رجل «السباجيتي» في مهمة إنقاذ «الصقور»!
تاريخ النشر: 25th, April 2024 GMT
مراد المصري (أبوظبي)
يستعد الإيطالي بينيتو كاربوني لقيادة فريق الإمارات، الجمعة، أمام الوحدة في «الجولة 21» من «دوري أدنوك للمحترفين»، في أول مباراة رسمية تحول فيها مساعد المدرب والتر زينجا، إلى «الرجل الأول» على دكة «الصقور».
ويملك كاربوني تاريخاً متميزاً في الملاعب، أبرزها الصورة العالقة في الأذهان، ضمن اللقطات الكلاسيكية للدوري الإنجليزي، عندما تم تقديمه بطريقة تناول «السباجيتي»، عند تعاقد شيفيلد وينزداي معه عام 1996، وأصبحت ملازمة دائماً، كلما تتحدث عنه الإعلام هناك.
واعتاد كاربوني «52 عاماً»، التنقل بين الأندية عندما كان لاعباً، حيث مثل 18 نادياً مختلفاً، وجاءت أبرز محطاته، عندما لعب في إنتر ميلان في موسم 1995-1996، ثم انتقل إلى شيفيلد في الموسم التالي، واستمر حتى عام 1999، كان خلالها محبوباً من الجماهير، قبل أن يرحل إلى أستون فيلا، وفي لقاء سابق مع صحيفة الجارديان البريطانية، اعترف بأن الرحيل عن شيفيلد كان الخطأ الأكبر في مسيرته، وقال «لم أرغب أبداً بالرحيل عن الفريق، بعد مرور 20 عاماً عدت هناك للعب مباراة خيرية، ووجدت أن الجماهير ما زالت تهتف لي، قابلت داني ويلسون المدرب الذي رحلت بسبب قدومه إلى الفريق، وأخبرته عن أسفي، لأنني كنت يافعاً وتفكيري مختلف تماماً، الرحيل خطأ بالتأكيد».
وستكون المهمة صعبة أمام كاربوني لانتشال «الصقور» من خطر الهبوط في الجولات المتبقية، إلا أنه يدرك تماماً الضغوط التي ترافق مهمة التدريب، بعد رحلة عمل خلالها في دوري الدرجة الثانية الإيطالي، والجهاز التدريبي لمنتخب أذربيجان ضمن أبرز محطاته، وقال «شغفي كبير في كرة القدم، عندما بدأت بمهنة التدريب لم أرد أبداً أن أتوقف، وهو ما أقوم به».
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: دوري أدنوك للمحترفين الإمارات الوحدة
إقرأ أيضاً:
عندما تذوب الأوهام في بحر المصالح
زكريا الحسني
لا توجد في السياسة أخلاقيات أو مشاعر أو ضمائر؛ ففي ساحة السياسة يُعَدُّ النظر إلى المصالح هو المبدأ الأساسي الذي يتصدر كل الاعتبارات، ومن هنا تنبثق رواية الدول وعلاقاتها ببعضها البعض، إذ تُظهر دراسة التاريخ بتأنٍ وتدبُّر كيف تُبنى ثقافتنا في التعامل مع الدول والشعوب.
وفي هذا السياق، تتحول السياسة إلى رقصة معقدة تتداخل فيها خطوات الحكمة والدهاء مع مصالح لا تُقاس إلا بالدقة والقراءة العميقة لمعالم الزمن؛ فكل حركة تُرسَم على لوحة التاريخ تُذكّرنا بأن القوة لا تكمن في العنف أو الهيمنة فحسب؛ بل في قدرة القادة على قراءة معاني الماضي واستشراف مستقبل يستند إلى قيم تضيء دروب الشعوب.
وهنا يبقى السؤال قائمًا: هل ستظل الإنسانية أسيرة لمصالحها المادية، أم ستنهض لترسم مسارًا جديدًا يُعيد للعدل والإخاء مكانتهما في عالمٍ تسيطر فيه الحكمة على الأنانية؟
وعلى الجانب الآخر، ظهر فشل زيلينسكي السياسي جليًّا، إذ وضع بلاده في فوهة المدفع دون بصيرة.. وكما أنشد الشافعي يومًا: (وَاعْجَبْ لِعُصْفُورٍ يُزَاحِمُ بَاشِقًا // إِلَّا لِطَيْشَتِهِ وَخِفَّةِ عَقْلِهِ).
وكأنّه يُعيد مشهد أبي عبد الله الصغير، آخر ملوك الأندلس، حين سلَّم غرناطة للملك فرناندو والملكة إيزابيلا، ليُسدل الستار على سبعة قرون من الوجود الإسلامي؛ ذلك الفردوس الذي لا تزال الحضارات تتغنّى بمعالمه. في ذلك الزمان، وبّخته أمه قائلة: (نعم، ابكِ كالنساءِ ملكًا لم تُدافع عنه كالرجال).
واليوم، يخرج ترامب بتصريحاته الهوليوودية ليعلن: “نحن نريد المعادن النادرة الباقية، وما بحوزة الروس فهو لهم. (فهنيئًا لك يا زيلينسكي)؛ لقد ذهبت حميتك لتصنع منك بطلًا قوميًا، لكنك صرت بطلًا في مسرحية عبثية؛ حيث تحولت ثروات بلدك إلى غنائم تتقاسمها الذئاب، بينما أصبحت أنت نكرة في تقرير مصيرك ومصير أمتك.
لو أنك واصلت مسيرتك في التمثيل، لكان ذلك أولى لك من كل هذا الدمار والخراب الذي تركته خلفك. يبدو أنك لا تفقه في السياسة ولا تستوعب الأبعاد الاستراتيجية، وربما لم تقرأ التاريخ يومًا. وأما أمريكا، فيبدو أنها باعت أوروبا قاطبةً ببخس دراهم... [إنها حقًّا لعبة الأمم].
لقد كرّرت روسيا مرارًا وتكرارًا نصيحتها لأوكرانيا: "كوني على الحياد، لا تكوني معنا، فلا ضير في ذلك، ولكن إياكِ والانضمام إلى معسكر الغرب، فإن الغرب يلعب في الماء العكر". ومع ذلك، أصرّ زيلينسكي على موقفه، رافضًا كل دعوات التفاهم ومقطوعًا عن كل سبل الحوار. حينها قالت روسيا: "إذا لم تتركي لنا مجالًا للتفاهم، فماذا جنيتِ يا زيلينسكي سوى العداء والدمار؟".
وهكذا... انقلبت الأحلام إلى كوابيس، وتحولت الطموحات إلى رماد. في لعبة الأمم، لا مكان للطيش ولا للعواطف؛ فالتاريخ لا يرحم، والسياسة لا تعرف صديقًا دائمًا أو عدوًّا أبديًّا. قد يكون زيلينسكي أراد المجد، لكنه وجد نفسه في متاهة الأوهام، وأضاع بلاده بين أنياب القوى الكبرى.
وفي مشهد النهاية، تتبدد الأوهام وتتكشّف الحقائق؛ تسقط الأقنعة، ويظهر أن القوة ليست في العنتريات؛ بل في الحكمة والدهاء. التاريخ لا يُكتب بأحلام الطامحين؛ بل بأفعال الحكماء الذين يدركون أن "الرياح لا تجري بما تشتهي السفن".
ليبقى السؤال حاضرًا: هل كان الثمن يستحق كل هذا الخراب؟ أم أن العناد أعمى البصيرة وأضاع البلاد؟