"السنوات المقبلة ستكون مختلفة جداً".. الجملةُ هذه مثّلت عنواناً لفيديو أظهر عناصر مثلمين من "قوات الفجر" - الجناح العسكري للجماعة الإسلامية في لبنان، وذلك خلال "استعراض عسكري" أقيم أول من أمس في ببنين - عكار، خلال تشييع قياديين إثنين من الجماعة إغتالتهما إسرائيل في بلدة ميدون هما مصعب وبلال خلف.
الجملةُ هذه تحمل معانٍ كثيرة من الناحية السياسية والعسكرية، علماً أنّ "توسع الجماعة" على الصعيد الداخلي قد لا يلقى تأييداً كبيراً نظراً لعدم قبولها كـ"حالة سُنية" تعوّض إنكفاء "تيار المستقبل".


ما يجري الآن هو أن الجماعة الإسلامية قررت تعويض خسائرها السياسية التي تلقتها في أكثر من منطقة من خلال العمل العسكري المرتبط بمواجهة إسرائيل. المسألة هذه باتت محسوبة، فيما يساهم هذا الأمر بطرح تساؤلات عما تخطط له الجماعة مُستقبلياً على صعيد سلاحها ونفوذها العسكري في جنوب لبنان.
"تصادم ميداني"؟
تقولُ مصادر معنية بالشؤون العسكرية أنّ حالة "قوات الفجر" كانت وليدة الإحتلال الإسرائيلي عام 1982، لكنها انكفأت بشكل كبير عقب بروز نجم "حزب الله" طوال السنوات التي سبقت جنوب لبنان عام 2000، وتضيف: "في العام 2006، اختارت قوات الفجر أن تتبنى عمليات ضد إسرائيل في جنوب لبنان، فيما كانت المعركة الحالية بوابة عبور لها مجدداً لإثبات وجودها".
المفارقة، بحسب المصادر، هو أن الجماعة لم تذهب بعد حرب تمّوز لتبني خطابٍ "يثبت وجودها السياسي والعسكري"، علماً أن آفاق المرحلة المقبلة على هذا الصعيد باتت تُدرس جدياً الآن في أروقة التنظيم السني، لاسيما أنه بات له شهداءٌ "على طريق الجنوب" سيمثلون بطاقة عبوره نحو تثبيت وجوده أكثر وترسيخ ما يريده سياسياً بالدرجة الأولى.
وفي حال كانت الجماعة الإسلامية راغبة في تكريس "قوات الفجر" كحركة مقاومة فعلية مستمرة ودائمة ضد إسرائيل، فإن ذلك سيعني بالدرجة الأولى دخول "شريك جديد" مع "حزب الله" على أرض الجنوب، وذلك بمعزلٍ عن نطاق انتشار الأخير توازياً مع أي تسوية مقبلة يتم العمل عليها لإنهاء التوتر الحدوديّ مع إسرائيل.
المصادر تلفت إلى أن هذا الأمر المطروح سيعني أن الحزب لن يبقى وحيداً على الجبهة، في حين أن أطرافاً أخرى قد "تزداد شهيتها" للدخول إلى الميدان الجنوبيّ، ما يساهم بدرجة كبيرة في تحويل الأمور إلى "صراع خفي" في أماكن مختلفة خصوصاً إن وجد كل طرف أن الآخر سيؤثر عليه استخباراتياً وعسكرياً.
السيناريو هذا مطروح، وتقول المصادر عينها إنّ التصادم الميداني قائم وبشدة، ما سيجعل إمكانية اندلاع مواجهة ضمنية بين الأطراف المختلفة واردة إلى حد كبير، والسبب هو أنّ الجماعة الإسلامية لا تتفق عقائدياً مع "حزب الله"، في حين أن الإلتقاء الميداني لا يعني إندماجاً سياسياً في ظل الإفتراق الإستراتيجيّ إن كان على صعيد الحرب السورية وغيرها.
إمتدادٌ حقيقي لـ"حماس"
ما سيحصل مع حالة الجماعة الإسلامية هو أنّ وجودها لن يكون مقتصراً على ذاتها فقط، بل ستكون حركة "حماس" الداعم الأبرز لها خلال المرحلة المقبلة وذلك في إطار تعزيز "التحالف" والإمتداد القائم بين الطرفين.
الأمرُ هذا قد يشكل إحراجاً لـ"حزب الله" من ناحية أو بأخرى، ففي حال وافق ضمنياً على هذه الآفاق الخاصة بالجماعة و "حماس"، فإنه بذلك سيكون قد أقرّ فعلياً بنفوذ فلسطيني جديد داخل لبنان من بوابة الجنوب، الأرض التي تعتبر معقلاً أساسياً له.
كل ذلك سيتعارض مع ما يمكن أن تقدمه التسويات المقبلة، لهذا السبب تلفت المصادر إلى أنّ المطلوب هو مقاربة واقعية لنفوذ كل طرفٍ وجد نفسه معنياً بالصراع القائم، وذلك على قاعدة "ترتيب الوجود".
الشارع.. هل سيقبل بـ"إمتداد الجماعة"؟
ضمنياً، تعتبر الجماعة حزباً فاعلاً من الناحية التنظيمية والسياسية والإجتماعية، لكن المؤيدين لها ينحصرون في جبهة المناصرين والمحازبين. كذلك، فإن "العراضات" التي حصلت مؤخراً أدت إلى إهتزاز صورتها بشكل كبيرٍ، لاسيما أن المشاهد التي جرى رصدها غير مُطمئنة.
مصدرٌ سياسي في حزب لبناني بارز يقول إن "الجماعة مقبولة لدى الأطراف المحسوبة عليها، لكن قد لا تلقى قبولاً موسعاً لدى البيئة السنيّة ككل"، ويتابع: "الجماعة تعتبر امتداداً للإخوان المسلمين في مصر، وبروزها في لبنان سيكون إحياء لنفوذ الإخوان بشكل أو بآخر، وقد يكون ذلك بمثابة انتصار لهذا المعسكر. لذلك، قد لا يحوز هذا الأمر على قبول لبناني، ولهذا السبب قد لا يكون امتداد وتوسع الجماعة أمراً قائماً بشكله الفعلي".
على أساس ذلك، يرى المصدر أنّ الساحة السنيّة هي التي ستُحدّد كل ما يتعلق بهذا النفوذ، مشيرة إلى أن الإنتخابات البلدية التي تم تأجيلها مدة سنة كاملة، كادت أن تكون إمتحاناً واختباراً لنفوذ الجماعة في المناطق السنيّة المختلفة بعد الحرب، لكن هذا الأمر تم إرجاؤه حالياً وبالتالي لا أداة شعبية بيد التنظيم المذكور لفحص قاعدته الشعبية أولاً والقواعد الأخرى ضمن البيئة التي ينتمي إليها. المصدر: خاص "لبنان 24"

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: الجماعة الإسلامیة قوات الفجر هذا الأمر حزب الله

إقرأ أيضاً:

الاحتلال يستولي على 41 دونما من أراضي محافظة رام الله

استولت سلطات الاحتلال الإسرائيلي على ما مساحته 41 دونماً من أراضي المواطنين في محافظة رام الله ، مطلع الشهر الجاري، من خلال أوامر عسكرية تحت مسمى "أوامر وضع يد"، لفرض وقائع جديدة؛ بحجة الأغراض الأمنية والعسكرية.

ووفق تقرير صادر عن هيئة مقاومة الجدار والاستيطان، فإن الأمر الأول الذي حمل الرقم (ت/59/25) استهدف ما مساحته 23.834 دونماً من أراضي قرى شبتين، ودير عمار، ودير قديس، غرب رام الله، تحت مسمى وضع يد لأغراض عسكرية. يهدف الأمر إلى وضع اليد على المساحة المذكورة سابقا، بهدف إنشاء منطقة عازلة حول "مستعمرة نعاليه"، المقامة على أراضي القرى المذكورة.

وأشارت إلى أن المساحات المعلنة للاستيلاء تتداخل بين مساحات جديدة لصالح الأمر العسكري، فيما يقضي الأمر بتخصيص مساحات استيلاء تحت مسمى "أراضي دولة" لصالح الأمر العسكري، والتي تبلغ مساحتها 16.834 دونماً من أراضي المواطنين.

وأضافت: يستهدف الأمر الثاني الذي حمل الرقم (ت/17/23) ما مساحته 12.221 دونماً من أراضي قريتي دير غسانة، واللبن شمال غرب رام الله، تحت مسمى وضع يد لأغراض عسكرية. يهدف الأمر إلى تعديل أمر عسكري صادر في عام 2023 من خلال إلغاء السيطرة على مساحة 4.792 دونماً، وإضافة مساحة جديدة إلى الأمر العسكري تبلغ مساحتها 5.888 دونماً لوضع اليد.

في حين يقضي الأمر بتخصيص ما مساحته 6.333 دونماً معلنة أصلا أراضي دولة لتكمل نطاق الأمر العسكري الذي يبلغ الآن ما مساحته 12.221 دونماً، وذلك بهدف إقامة منطقة عازلة حول مستعمرة بيت أرييه المقامة على أراضي المواطنين في القريتين المذكورتين.

واستهدف الأمر الثالث الذي حمل الرقم ت/38/25 ما مجموعه 4.659 دونماً من أراضي قريتي شبتين ودير قديس غرب محافظة رام الله، وذلك بهدف إقامة طريق عسكري يصل بين مستعمرتي نعاليه ونيلي المقامتين على أراضي المواطنين في القريتين، ويشير تحليل المساحات المستهدفة بملف الأمر العسكري إلى تخصيص دولة الاحتلال ما مساحته دونم معلن كأراضي دولة لصالح الأمر العسكري، في حين تضاف 3.654 دونماً إلى الأمر المشار إليه.

وحسب بيانات هيئة مقاومة الجدار والاستيطان، فمنذ مطلع عام 2025 أصدرت سلطات الاحتلال ما مجموعه 19 أمرا عسكريا لأغراض وضع يد على الأراضي الفلسطينية، أدت 6 منها إلى إقامة مناطق عازلة حول المستعمرات، منها: اثنان حول مستعمرتي "نيكوديم وإفرات" في المجمع الاستعماري غوش عتصيون على أراضي محافظة بيت لحم تحديدا، وآخر حول بؤرة "أفيتار" في محافظة نابلس ، وآخر حول بؤرة حفات جلعاد على أراضي محافظة قلقيلية، والأخير حول مستعمرتي "نعاليه"، و"بيت أرييه" في محافظة رام الله.

وكثفت دولة الاحتلال في الفترة الأخيرة إصدار هذا النوع من الأوامر، في محاولة لفرض وقائع جديدة على الأراضي الفلسطينية تتمثل في إقامة الأبراج العسكرية والشوارع المخصصة للجيش والمستعمرين، يضاف إليها المناطق العازلة حول المستعمرات، تتجند هذه الأوامر العسكرية في خدمة المستعمرين والمستعمرات، على حساب أراضي المواطنين وقدرتهم على ممارسة حياتهم الطبيعية.

المصدر : وكالة وفا اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد المزيد من آخر أخبار فلسطين مجلس الأمن يصوّت اليوم على قرار لوقف إطلاق النار في غزة الأمم المتحدة: هجمات الاحتلال على المدنيين في غزة ترقى إلى جرائم حرب الحكومة: من المقرر أن يتم الإعلان عن تفاصيل رواتب الموظفين العموميين يوم غد الأكثر قراءة في تحد للمحكمة الجنائية الدولية: بن غفير يتوعد بتوسيع الاستيطان في الضفة أسواق الهند في غزة: تجارة فوق الحطام يائير غولان: لا تغيير جوهري في مواقفه أعمال يوم عرفة السيد السيستاني 1446 عاجل

جميع الحقوق محفوظة لوكالة سوا الإخبارية @ 2025

مقالات مشابهة

  • إسرائيل تكشف طبيعة الأهداف التي تهاجمها في لبنان
  • تصعيد خطير في لبنان.. إسرائيل تقصف عمق الضاحية الجنوبية لبيروت
  • محللون: صمود الحوثيين يربك إسرائيل والهجمات باليمن بلا جدوى
  • بعد مرور 100 يوم على تشكيل الحكومة... سلام يكشف ما ينتظر لبنان الأسابيع المقبلة!
  • مجرة المرأة المسلسلة قد لا تصطدم بمجرتنا بعد 4.5 مليارات سنة
  • لماذا انتصرت إسرائيل في لبنان وفشلت في اليمن؟: السعودية تفتح ملفاً مسكوتاً عنه
  • الاحتلال يستولي على 41 دونما من أراضي محافظة رام الله
  • العفو الدولية تدعو لرفض خطة المساعدات التي تستخدمها “إسرائيل” سلاحا ضد المدنيين في غزة
  • إسرائيل ترسل بكثافة ملاجئ متنقلة إلى الشمال.. هل تُحضّر لمواجهة ثانية مع حزب الله؟
  • مغردون: سيناريو عربات جدعون في رفح يتكرر في الشمال