صدى البلد:
2025-05-15@03:36:55 GMT

ماريان جرجس تكتب: بين العيد والحدود

تاريخ النشر: 4th, May 2024 GMT

سبت النور.. سبت الفرح ... ليلة عيد القيامة المجيد ، حيث ينطلق النور المقدس من القبر المقدس من كنيسة القيامة  في البلدة القديمة في القدس إلى باقي ربوع فلسطين ثم إلى كنائس العالم كله ولكن هذا العام بدون فرح، وسط أجواء الحرب حيث حل الركام بدل سعف النخيل الذي كان يزين المكان في مثل هذا الوقت من العام حيث يحتفل بعض الطوائف هناك حسب التوقيت الغربي والبعض الأخر يحتفل في نفس التوقيت الذي يحتفل فيه أقباط مصر بعيد القيامة حسب التوقيت الشرقي، في كنيسة القيامة وهي قبلة حجاج المسيحيين ، الذين يتكبدون الكثير من الأموال والجهد للوصول لها والحج إليها.


كانت تسمح قوات الاحتلال للحجاج الذهاب إلى كنيسة القيامة من أجل السياحة وكسب الأموال ولكن هذا العام تزداد العراقيل من قبل شرطة الاحتلال الذين يعرقلون بها الطريق المؤدى إلى كنيسة القيامة قبل سبت النور ، فتغيب أجواء الفرح عن عيد القيامة خاصة للطائفة الأرثوذكسية، هذا هو نفس المشهد ونفس تلك الحواجز التي وضعوها في المسجد الأقصى في  شهر رمضان الكريم وعيد الفطر المبارك وكأن إسرائيل لا تيقن أن القدس هي ليست حكرًا على أحد ولكن مقدساتها هي ملك لكل الأديان السماوية .


وابان ذلك وعلى الصعيد السياسي تطل علينا جريدة " لو فيجارو" الفرنسية  بخبر وتصريح هام عن أن مصر أصبح لها اليد العليا في المفاوضات بين الجانب الاسرائيلى وحركة حماس وذلك لعدة أسباب  ومنها إن إسرائيل لا تثق كثيرا في الجهود القطرية للوساطة فضلا عن علم الجانب الفلسطيني أو قادة حركة حماس بأهمية الحفاظ على الأمن القومي المصري ، وعلى الرغم عن كثرة الكلام عن اجتياح رفح بريًا منذ أيام قليلة ولكن عاد مرة أخرى الحديث عن وقف إطلاق النار والهدنة الكاملة في القطاع وعودة  للنازحين إلى شمال القطاع مرة أخرى وكأن الجهد الدبلوماسي المصري عن منع كارثة اجتياح رفح يؤتى ثماره .


أمّا على الصعيد الانسانى فدور مصر لا يقتصر فقط على السياسة والاغاثات الطبية فحسب ، بل أن هناك لفتات إنسانية مصرية جميلة تحكى روايات عند الحدود المصرية ، ترويها أمهات فلسطينيات من المخيمات في رفح الفلسطينية والمتاخمة للحدود المصرية عن إنارة الأضواء على الحدود المصرية الفلسطينية ليلا لإنارة المخيم الذي يفتقر إلى الطاقة وعن بعض من الفعاليات والمسابقات الشبابية التي تنظم من قبل الجانب المصري لشباب المخيم لكسر حدة الحزن الذي يخيم على المكان هناك وتمرير وجبات الإفطار والغذاء .


قتل الصحفيين ووأد حرية الصحافة ، تهجير قسري ، إبادة جماعية ، مجازر ، اختطاف فرحة العيد عرقلة وصول الحجاج المسيحيين إلى وجهتهم ، كلها جرائم بشرية لا تليق أن تحدث في القدس مدينة المقدسات.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: کنیسة القیامة

إقرأ أيضاً:

نادية صبرة تكتب: جهود الوساطة وفشل نتنياهو

فى تطور لافت تم الإفراج عن الاسير الأمريكي الإسرائيلي (عيدان الكسندر) بعد مفاوضات مباشرة بين حركة حماس وواشنطن..هذه الخطوة تعكس عدة أبعاد سياسية ودبلوماسية تؤكد علي تغيرات في التوجهات الدولية وتكشف عن فشل الحكومة الإسرائيلية ورئيسها بنيامين نتنياهو في تحرير الأسرى رغم الضغوط العسكرية التي مارستها إسرائيل على غزة علاوة على ذلك تسلط هذه الواقعة الضوء على دور الوسطاء فى هذه الأزمة وفى مقدمتهم مصر التي لعبت دورا محوريا في مسار المفاوضات بجانب جهود الولايات المتحدة وقطر كان لمصر دور كبير في المفاوضات التي أسفرت عن الإفراج عن الكسندر فمصر التي تحظي بعلاقات وثيقة مع حركة حماس في غزة تعد من أبرز اللاعبين الإقليمين الذين يتخذون من الدبلوماسية أداة لحل الازمات حيث تواصلت القاهره مع جميع الأطراف المعنية ولعبت دور الوسيط الذي يسهم في بناء الثقة مما ساعد في تسهيل التوصل إلى الاتفاق..هذا التحرك يعكس دور مصر فى تهدئة الأوضاع الإقليمية ويعزز مكانتها كقوة دبلوماسية فاعلة في القضايا الكبرى في الشرق الأوسط..

وعلى الرغم من الضغوط العسكرية الهائلة  فقد فشل نتنياهو وفريقه العسكري في تحقيق أهداف الحرب التي شنها الجيش الإسرائيلي سواء على صعيد تحرير الأسير الكسندر أو على صعيد العمليات العسكرية التي أسفرت عن إبادة جماعية على الأرض الفلسطينية ورغم استخدام القوة العسكرية الغاشمة لم يتمكن نتنياهو من إقناع حركة حماس بتسليم الأسير وهو ما يكشف عن محدودية القوة العسكرية في تحقيق الأهداف السياسية كما يبرز هذا الفشل مدي ضعف سياسات الحكومة الإسرائيلية في التعاطي مع الأزمات فى وقت كانت فيه الظروف الإقليمية والدولية تدفع باتجاه ايجاد حلول سلمية..ومع هذا الفشل تتضح بداية اختلاف الرؤية الأمريكية تجاه سياسة نتنياهو الفاشلة خاصة في سياق الحرب الأخيرة على غزة فقد حصل نتنياهو على وقت طويل من الدعم الأمريكي السخي جدا لتحقيق أهدافه المزعومة ولكن تلك الأهداف لم تتحقق بل وتسببت في تفاقم الأزمة الإنسانية والسياسية هذا الاختلاف يعكس تغيرا في المزاج الأمريكي الذي بدء يتجه نحو دعم سياسات أكثر توازنا وإيجاد حلول دبلوماسية للأزمات بدلاً من الاستمرار في سياسات القوة العسكرية التي لم تثمر عن نتائج إيجابية ولذا عرف الرئيس ترامب نفسه بأنه رجل سلام وصفقات وليس رجل حروب.

فى نهاية المطاف ومع التوصل إلى الاتفاق حول الإفراج عن الكسندر كان لافتاً أن الأسير نفسه رفض مقابلة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو فقد قرر أن يتوجه مباشرة إلى الدوحة للقاء الرئيس الأمريكي دونالد ترامب..هذا الموقف يعكس بشكل غير مباشر فقدان الثقة في القيادة الإسرائيلية الحالية ويشير إلى تفضيل الأسير لقاء القادة الأمريكيين الذين كان لهم دور مؤثر فى المفاوضات كما حمل الكسندر أثناء نقله بالمروحية لافتة كتب عليها (شكرا الرئيس ترامب) وقد نشر البيت الأبيض الصورة على حسابه الرسمي أن هذا الرفض من جانب الأسير يطرح تساؤلات حول مستقبل العلاقات الإسرائيلية الأمريكية فى ظل وجود نتنياهو وسياساته التي ربما تؤدي إلى تقويض بعض الدعم الأمريكي لإسرائيل على المدى الطويل خصوصا اذا استمر في رفض الحلول السياسية السلمية ورفض أي حديث عن حل الدولتين.

أخيرا تعد قصة الإفراج عن الاسير (عيدان الكسندر) بمثابة نقطة تحول في العديد من الملفات السياسية في المنطقة فمن خلال تحليل هذه الواقعة يمكننا أن نري تراجع قدرة الحكومة الإسرائيلية على تحقيق أهدافها العسكرية في ظل الدعم الأمريكي المشروط وتزايد دور الوساطات الإقليمية والدولية خاصه الدور المصري وفى الوقت ذاته تكشف عن بداية تباين في الرؤية بين واشنطن ونتنياهو مما قد يؤثر بشكل كبير على المستقبل السياسي للمنطقة..!

طباعة شارك عيدان الكسندر حركة حماس إسرائيل

مقالات مشابهة

  • ماريان جرجس تكتب: الأجندة الصحية المصرية
  • نادية صبرة تكتب: جهود الوساطة وفشل نتنياهو
  • لماذا بدأ ترامب جولته الخليجية بزيارة السعودية؟.. سر اختيار هذا التوقيت
  • «الإمارات العالمية للقدرة» تشارك بنظام التوقيت في «ختامي الوثبة»
  • تخوف إسرائيلي من حصول السعودية على طائرة يوم القيامة؟
  • تدشين كنيسة الشهيد أبسخيرون القليني بالشرقية على يد الأنبا مقار
  • تدشين كنيسة ورسامة في مينيسوتا بأمريكا .. صور
  • ريهام العادلي تكتب: زيارة السيسي إلى موسكو .. دلالات التوقيت وأبعاد إيجابية في المشهد الدولي
  • جستنية: أزمة النصراويين مع حوار حمد الله سببها المحتوى لا التوقيت
  • تأجيل إستئناف 6 متهمين بـ "خلية تفجير كنيسة النعمة الأولي بالمرج" لـ 13 يوليو