #أنس_معابرة

كتب المؤرخ الشهير أبن الأثير في كتابه الشهير الكبير “الكامل في التاريخ” الجملة التالية: “لقد بقيتُ عدة سنواتٍ مُعرضاً عن ذكر هذه الحادثة، فمنْ الذي يسهُل عليه أن يكتبَ نعيَ الإسلام والمسلمين؟ فيا ليت أمي لم تلدني، ويا ليتني متُّ قبل هذا، وكنت نسياً منسيا”، وكان هنالك حقيقتان خلف هذه الجملة الغامضة.

الحقيقية الأولى وراء هذه الجملة المخيفة؛ هي المجزرة الفظيعة التي ارتكبها المغول بقيادة جنكيز خان حينما دخلوا مدينة سمرقند المسلمة، والتي كانت تحت راية الدولة الخوارزمية في ذلك الوقت من عام 1220 للميلاد، حيث دخلها المغول، فقتلوا الرجال، وأسروا النساء، وجنّدوا الأطفال للخدمة في جيش المغول، ونهبوا المدينة، ثم أحرقوها عن بكرة أبيها، وهو ذاته ما حصل في مدينة بُخارى قبلها بقليل.

مقالات ذات صلة بيان انتخابي 2024/04/21

والحقيقة الأخرى هي أنَّ أبن الأثير لم يكنْ حزيناً جداً على هذا الحدث الجلل الذي أصاب المسلمين في الماضي، وفي مكان يبعد عنه الاف الكيلومترات؛ بقدر الخوف من أن يصيبهم المصير ذاته، فالخطر الذي داهم بخارى وسمرقند وأسيا الوسطى كلها، سيصل إليهم في بغداد عاصمة الخلافة عما قريب، ولا يجد من يصده أو يقف امامه.

توفي أبن الأثير عام 1233 للميلاد، وتحققت مخاوفه عام 1258 للميلاد، حين دخل المغول بقيادة هولاكو حفيد جنكيز خان إلى مدينة بغداد بعد أن اقتحموا بلاد الرافدين كلها، وأحدثوا فيها من القتل والدمار ما لا يقل عمّا حصل لغيرها من المدن في بلاد خوارزم قبل أربعة عقود من الزمان.

تخيل لو أن المسلمين في ذلك الوقت توحدوا أمام خطر المغول المحدق بهم جميعاً، لو توحدت الدولة الخوارزمية في بلاد خُرسان، والخلافة العباسية في بلاد الرافدين والشام والحجاز، والدولة الفاطمية في مصر وشمال افريقيا لمواجهة المدّ المغولي، هل ستنهار تلك الدول متحدة؟ أم من الأسهل أن تنهار كلٌ على حِدة أمام هجمات المغول؟

لقد قالت الدولة الفاطمية والخلافة العباسية: “الدولة الخوارزمية ليست قضيتنا” حينما هجم المغول على بلاد خوارزم، وكذا قالت الدولة الفاطمية حينما أطاح المغول بالخلافة العباسية، وحرقوا بغداد وبلاد الرافدين، ثم جاء الدور على الدولة الفاطمية لتذوق من نفس الكأس الذي شربت من أختيها الخوارزمية والعباسية من قبل.

ربما تكون الآن بمأمن من العدوان الصهيوني، مستتراً باتفاقياتٍ اقتصادية، أو عقودٍ وهميةٍ للسلام، أو بروتوكولاتٍ دوليةٍ هشة سريعة الذوبان، وربما تكون بعيداً جغرافياً عن الأحداث التي تقع في فلسطين عموماً وغزة خصوصاً، وبذلك يمكنك أن تقول: “فلسطين أو غزة ليست قضيتي”.

ولكن الخطر الذي يُحيط بفلسطين اليوم، هو ذاته الخطر الذي سيحيط بك وسيصلك في يوم من الأيام، مهما كنت بعيداً عن فلسطين فلن تكون أبعد من بغداد عن سمرقند، ومهما طال الزمن، فلن يزيد عن أربعين عاماً كما فصل بين سقوط المدينتين على الأيدي الغاشمة نفسها.

لا تستمع إلى مقولات العلمانيين الذين يدفعونك إلى الاشتغال بنفسك، وألا تتدخل في شؤون الآخرين، ويرفضون التعاطف مع القضية الفلسطينية العادلة، ولا تستمع إلى المحتلين الذين رسموا الخطوط بين البلد الواحد ليصبح عدة بلدان، ولا تنسى قول الله عز وجل في كتابه الحكيم: “إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ”، أو قول النبي صلى الله عليه وسلم حين قال: “مَثَلُ الْمُؤْمِنِينَ فِي تَوَادِّهِمْ وَتَرَاحُمِهِمْ وَتَعَاطُفِهِمْ مَثَلُ الْجَسَدِ إِذَا اشْتَكَى مِنْهُ عُضْوٌ تَدَاعَى لَهُ سَائِرُ الْجَسَدِ بِالسَّهَرِ وَالْحُمَّى”.

المؤمنون أخوة، مهما تباعدت المسافات، ومهما تغيرت الظروف، ومهما كانت الصعوبات، فما بالك بفلسطين؟ ونحن شركاء معهم لا في الدين فقط، بل نحن شركاء معهم في التاريخ واللغة والدم والنسب، ولا تنسى أن هنالك شراكة بيننا في العدو، العدو الذي يحيط بهم الآن، ويتهدد مستقبلنا لاحقاً، ويُضر بنا من حيث لا ندري، فيصادر ماء هذا البلد، وغاز ذاك البلد، ويسيطر على اقتصاد غيرهم من البلدان.

حينما قتلَ جساس بن مرة ملكَ العرب كليب بن ربيعة التغلبي، قال أبن عباد وهو أحد كبار القوم اللذين سعوا في الإصلاح بين القبيلتين: “الديّة عند الكرام الاعتذار”، ويقصد بها أن يقبل أهل القتيل الاعتذار من أهل القاتل. وعندما قَتَلَ الزير سالم جبير بن الحارث بن عباد، غضب أبن عباد لمقتل أبنه كثيراً وقال: “لاقتلن به عدد الحصى والنجوم والرمال”. فهو لم يغضب لمقتل ملك العرب لأن القضية لا تخصه، أما حينما أصبحت القضية تخصه فترك الأقوال وبدأ بالأفعال.

نعم؛ فلسطين قضيتنا، نتألم لما تشعر به، وإنْ عجزنا عن الجهاد في سبيل الله هناك بأنفسنا؛ نقف معها ونساندها بالتبرعات المادية والعينية، ونساعد في مقاطعة الشركات والبضائع والدول التي تدعم الكيان المحتل، ولا ننسى أهلها من الدعاء، ونفضح تجاوزات الاحتلال للقوانين الدولية في وسائل التواصل والصحف والكتب، إلى أن يفرج الله عنا بلاء هذا العدو، ومن يسانده من أهل الضلال والظلام.

المصدر: سواليف

إقرأ أيضاً:

ليست خادشة للحياء| سر الضجّة حول أغنية «ننه هو».. ودوللي شاهين تكشف الحقيقة |فيديو

أكدت الفنانة دوللي شاهين أن الجدل المثار حول أغنيتها «ننه هو» غير مُبرّر، مشيرة إلى أن العمل لا يحتوي على أي ألفاظ أو مشاهد خادشة للحياء كما يروّج البعض.

وقالت دوللي شاهين -خلال ندوتها في موقع «صدى البلد»- إن الانتقادات التي طالت الأغنية تعتمد على أفكار نمطية وتفسيرات غير واقعية، مضيفة: «الأغنية بسيطة وموجّهة لجمهور واسع، ولا تتعارض مع الذوق العام، واستغربت حجم الهجوم الذي تلقّته دون سبب واضح».

وأوضحت دوللي أنها اعتادت التعامل مع الضجة المصاحبة لأعمالها بهدوء، مؤكدة أن «ننه هو» حققت انتشارًا كبيرًا ونِسَب مشاهدة مرتفعة منذ طرحها حتى الآن، وهو ما يعكس ـ بحسب قولها ـ تقبّل الجمهور الحقيقي بعيدًا عن التعليقات المبالغ فيها عبر وسائل التواصل الاجتماعي.

وأضافت دوللي شاهين أنها تواصل التحضير لأعمال جديدة ستكشف عنها قريبًا، واعدةً جمهورها بتقديم محتوى مختلف ومتنوع خلال الفترة المقبلة.

طباعة شارك دوللي شاهين اخبار الفن نجوم الفن

مقالات مشابهة

  • هيئة مكافحة الفساد: الانقسامات ليست ذريعة والتحديات لن توقف العمل
  • استشاري نفسي: ظاهرة التحرش بالأطفال ليست جديدة
  • عاصفة شرق المتوسط: مصر خارج دائرة الخطر وبايرون تدخل بلاد الشام
  • أحمد رحال لـعربي21: فلسطين في الوجدان.. والاتفاقية مع إسرائيل ليست تطبيعا أو سلاما دون مقابل
  • العاصفة بايرون تصل بلاد الشام.. ماذا ينتظر لبنان؟
  • أحمد الرحال لـعربي21: فلسطين في الوجدان.. والاتفاقية مع إسرائيل ليست تطبيعا أو سلاما دون مقابل
  • مدبولي: مصر ليست أرض التاريخ فقط.. بل أرض العلم والابتكار
  • البابا تواضروس: الكنيسة ليست للصلاة فقط بل لإيجاد المواطن الصالح
  • مقررة أممية: الجوع الذي يعانيه الأطفال في فلسطين نتيجة خيارات” تل أبيب” ودعم العواصم الغربية
  • ليست خادشة للحياء| سر الضجّة حول أغنية «ننه هو».. ودوللي شاهين تكشف الحقيقة |فيديو