أكد دو تشان يوان رئيس المجموعة الصينية للإعلام الدولي، اليوم الجمعة، أن الشباب في الصين ومصر يتحملان مسؤولية نهضة الأمة وأن يستكشفوا بنشاط مسارات التحديث ذات الخصائص الفريدة.

قال الرئيس شي جين بينغ خلال ملتقى حوار الحضارات للشباب المصري والصيني: إن "أي أمة أو دولة في تاريخ البشرية لم تتمكن من تحقيق القوة والنهوض من خلال الاعتماد على القوى الخارجية، وتقليد النماذج الأجنبية، واتباع الآخرين، ونتيجة القيام بذلك تكون إما الفشل أو أن تكون حتما تابعة للدول الأخرى".

وأضاف المسؤول الصيني، بأنه لقد شهدت كل من الصين ومصر المجد والمعاناة، وأن كيفية استخلاص الحكمة من الحضارات العريقة لتسريع التحديث هو موضوع مشترك بين شباب البلدين، يتعين على شباب الصين ومصر أن ينطلقوا من ظروفهم الوطنية، وأن يتعلموا من الإنجازات الحضارية البارزة للبشرية جمعاء، وأن يكتسبوا الحكمة والقوة من حضاراتهم العريقة، وأن يستكشفوا بنشاط طريق التنمية الحديثة، الذي يتماشى مع ظروفهم المحلية وبما يعود بالنفع على الشعبين.

وتابع أن شباب الصين ومصر يتحملان مسؤولية التبادلات الودية ويعملوا بنشاط على بناء رابطة المصير المشترك بين الصين ومصر، تتمتع كل من الصين ومصر بتاريخ طويل ورائع، وكلاهما من الدول النامية الكبرى ذات قوة التأثير الكبيرة، ويجب على الجانبين أن يتعلما من بعضهما البعض على أساس الاحترام المتبادل، لقد شهدنا في السنوات الأخيرة، زيادة متواصلة في عدد السياح الصينيين المسافرين إلى مصر، فمنذ عام 2023، استقبلت مصر ما بين 4 آلاف إلى 5 آلاف سائح صيني أسبوعيا.

وأردف أن الأعمال الأدبية الصينية والدراما التليفزيونية تحظى بشعبية كبيرة في مصر، ويتعلم المزيد والمزيد من الشباب المصريين اللغة الصينية، ومن المأمول أن ينفذ الشباب في الصين ومصر بنشاط مبادرة الحضارة العالمية، وأن يعززوا التبادلات الإنسانية والثقافية، ويعمقوا الصداقة الشعبية، ويواصلوا توطيد الرأي العام كأساس للتعاون بين البلدين، وأن يعززوا التنمية المشتركة والرخاء المشترك للطرفين.

وواصل حديثه، أن يتحمل الشباب في الصين ومصر مسؤولية خلق المستقبل بشكل مشترك وبناء موطن أفضل للبشرية بشكل فعال، ويتمتع الشباب برؤية واسعة ويشكلون قوة جديدة في الاستجابة للتحديات العالمية، وفي مواجهة التحديات العالمية المتزايدة التعقيد، يتعين على الشباب فيالصين ومصر أن يكونوا مبعوثي السلام وأن يدعموا التوافق والجهود المتواصلة، التي تبذلها الدولتان لحل النزاعات الإقليمية سلميا، ينبغي لنا أن نكون رسلا أصدقاء للبيئة ونلعب دورا نشيطا في تعزيز التنمية المستدامة؛ وأن نكون رسلا ودودين، وننشر القصص الحية للتبادلات والتعاون بين الصين ومصر على نطاق واسع، ونضخ طاقة إيجابية بشكل مستمر لتعزيز السلام والاستقرار والرخاء والتنمية في العالم.

أيها السيدات والسادة، أيها الأصدقاء الشباب، يقول المثل العربي: "الكلمات أوراق، والأفعال ثمار"، ويقول المثل الصيني القديم: "الأفعال أعلى صوتا من الكلمات"، تلتزم المجموعة الصينية للإعلام الدولي منذ فترة طويلة بتعزيز التبادلات والتعلم المتبادل بين الحضارات الصينية والأجنبية، إن مؤسسات مثل دار النشر باللغات الأجنبية ومركز إعلام أوروبا وإفريقيا "دار مجلة ((الصين اليوم))" تسرد قصة الصين لشعب مصر والدول العربية الأخرى من خلال الكتب والمجلات والمواقع الإلكترونية والتبادلات الثقافية. نحن على استعداد لاتخاذ إجراءات فعالة مع مؤسسات النشر الصينية والمصرية ووسائل الإعلام ومراكز الفكر، بالإضافة إلى أصحاب البصيرة والأصدقاء الشباب من جميع مناحي الحياة لمواصلة تعزيز نشر المعلومات وتبادل المعرفة بين البلدين، وتعزيز التعلم المتبادل بين الحضارتين الصينية والمصرية، حتى نمضي قدما معا نحو مستقبل أفضل أكثر حداثة.

المصدر: بوابة الفجر

كلمات دلالية: الاحترام المتبادل الصين مصر نهضة الأمة الصین ومصر الشباب فی

إقرأ أيضاً:

غزة ومصر: ماذا تريد إسرائيل من مصر؟

منعطف تاريخي ولحظة فاصلة في إعادة الصراع

في ظل المشهد الإقليمي المشتعل، تعيش المنطقة لحظة مفصلية تحمل بين طياتها أبعادًا أمنية وجيوسياسية غاية في التعقيد.الحشود الغزّاوية المتزايدة على الحدود مع مصر جنوب قطاع غزة لم تعد مجرد ظاهرة مؤقتة أو تداعيات حرب مستمرة، بل أصبحت علامة إنذار أمام تحولات محتملة، تقف فيها مصر على مفترق طرق حاسم.

الحشود على بوابة رفح.. .إلى أين؟

ما يجري جنوب قطاع غزة لا يمكن قراءته خارج سياق الضغط الإسرائيلي المستمر منذ السابع من أكتوبر، والذي لم يكتفِ باستهداف بنية المقاومة، بل تمدد ليطال المجتمع المدني والبنية التحتية، وصولًا إلى خنق القطاع من جميع الجهات. والآن، تتجه الأنظار نحو معبر رفح، حيث تتصاعد التوترات مع اقتراب آلاف الفلسطينيين من الحدود المصرية، في مشهد يثير أسئلة صريحة:

هل نحن أمام نكبة جديدة بنكهة "الترانسفير"؟ وهل ستُفرض على مصر معادلة الأمر الواقع، بحيث تتحمل وحدها عبء الأزمة الإنسانية في غزة؟

مصر بين شراك الجغرافيا وضغوط الجيوبوليتيكا

لم تكن مصر بعيدة يومًا عن القضية الفلسطينية، لا جغرافيًا ولا تاريخيًا. ولكن هذه المرة، يبدو أن إسرائيل تحاول تحميل القاهرة تبعات سياستها التوسعية والعنيفة تجاه القطاع. الرغبة الإسرائيلية في دفع غزة نحو سيناء ليست جديدة، بل هي مشروع استراتيجي قديم متجدد، يعود إلى وثائق أُعلنت قبل عقود، وها هو يُعاد إنتاجه تحت عباءة "الأمن القومي" و"القضاء على الإرهاب".

الموقف المصري الرسمي واضح في رفضه لهذا السيناريو، إذ يعتبر أي تهجير للفلسطينيين إلى الأراضي المصرية بمثابة إعلان حرب ناعمة ضد السيادة المصرية. ومع ذلك، فإن الضغوط تتعاظم، سواء من قبل تل أبيب أو من بعض القوى الدولية التي ترى في الحل الإنساني "الانتقالي" بوابة لتصفية القضية.

هل سيدخل شعب غزة إلى مصر؟

السؤال المؤرق الآن: هل نشهد قريبًا دخولًا قسريًا لغزّاويين إلى الأراضي المصرية.. .؟ وهل تتحول الحدود إلى جبهة جديدة، ليس فقط بين إسرائيل وغزة، بل بين مصر والمشروع الإسرائيلي.. .. ؟

الواقع أن أي محاولة اقتحام جماعي للحدود - سواء بدفع مباشر من الجيش الإسرائيلي أو نتيجة تفاقم الكارثة الإنسانية - قد تضع مصر أمام خيارين كلاهما مرّ:

1. التصدي بالقوة ومنع دخول اللاجئين، ما قد يُظهر القاهرة بمظهر غير الإنساني ويؤجج الرأي العام العربي.

2. الرضوخ للأمر الواقع واستقبال موجات لجوء جماعية، وهو ما سيعني فعليًا مشاركة مصر، ولو بشكل غير مباشر، في مشروع تفريغ غزة، ويهدد أمن سيناء وبنيتها الديموغرافية.

إسرائيل.. .مناورات بالنار

ما تريده إسرائيل واضح: تحويل غزة إلى عبء إقليمي لا تتحمله وحدها، ودفع سكانها نحو الهروب أو التهجير القسري. في هذا السياق، يشكل الضغط على مصر ورقة ضغط مزدوجة، تُستخدم كورقة تفاوض في أي تسوية مقبلة، وتُمارس كاستراتيجية طويلة المدى لتصفية القضية الفلسطينية.

لكن الأخطر من ذلك هو الرهان الإسرائيلي على خلخلة موقف مصر التقليدي، سواء من خلال أدوات سياسية أو ابتزاز اقتصادي أو حتى اللعب على أوتار أمنية عبر سيناء. فإسرائيل لا تريد فقط إضعاف غزة، بل تسعى لتوريط القاهرة في معادلة تجعلها شريكًا في الأزمة لا وسيطًا أو حائط صد.

لحظة فاصلة.. .بين الموقف والمصير

ما يجري اليوم ليس مجرد أزمة حدودية، بل لحظة تاريخية فارقة تعيد تشكيل طبيعة الصراع في الإقليم. فإما أن تحافظ مصر على دورها التاريخي كمدافع عن جوهر القضية الفلسطينية، وإما أن تُزج قسرًا في لعبة دولية تهدف إلى إعادة رسم خريطة غزة وسيناء على السواء.

ليس أمام مصر سوى إعادة تفعيل أدواتها الاستراتيجية، من خلال:

- تعزيز وجودها الأمني على الحدود ورفض أي اختراق ميداني.

- التحرك دبلوماسيًا في المحافل الدولية للتحذير من عواقب التهجير القسري.

- التواصل مع الفصائل الفلسطينية والقيادة الموحدة للوقوف على رؤية وطنية لمواجهة مخطط التصفية.

ختامًا: لا وطن بديل.. .ولا سيناء ملعبًا خلفيًا

ما يحدث اليوم ليس مجرد أزمة إنسانية على الحدود، بل محاولة لإعادة تعريف الجغرافيا السياسية في المنطقة، على حساب حق شعبٍ في أرضه، وسيادة دولة على حدودها. إن مصر، التي لطالما شكّلت صمّام أمان للقضية الفلسطينية، تُستدرج اليوم إلى فخ استراتيجي لا يهدد فقط غزة، بل يطعن في صميم الأمن القومي المصري.

السكوت ليس خيارًا، والحياد لم يعد ممكنًا. فإما أن تُكتب هذه اللحظة كصمود تاريخي جديد، تُفشل فيه مصر مخطط التهجير القسري، أو تُسجّل كمنعطف انكسار، يُمهّد لتصفية ما تبقّى من عدالة في هذه القضية.

التاريخ يراقب.

والشعوب لن تنسى.

اقرأ أيضاًترامب: قريبون جدًا من التوصل إلى اتفاق بشأن وقف إطلاق النار في غزة

عاجل.. ترامب: سنعلن تفاصيل اتفاق غزة اليوم أو غدًا

«حشد» تصدر ورقة حقائق بعنوان «الإبادة تقصّر من العمر البيولوجي لنساء غزة»

مقالات مشابهة

  • وزير الدفاع الهولندي يتهم الصين: هجمات سيبرانية تستهدف مستقبل التكنولوجيا
  • مزارع صيني يحقق شهرة واسعة بفضل قردته الأنيقة ومهاراتها في الحصاد .. فيديو
  • قطر ومصر تؤكدان عزمهما تكثيف الجهود للتوصل الى هدنة في قطاع غزة
  • الشيباني: سوريا والسعودية تدخلان مرحلة جديدة من التعاون الاقتصادي
  • استياء صيني من مقارنة ماكرون تايوان بأوكرانيا
  • غزة ومصر: ماذا تريد إسرائيل من مصر؟
  • وزير الدفاع الأميركي يحذر من خطر صيني وشيك
  • تربويون: الأنشطة الصيفية وضعت الأسس السليمة لبناء جيل قرآني يرسم مستقبل اليمن ويتصدى لمخططات الأعداء
  • ترامب: بكين “انتهكت بالكامل” الاتفاق مع واشنطن بشأن الخفض المتبادل للرسوم
  • ترامب: الصين "انتهكت بالكامل" الاتفاق مع واشنطن بشأن الخفض المتبادل للرسوم