شبكة اخبار العراق:
2025-07-31@21:06:27 GMT

محمود فهمي.. السكنى في الزمن المفقود

تاريخ النشر: 25th, April 2024 GMT

محمود فهمي.. السكنى في الزمن المفقود

آخر تحديث: 25 أبريل 2024 - 1:33 م محمد طهمازي

” بعد أنْ قتل قابيل أخاه هابيل، التقى الأخوان من جديد، في أرضٍ خلاء. مِن بعيدٍ عرف كلٌّ منهما الآخر، فكلاهما كان مديد القامة. جلس الأخوان أرضًا وأشعلا نارًا وأعدّا طعامًا. كانا صامتين كما يصمت الأشخاص المتعبون في آخر النهار. وفي السماء التمعت نجومٌ لم تكن لها أسماء في ذلك الزمن البعيد.

على ضوء اللهب، رأى قابيل أثر ضربةِ الحجَر على جبهة أخيه، فسقطت قطعة الخبز من يده، قبل أن يحملها إلى فمه، وطلب الصفح عن جريمته. قال له هابيل: “أأنتَ الذي قتلتني، أم أنا الذي قتلتُك؟ إنّي ما عدتُ أتذكر. وعلى أية حال، فها نحنُ معا، كما كنا في الزمن القديم.” قال قابيل: “الآن أيقنتُ أنك صفحتَ عني، لأنّ النسيان هو الصفح. أنا أيضا، سأحاول أن أنسى”. أجاب هابيل بصوت هادئ: “نعم، هو ذاك، فالخطيئة تَبقىٰ ما بَقِي الندم”، خورخي لويس بورخيس. يأخذنا محمود فهمي إلى العالم البكر، عالم من تراث مشاعرنا التي تسكن ذلك الماضي الآمن الهادئ حيث يسكن أهلنا بحياتهم الوادعة قبل أن يأتي ذلك الهمجي ليقتلها ويضع محلها حياة القلق المزروعة بالخوف، ويعرض أمامنا كل يوم على شاشات كبيرة جدًا كيف يقتل بدم بارد كل تراثنا وتاريخنا ويلوث مشاعرنا وأحلامنا وآمالنا وحتى انتماءنا لكل ما هو جميل وصادق ومحبب. ويضعنا محمود في صورة إنسان هذا العصر الذي يعيش في نزاع داخلي في جانبه الخاص بالمشاعر في زخم التحولات المستمرة التي تعمل بهوس على إنهاء دور هذا الجانب في حياة المجتمعات البشرية مغلبة الحياة العملية واللهاث خلف المطامع. لقد رأينا كيف تآكل جرف الكلاسيكيات العاطفية للنتاج الفني والثقافي بشكل جائر كانعكاس للانقلابات السياسية التي ضربت مجتمعاتنا بقسوة وجربنا ذلك الدهليز المرعب من الحروب والدماء الذي حشرنا فيه حشرًا من دون أي تبرير سوى الجنون الذي تحمله تلك الثقافات المريضة القادمة من مجاهل التاريخ لتفرض همجيتها في كل مفاصل المجتمع والحياة اليومية للفرد.يذهب انتماء فهمي إلى زمن يتمظهر في حيوات وهويات ثقافية وانماط اجتماعية قبل الهوية الفنية.. زمن لم يأخذ حقه في ثقافة وهوية البلد وربما في الحياة برغم كونه يمثل أول انفتاح على العالم بعد قرون من السبات داخل الشرنقة التركية العثمانية، انفتاح ظنَّ علينا به الكثيرون من الداخل والخارج فاستأصلوه من بلادنا ثم عملوا على استئصالنا من الثقافة والهوية التي بذل ذلك العهد جهدًا عظيمًا لزرعها ونجح في حالات وفشل في أخرى وهذا أمر طبيعي لكيان سياسي وثقافي وليد لدولة تتكون تحت شمس العالم من الصفر بعد طول انكفاء. كان لا بد لمحمود فهمي من تأسيس أو تأكيد انتمائه للأرض لأنها تشكل البنية التحتية التي تتشكل عليها معمارية اللوحة وفي ذات الوقت تحتوي معمارية الهوية المجتمعية عبر ما ينبت فوقها من بناء هو حاضنة الوجود المادي للإنسان ومعبر عن صورة الحياة أو المهم منها ليعززه الانسان بمنظومته التراثية المتزاوجة مع مفردات حياته اليومية.فكرة حقن المشهد الواقعي بحركة فنطازية ليست بالجديدة وخصوصًا الطريقة التي استخدمها محمود لكنها فكرة جديدة من حيث توظيفها في المشهد الواقعي التراثي والمجتمعي العراقي والشرق أوسطي بالعموم، حيث نقلت العمل الفني البصري الواقعي أولا نحو واقعية سحرية استعادية لذاكرة تبعد عنا حوالي القرن من السنين والتي يحن إليها وعي جزء مؤثر ثقافيًّا من مجتمعنا العراقي.. وثانيًا منحته بعدًا عالميًّا حينما حررته من قالب محليته الواقعي الجامد المشتغل على عملية اجترار عمياء لا نهاية لها للتراث والتاريخ عملية من تبلد الابتكار والتحرر، وهذا وجه إيجابي ومهم لاغتراب الفن أو الفنان العراقي حين يهضم التجارب والرؤى الفنية العالمية معايشة لا عن بعد فتتكون لديه مقدرة على التعاطي مع رؤاه الفنية والفكرية ومرونة كبيرة وجرأة على توظيفها في صياغاته وتشكيلاته الإبداعية واضعًا بصمة أسلوبية خاصة تحجز لمحمود فهمي مكانة فنية مرموقة على المستويين المحلي والعالمي.

المصدر: شبكة اخبار العراق

كلمات دلالية: محمود فهمی

إقرأ أيضاً:

حسين فهمي ناعيا لطفي لبيب: رحل صاحب السيرة العطرة

نعى الفنان حسين فهمي، الفنان لطفي لبيب بعد رحيله عن عالمنا صباح الأربعاء عن عمر يناهز الـ 78 عاما خلال الساعات القليلة الماضية، ذلك عقب تدهور حالته الصحية نتيجة إصابته بإلتهاب رئوي حاد مؤخرا.

وشارك حسين فهمي، عبر حسابه الرسمي بموقع تداول الصور والفيديوهات «إنستجرام» صورة ينعي من خلالها لطفي لبيب، قائلا: «انعي ببالغ الحزن والأسى الفنان القدير لطفي لبيب».

كما أضاف حسين فهمي: «الذي رحل عن دنيانا تاركًا خلفه أثرًا طيبًا وسيرة عطرة بين أهله وأصدقائه ومحبيه، نسأل الله أن يتغمده بواسع رحمته، ويسكنه فسيح جناته، ويلهم أهله وذويه الصبر والسلوان إنا لله وإنا إليه راجعون».

View this post on Instagram

A post shared by Hussein Fahmi | حسين فهمي (@hussien.fahmi.official)

وفاة لطفي لبيب

ورحل عن عالمنا صباح الأربعاء الموافق لـ 30 يوليو، الفنان لطفي لبيب، نتيجة تعرضه لوعكة صحية دخل على إثرها إلى المستشفى، وذلك عقب إصابته بوعكة صحية مفاجأة.

وكشف محمد الديب، مدير أعمال لطفي لبيب عن كواليس اللحظات الأخيرة في حياة الفنان، قائلاً: «تدهورت الحالة الصحية للفنان لطفي لبيب، وتم نقله إلى أحد المستشفيات، ودخل العناية المركزة إثر تعرضه لنزيف حاد في الحنجرة نتيجة إصابته بالتهاب رئوي حاد».

وأضاف الديب، في تصريحات صحفية سابقة، أن الحالة الصحية للفنان لطفي لبيب حرجة جدًا، مطالبا جمهوره ومحبيه في مصر والوطن العربي بالدعاء له».

موعد ومكان جنازة لطفي لبيب

ومن ناحية أخرى، كشف مصدر مقرب من الفنان، عن موعد ومكان جنازة لطفي لبيب، حيث سيثم تشييع جثمانه غدا الخميس 31 يوليو، الساعة 12 ظهرا من كنيسة ماري مرقس بمصر الجديدة.

اقرأ أيضا:

قامة فنية وطنية.. الطائفة الإنجيلية تنعى لطفي لبيب

الجانب الخفي في مسيرة لطفي لبيب.. كاتب وسيناريست وأحد أبطال حرب أكتوبر

وزير الثقافة ناعيًا لطفي لبيب: فقدنا اليوم فنانًا كبيرًا محبًا لوطنه حتى النخاع

مقالات مشابهة

  • مسلسل 220 يوم يتصدر التريند بعد عرض أولى حلقاته.. بطولة كريم فهمي وصبا مبارك
  • قبل اختفائها.. سباق مع الزمن لاستكشاف حطام سفينة حربية عمرها 300 عام
  • مواعيد وقنوات عرض «مسلسل 220 يوم» لـ كريم فهمي وصبا مبارك
  • زوجة كريم فهمي تبهر متابعيها بإطلالتها على البحر
  • القائم بأعمال سفارة جمهورية أذربيجان بدمشق لـ سانا: القمة التي جمعت السيدين الرئيسين أحمد الشرع وإلهام علييف في العاصمة باكو في الـ 12 من تموز الجاري خلال الزيارة الرسمية للرئيس الشرع إلى أذربيجان، أثمرت عن هذا الحدث التاريخي الذي سيسهم في تعزيز التعاون ا
  • انت الحياة.. صبا مبارك تثير الجدل بعد تعليقها على صورتها مع كريم فهمي
  • حسين فهمي ناعيا لطفي لبيب: رحل صاحب السيرة العطرة
  • زوجان لامرأة واحدة.. تقليد هندي يتحدى الزمن ويستغل القانون لحماية الأرض
  • دارسة: الجسم يستعيد الوزن المفقود بعد أسابيع من وقف أدوية التنحيف
  • أكاذيب الكيان الصهيوني التي لا تنتهي