قفزة كبيرة في القروض المعدومة لدى البنوك المصرية.. ما دلالتها؟
تاريخ النشر: 4th, May 2024 GMT
شهد القطاع المصرفي في مصر ارتفاعا ملحوظا في القروض المعدومة للعملاء، وبلغت نسبة الارتفاع حوالي 150 بالمئة مقارنة بالعام الماضي، بحسب مسح أجرته صحيفة "البورصة" المصرية.
ويعكس هذا الارتفاع الظروف الاقتصادية الصعبة التي تعاني منها البلاد، وتأثر العديد من الأفراد والشركات بالتباطؤ الاقتصادي والتحديات المالية.
وتواجه البنوك المصرية تحديات كبيرة في إدارة هذه الزيادة الكبيرة في القروض المعدومة، ما قد يؤدي إلى خسائر كبيرة للبنوك وتقويض ثقة المستثمرين في النظام المصرفي.
وفي هذا السياق، قدمت وكالة "ستاندرد أند بورز" تصنيفا ائتمانيا يتوقع استمرار ارتفاع معدلات الخسائر على القروض في السنوات المقبلة، مع تباطؤ النمو الاقتصادي وزيادة الضغوط المالية على الأفراد والشركات.
يشير المسح إلى أن البنوك المصرية توسعت خلال العام الماضى فى إعدام القروض المتعثرة، وبلغ إجمالي القروض المعدومة من 13 بنكا محليا حوالي 15.43 مليار جنيه العام الماضي، مقابل 6.43 مليار جنيه خلال 2022 بنمو قدره 140 بالمئة.
وتعد الشركات الأكثر تأثرا بالقروض المتعثرة، وبحسب المسح أظهر أن هناك نموا كبيرا في إعدام القروض لدى أغلبية البنوك واستحوذت الشركات على النصيب الأكبر من القروض المعدومة.
تُشير توقعات وكالة "ستاندرد أند بورز" إلى أنّ تظل الأوضاع الاقتصادية فى مصر صعبة، مع نمو الناتج المحلي 3 بالمئة فقط فى العام المالى الحالي، مما قد يُؤثر سلبًا على قدرة الشركات والأفراد على سداد قروضهم.
وتوقعت الوكالة أن تحتاج مراجعة البنك المركزي لسياسة التشديد النقدي وقتا لترويض التضخم، وأن يسجل التضخم فى مصر 32 بالمئة فى 2024، و22 بالمئة في 2025، وبناء على ذلك رجحت تآكل الجدارة الائتمانية للمقترضين وارتفاع خسائر الائتمان.
ما هي علاقة ذلك بالأوضاع الاقتصادية الصعبة؟
التباطؤ الاقتصادي: يُعدّ التباطؤ الاقتصادي أحد أهمّ العوامل التي تُساهم في ارتفاع القروض المعدومة، فمع انخفاض معدلات النمو، يُصبح من الصعب على الشركات والأفراد الوفاء بالتزاماتهم المالية.
ارتفاع تكاليف المعيشة: يُؤدي ارتفاع تكاليف المعيشة إلى تراجع قدرة الأفراد على سداد أقساط قروضهم، مما يُساهم في ازدياد القروض المعدومة.
قلة فرص العمل: تُؤدي قلة فرص العمل إلى انخفاض الدخل، مما يُشكل صعوبة في سداد القروض.
تداعيات سلبية مستقبلية
في تقديره يقول الباحث الاقتصادي وخبير أسواق المال، أحمد قطب، "يعكس ارتفاع القروض المعدومة تآكل قدرة الشركات والأفراد على السداد وهو مؤشر سلبي للنمو الاقتصادي ويشير التقرير على زيادة كبيرة للغاية في تعثر الشركات عن السداد، وأيضا أحد أسباب ذلك رفع معدلات الفائدة من البنك من المركزي 800 نقطة خلال الفترة الماضية للسيطرة على التضخم وهو ما يجبر البنوك على رفع الفوائد على قروض العملاء الأفراد والشركات وبالتالي زيادة الأعباء المالية".
واستدرك قطب في حديثه لـ"عربي21": "لكن الملاحظ أن التقرير لم يشمل أكبر بنكين في مصر وهما البنك الأهلى المصري وبنك مصر، والأرقام الصادرة عنهما ستعكس بالتأكيد الوضع الحقيقي لمستقبل القروض في مصر، نلاحظ أيضا بنك التعمير والإسكان، إذ بلغ إجمالي القروض التي تم إعدامها 368.7 مليون جنيه العام الماضى مقابل 11.3 مليون جنيه في 2022 أي بزيادة حوالي 32 ضعف فى القروض المتعثرة في البنك الأول في مصر المتخصص فى القروض العقاريه معنى ذلك أن هناك انكماش فى السوق العقاري وأن هناك في الغالب بالونه عقارية تتكون في السوق".
وخلص قطب إلى القول: "الأرقام تخبرنا أيضا عن سوء إدارة في الموافقة على القروض وعدم تحري الدقة في منح القروض تتحملها الإدارات الائتمانية في البنوك وإدارة المخاطر عليها العبء الأكبر إلى الانتباه إلى المشكلة ومعالجتها".
واعتبر رئيس شركة الاستشارات الاستثمارية "بويز إنفستمنت" بواشنطن، شريف عثمان، "زيادة حالات الديون المعدومة وارتفاع قيمتها نتيجة طبيعية لرفع أسعار الفائدة بشكل كبير منذ مارس 2022 من مستوى 10 بالمئة إلى أكثر من 27 بالمئة".
وأوضح عثمان لـ"عربي21": "رغم أن الهدف من تلك الخطوة هو خفض معدلات التضخم من خلال سياسات التشديد النقدي إلا أن الأعراض الجانبية تشمل مواجهة الشركات والأفراد صعوبات في تمويل مشروعاتهم وفي سداد القروض الخاصة بهم وبالتالي يزيد حجم القروض المعدومة".
ورهن عثمان "تحسن الأوضاع من خلال اتخاذ خطوات جادة نحو الإصلاحات الهيكلية للاقتصاد المصري وإفساح المجال أمام القطاع الخاص وغيرها من الإصلاحات الضرورية والتي تشمل أوجه الاقتصاد وليس التركيز فقط على سعر العملة والتضخم لأنهما أحد أشكال اضطراب واختلال الهيكل الاقتصادي، وسوف يسهل للشركات الحصول على القروض وإعادة التمويل وبالتالي يقلل من حالات القروض المعدومة وحالات الإفلاس".
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي اقتصاد اقتصاد دولي اقتصاد عربي اقتصاد عربي القطاع المصرفي مصر الاقتصادية البنوك مصر اقتصاد البنوك القطاع المصرفي المزيد في اقتصاد اقتصاد عربي اقتصاد عربي اقتصاد عربي اقتصاد عربي اقتصاد عربي اقتصاد عربي اقتصاد اقتصاد اقتصاد سياسة سياسة اقتصاد اقتصاد اقتصاد اقتصاد اقتصاد اقتصاد اقتصاد اقتصاد سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الشرکات والأفراد فی مصر
إقرأ أيضاً:
490 مليون دولار أرباح "إن إم دي سي جروب" خلال النصف الأول
أعلنت مجموعة "إن إم دي سي جروب"، المختصة في مجالات الهندسة والتوريدات والبناء والتجريف البحري، عن نتائجها المالية للنصف الأول من عام 2025، مسجلة إيرادات بقيمة 13.4 مليار درهم (حوالي 3.65 مليار دولار) وبنمو 10 بالمئة على أساس سنوي.
وارتفع صافي أرباح "إن إم دي سي جروب" بنسبة 20 بالمئة خلال الفترة ذاتها ليصل إلى 1.8 مليار درهم (حوالي 490 مليون دولار)، في دلالة واضحة على تحسّن هوامش الربحية والكفاءة التشغيلية، وتواصل المجموعة تحقيق نمو مستقر وفعال بفضل كفاءتها في تقديم حلول متكاملة، عالية الجودة ومصممة خصيصاً لتلبي متطلبات العملاء.
وأوضحت المجموعة في بيان لها الأربعاء، أن القيمة الإجمالية للمشاريع قيد التنفيذ بلغت 66.2 مليار درهم مدعومة بمشروعات تم ترسيتها بقيمة 15.1 مليار درهم مع نهاية الربع الثانى، في حين يستمر زخم المشاريع المستقبلية وجارى المشاركة في مناقصات بما يقارب 100 مليار درهم.
الأداء الفصليوخلال الربع الثاني من عام 2025، ارتفعت إيرادات المجموعة بنسبة 5 بالمئة على أساس سنوي لتصل إلى 7.1 مليار درهم، فيما بلغ صافي الأرباح 971 مليون درهم، ليسجل بذلك نمو بلغ 18 بالمئة مقارنة بالفترة ذاتها من العام الماضي، في مؤشر واضح على قوة الانضباط التشغيلي وتعزيز الكفاءة في إدارة التكاليف مع ارتفاع الهوامش الربحية.
كما أتمّت وحدة أعمال الخدمات اللوجستية والتقنية " إن إم دي سي ال تى اس " التابعة للمجموعة، خلال الفترة ذاتها، عملية الاستحواذ على حصة بنسبة 70 بالمئة في شركة "إمداد"، التي تتخذ من دولة الإمارات مقرًا لها والمتخصصة في تقديم خدمات متكاملة لحقول النفط، إذ تعد هذه الصفقة خطوة إستراتيجية تفتح آفاقاً جديدة أمام المجموعة، وتسهم في تنويع محفظة أعمالها ضمن قطاع خدمات حقول النفط.
وقال محمد ثاني الرميثي، رئيس مجلس إدارة “إن إم دي سي جروب”، إن المجموعة تواصل أداء دورها المحوري في دعم إستراتيجية التنمية الصناعية لدولة الإمارات، معتمدين على رؤية طموحة ترتكز على الابتكار والتكامل الصناعي، مؤكدا أن النتائج تعكس الالتزام بدعم القيمة الوطنية من خلال شراكات إستراتيجية وتنفيذ محكم، بما يعزز مكانة المجموعة محركا رئيسيا للنمو الصناعي والاستثماري محليًا وإقليميًا.
من جانبه، أكد المهندس ياسر زغلول، الرئيس التنفيذي للمجموعة، على مواصلة تطوير القدرات التقنية، وتسريع وتيرة التوطين، وتعزيز وجود المجموعة في الأسواق ذات الأولوية، مشيرا إلى أن الشراكات الإستراتيجية باتت تُثمر بالفعل عن فرص نوعية وقيمة مستدامة، وفي ظل الطلب المتزايد على مشاريع البنية التحتية المتقدمة، تواصل "إن إم دي سي جروب" تصدّر المشهد بكفاءة ومرونة، مع التركيز على تقديم حلول دقيقة تتماشى مع متطلبات المرحلة المقبلة.