كشف حسن شحاتة، وزير العمل، عن قيام الوزارة بإعداد مشروع قانون للعمالة المنزلية، مشيراً إلى أنه تم الانتهاء من مسودة القانون، وتعمل الوزارة حالياً على مناقشة هذه المسودة مع الجهات والأطراف المعنية، وقال إن مشروع القانون الجديد يتضمن نصوصاً تشريعية من شأنها توفير الحماية والرعاية للعمالة المنزلية، وتقنين أوضاعهم، ودمجهم فى سوق العمل الرسمية، وتدريبهم وتأهيلهم، ومنحهم شهادات مُزاولة مهنة، فضلاً عن التعامل القانونى مع شركات الاستخدام وأصحاب الأعمال بعقود عمل رسمية، وتراخيص قانونية.

. وإلى نص الحوار:

ما آخر التطورات بشأن مشروع قانون العمل الموحد؟

- قانون العمل حالياً فى مرحلة التنقيح، حيث يتم عرض الملاحظات التى أشارت إليها لجنة القوى العاملة فى البرلمان، لإعادة صياغتها، من خلال لجنة قانونية أصدرت قراراً بتكليفها لصياغة هذه الملاحظات، بعد تسلمها من منظمات أصحاب الأعمال والعمال، تمهيداً لعرضها على المجلس الأعلى للحوار الاجتماعى بمجال العمل، قبل أن يتم عرض مشروع القانون على البرلمان لإصداره، وأود أن أؤكد هنا أن مشروع قانون العمل الموحد يهدف لإحداث التوازن بين طرفى العملية الإنتاجية، وتلافى سلبيات قانون العمل الحالى رقم 12 لسنة 2003، وتحقيق الأمان الوظيفى، وجذب المزيد من الاستثمارات للسوق المحلية.

ما الامتيازات التى يكفلها القانون الجديد للعمال فى ظل «الجمهورية الجديدة»، التى أرسى قواعدها الرئيس عبدالفتاح السيسى؟

- عدد مواد مشروع قانون العمل الموحد يصل إلى 265 مادة، وجاء مشروع القانون الجديد ليعالج القصور الوارد بقانون العمل الحالى، وتطبيق مفهوم النصوص الدستورية، وتماشياً مع المبادئ الدستورية التى أقرتها المحكمة الدستورية العليا، ومُستنداً إلى ما استقر عليه الفقه والقضاء، وما نصت عليه اتفاقيات منظمة العمل الدولية، ومن أهم مزايا القانون الجديد، تحقيق التوازن الوظيفى للعاملين بالقطاع الخاص، وإلغاء استمارة 6 التى كانت تستخدم فى التهديد بفصل العامل، وصرف تعويض للعامل يساوى أجر شهرين عن كل سنة من سنوات الخدمة حال الفصل التعسفى، وحظر فصل العامل من جانب إدارة العمل دون معرفة المحكمة العمالية، وتحويل العقد المؤقت إلى دائم بعد 4 سنوات تلقائياً، وحظر فصل الموظفة أثناء الوضع، ومنحها إجازة 3 أشهر مدفوعة الأجر، وحصول العامل على إجازة تصل إلى 21 يوماً فى العام قابلة للزيادة، وحظر تشغيل الأطفال قبل بلوغهم سن 15 عاماً.

ماذا قدمت الدولة لتحسين أجور عمال القطاع الخاص، فى ظل ارتفاع الأسعار، وظروف المعيشة الصعبة؟

- رغم التحديات العالمية، فقد أخذت الدولة على عاتقها، فى ظل توجيهات رئاسية بزيادة أجور العاملين بالقطاع الخاص، لمساواتهم بنظرائهم فى القطاع العام، بشكل متسارع، خاصةً خلال الـ5 سنوات الأخيرة، وذلك بزيادة الحد الأدنى لأجور العاملين بالجهاز الإدارى للدولة، البالغ عددهم ما بين 5 و6 ملايين موظف، بنحو 7 مرات، من 1200 جنيه قبل عام 2017، إلى 6000 جنيه اعتباراً من مارس 2024، وتم كذلك زيادة الحد الأدنى لأجور العاملين بالقطاع الخاص، وعددهم ما يقرب من 18 مليون عامل، بنحو 4 مرات خلال آخر ثلاث سنوات، إذ ارتفع المرة الأولى من 2400 جنيه فى يناير 2022، إلى 2700 جنيه، ثم فى يناير 2023، وزاد فى يوليو من نفس العام إلى 3 آلاف جنيه، وارتفع إلى 3500 جنيه مطلع العام الحالى 2024، ليزيد بعدها بأربعة شهور إلى 6 آلاف جنيه، بدايةً من أول مايو 2024.

ما مدى استجابة القطاع الخاص لقرار رفع الحد الأدنى للأجور إلى 6 آلاف جنيه؟

- هناك تعاون كبير وتفهم من أصحاب العمل ومنشآت القطاع الخاص، وقد وضعت الحكومة ضوابط واضحة لتطبيق الحد الأدنى للأجور، وأصدرنا كتاباً دورياً حددنا فيه موعداً حتى 15 مايو الجارى، لإتاحة الفرصة للمنشآت المتعثرة، التقدم بطلب الاستثناء من تطبيق قرار رفع الحد الأدنى للأجور إلى 6 آلاف جنيه، ليتم البت فى الطلب من قبل المجلس القومى للأجور.

نسمع عن مبادرات وبرامج حماية اقتصادية واجتماعية تقدمها الدولة للعامل المصرى وملف التوظيف، ما أبرز تلك البرامج؟

- أطلقت الدولة، بتكليفات وتوجيهات رئاسية، فى ملف العمل على مدار السنوات العشر الماضية، العديد من المبادرات وبرامج الحماية الاجتماعية للعمال المصريين وأسرهم، تمحورت هذه البرامج حول تحسين الدخل وتوفير الاستقرار والأمن الاجتماعى والاقتصادى للعامل، ومنها على سبيل المثال لا الحصر، زيادة الحد الأدنى للأجور، وصرف منح العمالة غير المنتظمة أثناء تداعيات جائحة كورونا، ودعم العمالة الرسمية فى المنشآت المتعثرة من صندوق الطوارئ لدعم العمالة، التابع لوزارة العمل، إضافة إلى المجهود الضخم الذى يقدمه صندوق إعانات الطوارئ للعمال، وهو إحدى أذرع الدولة لحماية العمال، حيث قامت الوزارة، من خلال هذا الصندوق، بصرف إعانات الطوارئ، ومساندة منشآت القطاع الخاص والقطاع العام التى تعثرت متأثرة بتداعيات فيروس كورونا، وبلغ إجمالى المبالغ التى تم صرفها أكثر من 1.6 مليار جنيه خلال 10 سنوات، منها 1.532 مليار جنيه لمساندة منشآت قطاع السياحة فقط، استفاد منها 206 آلاف و365 عاملاً، وبحسب أحدث بيان لمجلس إدارة الصندوق، فقد بلغت نفقات الصندوق، منذ تأسيسه عام 2002 وحتى بداية مارس 2024، مبلغ 2 مليار و216 مليوناً و300 ألف جنيه، استفاد منها 324 ألفاً و670 عاملاً، فى 3983 منشأة متعثرة، كما أنفق الصندوق، اعتباراً من 1 يناير 2023 وحتى 31 يناير 2024، 35 مليوناً و600 ألف جنيه، استفاد منها 4795 عاملاً، يعملون فى 17 منشأة، ومن المبادرات أيضاً إطلاق مبادرات وبرامج الحماية والرعاية للعمالة غير المنتظمة، والتأكيد على كافة منشآت القطاع الخاص والقطاع العام وقطاع الأعمال العام، بالالتزام بالنسبة المقررة قانوناً، بواقع 5% لتشغيل الأشخاص ذوى الإعاقة، واستمرار العمل على تنمية مهاراتهم ودمجهم فى سوق العمل، والتوصية بسرعة الانتهاء من إصدار قانون العمل الموحد، الذى يحمل فى مواده كل الخير لعمال مصر بالقطاع الخاص، فضلاً عن كافة الإجراءات القوية لحماية حقوق العاملين بالخارج، واسترداد المستحقات المتأخرة للكثيرين من العمال من خلال مكاتب التمثيل العمالى بالخارج، ووفقاً لأحدث إحصاءات وزارة العمل، تم إعادة مستحقات للعمالة المصرية لدى أصحاب الأعمال، منذ عام 2014 وحتى 2023، تتجاوز 2 مليار و105 ملايين جنيه، وتحويلات مالية للعمالة المصرية بالخارج ما يقرب من مليار و7 ملايين و891 ألفاً و313 جنيهاً، فضلاً عن إطلاق 62 فعالية ضِمن مبادرة «سلامتك تهمنا» لنشر ثقافة السلامة والصحة المهنية فى مختلف محافظات الجمهورية، كما بلغ عدد ندوات التوعية، التى عقدتها إِدارات السّلامة والصحة المهنية والمكاتب التابعة بمحافظات الجمهورية للعاملين فى المنشآت، 1832 ندوة توعية خلال الفترة نفسها، استفاد منها 31 ألفاً و70 عاملاً.

ماذا قدمت وزارة العمل للمرأة العاملة، ومدى استجابتها لتوجيهات الرئيس بتمكين المرأة اقتصادياً؟

- لا شك أن المرأة المصرية تحظى باهتمام غير مسبوق من جانب القيادة السياسية، وفى ظل هذا الإطار من الدعم والاهتمام والمُساندة والتمكين، والتزاماً بأحكام الدستور المصرى وامتثالاً للاتفاقيات الدولية التى صادقت عليها مصر، خاصة الاتفاقية رقم 111 بشأن القضاء على التمييز فى الاستخدام والمهنة، والاتفاقية رقم 100 بشأن المساواة فى الأجر، تضع وزارة العمل المرأة المصرية على رأس ملفات عملها، وتضع قضايا تمكين المرأة اقتصادياً فى جميع برامجها التدريبية، من خلال مراكز التدريب الثابتة والمُتنقلة فى جميع المحافظات، وكذلك ضمن أهدافها فى مشروع «مهنى 2030»، الذى أطلقته وزارة العمل فى يناير الماضى، بالتعاون مع القطاع الخاص، لتنمية مهارات شباب وفتيات مصر طبقاً لمعايير العمل الدولية، والمهارات المطلوبة فى سوق العمل الداخلى والخارجى، حيث أصبح للمرأة نصيب كبير فى خطط التدريب من أجل التشغيل، التى تنفذها الوزارة بالتعاون مع القطاع الخاص.

 

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: الجمهورية الجديدة وزارة العمل قطاع الأعمال الحد الأدنى للأجور قانون العمل الموحد القانون الجدید بالقطاع الخاص القطاع الخاص استفاد منها وزارة العمل مشروع قانون آلاف جنیه من خلال

إقرأ أيضاً:

البرلمان يوافق مبدئيا على مشروع قانون مياه الشرب والصرف الصحي

وافق مجلس النواب، برئاسة المستشار الدكتور حنفي جبالي، من حيث المبدأ على مشروع قانون تنظيم مرفق مياه الشرب والصرف الصحي المقدم من الحكومة.


من جانبه استعرض الدكتور محمد عطية الفيومي، رئيس لجنة الإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية الجديدة بمجلس النواب، تقرير اللجنة، مؤكدا أن مشروع القانون إطار تشريعي شامل يهدف إلى تطوير هذا القطاع الحيوي، وتعزيز كفاءته، وضمان استدامة خدماته، بما يتوافق مع التحديات المتزايدة التي تواجهها مصر في مجال إدارة الموارد المائية.

وأوضح أن الدستور الحالى في مادته رقم (٤٤) نص على أن تلتزم الدولة بحماية نهر النيل، والحفاظ على حقوق مصر التاريخية المتعلقة به، وترشيد الاستفادة منه وتعظيمها، وعدم إهدار مياهه أو تلويثها، كما تلتزم الدولة بحماية مياهها الجوفية، واتخاذ الوسائل الكفيلة بتحقيق الأمن المائي ودعم البحث العلمي في هذا المجال.

وأشار إلى أن المادة رقم (۷۹) من الدستور نص على أن لكل مواطن الحق في غذاء صحي وكاف، وماء نظيف، قائلا: أصبح لزامًا على المشرع أن يقوم بتحديث البنية التشريعية المنظمة لقطاع المياه والصرف الصحي، والتي تعاني من تشتت القوانين واللوائح القديمة التي لم تعد قادرة على مواكبة المتطلبات المعاصرة. 
وأوضح أنه من خلال هذا القانون، تسعى الدولة إلى توحيد الجهود بين الجهات المعنية، وتعزيز مشاركة القطاع الخاص، وضمان حوكمة رشيدة لهذا المرفق الحيوي. 
ويستند مشروع القانون إلى رؤية استراتيجية تهدف إلى تحسين جودة خدمات مياه الشرب والصرف الصحي، وترشيد الاستهلاك، وحماية حقوق المستهلكين، وتعزيز الشفافية والمساءلة في إدارة هذا القطاع.

اعتمد مشروع القانون، ذات السياسة التشريعية والتنظمية للخدمات العامة عن طريق  النص على إنشاء جهاز(regulator) يتمتع بالشخصية الاعتبارية، ويكون مسئولًا عن مراقبة الأداء، ومنح التراخيص، وضمان التزام مقدمي الخدمة بالمعايير الفنية والقانونية، وذلك أسوة بالجهاز القومى لتنظيم الاتصالات، وجهاز تنظيم مرفق الكهرباء وحماية المستهلك، وجهاز تنظيم أنشطة سوق الغاز، هذا إلى جانب التركيز على أهمية استخدام التقنيات الحديثة في تشغيل وصيانة المنشآت، مما يسهم في رفع كفاءة الخدمات المقدمة.

كما يحرص المشروع بقانون على تحقيق العدالة في توزيع الخدمات، ودعم الفئات الأكثر احتياجًا، من خلال آليات دعم واضحة تضمن عدم تحميل هذه الفئات أعباء مالية إضافية. كما يتناول المشروع قضايا حيوية مثل حماية البيئة من التلوث الناتج عن الصرف الصحي غير المعالج، وضرورة الالتزام بالمعايير الصحية والبيئية عند التخلص من المخلفات.

وعلى الصعيد الاقتصادي، يُشجع هذا المشروع بقانون الاستثمار في قطاع المياه والصرف الصحي، سواء من خلال القطاع الخاص أو عبر الشراكة بين القطاعين العام والخاص، مما يسهم في تخفيف العبء عن الموازنة العامة للدولة، ويضمن توفير التمويل اللازم لتطوير البنية التحتية. كما يضع المشروع إطارًا واضحًا لتحصيل الرسوم والتعريفات، مع مراعاة التوازن بين مصالح مقدمي الخدمات والمستهلكين.

طباعة شارك حنفي جبالي مشروع قانون تنظيم مرفق مياه الشرب والصرف الصحي النواب مجلس النواب الحكومة

مقالات مشابهة

  • حماية حقوق المستهلكين الأبرز.. 10 أهداف لقانون تنظيم مرفق مياه الشرب والصرف الصحي
  • غرفة الشارقة تؤكد دور مجموعات العمل القطاعية في تعزيز نمو القطاع الخاص
  • الهيئات الاقتصادية عرضت مع ممثلين للبنك الدولي برامج تتعلق بزيادة تنافسية القطاع الخاص
  • وزير العمل يعتمد صرف تعويضات ورعاية اجتماعية للعمالة غير المنتظمة
  • مبعوث أممي: المسلمون بالعالم يواجهون تمييزا وقيودا اجتماعية واقتصادية
  • 8 أفعال محظورة على موظفي القطاع الخاص.. اعرفها
  • المشاط: قانون ملكية الشركات الحكومية خطوة لتمكين القطاع الخاص وتحقيق الشفافية
  • «المشاط»،: مشروع قانون الشركات المملوكة للدولة نتاج توصيات المجلس الأعلى للاستثمار
  • برلماني: قانون مياه الشرب يدعم توجه الدولة لمشاركة القطاع الخاص في الاستثمار
  • البرلمان يوافق مبدئيا على مشروع قانون مياه الشرب والصرف الصحي