أكد عضو كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب حسن فضل الله أن "أي مبادرة خارجية تجاه لبنان هدفها إراحة حكومة نتنياهو لتركز كل جهدها على غزة، هي مبادرة محكوم عليها بالفشل، فالبحث عن الحل لا يكون بمعالجة النتائج، بل معالجة الأسباب التي أدت إلى هذه النتائج، وما يحصل على جبهتنا الجنوبية من مساندة لغزة، له سبب رئيسي، وهو العدوان الإسرائيلي على غزة، وسبب آخر هو منع العدوان على بلدنا، ولذلك من يريد إيجاد الحلول، عليه أن يذهب بالدرجة الأولى إلى الكيان الصهيوني ويمارس الضغط عليه كي يوقف هذه المذبحة في غزة، وأما كيف يكون عليه الجنوب بعد وقف العدوان، فهذا ما يقرره الشعب اللبناني ودولته ضمن قواعد الحماية للجنوب، ومن ضمنها معادلة الجيش والشعب والمقاومة، وأيضا عدم المس بسيادتنا الوطنية".

كلام فضل الله جاء خلال الاحتفال التكريمي الذي أقيم لشهيدتي الغدر الصهيوني مريم قشاقش والكشفية سارة حسين قشاقش، في مجمع الإمام الحسين في صور، في حضور علماء وفاعليات وعوائل الشهداء، وقال:"إن تركيزنا اليوم هو على قتال صاحب المشروع الأساسي أي الكيان الصهيوني، وهذا ما عملنا عليه منذ العام 1982،  وفي لبنان ليس جديدا ما نسمعه بين الحين والآخر من مواقف مرتبطة بالصراع مع العدو، فالانقسام السياسي اللبناني موجود منذ ما قبل نشأة الكيان الصهيوني عام 1948، وقبل أن يولد حزب الله ومقاومته، وقبل أن تولد المقاومة في العام 1982، ودائما كان هناك من يرفض فكرة المقاومة، حيث إن في جينات البعض فيروس ضد مقاومة الاحتلال يخلق معه حين يولد، وكان العدو تاريخيا، ولا يزال يوظف مثل هذه الجينات في حروبه ضد لبنان. ولكن المقاومة بمختلف فصائلها تمكنت من الحد من تأثيرات العدو على الداخل، واستطاعت القضاء على بعض الظواهر، وعلى كل الأدوات المكشوفة والمعلنة التي كانت موجودة في المنطقة الحدودية أو في مناطق أخرى، ولكن المقاومة بالطبع لم تتمكن من تغيير ما في النفوس التي بين الفترة والأخرى تنفث ما في داخلها، وقد أصبحت المواقف المعروفة والمكشوفة عديمة التأثير، وجمعها، وجملها، وأحرفها، لا تقرأ، ولا تسمع، ولا معربة، ولا مبنية، لأنه لا محل لها من الإعراب". أضاف: "ما نقوم به هو تعبير صادق عن إنسانيتنا بصورتها المشرقة التي تضيئها دماء الشهداء، وهي التي تعطي اليوم للبنان قيمته الأخلاقية، وتجعله بمصاف الدول المؤثرة والحاضرة بين الدول، ويحسب له حساب، وتعرض عليه المبادرات، وراية مقاومتنا أصبحت اليوم رمزا لكل صاحب ضمير حي تحرك من أجل أطفال غزة، وهي ترفرف في الجامعات الأميركية المنتفضة رغم القمع الذي تمارسه الإدارة الأميركية، وهذه الراية هي عنوان كرامة لبنان وعزته وعنفوانه، وهي التي تعبر عن جوهر موقف الشعب اللبناني الأبي، وهي راية فعالة في الميدان وفي قلوب الأحرار، تغيظ الصهاينة ومن معهم وستبقى راية مرفوعة منتصرة". تابع: "لا يمكن لأي صاحب ضمير حي أن يتفرج على ما يحصل من إبادة في غزة، أو يقف على الحياد، ولا حيادية بين الإنسانية والوحشية، وعندما تتحرك دول وشعوب في أقاصي الأرض من جنوب أفريقيا إلى الجامعات الأميركية، وتعتبر نفسها معنية، فكيف حال من هو على تخوم فلسطين ومعرّض دائما للتهديد ولهذا الخطر الصهيوني، ودفع على مدى تاريخه أثمانا باهظة جراء العدوانية الصهيونية". وقال: "انتماؤنا وديننا وأخلاقنا وإنسانيتنا ووطنيتنا ومصالحنا وجيرتنا، وحفظ وجودنا، كلها عوامل تدفعنا لنأخذ هذا الموقف التاريخي من أجل مساندة الشعب الفلسطيني المظلوم، ومن يتجرد عن إنسانيته، مكانه العيش في الغابة وليس بين البشر. لقد وضعنا هدفا أساسيا وهو مساعدة غزة لوقف العدوان عليها، وما نحققه من إنجازات هو أكبر بكثير من أن يراه أصحاب النظرة القاصرة أو النفوس الضعيفة أو أصحاب السوابق الذين ماتت ضمائرهم، وما يهمنا هو مدى التأثير الذي يشعر به العدو، كي يوقف عدوانه، وهذا ما يحصل، والدليل هو حجم الضغوط التي تمارس على لبنان كي تتوقف المقاومة، وحجم القلق الذي يشعر به العدو وما يصيب آخرين من غيظ وحنق". وجدد التأكيد أن "المقاومة تكرس اليوم معادلة الحماية التي تجعل أهل الجنوب يصمدون في أرضهم، فلا يهجرون والعدو آمن، أو تدمر بيوتهم والصهاينة يعمرون مستوطناتهم، لقد تغير الزمن، فعندما نهجر، يهجرون، وعندما تقصف قرانا تقصف المستوطنات، بخلاف ما كان يحصل في الماضي، عندما كانت تستباح القرى من دون أي رادع، أو أن يجد العدو له موطئ قدم في قرانا من خلال العملاء الذين كان يستخدمهم لتنفيذ مخططاته".

وختم: "لم يعد بمقدور العدو أن يكرر ما فعله عام 1976 في حانين يوم ارتكب مجزرة مروعة مستخدما أدواته القذرة ودمر القرية وهجر أهلها ولم يجد من يحاسبه على جريمته التي استمرت 24 سنة إلى أن تحررت حانين وأخواتها من القرى على يد سواعد المقاومين، وعاد إليها أهلها أعزاء في عام 2000، ففي زمن هذه المقاومة، وبعد سبعة أشهر من القتال، فإن أي مس من قبل العدو بالمدنيين يقابله رد فوري، وبعد استهدافه لحانين، تلقى ضربة موجعة على مدى يومين، وأي تصعيد إسرائيلي يقابله الرد المناسب من المقاومة".

المصدر: لبنان ٢٤

إقرأ أيضاً:

إعلام العدو: ميناء “إيلات” ينزف.. العمليات اليمنية خفّضت عملياته إلى الصفر

الثورة نت../

كشفت صحيفة “جيروزاليم بوست” الصهيونية، في تقرير لها، اليوم الجمعة، عن تأثير العمليات العسكرية اليمنية ضدّ مستوطنة “إيلات”، وضد السفن المتعلّقة بالكيان الصهيوني في البحر الأحمر والمتوجّهة إلى ميناء “إيلات”، في اقتصاد الميناء، الذي “بات ينزف”، وفق الصحيفة.

ونقلت الصحيفة عن خدمة أبحاث “الكونغرس” الأمريكي، القول: إنّ اليمن “هاجم “إسرائيل” 53 مرةً على الأقل” منذ بداية الحرب في قطاع في السابع من أكتوبر الماضي.

وعقّبت “جيروزاليم بوست” على هذه البيانات قائلةً: إنّ حركة أنصار الله “لا تستهدف الأراضي الصهيونية فحسب، بل تستهدف أيضاً السفن التجارية والبحرية بالقرب من مضيق باب المندب أثناء محاولتها الوصول إلى البحر الأحمر وميناء إيلات”، ما أدّى إلى “انخفاض عمليات الميناء إلى الصفر، وجعل اقتصاده ينزف”.

بدوره قال الرئيس التنفيذي لميناء “إيلات”، جدعون غولبر: إنّ اليمن “يحاول خنق إيلات واقتصادها”، حيث بات “لدى الميناء معدّات لوجستية وأفراد غير مستخدَمِين”.

وأوضح غولبر أنّ “عدداً من السفن التي تتحرّك بين الكيان الصهيوني وآسيا تحتاج إلى تغيير مسارها حول أفريقيا لتجنّب الهجمات قبالة ساحل اليمن”، الأمر الذي “يضيف الوقت والتكاليف إلى الشحنات، ويزيد أيضاً من خطر الهجمات من أماكن أخرى، مثل ساحل جنوب أفريقيا أو مضيق جبل طارق”.

ورأى غولبر أنّ “الولايات المتحدة بحاجة إلى الانخراط بشكل أكبر في قتال اليمن الآن، وليس في وقت لاحق، أي عندما يصبح الوضع أسوأ بكثير”.. مضيفاً: “إذا سُمح لليمن بالاستمرار في وقتٍ يُنظر إلى الولايات المتحدة على أنها ضعيفة، فإنّ المشكلة ستنمو أيضاً”.

ويأتي ذلك في وقتٍ “يستعدّ مرفأ أسدود أيضاً لسيناريوهات تصعيد من الشمال مع حزب الله”، حيث “يقع هو وميناء حيفا كذلك ضمن مدى صواريخ حزب الله”، بحسب الصحيفة.

ورأى ريتشارد هاسي، وهو مستشار في مجال الأمن البحري والمدير الإداري لشركة “ويفترين”، أنّ التصعيد الكبير للصراع سيؤدي إلى “هجمات وتعطيل التجارة وتغيير مسار البضائع”.

الجدير ذكره أنّ ميناء “إيلات” تلقّى هجمات متكررة بالصواريخ البالستية والمسيّرات، ليس من اليمن فحسب، بل من العراق والبحرين أيضاً، رداً على العدوان الصهيوني على قطاع غزة وحصاره له، ما أدّى إلى تكبّد كيان الاحتلال خسائر اقتصادية كبيرة، بحسب الإعلام الصهيوني، حيث أوقفت شركات شحن بحرية كانت تعتزم إيصال البضائع للكيان المحتل، نشاطها في البحر الأحمر.

سبأ

مقالات مشابهة

  • رسائل مزدوجة في تصعيد حزب الله ضد إسرائيل
  • العدو الصهيوني يكشف سيطرة حزب الله على مستوطنة بصورة كاملة
  • تصعيد كبير جنوباً يُعيد شبح الحرب الموسعة.. ونتنياهو يأمر بتوسيع نطاق الضربات
  • العدو الصهيوني ينصب حاجزين عسكريين في دير دبوان و مدخل عين سينيا برام الله
  • العدو الصهيوني يجدد قصفه على عدة بلدات في جنوب لبنان
  • جيش الاحتلال يقر بخسائره البشرية في غزة ويتلقى ضربات موجعة من مجاهدي المقاومة الفلسطينية واللبنانية
  • إعلام العدو: ميناء “إيلات” ينزف.. العمليات اليمنية خفّضت عملياته إلى الصفر
  • فضل الله: إبقاء ملف النازحين مفتوحا من دون معالجة قد يُشكّل خطرا وجوديا على لبنان
  • محمد رعد زار جبيل... ماذا قال من هناك عن حزب الله والحرب؟
  • اطلالة جديدة لنصرالله عصر اليوم