رامي المتولي يكتب: مهرجان الإسكندرية للفيلم القصير 10.. تفاعل حقيقي من الجمهور في حب "السينما"
تاريخ النشر: 2nd, May 2024 GMT
على مدار 10 دورات من عمر مهرجان الإسكندرية للفيلم القصير لم يخذل صناع المهرجان جمهورهم على الإطلاق، على العكس بل تمكنوا -وما زالوا- من رفع سقف التوقعات دورة بعد دورة بطموحهم وعلى الرغم من ضعف الامكانيات المادية التي تواجه إقامة مهرجانهم، والذي يمنح نافذة قدرها أيام للجمهور المصري أن يتعرف على خصوصية المجتمع السينمائى السكندري وثرائه وارتباطه بالأفلام وعروضها، نتعرف من خلالها على تفاصيل الجهود الخارقة التي يبذلها رئيس المهرجان محمد محمود ومديره الفني موني محمود ومديره محمد سعدون وفرق عملهم لتذليل العقبات الخروج بدورة ناجحة تلو الأخرى، بلا أي انتظار لمردود ما سوي نشر الثقافة السينمائية والتفاعل الكبير الحاصل بين انماط واذواق مختلفة للجمهور المصري والعربي والعالمى.
خصوصية الدورة المنتهية للمهرجان كونها تحمل رقم 10 وتعد تكليل لنجاح وكفاح مجموعة من الشباب سنوات لبناء أسم وسمعة للمهرجان، والذي أصبح حاليا له مجموعة من المحبين يشتركون مع صناعه في دعمهم للفكرة والتعاطى معها من منطلق اهميتها الكبري، نجد هذا الدعم في الحضور المكثف للأفلام من الجمهور والرغبة الحقيقية في الاشتباك مع الصناع في نقاشات عن افلامهم وأفكارهم، ومع أرتفاع الجودة الفنية لأفلام هذه الدورة تكون المنافسة في ما بينهم على الجوائز قوية، وهذا ما عبرت عنه لجان التحكيم المتنوعة في اختياراتها والتى جاءت كما حال المهرجان تبحث عن التنوع ودعم الشباب وتقدير جهدهم وأعمالهم.
تفاصيل مسابقة الأفلام الروائية
تضمنت مسابقة الأفلام الروائية 17 فيلما من دول متعددة، اختارت افضل أفلامهم لجنتي تحكيم هما اللجنة الدولية ولجنة جمعية نقاد السينما المصريين، حيث منحت الأخيرة جائزتها التي تحمل اسم الناقد الراحل سمير فريد للفيلم البريطاني "النداء الأخير" والذي يقدم رؤية فنية وشاعرية لأم تعاني من فقدان أبنها بموته ومحاولتها الإنتحار، حيث يحمل حواره بذكاء اختزالًا يكشف الكثير من جوانب حياة هذه الأم وعلاقتها بأبنها في الدقائق القليلة التي جمعتهم في الفترة ما بين تنفيذها لإنتحارها وإنقاذها من قبل المسعفين، وهى الفترة التي استغلها مخرج الفيلم ليصنع مكانًا سحريًا يبدو كبرزخ تجتمع فيه الأم مع ابنها وتتطهر من ندمها على ما فات من علاقتهما.
ومع اختلاف طبيعة لجنتي التحكيم حيث كانت اللجنة الأخيرة مشكلة من نقاد سينمائيين فقط بينما ضمت لجنة المسابقة الدولية والمكونة من خمس سيدات: ناقدة وممثلة ومخرجتين وكاتبة سيناريو، ذهبت اللجنة الدولية باختياراتها إلى مساحات أخرى، حيث حصد فيلم "أم وقت الذروة" -الفلبين، سنغافورة- الجائزة الذهبية، وهو محاكاة ساخرة لبرامج الواقع التليفزيونية في إطار الكوميديا السوداء التي تصور مهانة عدد من الامهات في محاولاتهم المستميتة للأنضمام إلى برنامج واقع تليفزيونى يستغلهم للحصول على المقابل المادي الممنوح من البرنامج ككجائزة، ويتفوق الفيلم في العديد من العناصر منها تصميم المنتج والإخراج والتمثيل والسيناريو الذي لم يعتمد كثيرا على الحوار قدر ما اعتمد على أداء الممثلين الحركي والتعبيري.
وعلى الرغم من أن عدد الأفلام التي حصدت الجوائز والتنويهات في هذه الفئة هم 5 أفلام، إلا أن المسابقة ضمت عدد أكبر من الأفلام المتفوقة فنيا منها فيلم "جناحا زرقاء اليمامة" -السعودية- والذي يعيد تناول أسطورة زرقاء اليمامة بشكل عصرى مرتبط بواقع حالى وفى الوقت ذاته بامكانيات قليلة، حيث لم يحتاج مخرجه سوى موقع للتصوير الخارجى ومكياج بسيط وحوار ذكى يبدو قادما من الماضى لكنه في الحقيقة يعبر عن التأثير المدمر للرجعيين والجهلة على مسيرة التطور والتقدم والاسلوب العلمى في إدارة الحياة.
ومن التنوع الواضح في المسابقة أيضًا وجود فيلم "إيجر، 1552" وهو فيلم تعليمى موجهه للمراهقين والأطفال للتوعية بتاريخ البلد المنتجة للفيلم وهى المجر، وعلى الرغم من تكرار الفكرة وهى وجود طالب متمرد يرفض الاستماع لمعلمة التاريخ ويقوده عناده إلى الدخول بشكل فانتازي إلى الحدث الذي لا يعتد باهميته ويلمس بنفسه مدى تأثيره، ليعود من الرحلة السحرية وقد تغير تماما، لكن تنفيذه ونقله للمعلومات داخل الحوار يجعله فيلما جيد الصنع، لا يصل لمستوى المنافسة على الجوائز لكن عرضه للجمهور كنموذج للتنوع وأمر هام تمت مراعاته من قبل الفريق الفنى للمهرجان.
المسابقة العربية
أما المسابقة العربية فقد ضمت 8 أفلام حصد نصفهم الجوائز والتنويهات، في مقدمتهم فيلم "غرفة صغيرة" -العراق- الذي فاز بالجائزة الذهبية، ويرسم بعذوبة شديدة وإثارة رحلة شقيقان (ولد وبنت) في بيع تابوت فاخر استاذنا أصحابه بعد دفن قريبهم في الحصول عليه ووافقوا، حيث يبيعا الزهور في المقابر لتوفير قوتهم اليومي ومساعدة والدهم المريض، ويعد بيع هذا التابوت الفاخر وسيلة لتحقيق أحلامهم وشراء ادوية والدهم، ويتحول هذا التابوت لمحل صراع بعد منازعة حارس المقابر لهم عليه، ومن وجهة نظر كل طرف من أطراف الصراع للتابوت تتضح تفاصيل شخصياتهم وأحلامهم وحياتهم.
وفى هذه المسابقة تحديدًا حصد فيلمان تفاعل معهم الجمهور لحد كبير أثناء عرضهم وقابل تترات نهايتهم بتصفيق قوى وممتد هما "كتير كول" - لبنان- و"إلى ريما" -مصر- وحصدا أيضا تنويهات لجنة التحكيم حيث حصل الأول على تنوية لمخرجته والثاني لابطاله، وهما بالطبع ليسا الأفلام الوحيدة التي حظت باستحسان الجمهور ولجان التحكيم، بل امتد خيط الجوائز واستحسان الجمهور لأفلام أخري متنوعة، ربما فاز بعضها بالجوائز لكن الأفلام الأخرى وصناعها حظوا بفرصة كبيرة وحقيقة في التفاعل بين ثقافات مختلفة وبمستويات تلقى متنوعة يحرص على وجودها دائمًا فريق عمل المهرجان.
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: مهرجان الاسكندرية للفيلم القصير رئيس المهرجان جمعية نقاد السينما رامي المتولي مهرجان الإسكندرية
إقرأ أيضاً:
مهرجان البحر الأحمر يعلن الفائزين بجوائز “اليُسر” في ختام دورته الخامسة 2025
البلاد (جدة)
اختتم مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي أمس أعمال دورته الخامسة، بإعلان الفائزين بجوائز “اليُسر”، وذلك خلال الحفل الختامي الذي أقيم في ميدان الثقافة بجدة التاريخية، تحت شعار “في حب السينما”، وسط حضور لافت من أبرز نجوم السينما وصنّاع الأفلام من مختلف دول العالم، في أمسية احتفائية عكست مكانة المهرجان ودوره في تعزيز الحراك السينمائي الإقليمي والدولي. وأكدت رئيس مجلس أمناء مؤسسة البحر الأحمر السينمائي جُمانا راشد الراشد، في كلمتها خلال الحفل، مكانة مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي بصفته موطنًا حضاريًا للفن السابع، ودوره في جمع المبدعين من مختلف الثقافات، ودعم صناع الأفلام في رحلتهم نحو مستقبل أكثر شمولًا وتعاونًا، مشيرةً إلى ما يحققه المهرجان هذا العام من نمو لافت وفرص جديدة للتلاقي والإبداع. وأوضحت أن قوة السينما تكمن في قدرتها على توحيد الشعور الإنساني وصون القصص القادمة من العالم العربي وآسيا وأفريقيا، مع تعزيز التعاون الذي يستحقه كل عمل سينمائي متميز. وقدمت الراشد شكرها لفريق العمل والجمهور، واحتفت بتكريم شخصيات سينمائية بارزة، مثمنةً جهود لجنة التحكيم التي منحت الدورة تميزها، مؤكدةً استمرار المهرجان في بناء منظومة داعمة لصناع المحتوى وترسيخ دور السينما في الإلهام وإطلاق الحوار وإحداث الأثر الإبداعي. وشهد الحفل تكريم أربعة من الشخصيات السينمائية البارزة بجوائز فخرية، شملت المخرج دارين أرونوفسكي، والمخرج والموسيقي إدريس إلبا، والممثل العالمي السير أنتوني هوبكنز، والمخرجة والممثلة السعودية عهد كامل؛ وذلك تقديرًا لإسهاماتهم الفنية وإثرائهم لصناعة السينما.
وجرى اختيار الفائزين بجوائز “اليُسر” من قِبل لجنة تحكيم الأفلام الطويلة برئاسة شون بيكر, وعضوية ريز أحمد, ونعومي هاريس, وأولغا كوريلينكو, ونادين لبكي، إلى جانب لجنة تحكيم الأفلام القصيرة التي ضمّت دارين سلام, ونور الخضراء, وكيم ماغنوسون. وجاءت الجوائز المعلنة لتبدأ بفئة الأفلام الوثائقية، حيث ذهبت جائزة الشرق لأفضل وثائقي إلى فيلم “في-آي: في الحركة” للمخرجة جولييت بينوش، كما فاز فيلم “كولونيا” للمخرج محمد صيام بجائزة الجمهور لأفضل فيلم دولي، ونال فيلم “هجرة” للمخرجة شهد أمين جائزة الجمهور لأفضل فيلم سعودي. وفي فئة الأفلام القصيرة، حصل فيلم “جيم 1983” للمخرج جورج أبو محيّا على تنويه خاص من لجنة التحكيم، وفاز فيلم “الأراضي الفارغة” للمخرج كريم الدين الألفي بجائزة اليُسر الفضية لأفضل فيلم قصير، وتوج فيلم “مهدّد بالانقراض” للمخرج سعيد زاغا بجائزة اليُسر الذهبية. وشملت الجوائز المعلنة لفئة الأفلام الطويلة فوز فيلم “أصوات الليل” للمخرج زانغ زونغشين بجائزة أفضل إنجاز سينمائي، وحصول جورج خبّاز على جائزة أفضل ممثل عن دوره في فيلم “يونان”، وفوز سيو سو-بين بجائزة أفضل ممثلة عن دورها في فيلم “عالم الحبّ”، وتوِّج فيلم “نجوم الأمل والألم” للمخرج سيريل عريس بجائزة أفضل سيناريو، فيما حصد أمير فخر الدين جائزة أفضل مخرج عن فيلم “يونان”. كما منحت لجنة التحكيم جائزتها لفيلم “هجرة” للمخرجة شهد أمين، واختُتم الإعلان بفوز فيلم “اللي باقي منك” للمخرجة شيرين دعيبس بجائزة اليُسر الفضية لأفضل فيلم طويل، بينما ذهبت جائزة اليُسر الذهبية لأفضل فيلم طويل إلى فيلم “أرض ضائعة” للمخرج أكيو فوجيموتو.