أبدت القاهرة "تفاؤلا" بشأن الوصول إلى اتفاق هدنة بين إسرائيل وحركة حماس، فيما أجرى الرئيس الأميركي جو بايدن، اتصالين هاتفيين مع الرئيس المصدري عبد الفتاح السيسي، وأمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، لحثهما على بذل كل الجهود لضمان إطلاق سراح الرهائن الذين تحتجزهم حماس.

وقال وزير الخارجية المصري، سامح شكري، الإثنين، إن مصر متفائلة إزاء اقتراح للهدنة وإطلاق سراح الرهائن في قطاع غزة، لكنها تنتظر ردا على الاقتراح من إسرائيل وحماس.

وبذلت مصر جهودا حثيثة في الأيام القليلة الماضية لإحياء المفاوضات المتوقفة بين إسرائيل وحماس. وتشعر القاهرة بالقلق من احتمال مضي إسرائيل قدما في تنفيذ عملية برية في رفح على الحدود مع مصر، والتي تعتبر الملاذ الأخير لأكثر من مليون شخص نزحوا إليها.

وقال شكري خلال جلسة ضمن فعاليات المنتدى الاقتصادي العالمي في الرياض: "نأمل بأن يكون الاقتراح قد أخذ في الاعتبار موقف الجانبين وتوخى كسب الاعتدال من الجانبين ونحن في انتظار القرار النهائي".

وتابع: "هناك عوامل سيكون لها تأثير على الجانبين.. لكن يحدوني الأمل في أن يرتقي الجميع إلى مستوى الحدث ويدركوا أننا لا يمكن أن نستمر في الوضع (الحالي) بالخسائر المستمرة في الأرواح".

"هدنة مستدامة وهدوء دائم".. هل ينجح مقترح "المراحل" بوقف الحرب في غزة؟ بعد 7 أشهر من الحرب في قطاع غزة، يسود "تفاؤل حذر" الأوساط الفلسطينية والإسرائيلية والمصرية، حول التوصل لاتفاق على مراحل لـ"إرساء هدوء دائم" في القطاع المدمر، فهل يمكن وقف إطلاق النار ؟، وهل يستطيع سكان الشمال العودة لمناطقهم مرة أخرى؟

وفي وقت سابق، أعرب وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، عن أمله في أن توافق حماس على اتفاق هدنة وصفه بأنه "سخي جدا".

وقال بلينكن خلال الاجتماع الخاص للمنتدى الاقتصادي العالمي في الرياض: "أمام حماس اقتراح سخي جدا من جانب إسرائيل"، مضيفا: "عليهم أن يقرروا، وعليهم أن يقرروا بسرعة. آمل أن يتخذوا القرار الصحيح".

مسؤولون: إسرائيل خفضت عدد الرهائن الذين تطالب بإطلاق سراحهم خفضت إسرائيل عدد الرهائن الذين تريد من حركة حماس أن تطلق سراحهم سراحهم خلال المرحلة الأولى من الهدنة الجديدة في غزة، وفقا لثلاثة مسؤولين إسرائيليين تحدثوا إلى صحيفة نيويورك تايمز. إدخال تعديلات

ونقلت وكالة رويترز عن مصدرين أمنيين مصريين، أن "وفدا من حماس غادر القاهرة في وقت متأخر الإثنين، للتشاور مع قيادة الحركة بشأن الاقتراح الأحدث المعدل، ومن المتوقع أن يعود بالرد خلال يومين".

وقال المصدران الأمنيان اللذان طلبا عدم الكشف عن اسميهما، لرويترز، إنه "جرى إدخال بعض التعديلات على شروط الوقف النهائي لإطلاق النار في غزة الذي طالبت به حماس، وكذلك مطلب الحركة الانسحاب الإسرائيلي من القطاع".

وقالت حماس، السبت، إنها تلقت رد إسرائيل الرسمي على أحدث مقترح لها بخصوص وقف إطلاق النار، مضيفة أنها ستدرسه قبل أن تسلم ردها.

وتحدث شكري خلال حلقة نقاشية في الرياض بحضور وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي، الذي قال إن الحكومة الإسرائيلية "مسؤولة عن معارضة حل الدولتين لإسرائيل والفلسطينيين، الذي يمكن أن يحقق السلام الدائم".

وأضاف الصفدي: "(رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين) نتنياهو يقول إنه يريد النصر في غزة، لكنه لم يجلب إلا الهزيمة الكاملة لإسرائيل.. وجعل إسرائيل دولة منبوذة".

واندلعت الحرب إثر الهجوم الذي شنته حماس في 7 أكتوبر على جنوب إسرائيل وأسفر عن مقتل نحو 1170 شخصا، معظمهم من المدنيين وبينهم نساء وأطفال، حسب حصيلة أعدتها وكالة فرانس برس استنادا إلى أرقام رسمية إسرائيلية.

كما خُطف خلال الهجوم نحو 250 شخصا ما زال 130 منهم رهائن في غزة، ويُعتقد أن 34 منهم لقوا حتفهم، وفق تقديرات رسمية إسرائيلية.

وأدى الرد الإسرائيلي إلى مقتل ما لا يقل عن 34488 شخصا في غزة، معظمهم من النساء والأطفال، وفقا لوزارة الصحة في القطاع.

اتصالات بين رؤساء أميركا ومصر وقطر

أجرى الرئيس الأميركي، جو بايدن، الإثنين، اتصالين هاتفيين مع الرئيس المصري، عبدالفتاح السيسي، وأمير قطر، تميم بن حمد آل ثاني، حيث حث على بذل كل الجهود لضمان إطلاق سراح الرهائن الذين تحتجزهم حركة حماس، "لأن هذا هو الآن العقبة الوحيدة أمام وقف فوري لإطلاق النار وإغاثة أهل غزة"، حسب البيت الأبيض.

وقادت مصر إلى جانب قطر والولايات المتحدة، جهود الوساطة في الشهور القلائل الماضية للتوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار وإطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين الذين تحتجزهم حماس منذ السابع من أكتوبر.

وقالت الرئاسة المصرية إن "السيسي وبايدن بحثا آخر التطورات بخصوص المفاوضات الجارية لوقف إطلاق النار في غزة، ومخاطر التصعيد العسكري المحتمل في رفح".

وأضافت الرئاسة في بيان: "الاتصال تناول آخر مستجدات المفاوضات الجارية والجهود المصرية للتوصل إلى تهدئة في قطاع غزة ووقف لإطلاق النار وتبادل الرهائن".

وذكرت الرئاسة المصرية في البيان، أن الرئيسين شددا خلال الاتصال على "خطورة التصعيد العسكري في مدينة رفح الفلسطينية، لما سيضيفه من أبعاد كارثية للأزمة الإنسانية المتفاقمة بالقطاع فضلا عن تأثيراته على أمن واستقرار المنطقة".

وجاء في البيان: "الرئيس أكد ضرورة النفاذ الكامل والكافي للمساعدات الإنسانية، مستعرضا الجهود المصرية المكثفة في هذا الصدد، كما أكد الرئيسان ضرورة العمل على منع توسع دائرة الصراع، وجددا تأكيد أهمية حل الدولتين باعتباره سبيل تحقيق الأمن والسلام والاستقرار بالمنطقة".

بدوره، قال الديوان الأميري في قطر في بيان، إن بايدن وأمير قطر بحثا "تطورات الأوضاع في قطاع غزة والأراضي الفلسطينية المحتلة، وجهود البلدين من أجل التوصل لاتفاق وقف فوري ودائم لإطلاق النار في غزة".

المصدر: الحرة

كلمات دلالية: إطلاق سراح الرهائن وقف إطلاق النار الرهائن الذین لإطلاق النار فی قطاع غزة فی غزة

إقرأ أيضاً:

WP: بايدن أمام خيارين بعد رد حماس على مقترح وقف إطلاق النار

سلطت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، الضوء على خيارات الرئيس جو بايدن بعد رد حركة حماس على المقترح الأخير بشأن وقف إطلاق النار في قطاع غزة وعقد صفقة تبادل للأسرى.

وقالت الصحيفة في مقال كتبه جيسون ويليك بعنوان: "بعد تحفظ حماس الأخير على وقف إطلاق النار يوجد خياران أمام بايدن"، مضيفة أن "بايدن عليه العزف عن رأب الثغرات خلال المفاوضات وإجبار إسرائيل أو حماس على الخضوع للإرادة الأمريكية".

وتابعت بقولها: "لا ينبغي أن يكون تحفظ حماس الأخير على مقترح بايدن للهدنة واتفاق الأسرى الذي تدعمه الولايات المتحدة مفاجئا للجميع"، معتبرا أن "السنوار يعلم أن وقف القتال لن يمنع إسرائيل من استئناف جهودها للقضاء على حماس بعد صفقة تبادل الأسرى".

وأردفت قائلة: "حتى لو حصل السنوار على حق اللجوء في دولة أخرى، فإن أجهزة المخابرات الإسرائيلية قادرة على ملاحقته، وفي الوقت الراهن، ليس لدى حماس حافز كبير للانسحاب من المشهد".

ويؤكد الكاتب أن ما يثير الدهشة هو أن إدارة بايدن بذلت جهودا حثيثة في صياغة دبلوماسية محكوم عليها بالفشل، وأنها حتى الآن تبدو ملتزمة بنفس المسار، وهو ما دفع وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، إلى التساؤل خلال مؤتمر صحفي عما إذا كانت حماس "حسنة النية"، لكنه في ذات الوقت قال إنه "مصمم على محاولة رأب الثغرات" في المفاوضات".

ويلفت الكاتب إلى إن "إسرائيل لديها حاجة سياسية واستراتيجية للقضاء على حماس كقوة مقاتلة في غزة، كما أن حماس لديها حاجة وجودية للبقاء حتى تتمكن من مواصلة القتال فيما بعد، ويرى الكاتب أن إدارة بايدن كانت تعمل منذ أشهر على افتراض أنه يمكن التغلب على هذا التناقض بدبلوماسية معقدة، وكانت النتيجة إخفاق متوقع في التوصل إلى هدنة".



ويضيف الكاتب أن "الوقت حان لكي يتوقف بايدن عن رأب ثغرات، واستخدام سلطته لإجبار جانب أو آخر على الخضوع للإرادة الأمريكية، وهذا يعني إما تقديم الدعم الكامل للهدف العسكري الإسرائيلي المتمثل في القضاء على حماس، أو المطالبة صراحة بإنهاء الحرب التي تترك حماس في السلطة".

ويؤكد الكاتب أن "الخيار الأول سيكون الطبيعي، إذ يمكن لبايدن أن يعلن أن إدارته قضت شهورا في العمل مع إسرائيل للتوصل إلى عروض سخية لوقف إطلاق النار، وأنه كان يأمل في حسن النية من جانب قيادة حماس، وهو ما يبرر له الإعلان عن كون إسرائيل تحظى بدعم أمريكي كامل لهدفها العسكري المتمثل في تدمير قدرات حماس العسكرية، والقضاء على قادتها، ونزع سلاح قطاع غزة بالكامل، مهما كلف الأمر".

أما الخيار الثاني، بحسب رأي الكاتب، فهو "محاولة فرض وقف دائم لإطلاق النار على إسرائيل مع بقاء حماس كقوة حاكمة في غزة، وهو ما يبرر لبايدن الإعلان بأن هذه الحرب استمرت فترة طويلة للغاية وتسببت في مقتل عدد كبير جدا من الأبرياء، ورفضت حماس اتفاق وقف القتال، لأنها تعتقد أن إسرائيل ستستأنف الحرب بعد التوقف. لذا يمكن التعهد لحماس بعدم السماح لإسرائيل باستئناف الحرب. وإذا فعلت ذلك، فسوف تقطع عنها إمداداتها العسكرية ودعمها الدبلوماسي".

ويختتم الكاتب جيسون ويليك مقاله مشيرا إلى أن أي من هذين الخيارين، وهما "اللجوء إلى القضاء على حماس بالكامل أو إجبار إسرائيل على قبول استمرار قوة حماس، سيكون صعبا سياسيا على بايدن، فالأول من شأنه أن يزيد من غضب منتقديه الصاخبين في اليسار المناهض لإسرائيل، والثاني من شأنه أن يؤدي إلى رد فعل عنيف من الحزبين أكثر حدة مقارنة بما حدث عندما هدد بقطع إمداد الأسلحة لإسرائيل إذا دخلت رفح. حان الوقت لبايدن أن يتخذ خيارا ويدافع عنه سياسيا: شروط إسرائيل، أو شروط السنوار".

مقالات مشابهة

  • هنية: رد حماس على مقترح الهدنة يتوافق مع مبادئ الخطة التي أعلنها بايدن
  • جيش الاحتلال يُقر علنًا بفشله في غزة.. ويتحدث عن "هدنة تكتيكية"
  • البيت الأبيض يعلن تواصله مع مصر و قطر لدعم وقف إطلاق النار في غزة
  • WP: بايدن أمام خيارين بعد رد حماس على مقترح وقف إطلاق النار
  • البيت الأبيض: قطر ومصر تعتزمان التواصل مع حماس بشأن مقترح وقف إطلاق النار
  • عبد المنعم سعيد: المشروع الأمريكى يتحدث عن هدنة فى غزة حتى وقف إطلاق نار
  • حماس: لا نعلم عدد الرهائن الأحياء.. والحرب "رد فعل"
  • حماس تطالب بموقف إسرائيلي واضح بشأن اتفاقية وقف إطلاق النار في غزة
  • مباشر. حرب غزة| قصف متواصل على القطاع وتصعيد مستمر في شمال إسرائيل وبايدن يستبعد التوصل لاتفاق هدنة قريبًا
  • غزة.. حديث أمريكي عن عائق أمام وقف إطلاق النار