«تريندز» شريكاً استراتيجياً للنسخة الأولى من مؤتمر «الأسرة والمجتمع» الدولي
تاريخ النشر: 26th, April 2024 GMT
أبوظبي – الوطن:
يشارك مركز تريندز للبحوث والاستشارات، باعتباره شريكاً استراتيجياً، في النسخة الأولى من مؤتمر «الأسرة والمجتمع» الدولي، التي ينظمها مركز الإنسانيات والعلوم الاجتماعية للبحوث في جامعة عجمان، تحت رعاية صاحب السمو الشيخ حميد بن راشد النعيمي، عضو المجلس الأعلى حاكم عجمان، وتحمل عنوان «دراسات الأسرة والتحول الرقمي .
ويهدف المؤتمر الدولي في دورته الأولى إلى تقصي الآثار المختلفة للتحول الرقمي على الأسر والدراسات الأسرية من منظورات متقاطعة، كما يوفر فرصة للباحثين والأكاديميين والمتخصصين من مختلف المجالات لمشاركة نتائج أبحاثهم والمساهمة في إثراء النقاش حول تأثيرات الثورة الرقمية على الحياة الأسرية، الذي يعد أحد أبرز التحديات في العصر الحديث.
جسر معرفي عالمي
وتأتي مساهمة «تريندز» في المؤتمر في إطار حرصه على المشاركة المحورية والتفاعل البناء باعتباره جسراً معرفياً عالمياً يستشرف المستقبل بالمعرفة، وتأكيداً على التزام المركز بدعم البحث العلمي وتعزيز ثقافة الحوار وتبادل الأفكار والرؤى ووجهات النظر حول القضايا المعاصرة التي تشغل العالم.
وقال الدكتور محمد عبدالله العلي، الرئيس التنفيذي لمركز تريندز للبحوث والاستشارات، في كلمته الرئيسية التي ألقاها ضمن الجلسة الافتتاحية للمؤتمر، إن الأسرة هي اللبنة الأولى للمجتمع، وتماسكها واستقرارها شرط أساسي لتماسك المجتمع واستقراره، وهي أيضاً المؤسسة الاجتماعية الأولى التي ينشأ فيها الفرد ويكتسب فيها القيم الأساسية، ومن ثم فهي محدد مهم لمنظومة القيم السائدة في المجتمع.
وأضاف: «في عالمنا العربي، تحظى الأسرة بأهمية أكبر، فالروابط العائلية والقبَلية تمثّل عاملاً مهماً في بنية ونمط العلاقات الاجتماعية، فيما تؤكد الثقافة الدينية أهمية الأسرة، وأهمية الحفاظ على التماسك والقيم الأسرية».
استقطاب وغزو فكري
وأشار العلي إلى أن القيم والهوية الوطنية في العالم الرقمي تتعرض لصدمات كبيرة نتيجة الغزو الفكري والثقافي الخارجي، ولا يقتصر الأمر على تأثر الأجيال الجديدة بمنظومات القِيم الخارجية، ولكن استغلال الجماعات المتطرفة والإرهابية لوسائل الاتصال الرقمي الحديث؛ في محاولة التأثير على أفكار الأجيال الشابة واستقطابها لدائرة التطرف والعنف باسم الدين أو تحت أي شعارات أخرى؛ ما يهدّد الأمن والسلام المجتمعي في مختلف الدول، ويشتّت الترابط الأسري.
وأوضح أن الثورة الرقمية فرضت أيضاً حالة من الانعزالية داخل الأسرة، حيث تتراجع النشاطات التشاركية للأسرة، ومن ثم تختلف الاهتمامات ويقلّ الترابط والتواصل الأسري المباشر لمصلحة التواصل الرقمي، مبيناً أنه في المقابل توجد أوجه إيجابية للثورة الرقمية، إذ وفّرت خدمات وتسهيلات واسعة وفعّالة للأسرة، وأصبح تواصل أفرادها أكثر سهولة، كما استفادت الأسر من برامج التعليم والخدمات الاجتماعية والرعاية الصحية والأسرية عن بُعد، وغيرها.
تعزيز الترابط الأسري
وأكد الدكتور محمد العلي أن الأمر الحاسم هنا هو كيفية توظيف الثورة الرقمية من أجل تعزيز الترابط الأسري وزيادة المنافع التي تجنيها العائلة، وفي الوقت نفسه مواجهة التحديات التي تفرضها على القِيم الأسرية والترابط، وهنا، تَبرز أهمية تكامل الأدوار الحكومية والمجتمعية والأسرية لتحقيق هذه المعادلة الصعبة.
وبين أن دولة الإمارات تعد من بين أكثر الدول التي أولت اهتمامها بحماية الأسرة وتعزيز تماسكها وترابطها، وتَجسّد هذا الاهتمام على مستويات عدة، منها المستوى القانوني والتشريعي، من خلال وضع الأطر القانونية التي تضمَن حماية الأسرة وتماسكها، إضافة إلى وضع السياسات والاستراتيجيات التي تكفل تحقيق هذا الهدف، فضلاً عن إنشاء المؤسسات المعنية بتعزيز وحماية الأسرة الإماراتية.
وذكر الرئيس التنفيذي لـ«تريندز» أن الاهتمام الواسع بالأسرة الإماراتية أثمر عن تصدر الإمارات مركز الريادة في كل ما يتعلق بمؤشرات الأسرة والتنمية الأسرية، مضيفاً أن دولة الإمارات لم تَغفل عن وضع القوانين والسياسات اللازمة لتنظيم وسائل الاتصال الرقمي والتكنولوجيا الرقمية، ومنع أي أضرار يمكن أن تشكّلها لقيم وتماسك الأسرة الإماراتية.
مجتمعات رقمية
يعتبر مؤتمر «الأسرة والمجتمع» الدولي فرصة لاستكشاف دور المجتمعات الرقمية والشبكات الاجتماعية في تشكيل ديناميات الأسرة، حيث تؤكد الدراسات التأثير العميق للتكنولوجيا الرقمية على العلاقات الأسرية، إذ أدى استخدام الهواتف الذكية ومنصات التواصل الاجتماعي إلى تغيير كبير في كيفية وكثافة تفاعل الأسر العربية واتصالها، كما أن التركيز على تأثير العصر الرقمي على التعليم والعمل والأدوار الأسرية في المجتمعات العربية يكشف عن ضرورة فهم كيفية تأثير التعلم الإلكتروني على النظم التعليمية والأنماط الثقافية الأسرية.
المصدر: جريدة الوطن
إقرأ أيضاً:
نائب رئيس جامعة الأزهر يشارك في مؤتمر التعليم الرقمي بالصين
شارك الدكتور محمود صديق، نائب رئيس جامعة الأزهر للدراسات العليا والبحوث، اليوم، الجمعة، في فعاليات المؤتمر العالمي حول التعليم الرقمي 2025 الذي عُقد في مدينة ووهان الصينية.
جاء ذلك دعمًا لجهود الدولة المصرية بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي، نحو الانفتاح والتعاون مع جميع مؤسسات التعليم العالي على مستوى العالم؛ وانطلاقًا من عالمية رسالة الأزهر الشريف جامعًا وجامعة برئاسة الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، والدكتور سلامة جمعة داود، رئيس جامعة الأزهر.
وأوضح الدكتور محمود صديق، أن المشاركة في هذا المؤتمر العالمي المهم حول التعليم الرقمي تأتي في إطار جهود جامعة الأزهر بقيادة الدكتور سلامة جمعة داود، رئيس الجامعة، نحو تعزيز التعاون الدولي في مجال التحول الرقمي للتعليم العالي.
وأعلن الدكتور محمود صديق، أنه شارك في جلسة بعنوان: «التعليم الذكي: إعادة تشكيل وتجاوز نظم التدريس في التعليم العالي»، مشيرًا إلى أن الجلسة تناولت التحديات والفرص التي تواجه الجامعات في ظل التطورات التكنولوجية المتسارعة.
وأكد أهمية تبني استراتيجيات تعليمية مرنة؛ تعتمد على: الذكاء الاصطناعي، والتعلم الرقمي؛ لتحسين جودة التعليم وضمان وصوله لجميع الطلاب.
وبيَّن الدكتور محمود صديق أنه التقى على هامش المؤتمر بعدد من المسئولين الأكاديميين والخبراء الدوليين، بما في ذلك ممثلين عن جامعات صينية رائدة؛ مثل: جامعة ووهان، وجامعة خوباي، ووسط الصين؛ لبحث سبل التعاون المستقبلي في مجال البحث العلمي وتبادل الخبرات في التعليم الذكي.
وأوضح صديق أن جامعة الأزهر حريصة على تعزيز شراكاتها مع المؤسسات التعليمية العالمية؛ انطلاقًا من رؤيتها لمواكبة التطورات التكنولوجية في التعليم.
يذكر أن المؤتمر العالمي حول التعليم الرقمي 2025م يقام بمشاركة أكثر من 600 جامعة على مستوى العالم ومشاركة أكثر من 114 خبيرًا دوليًّا في مجال التعليم، بما في ذلك شخصيات بارزة؛ مثل: الحائز على جائزة نوبل في الاقتصاد توماس سارجنت، ونائب رئيس وزراء كمبوديا هون تشام ناروث، حيث ناقش المجتمعون مستقبل التعليم في عصر الذكاء الاصطناعي والتحول الرقمي.
تأتي مشاركة جامعة الأزهر في هذا المؤتمر الدولي انعكاسًا لالتزامها بدور ريادي في تطوير التعليم العالي رقميًّا، ومواكبة أحدث التوجهات العالمية في هذا المجال.