تقترب الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية من التوصل لاتفاق "تاريخي" من شأنه أن يوفر للمملكة ضمانات أمنية ويحدد مسارا محتملا لعلاقات دبلوماسية مع إسرائيل، وفقا لما نقلت وكالة "بلومبرغ" عن مصادر مطلعة على الموضوع.

وقالت الوكالة إن الاتفاق يواجه الكثير من العقبات، لكنه سيكون بمثابة نسخة جديدة من إطار العمل الذي تم إلغاؤه نتيجة الحرب بين إسرائيل وحركة حماس في غزة.

وأكدت المصادر التي طلبت عدم الكشف عن هوياتها، أن المفاوضات تسارعت في الأسابيع الأخيرة، حيث يشعر العديد من المسؤولين بالتفاؤل بأن واشنطن والرياض قد تتوصلان إلى اتفاق في غضون أسابيع.

"ومن المحتمل أن تعيد مثل هذه الصفقة تشكيل الشرق الأوسط، فإلى جانب تعزيز أمن إسرائيل والمملكة العربية السعودية، فإن من شأنها أيضا أن تعزز موقف الولايات المتحدة في المنطقة على حساب إيران وحتى الصين"، بحسب الوكالة.

وتابعت أن الاتفاقية ستحتاج لموافقة الكونغرس لأنها قد تمنح السعودية إمكانية الوصول إلى الأسلحة الأميركية المتقدمة التي كانت محظورة في السابق. 

وتتضمن الاتفاقية كذلك موافقة السعودية على الحد من استخدام التكنولوجيا الصينية في الشبكات الحساسة في البلاد مقابل الحصول على استثمارات أميركية كبيرة والمساعدة في بناء برنامج ووي مدني.

وتشير الوكالة إلى أنه بمجرد أن تتوصل واشنطن والرياض إلى الاتفاق المرتقب فإنهما ستقدمان خياران لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو: إما الانضمام إلى الصفقة، الأمر الذي يستلزم إقامة علاقات دبلوماسية رسمية مع السعودية والمزيد من الاستثمار والتكامل الإقليمي، أو المضي قدما من دونه.

وتابعت الوكالة أن الشرط الأساسي الذي سيوضع أمام نتانياهو يتعلق بضرورة إنهاء الحرب في غزة والموافقة على مسار لإقامة الدولة الفلسطينية.

عدم اليقين

ومع ذلك ترجح بلومبرغ أن تكون هناك عقبات عدة في طريق الاتفاق، ومنها مسألة إقناع الكونغرس بالموافقة على صفقة تلزم الولايات المتحدة بحماية السعودية عسكريا وهو أمر صعب على البيت الأبيض، خاصة إذا اختارت إسرائيل عدم الانضمام للاتفاق. 

كذلك لا يزال العديد من المشرعين الأميركيين يشعرون بالقلق من ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، الحاكم الفعلي للمملكة، على خلفية مقتل الكاتب في صحيفة واشنطن بوست جمال خاشقجي على يد عملاء سعوديين في عام 2018. 

كما أن الكثير من المشرعين غير مرتاحين بشأن استراتيجية السعودية لخفض إنتاج النفط والتي تسببت في ارتفاع أسعار الخام.

ومن الجانب الإسرائيلي، يقود نتانياهو الحكومة الأكثر يمينية في تاريخ البلاد، وقد استبعد في وقت سابق المضي قدما في خيار حل الدولتين. 

كذلك يؤكد الائتلاف الحاكم في إسرائيل أنه لا يزال يخطط لمهاجمة مدينة رفح في غزة، وهو ما تخشى الولايات المتحدة والدول العربية أن يؤدي إلى مقتل آلاف آخرين من المدنيين الفلسطينيين. 

ومن شأن مثل هذا الهجوم أيضا أن يعرض للخطر احتمالات وقف إطلاق النار على المدى القصير، والذي يقول وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، الذي التقى نتانياهو في القدس الأربعاء، إنه يمثل أولوية للرئيس جو بايدن.

انتصار السياسة

ومع ذلك، فإن لدى زعماء الدول الثلاث الكثير من الحوافز للتوصل إلى اتفاق قريبا. 

بالنسبة لبايدن، يعد مثل هكذا اتفاق فرصة لتحقيق انتصار في السياسة الخارجية قبل الانتخابات الرئاسية المقررة في نوفمبر. 

كذلك فيما يتعلق بالسعودية فإن التوصل لاتفاق سيجنب ولي العهد السعودية حالة عدم اليقين بشأن ما إذا كان الرئيس السابق دونالد ترامب سيقبل توقيع الصفقة إذا فاز في انتخابات نوفمبر.

ويمكن أن يحصل نتانياهو، الذي قالت بلومبرغ إنه سيكون الرابح الأكبر، على فرصة تطبيع العلاقات مع أكبر اقتصاد في الشرق الأوسط والدولة المسؤولة عن حماية أقدس الأماكن الإسلامية، وهو هدف طالما سعى إليه.

وتنقل بلومبرغ عن مسؤولين أميركيين القول إن المحادثات جارية، لكنهم رفضوا التعليق على التفاصيل. 

ولم تستجب حكومة المملكة العربية السعودية على الفور لطلب التعليق. وكذلك رفض مكتب نتانياهو التعليق.

وكان بلينكن قال، الاثنين، خلال زيارته للسعودية: "لقد قمنا بعمل مكثف معا خلال الأشهر الماضية.. أعتقد أن العمل الذي كانت تقوم به السعودية والولايات المتحدة معا فيما يتعلق باتفاقياتنا الخاصة، قد يكون قريبا جدًا من الاكتمال".

وفي نفس الحدث، قال وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان إن الاتفاق "قريب جدا جدا”.

وتسعى إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن إلى إبرام اتفاق تطبيع بين السعودية وإسرائيل، استكمالا لمسار بدأ في عهد سلفه دونالد ترامب، وأثمر اعتبارا من العام 2020، توقيع اتفاقات بين الدولة العبرية ودول عربية عدة هي الإمارات والبحرين والمغرب والسودان.

وتأثرت المباحثات بشأن الاتفاق السعودي الإسرائيلي باندلاع الحرب بين إسرائيل وحماس في قطاع غزة في السابع من أكتوبر، إثر هجوم شنّته الحركة على جنوب إسرائيل وأدى إلى مقتل نحو 1170 شخصا غالبيتهم من المدنيين، وفق تعداد لوكالة فرانس برس استنادا لأرقام رسمية إسرائيلية.

وانتقدت السعودية بشدة الحرب الانتقامية التي شنتها إسرائيل في قطاع غزة، وأسفرت عن مقتل أكثر من 34 ألف شخص معظمهم من النساء والأطفال، وفقا للسلطات الصحية التابعة لحماس.

وقالت الرياض إنها لن تقيم علاقات مع إسرائيل حتى تنسحب القوات الإسرائيلية من القطاع المحاصر ويتم التوصل إلى اتفاق بشأن إقامة دولة فلسطينية.

المصدر: الحرة

كلمات دلالية: الولایات المتحدة

إقرأ أيضاً:

عماد الدين حسين: زيارة وزير الخارجية الإيراني تطور مهم فى علاقات البلدين

قال الكاتب الصحفي عماد الدين حسين عضو مجلس الشيوخ ، إن زيارة وزير الخارجية الإيراني إلى القاهرة تمثل تطورا لافتا ومهما في مسار العلاقات المصرية الإيرانية، كما تعكس في الوقت ذاته وجود حراك حقيقي في الملف النووي الإيراني، ليس فقط بين طهران وواشنطن، بل مع العالم الغربي بشكل عام.


وأضاف ، في تصريحات مع الإعلامية هاجر جلال مقدمة برنامج "منتصف النهار"، عبر قناة "القاهرة الإخبارية"، أن هذه الزيارة لا يمكن فصلها عن التحركات السياسية الجارية بشأن التفاوض على اتفاق نووي جديد، بعد انهيار الاتفاق السابق الذي وقع في عهد إدارة أوباما عام 2015، وألغاه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عام 2018.


وتابع قائلا أن الحديث عن قرب التوصل إلى اتفاق نووي جديد يتردد على لسان المسؤولين الأمريكيين، حيث تحدث ترامب سابقا عن أن الاتفاق بات قريبا ، لكنه تساءل عن دقة هذا التعبير، معتبرا أن كلمات مثل "وشيك" أو "قريبا" لم تعد واضحة في سياقات التفاوض، خصوصا أن المواقف الإيرانية تشير إلى رفض تقديم تنازلات تتعلق بتفكيك البرنامج النووي أو تقليص قدرات التخصيب.


وأكد، أن هناك تطور هو حدوث مفاوضات مباشرة لأول مرة بين الإيرانيين والأمريكيين وجها لوجه، وهو ما يعد تطورا مهما في مسار التفاوض، لكنه في الوقت نفسه حذر من وجود أطراف قد تسعى إلى إفشال الاتفاق، مشيرا إلى أن السؤال الأهم الآن لم يعد ما إذا كان سيتم التوصل إلى اتفاق، بل "متى ستقوم إسرائيل بتخريب هذا الاتفاق؟"، في ظل إشارات متكررة من تل أبيب عن رفضها لأي تسوية مع إيران لا تتضمن تفكيكا كاملا للبرنامج النووي.


https://www.youtube.com/watch?v=BvbeBURr9AI

طباعة شارك عماد الدين حسين عضو مجلس الشيوخ العلاقات المصرية الايرانية البرنامج النووى الايرانى

مقالات مشابهة

  • صدمة في حماس.. ومراقبون: مسودة «ويتكوف» غامضة ومخادعة
  • مراكز المساعدة تتحول إلى ساحات دم.. 102 شهيد خلال 8 أيام في غزة
  • اتصال نتنياهو بترامب يشعل الجدل بسبب مقترح أمريكي جديد حول الاتفاق الإيراني
  • واشنطن ترسل مقترح الاتفاق النووي إلى إيران
  • عماد الدين حسين: زيارة وزير الخارجية الإيراني تطور مهم فى علاقات البلدين
  • بكين ترفض اتهامات واشنطن بانتهاك اتفاق خفض الرسوم الجمركية
  • الصين ترفض اتهامات واشنطن بانتهاك اتفاق خفض الرسوم الجمركية
  • دمشق تعلن التوصل إلى اتفاق حول ملفات مهمة مع وفد قسد
  • الأمم المتحدة تكشف عن أزمة بقاء بغزة ولندن تطالب إسرائيل بوقف الحرب
  • اقتراح أمريكي لإيران بشأن الاتفاق النووي.. والوسيط سلطنة عمان