الجمهورية الإسلامية الإيرانية والتحديات الماثلة أمام محور المقاومة
تاريخ النشر: 4th, May 2024 GMT
كثيرة هي التحديات التي تواجه الجمهورية الإسلامية الإيرانية، الحاضنة لمحور المقاومة والمصطفة خلف القضايا العربية والإسلامية والأفريقية و(العالم ثالثية) العادلة، فهي ترتبط بعلاقة متميزة مع دول وشعوب وأنظمة حرة في الوطن العربي وأفريقيا وآسيا وأمريكا الجنوبية، وهي ومنذ أربعة عقود تحوّلت من دولة راعية للقوى الاستعمارية ومحاور الاستكبار العالمي وحليفة للكيان الصهيوني إلى جمهورية إسلامية ثورية تناهض قوي الاستكبار والاستعمار وحليفة للشعوب الحرة المناهضة لقوى الاستعمار والاستكبار في الوطن العربي وفي أفريقيا وآسيا وأمريكا اللاتينية، وبالرغم من التحديات التي وضعت أمام الثورة الإسلامية وحملات التشويه التي طالتها ولاتزال من قبل بعض العرب المرتبطين بالقوى الإمبريالية والاستعمارية الذين يحاولون جاهدين إظهار الجمهورية الإسلامية الإيرانية كدولة ذات أهداف توسعية بخلفيات ودوافع (استعمارية فارسية) وهي السردية التي برزت بعد قيام الثورة الإسلامية وغذتها أمريكا والكيان الصهيوني بعد أن تحوّلت (طهران) من حليف لهم إلى عدو لهم و حليف لخصومهم وهم المقاومة العربية في سوريا، ولبنان، وفلسطين، وهذا المحور الذي كان ولا يزل يمثل الخصم اللدود للعدو الصهيوني وحلفائه في أمريكا والغرب الاستعماري.
كانت أنظمة الخليج وأمريكا والصهاينة وراء إشعال الحرب العراقية _الإيرانية مباشرة، بعد قيام الثورة الإيرانية، وبعد أن انتهت هذه الحرب تقريبا بالتعادل ولم تدمر قدرات العراق ولا قدرات إيران خلال تلك الحرب التي اطلق عليها مستشار الأمن القومي الأمريكي وأحد أبرز مهندسيها إلى جانب ( رامسفيلد) وهو(بريجنيسكي) الذي ابتكر استراتيجية (الاحتواء المزدوج) وكان الغاية منها هو تدمير قدرات إيران والعراق ذاتيا أي عن طريق الحرب بينهما وقد فشلت هذه النظرية وسقطت على يد العراق وإيران.
جاء بعد ذلك الغزو العراقي للكويت وهو اختراع أمريكي خالص ثم دخول أمريكا بقواتها وأساطيلها لتحرير الكويت من العراق، ثم حصار العراق واحتلاله من قبل أمريكا وإسقاط النظام والدولة وتدمير المؤسسات وإشاعة الفوضى الطائفية والمذهبية داخل هذا القطر العربي، ثم كيل التهم إلى إيران وتحميلها وزر الأحداث التي شهدها العراق سواء كانت الطائفية والمذهبية أو الصراعات الحزبية والسياسية وعلى هذا سعي البعض إلى (شيطنة إيران) وتحميلها وزر كل ما يجري في العراق والمنطقة، رغم أن (طهران) لم تقم في العراق بما قامت به مثلا مصر في ليبيا والسودان، ولا بما قامت وتقوم به السعودية والإمارات في اليمن والبحرين وفي دول الخليج _ قطر مثلاً_ التي اضطرت لاستدعاء القواعد الأمريكية كي تحميها من تدخل شقيقتها السعودية..؟!
بغض النظر عن خلاف إيران مع التيار القومي الذي كان يحكم العراق فأن تدخلها كان طبيعياً لحماية أمنها القومي على ضوء الفوضى التي تسبب بها الاحتلال الأمريكي، وهي التي تدخلت في سوريا بطلب من الدولة السورية بعد أن تكالبت 89دولة وبتمويل عربي بهدف إسقاط النظام وتمزيق سوريا بمزاعم كاذبة، ولو أن تكاليف إسقاط النظام في دمشق قدمها العرب لها لتعزيز قدراتها العسكرية لخاضت بها حرب تحرير الجولان وفلسطين وانتصرت..
ومع ذلك فإن طهران بحاجة إلى تفعيل أدوات التواصل الناعمة مع النخب والفعاليات العربية وأن لا تكتفي بمن اندرجوا في التحالف معها من الفعاليات العربية، بل عليها فتح قنوات تواصلها مع كل الفعاليات والأطياف العربية والإسلامية وان لا تحصر علاقتها بحلفائها في الوطن العربي الذين وبالتالي فإن تعزيز محور المقاومة يتطلب الانفتاح على كل الأطياف السياسية والثقافية والحزبية والمكونات الاجتماعية وتعزيز العلاقة مع هذه الفعاليات وفق ثوابت نضالية مشتركة قوامها وقاعدتها المصالح النضالية المشتركة ووحدة العدو والمقاومة وتعزيز كل مقومات النضال المقاوم وترسيخ كل ممكنات النضال المشترك الذي يعزز من علاقتنا بالجارة التاريخية وشريكتنا بالجغرافية والتاريخ والعقيدة والقيم المشتركة وهي الجمهورية الإسلامية الإيرانية التي من حقها تأمين مصالحها وأمنها القومي، بذات القدر الذي يحق لنا تأمين مصالحنا أيضا وأمننا القومي من خلال علاقة تكاملية وندية مع الأخوة في الجمهورية الإسلامية، علاقة تكاملية متكافئة وندّية بغض النظر أن تقوم هذه العلاقة بين أنظمة أو بين فعاليات نخبوية سياسية كانت أو ثقافية أو وجاهات اجتماعية.
المصدر: الثورة نت
كلمات دلالية: الجمهوریة الإسلامیة الإیرانیة
إقرأ أيضاً:
الموساد يضرب عمق إيران: تاريخ من العمليات الإسرائيلية السريّة ضد الجمهورية الإسلامية
أنشأ جهاز الموساد قاعدة سرية للطائرات المسيّرة المتفجّرة داخل إيران قبل أسابيع من العملية، حيث استُخدمت لاحقاً لضرب منصات صواريخ أرض-أرض. اعلان
في تصعيد غير مسبوق، أعلنت إسرائيل فجر الجمعة بدء عملية عسكرية واسعة ضد أهداف نووية وعسكرية في إيران، تحت اسم "الأسد الصاعد"، مؤكدة أنها تهدف إلى "إزالة التهديد الإيراني لوجود الدولة العبرية". وشملت العملية ضربات جوية مكثفة تزامنت مع سلسلة عمليات سرية نفذها جهاز الموساد في عمق الأراضي الإيرانية، استهدفت منظومات الصواريخ والدفاع الجوي والبنى التحتية النووية.
كوماندوز الموساد في قلب إيراننقل الإعلام الإسرائيلي عن مصدر أمني رفيع أن وحدات خاصة من الكوماندوز التابع للموساد تسللت إلى وسط إيران قبل بدء الضربات الجوية، ونشرت أنظمة أسلحة دقيقة بالقرب من بطاريات الدفاع الجوي الإيراني، تم تفعيلها لحظة الهجوم. كما تم زرع تقنيات هجومية متطورة في مركبات إيرانية، استُخدمت لتدمير أهداف دفاعية حساسة مع انطلاق العملية.
وأنشأ الموساد قاعدة سرية للطائرات المسيّرة المتفجّرة داخل إيران قبل أسابيع من العملية، حيث استُخدمت لاحقاً لضرب منصات صواريخ أرض-أرض قرب قاعدة "أشفق آباد" جنوبي طهران، والتي اعتُبرت تهديداً مباشراً لإسرائيل.
اغتيالات تستهدف النخبة النووية والعسكريةالهجوم الإسرائيلي أسفر عن مقتل عدد من كبار القادة الإيرانيين، بينهم رئيس هيئة الأركان اللواء محمد باقري، وقائد الحرس الثوري حسين سلامي، وقائد قوة "خاتم الأنبياء" اللواء غلام علي رشيد، بحسب ما بثه التلفزيون الإيراني. كما نقلت وسائل إعلام إيرانية ما وصفتها بالتقارير غير المؤكدة عن إصابة علي شمخاني مستشار المرشد الإيراني في الهجوم الإسرائيلي ونقله للمستشفى في حالة حرجة.
وفي ضربة قاسية للبرنامج النووي الإيراني، أكدت وكالة "تسنيم" مقتل ستة من أبرز العلماء النوويين، وهم "عبد الحميد مينوشهر، وأحمد رضا ذو الفقاري، وأمير حسين فقهي، ومطلبي زاده، ومحمد مهدي طهرانجي، وفريدون عباسي " جراء الهجوم الاسرائيلي.
Relatedالجيش الإسرائيلي يواصل التصدي للمسيّرات الإيرانية ورفع راية الانتقام الحمراء في قمالإعلام الإيراني يعرض وثائق سرّية تؤيد اتهام طهران لغروسي بالتواطؤ مع إسرائيلإسرائيل تضرب إيران وتقتل كبار قادتها.. وطهران تتوعد بردّ قاس ضد تل أبيبنطنز تحت القصف.. ومنشآت استراتيجية في مرمى النيران
الهجمات الإسرائيلية استهدفت منشأة نطنز الرئيسية لتخصيب اليورانيوم، إلى جانب مصانع للصواريخ الباليستية ومنشآت عسكرية في أنحاء متفرقة من إيران. ووردت أنباء عن انفجارات عنيفة في مواقع مختلفة، وسط إعلان الطوارئ في إسرائيل وإغلاق مطار بن غوريون تحسباً لهجمات انتقامية إيرانية بطائرات مسيرة وصواريخ.
من "انهض واقتل أولاً" إلى طهرانمنذ تأسيسه، تبنّى جهاز الموساد عقيدة الاغتيال الاستباقي المستمدة من المقولة التلمودية "إذا جاء شخص لقتلك، فانهض واقتله أولاً"، وهي العقيدة التي تحوّلت إلى مبدأ تنفيذي محوري، خاصة منذ تولي مئير داغان رئاسة الجهاز عام 2002، حيث أطلق يد الجهاز في تنفيذ عمليات نوعية ضد البرنامج النووي الإيراني، ومعها كل ما يُشكل "تهديداً وجودياً" لإسرائيل.
بتكليف من داغان، صاغ الضابط السابق تامير باردو خطة سرية هدفت إلى ضرب برنامج إيران النووي من الداخل، تضمنت سلسلة من الاغتيالات والتخريب والدعم السري لجماعات معارضة. أُعدّت قائمة بأسماء 15 عالماً إيرانياً كأهداف مباشرة. وكانت البداية في يناير/كانون الثاني 2010، حين اغتيل الفيزيائي مسعود علي محمدي بعبوة ناسفة أمام منزله في طهران.
توالت بعدها عمليات الاغتيال بذات الأسلوب الدقيق: مجيد شهرياري قُتل بقنبلة مغناطيسية ألصقت بسيارته، بينما نجا زميله فريدون عباسي دواني بأعجوبة من محاولة مشابهة. المهندس مصطفى أحمدي روشان، الذي أشرف على منشآت التخصيب، لقي مصرعه بالطريقة ذاتها. أما داريوش رضائي نجاد، فاستُهدف بالرصاص أمام منزله بينما كان برفقة أسرته.
الاختراق لم يقتصر على العلماء، بل طال أيضًا البنية العسكرية الإيرانية. ففي نوفمبر/تشرين الثاني 2011، قُتل حسن طهراني مقدم، مهندس البرنامج الصاروخي الإيراني، في انفجار غامض داخل قاعدة "بيد غنه" العسكرية. ورغم التبريرات الرسمية، تشير تقارير غربية إلى أن الموساد دبّر العملية بدقة بالغة.
في نوفمبر 2020، نفذ جهاز الموساد عملية تعدّ الأكثر تطورًا على الإطلاق، استهدفت كبير علماء إيران النوويين محسن فخري زاده، باستخدام رشاش يتم التحكم فيه عن بُعد عبر الأقمار الصناعية ومن دون أي عنصر بشري على الأرض. ووفق صحيفة نيويورك تايمز، استُخدمت في العملية تقنية ذكاء اصطناعي ومكوّنات تم تهريبها إلى الداخل الإيراني على مراحل، ليُقتل فخري زاده في كمين دقيق على طريق ريفي قرب طهران.
لاحقًا، اغتيل العقيد حسن صياد خدايي، أحد أبرز عناصر فيلق القدس، أمام منزله بطهران في مايو 2022. نُفذت العملية بالطريقة الكلاسيكية: راكبا دراجة نارية، عدة رصاصات، وهروب صامت. إيران حمّلت إسرائيل المسؤولية، في حين التزمت الدولة العبرية الصمت كدأبها دائما.
انتقل إلى اختصارات الوصولشارك هذا المقالمحادثة