في واحد من أكثر الممرات المائية توترا في العالم، يتوقف خطر اندلاع الحرب المقبلة في آسيا، على سفينة عسكرية صدئة مليئة بالثقوب راسية على شعاب مرجانية في مكان ما بالمحيط الهادئ، وفقا لصحيفة "واشنطن بوست" الأميركية.

بدأت قصة هذه السفينة، التي تعود لحقبة الحرب العالمية الثانية، في عام 1999 عندما تعمدت الفلبين جعلها تجنح في مياه ضحلة وحولتها لقاعدة أمامية للبحرية الفلبينية وذلك من أجل دعم مطالبها في بحر الصين الجنوبي.

أصبحت السفينة "سييرا مادري"، المتوقفة عند منطقة شعب مرجانية تعرف باسم "Second Thomas Shoal" عند جزر سبراتلي، منذ ذلك الحين مركزا للتوترات بين الفلبين والصين، ويمكن أن تجر الولايات المتحدة كذلك إلى صراع مسلح في المحيط الهادئ، بحسب مسؤولين ومحللين أمنيين.

تطالب الصين بالسيادة على معظم مناطق بحر الصين الجنوبي، وفي الأشهر الأخيرة، كثفت جهودها لمنع الفلبين من توفير الإمدادات للأفراد الموجودين على متن السفينة.

وتقول الصحيفة إن تحليل بيانات ومقاطع فيديو خاصة بتتبع السفن العام الماضي تظهر أن سفن خفر سواحل وميليشيات صينية بحرية تجمعت بشكل متكرر في المنطقة وتعرضت لسفن إعادة الإمداد الفلبينية. 

والميليشيات البحرية الصينية هي عبارة عن سفن تمولها الحكومة مسجلة للصيد التجاري، ولكنها تستخدم لإثبات وجود الصين في المياه المتنازع عليها.

كما تعمدت السفن الصينية بشكل متزايد فتح خراطيم المياه من مسافة قريبة، مما أدى في بعض الأحيان إلى تعطيل السفن الفلبينية وإصابة البحارة.

CAUGHT ON CAM: A GMA Integrated News Exclusive: “Tama na, Lord!” Horror as China Coast water cannons Philippine resupply ship @24OrasGMA @gmanews pic.twitter.com/rUIKi8ws8O

— Joseph Morong ???????? (@Joseph_Morong) March 25, 2024

وتبين الصحيفة أن المسؤولين الغربيين والفلبينيين أطلقوا مؤخرا تحذيرات من أن أي تصعيد إضافي قد يؤدي إلى اندلاع صراع مفتوح.

وتنقل الصحيفة عن مسؤولين أميركيين القول أن أي هجوم مسلح على سفينة عسكرية فلبينية، مثل "سييرا مادري"، من شأنه أن يؤدي إلى رد عسكري أميركي بموجب معاهدة الدفاع المشترك مع الفلبين لعام 1951. 

وفي وقت سابق من هذا الشهر قال الرئيس الفلبيني فرديناند ماركوس بعد اجتماعه مع الرئيس الأميركي جو بايدن في واشنطن إن مقتل أفراد خدمة فلبينية على يد قوة أجنبية سيكون أيضا سببا لتفعيل المعاهدة.

أمضت الصين العقود الثلاثة الماضية في توسيع وجودها في بحر الصين الجنوبي، وهو ممر مائي استراتيجي تمر عبره ثلث عمليات الشحن العالمي، وفقا للأمم المتحدة. 

ويقول محللون إن بكين ربما لا تريد بدء الحرب، لكن المواجهات المتكررة في المنطقة بين السفن زادت من احتمال وقوع حوادث غير محسوبة، مما سيزيد من احتمالات اندلاع رد فعل أميركي.

وتشير الصحيفة إلى أن ما يزيد من حالة عدم اليقين بين الفلبين والصين هو مسألة حسم مصير السفينة "سييرا مادري" التي لم تعد صالحة للإبحار وتدهورت حالتها بشدة بعد عقود من التعرض للعوامل الجوية.

يقول الصينيون إن استبدال السفينة بهيكل أكثر استدامة أمر غير مقبول، بينما يشدد كبار المسؤولين الفلبينيين أن البلاد لن تتخلى عن منطقة الشعب المرجانية التي تقف فيها السفينة.

الصين تطالب بالسيادة على معظم مناطق بحر الصين الجنوبي

ويشير الباحث في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية في واشنطن هاريسون بريتات إلى أن التوترات الجيوسياسية في بحر الصين الجنوبي لم تصل في أي وقت من الأوقات، خلال العقود الأخيرة، إلى مثل هذه الحالة الطويلة وغير المستقرة التي وصلتها اليوم.

ويؤكد مسؤولون فلبينيون وأميركيون أنه قبل كل مهمة لإعادة إمداد "سييرا مادري" يتم إطلاع الرئيس الفلبيني وكذلك السفير الأميركي لدى الفلبين. 

وتنقل الصحيفة عن مسؤول بوزارة الخارجية الأميركية القول إن الولايات المتحدة زادت بشكل كبير من انتشار أفراد البحرية في الفلبين في رد مباشر على الوضع في سييرا مادري. 

وأضاف المسؤول، الذي تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته، أن الولايات المتحدة لم تقدم مثل هذا الدعم المكثف لعملية عسكرية فلبينية منذ حصار ماراوي في عام 2017، عندما استولى متمردون تابعون لتنظيم داعش على بلدة في جنوب الفلبين.

ويتمحور الصراع بين الصين والفلبين في بحر الفلبين الغربي (المعروف أيضا باسم بحر الصين الجنوبي) نتيجة لسنوات من النزاع الإقليمي حول جزر سبراتلي ــ وهي مجموعة تتألف من 7500 جزيرة وشعاب مرجانية تطالب العديد من الدول بملكيتها.

وتتمتع جزر سبراتلي بموقع استراتيجي على طول طرق التجارة الرئيسية، وهي ذات قيمة باعتبارها مناطق لصيد الأسماك، ومصدرا للموارد الطبيعية الأخرى مثل النفط.

وتطالب فيتنام وتايوان وماليزيا وبروناي أيضا بجزر سبراتلي مستشهدة بالسجلات التاريخية.

وفي السنوات الأخيرة، أظهرت صور الأقمار الصناعية الجهود المتزايدة التي تبذلها الصين لاستصلاح الأراضي في بحر الصين الجنوبي من خلال زيادة حجم الجزر فعليا أو إنشاء جزر جديدة تماما.

المصدر: الحرة

كلمات دلالية: فی بحر الصین الجنوبی

إقرأ أيضاً:

دراسة جديدة تكشف تقديرات لخسائر الجيش الروسي خلال الحرب في أوكرانيا

(CNN)-- كشفت دراسة جديدة أن ما يقرب من مليون جندي روسي سقطوا ما بين قتيل وجريح خلال الحرب في أوكرانيا، وهو معدل مروع للتكلفة البشرية لهجوم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين غير المبرر الذي استمر ثلاث سنوات على جارته.

وذكرت الدراسة، التي نشرها مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية (CSIS)، وهو مركز أبحاث في واشنطن العاصمة، الثلاثاء، أن روسيا ستصل على الأرجح إلى مليون ضحية هذا الصيف. وقالت إن هذا المستوى "المذهل" كان "دليلًا على استخفاف بوتين الصارخ بجنوده".

وفقًا للدراسة، من بين الضحايا الروس الذين يُقدر عددهم بـ 950 ألفًا حتى الآن، لقي ما يصل إلى 250 ألفًا حتفهم. وأضافت: "لم تقترب أي حرب سوفيتية أو روسية منذ الحرب العالمية الثانية حتى من أوكرانيا من حيث معدل الوفيات". وأضافت أن أوكرانيا تكبدت ما يقرب من 400 ألف ضحية، مع ما بين 60 ألفًا و100 ألف حالة وفاة.

على الرغم من أن كييف لا تكشف عن خسائرها القتالية بأي تفاصيل، ويُعتقد أن موسكو تُقلل بشكل كبير من تقدير خسائرها، إلا أن أرقام مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية تتوافق مع تقييمات الاستخبارات البريطانية والأمريكية.

في مارس/آذار، قدّرت وزارة الدفاع البريطانية أن روسيا تكبدت حوالي 900 ألف إصابة منذ عام 2022. ولعدة أشهر، قدّرت الوزارة أن روسيا تخسر حوالي 1000 جندي يوميًا، سواءً قتلى أو جرحى. وبناءً على هذا التوجه، من المتوقع أن تتجاوز روسيا عتبة المليون جندي في الأسابيع المقبلة.

ودحضًا لادعاءات بعض المشرعين الغربيين بأن روسيا تُمسك "بكل الأوراق" في الحرب في أوكرانيا، استخدمت دراسة مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية أرقام الخسائر الروسية - بالإضافة إلى تقديرات خسائرها في المعدات الثقيلة ومكاسبها الإقليمية البطيئة - كدليل على أن الجيش الروسي "كان أداؤه ضعيفًا نسبيًا في ساحة المعركة" وفشل في تحقيق أهدافه الحربية الرئيسية.

بعد أن صدت أوكرانيا الهجوم الروسي الأوّلي "الخاطف" عام 2022، أصبحت الحرب منذ ذلك الحين استنزافية. فبينما عززت كييف صفوفها بالخنادق والألغام، ضخت موسكو المزيد والمزيد من القوات فيما أصبح يُعرف بهجمات "مفرمة اللحم"، مُزجّت بالجنود في حملات لتحقيق مكاسب إقليمية هامشية فقط، وفقًا للدراسة.

في منطقة خاركيف الشمالية الشرقية، تقدمت القوات الروسية بمعدل 50 مترًا فقط يوميًا، وفقًا للدراسة. وهذا أبطأ من التقدم البريطاني والفرنسي في معركة السوم خلال حرب الخنادق في الحرب العالمية الأولى.

أدى بطء وتيرة التقدم إلى استيلاء روسيا على 1٪ فقط من الأراضي الأوكرانية منذ يناير/كانون الثاني 2024، وهو ما وصفه المؤلفون بأنه "مساحة ضئيلة". تحتل روسيا الآن حوالي 20% من أراضي أوكرانيا، بما في ذلك شبه جزيرة القرم التي ضمتها موسكو عام 2014.

لكن تراجع مكاسب روسيا الإقليمية لم يُحدث تغييرًا في استراتيجيتها. وللحفاظ على معدل الخسائر المذهل في صفوف روسيا، جنّد الكرملين مدانين من سجونه، واستقبل أكثر من 10,000 جندي من حليفته كوريا الشمالية، لكنه ترك أبناء النخبة في موسكو وسانت بطرسبرغ دون مساس إلى حد كبير.

بدلاً من ذلك، جنّدت موسكو في أقصى شمال وأقصى شرق البلاد، حيث اجتذبت الرجال بعروض رواتب تُغيّر حياة المجتمعات الأفقر في تلك المناطق. وأشارت الدراسة إلى أن "بوتين يعتبر على الأرجح هؤلاء الجنود أكثر قابلية للتضحية وأقل عرضة لتقويض قاعدة دعمه المحلية".

في حين واجهت أوكرانيا، وهي دولة ديمقراطية يقل عدد سكانها عن ربع عدد سكان روسيا، بعض الرفض في محاولاتها لتعبئة المزيد من القوات، لم تواجه روسيا، حيث حُظر انتقاد الحرب، أي معارضة تُذكر. ولكن مع دخول الحرب عامها الرابع، حذّر المؤلفون من أن "الثمن الباهظ" لحملتها المطولة يُمثل نقطة ضعف محتملة لبوتين.

على الرغم من أن روسيا كانت صاحبة "المبادرة" في الصراع منذ أوائل عام 2024، إلا أن مؤلفي الدراسة قالوا إن الطبيعة الاستنزافية للحرب لم تترك "فرصًا تُذكر لتحقيق اختراقات حاسمة".

ولكن بدلاً من ذلك، فإن الأمل الرئيسي لروسيا في الفوز "هو أن تقطع الولايات المتحدة المساعدات عن أوكرانيا" - كما فعل الرئيس دونالد ترامب لفترة وجيزة في وقت سابق من هذا العام - و"الانسحاب من الصراع" - كما هدد المسؤولون في إدارته.

أوكرانيابيلاروسيانشر الأربعاء، 04 يونيو / حزيران 2025تابعونا عبرسياسة الخصوصيةشروط الخدمةملفات تعريف الارتباطخيارات الإعلاناتCNN الاقتصاديةمن نحنالأرشيف© 2025 Cable News Network. A Warner Bros. Discovery Company. All Rights Reserved.

مقالات مشابهة

  • لجنة كسر الحصار: سفينة “مادلين” تقترب من غزة والساعات القادمة حاسمة- (فيديو)
  • سفينة مادلين تقترب تدريجيا من سواحل غزة.. الساعات القادمة حاسمة
  • تحذير إسرائيلي: مشاهد الجوع غير الأخلاقية في غزة أفقدتنا الشرعية الدولية التي نحتاجها
  • عسكري إسرائيلي: الجيش “فيل تائه في حقل ألغام” في غزة
  • الحرب القادمة.. هل تهاجم روسيا أوروبا انطلاقا من إستونيا؟
  • إسرائيل تكشف طبيعة الأهداف التي تهاجمها في لبنان
  • سفارة الصين في الفلبين: نحث الاتحاد الأوروبي على احترام سيادة بلادها الإقليمية
  • انطلقت من الصين.. احتراق سفينة تحمل سيارات كهربائية
  • دراسة جديدة تكشف تقديرات لخسائر الجيش الروسي خلال الحرب في أوكرانيا
  • تصاعد التوتر أم بوادر سلام.. محادثات إسطنبول تفتح نافذة أمل في قلب النزاع الأوكراني