طالبت الولايات المتحدة أمس الأربعاء إسرائيل بإجابات بعد اكتشاف مقابر جماعية في مستشفى الشفاء شمال قطاع غزة ومستشفى ناصر جنوبه، في حين أكد المكتب الإعلامي الحكومي بغزة إعدام جيش الاحتلال المئات في مجمع ناصر الطبي.

وقال مستشار الأمن القومي في البيت الأبيض جيك سوليفان إن واشنطن تريد إجراء تحقيق شامل وشفاف في المقابر الجماعية المكتشفة في غزة، مطالبا تل أبيب بتقديم إجابات.

يأتي ذلك بعد مطالبة الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي بإجراء تحقيق مستقل إثر اكتشاف مئات الجثامين في مقابر جماعية بالقطاع.

وبعد ادعاء جيش الاحتلال عدم دفن جثث في مقابر جماعية في مستشفى ناصر بخان يونس جنوبي قطاع غزة، أكد مدير المكتب الإعلامي في غزة إسماعيل الثوابتة إعدام الجيش الإسرائيلي مئات النازحين والجرحى والمرضى داخل مجمع ناصر الطبي خلال حصاره واقتحامه.

"أدلة الجريمة موجودة"

وشدد الثوابتة على أنه لا يمكن للجيش الإسرائيلي التهرب من جريمته لأن الأدلة تؤكدها، مشيرا إلى أن بعض الشهداء الذين تم التعرف عليهم بعد انتشالهم من المقبرة الجماعية كانوا أحياء عندما اقتحم جيش الاحتلال مجمع ناصر في 24 مارس/ آذار الماضي بعد حصارهم له الذي بدأ في 22 يناير/كانون الأول الماضي.

وأضاف أنه عند انسحاب جيش الاحتلال من خان يونس في السابع من أبريل/ نيسان وجدتهم الطواقم الحكومية مدفونين، وهذا الأمر أكده ذوو الشهداء الذين كانوا على تواصل مع أبنائهم قبل اقتحام المستشفى.

وأكد أن عمق المقبرة الجماعية التي عثر عليها في مجمع ناصر يؤكد أنها حُفرت بآليات كبيرة مثل جرافات الاحتلال الإسرائيلي وآلياته، لافتا إلى أن وقت محاصرة الاحتلال للمستشفى، لم تكن بحوزة الطواقم الحكومية داخل المجمع جرافات ولا آليات بإمكانها أن تحفر كل هذا العمق.

وأفاد الثوابتة أن فرق الدفاع المدني التي تتابع انتشال الجثامين من المقبرة الجماعية تتوقع إيجاد جثامين المفقودين من الطواقم الطبية الذين رفض الاحتلال الإفصاح عن مصيرهم.

وكان الدفاع المدني أعلن أمس الأربعاء العثور على ما يقرب 340 جثمانا في مقبرة جماعية بساحة مجمع ناصر بعد، وسط تواصل انتشال الجثامين لنحو أسبوع.

كما وجد الدفاع المدني أيضا مقبرتين جماعيتين لفلسطينيين أعدمهم الاحتلال مطلع الشهر الجاري في ساحة مجمع الشفاء الطبي بعد انسحاب الجيش الإسرائيلي منه، عقب حصار دام أسبوعين استهدفت خلاله بالنيران مباني المستشفى، فضلا عن إيجاد مئات الجثث في داخل المجمع وفي المنطقة المحيطة به.

وفي مستشفى كمال عدوان شمال القطاع، أنشأ الاحتلال مقبرة جماعية بعد إعدام العشرات ودفنهم بالجرافات، بعد اقتحام المستشفى في ديسمبر/كانون الأول الماضي.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: ترجمات حريات جیش الاحتلال مجمع ناصر

إقرأ أيضاً:

300 كاتب بالفرنسية بينهم فائزان بنوبل يدينون الإبادة الجماعية ويدعون لعقوبات على إسرائيل

دان نحو 300 كاتب بالفرنسية، في مقال نشر يوم الثلاثاء، ما وصفوه ب"الإبادة الجماعية" للسكان في غزة، من بينهم اثنان من الحائزين على جائزة نوبل للأدب، هما آني إرنو وجان ماري غوستاف لوكليزيو. وقد دعوا إلى "وقف فوري لإطلاق النار".

وكتب هؤلاء في المقال الذي نشرته صحيفة "ليبراسيون" الفرنسية: "تماما كما كان من الملح وصف الجرائم المرتكبة ضد المدنيين في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 بأنها جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية، يتعين علينا اليوم أن نصف ما يحدث بأنه (إبادة جماعية)". وهو المصطلح الذي يحمل تبعات قانونية وفقا لاتفاقية الأمم المتحدة لعام 1948.

"لم نعد نستطيع الاكتفاء بكلمة (رعب)؛ اليوم يجب أن نسمي ما يحدث في غزة إبادة جماعية"

وأضافوا: "أكثر من أي وقت مضى، نطالب بفرض عقوبات على دولة إسرائيل، ونطالب بوقفٍ فوري لإطلاق النار، يضمن الأمن والعدالة للفلسطينيين، وإطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين، وآلاف السجناء الفلسطينيين المعتقلين تعسفياً في السجون الإسرائيلية، ويضع نهاية فورية لهذه الإبادة الجماعية".

آني إرنو، الحائزة على جائزة نوبل للأدب عام 2022 (غيتي)

يذكر أن آني إرنو، الحائزة على جائزة نوبل للأدب عام 2022، تقديرا لـ "شجاعتها وبراعتها السريرية في كشف الجذور والاغتراب والقيود الجماعية للذاكرة الشخصية"، معروفة بمواقفها السياسية الداعمة لحرية فلسطين. كما أن جان ماري غوستاف لوكليزيو، الحائز على الجائزة نفسها عام 2008، له تاريخ طويل في الدفاع عن حقوق الإنسان، وتعرف أعماله بالتركيز على موضوعات مثل الهجرة، والهوية الثقافية، والتفاعل بين الحضارات.

إعلان

ومن بين الموقعين على المقال كتاب فازوا مؤخرا بجائزة غونكور الأدبية المرموقة، مثل إيرفيه لو تيلييه، وجيروم فيراري، ولوران غوديه، وبريجيت جيرو، وليلى سليماني، وليدي سالفير، والأديب من أصل سنغالي محمد مبوغار سار، ونيكولا ماتيو، وإيريك فويار.

وإيرفيه لو تيلييه، المولود في باريس عام 1957، هو كاتب ولغوي وعضو في مجموعة "أوليبو" الأدبية، وقد فاز بجائزة غونكور عام 2020 عن روايته "لانومالي"، التي حققت مبيعات تجاوزت المليون نسخة في فرنسا. أما جيروم فيراري، المولود عام 1968، فهو كاتب ومترجم فرنسي حاز على جائزة غونكور عام 2012 عن روايته "موعظة عن سقوط روما". بينما لوران غوديه، المولود عام 1972، فهو روائي وكاتب مسرحي فاز بجائزة غونكور عام 2004 عن روايته "شمس آل سكورتا"، بعد أن حصل على جائزة غونكور للثانويات عام 2002 عن روايته "موت الملك تسونغور".

وتتزايد الاتهامات ضد إسرائيل بارتكاب "إبادة جماعية" في غزة من قبل الأمم المتحدة، ومجموعات حقوق الإنسان، والعديد من البلدان، لكن هذا المصطلح، الذي ترفضه إسرائيل بشدة، يثير انقساما بين مراقبي هذه الحرب.

"لوران غوديه" روائي وكاتب مسرحي فاز بجائزة غونكور عام 2004 (غيتي)

وشدد موقعو المقال على أن هذا الوصف "ليس شعارا"، رافضين "إبداء تعاطف عام غير مجد، من دون توصيف ماهية هذا الرعب".

وأشار الموقعون إلى أن تصريحات علنية لوزراء إسرائيليين، مثل بتسلئيل سموتريتش وإيتمار بن غفير، تعبر عن نوايا إبادة، مؤكدين أن استخدام مصطلح "إبادة جماعية" لم يعد موضع جدل بين خبراء القانون الدولي ومنظمات حقوق الإنسان، مثل العفو الدولية وهيومن رايتس ووتش، ومجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة.

كما شدد البيان على أن مسؤولية جماعية تقع على عاتق المثقفين، داعيا إلى اتخاذ موقف واضح ضد ما وصفوه ب"جريمة العصر".

إعلان

وأثار البيان جدلا واسعا في الأوساط الثقافية والسياسية الفرنسية. وفي حين رحب به العديد من المثقفين والناشطين الحقوقيين، اعتبره آخرون موقفا "متحيزا" أو "مسيسا"، خاصة في ظل حساسية استخدام مصطلح "إبادة جماعية" وما يترتب عليه من تبعات قانونية وأخلاقية.

من جهة أخرى، انضم أكثر من 380 كاتبا وفنانا عالميا، بينهم زادي سميث، وإيان ماك إيوان، وإليف شافاق، إلى بيان مماثل نشر في صحيفة الغارديان، وصفوا فيه ما يحدث في غزة ب"الإبادة الجماعية"، مطالبين بوقف فوري لإطلاق النار، وتقديم مساعدات إنسانية غير مشروطة.

مقالات مشابهة

  • طبيبة إيطالية متطوعة بغزة: المستشفيات تقصف والوضع فيها كارثي
  • "بن آند جيريز" للمثلجات تصف العدوان على غزة بأنه "إبادة جماعية"
  • الصحة الفلسطينية: العدوان الإسرائيلي بات يهدد بانهيار تام في القطاع الصحي بغزة
  • حماس: التصعيد بغزة يؤكد مضي إسرائيل في التطهير العرقي والتهجير القسري
  • اليوم الـ 600 من العدوان الإسرائيلي.. نداء دولي عاجل لوقف جرائم الحرب والإبادة الجماعية في غزة
  • واشنطن تطالب موسكو بإظهار حسن النية في المحادثات مع أوكرانيا
  • مثقفون بريطانيون: استخدام كلمة إبادة جماعية لوصف ما يحدث بغزة لم يعد محل نقاش
  • 600 يوم على الإبادة الجماعية في غزة .. واقع كارثي يفضح إجرام إسرائيل
  • 300 كاتب بالفرنسية بينهم فائزان بنوبل يدينون الإبادة الجماعية ويدعون لعقوبات على إسرائيل
  • مقابر أثرية في مصر تكشف مناصب ومهام كبار رجال الدولة قبل 3 آلاف عام