العائدون من الجبهة ينشرون الخوف والرعب في روسيا.. ارتفاع معدل القـ.تل بين جنود حرب أوكرانيا بمنازلهم والظاهرة تتفاقم
تاريخ النشر: 29th, April 2024 GMT
وفقا لدراسات مختلفة، من المحتمل أن يظهر الجنود الذين عادوا من الحرب عنفًا منزليًا بسبب عدة عوامل، بما في ذلك على سبيل المثال لا الحصر اضطراب ما بعد الصدمة (PTSD)، وإصابات الدماغ المؤلمة (TBI)، وهو الأمر الذي حدث بالفعل داخل روسيا، حيث كشف تقرير نشرته صحيفة فوكس الألمانية، عن انتشار ظاهرة العنف داخل محيط الجنود العائدين من حرب أوكرانيا.
ويشهد معدل القتل بين الجنود الروس العائدين ارتفاعاً هائلاً، الأمر الذي يشكل تهديداً متزايداً للأمن الداخلي في روسيا، بحسب التقارير الواردة من الدب الروسي، وقد أفادت عدد من الصحف المحلية، أن الزيادة المثيرة للقلق في عمليات القتل بين الجنود الروس بعد عودتهم من الجبهة تشير إلى مشاكل نفسية خطيرة بين المقاتلين، وتظهر البيانات الصادرة عن وزارة العدل في موسكو أنه تمت إدانة 113 فردًا عسكريًا في الخدمة الفعلية في عام 2023، وهو ما يمثل زيادة بنسبة 900 بالمائة تقريبًا عن 13 إدانة فقط في العام السابق.
آثار عكسية كثيرة
وبحسب الأبحاث العلمية التي ناقشت تلك الأزمة، فإن العودة إلى الحياة المدنية قد يترطب عليه آثار عكسية كثيرة للجنود الذين خاضوا الحرب والقتل، وقد تشمل مظاهر العنف المنزلي الإساءة الجسدية، والإساءة العاطفية، والإساءة اللفظية، والإساءة الجنسية، وقد تكون هذه المظاهر موجهة نحو شركائهم أو أطفالهم أو حتى أفراد الأسرة الآخرين.
وقد يكون السلوك العنيف ناتجًا عن عوامل مختلفة مثل التوتر أو الغضب أو الشعور بالعجز، وقد يواجه المحاربون القدامى الذين تعرضوا لأحداث قتالية أو أحداث مؤلمة أخرى أيضًا صعوبة في التحكم في عواطفهم وأفعالهم، مما يؤدي إلى نوبات عنف، ومن الضروري أن يكون المحيطون بالمحارب القديم على دراية بهذه المظاهر وأن يطلبوا المساعدة إذا لاحظوا أي علامات للعنف المنزلي.
روسيا في خطر
وبحسب تقرير الصحيفة الألمانية، فإن معدل القتل بين الجنود الروس العائدين يشهد ارتفاعاً هائلاً، الأمر الذي يشكل تهديداً متزايداً للأمن الداخلي في روسيا، وأفادت الصحيفة أن الزيادة المثيرة للقلق في عمليات القتل بين الجنود الروس بعد عودتهم من الجبهة تشير إلى مشاكل نفسية خطيرة بين المقاتلين، وتظهر البيانات الصادرة عن وزارة العدل في موسكو أنه تمت إدانة 113 فردًا عسكريًا في الخدمة الفعلية في عام 2023، وهو ما يمثل زيادة بنسبة 900 بالمائة تقريبًا عن 13 إدانة فقط في العام السابق.
ووفقا لوزارة الدفاع البريطانية، فإن ارتفاع عدد عمليات القتل يرجع جزئيا إلى إطلاق سراح الآلاف من المجرمين السابقين الذين تم العفو عنهم لمشاركتهم في الحرب، فضلا عن اضطراب ما بعد الصدمة بعد عودتهم من الجبهة، وقالت في بيان: "من المرجح أن يرجع العدد الكبير من جرائم القتل بين الجنود الروس العاملين والسابقين جزئياً إلى مشاكل الصحة العقلية المزمنة المرتبطة بالحرب، وتشمل هذه الاضطرابات النفسية وفقدان الحساسية تجاه العنف الناجم عن ساحة المعركة، ومن المحتمل أن يكون تعاطي الكحول والمخدرات بسبب انخفاض الروح المعنوية والملل من العوامل المساهمة الأخرى".
عودة 15 ألف سجين
ويتفاقم الوضع بسبب عودة المجرمين السابقين إلى عامة السكان الذين لديهم بالفعل ميل للجريمة والعنف الشديد، وقد أفادت منظمة "روسيا خلف القضبان" غير الحكومية أن 15 ألف سجين تم العفو عنهم لمشاركتهم في الحرب ضد أوكرانيا قد عادوا من الجبهة، وحتى الآن تم فتح ما يصل إلى 190 قضية جنائية ضد مجرمين سابقين في عام 2023، بما في ذلك 20 قضية قتل أو محاولة قتل، وفي إحدى القضايا، حُكم على مقاتل سابق في فاغنر بالسجن لمدة 22 عامًا بعد قتل واغتصاب امرأة مسنة.
وبدأ التجنيد الجماعي للسجناء الروس في صيف 2022 تحت قيادة يفغيني بريغوزين، الرئيس السابق لجيش فاغنر للمرتزقة، وقد مات الآلاف من المجرمين، ولكن في الوقت نفسه عاد الكثيرون إلى روسيا، وفي فبراير 2023، تولى الجيش الروسي مسؤولية البرنامج، منهيًا ممارسة منح العفو وضمان قتال السجناء حتى نهاية الحرب.
وحصل السجناء - الذين يخدمون في وحدة Storm-Z - على سجل نظيف وعفو كامل وسُمح لهم بالعودة إلى منازلهم بعد ستة أشهر في ساحة المعركة، وقال بريغوجين إنه تم إرسال ما يقرب من 50 ألف سجين روسي إلى الخطوط الأمامية بموجب هذه الصفقة قبل وفاته في حادث تحطم طائرة في أغسطس، وتوفي آلاف المدانين، لكن آخرين، ومن بينهم عشرات من المدانين بجرائم عنيفة، عادوا إلى روسيا.
الجرائم أكثر بكثير مما هو معلن
أولغا رومانوفا، مديرة منظمة "روسيا خلف القضبان" المعنيّة بحقوق السجناء، تقول إن العدد الحقيقي لجرائم العائدين من الحرب قد يكون أكبر بكثير مما هو معلن، لأن جرائم كثيرة لا يجري تسجيلها، وتشير أولغا في هذا الصدد إلى قانون جديد يجرّم كلّ مَن يسيء إلى أشخاص شاركوا في الحرب الأوكرانية أو ما يعرف رسميا في روسيا باسم "عملية عسكرية خاصة".
وينتاب البعض قلقٌ بشأن المدانين السابقين الذين عادوا إلى روسيا من دون أن يحصلوا على عقاب فيما ازدادوا توحُّشا على جبهة القتال، وهنا قصة مؤلمة، إذ تعرضت فيرا، ابنة أوكسانا بختيليفا، لأكثر من 100 طعنة، قبل أن تتعرض للخنق بسلك كهربائي في هجوم عنيف تناقلتْه الصحف في أنحاء روسيا، وكانت فيرا تبلغ من العمر 23 عاما. وفي يوليو 2022، حوكم فلاديسلاف كانيوس، صديق فيرا السابق، بالسجن 17 عاما بعد أن أدين بقتل فيرا.
ولم يكن يخطر على بال أوكسانا أن يوجد فلاديسلاف في مكان آخر غير السجن، لكنها كانت مخطئة، ففي مايو السابق، بدأت صور لـ فلاديسلاف تظهر عبر منصات التواصل الاجتماعي، ممسكا مسدسا ومرتديا لباسا عسكريا، وعندما طلبت أوسكانا من المحكمة أن تخبرها عن مكان فلاديسلاف، كان الجواب بأنهم لا يستطيعون العثور عليه، وأن مكان وجوده كان سرا من أسرار الدولة.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: من الجبهة فی روسیا
إقرأ أيضاً:
إذاعة عبرية : تعاظم نسب إصابة الجنود بالأزمات النفسية في القطاع
القدس المحتلة-ترجمة صفا
ذكرت اذاعة عبرية ان تعاظماً كبيراً في نسب الجنود المصابين بأزمات نفسية حادة طرأ مؤخراً الأمر الذي انعكس على نسب الانتحار المرتفعة في الفترة الأخيرة.
وقالت اذاعة "ريشت بيت" العبرية إن 17 جنديًا من فصيل عسكري نظامي يضم 28 جنديًا يقاتلون في قطاع غزة أصيبوا بأزمات نفسية.. والنسبة في التشكيلات العسكرية الأخرى متقاربة
فيما طالب الصحافي "أرائيل كهانا" من صحيفة يسرائيل هيوم الرقابة العسكرية بحظر نشر معلومات حول نسب الأزمات النفسية التي يعانيها الجنود في غزة ، وذلك رداً على تقرير الإذاعة.
في حين ردّ عليه أحد معدي التقرير الصحافي "روعي شارون" " هل تعتقد ان بقاء 11 جندي من اصل 28 دون اصابات نفسية كثير !! العدد أقل من ذلك وخاصة في الوحدات القديمة ، ولا يوجد سبب بان لا نغطي هذا التآكل والتدهور / هل علينا اغماض اعيننا او الخرس مقابل هكذا احداث ، هذه فكرة سيئة جدا ، وعندما يتم محاكمة جنود لعدم رغبتهم بالقتال فهذا يدق الجرس".
ويرى "كهانا" ضرورة عدم المساهمة في رفع معنويات العدو والعمل على رفع معنويات الجيش قائلاً " من يهتم بالأسرى لا يتحدث لخاطفيهم اموراً كهذه ، من مهتم بالنصر على الاعداء لا يفعل ذلك".
أما الصحافي بن كسبيت " محرر صحيفة معاريف" فقال : "الرقابة ؟ هنالك ظواهر تفكك داخل الجيش نفسياً وجسدياً وانت ترغب بأن نخفي ذلك ؟ هل انت طبيعي ؟ ما المرحلة القادمة ؟ خلايا تصفية تسير خلف الجنود في الميدان لتقتل من يستنكف عن القتال ؟
بدوره قال الصحافي يائير نفوت : "كهانا ، أسلوبك يتناسب مع الاتحاد السوفييت ايام ستالين ، ولكن لا يليق بصحافي يدعي بأنه من دولة ديمقراطية ، فمهمة الاعلام التحدث عن هذه الظواهر وعدم تجميل الواقع والبحث عن الكذب وخلق واقع مريح للسلطة الحاكمة ، من المؤسف جدا بأنك تخون مهنتك ولا تفهم ابجدياتها" .
أما والدة جندي تم اغلاق الفصيل الذي عمل فيه لأسباب نفسية وتدعى " ايلا تسفيئيل" فقالت معقبة على دعوات كهانا : "كأم لمقاتل بدأ في فصيل يضم 25 جندي وانتهى بثلاثة جنود فقط حيث تم اغلاق الفصيل بعدها ، أنصحك بالتجند والقيام بخدمة الاحتياط او تكون أباً لجندي في هذه الحرب وعندها فسّر له ماذا يعني رفع المعنويات في هكذا واقع" .
ويرى الناشط الاسرائيلي "اورن هيلمان" ان نسب الامراض النفسية في الجيش مرتفعة وصعبة على الإخفاء قائلاً " هل أصبت في دماغك !! الجنود ينتحرون لأسباب نفسية ففي العام الماضي انتخر 21 جندي وسيتضاعف الرقم هذا العام ، 12% من جنود الاحتياط في رب السابع من اكتوبر يعانون من أزمات نفسية خطيرة".
وأظهرت معطيات اسرائيلية ارتفاعًا كبيرًا في عدد المصابين في جيش الاحتلال والمصنفين كـ"معاقين" بشكل كبير، منذ بداية الحرب على قطاع غزة قبل قرابة العامين.
وذكرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية، وفق ترجمة وكالة "صفا"، أن عدد الإصابات النفسية في الجيش بلغ أكثر من 10 آلاف منذ بداية الحرب، منهم 3769 تم الاعتراف بهم كمعاقين نفسيين، بعد تعرضهم لصدمات نفسية خطيرة.
ومن المتوقع ارتفاع عدد المصنفين كمعاقين في جيش الاحتلال إلى 100 ألف جندي مع حلول العام 2028، وهم من مصابي حروب الكيان، والكثير منهم من مصابي الحرب الحالية على القطاع.